منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور المهدى فلسطين

منتدى فلسطينى عربى إسلامى يهتم بالقضية الفلسطينية والشؤون العربية والاسلامية
 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 سيد قطب جهاد فكري ومشروع نهضوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشقة فلسطین

عاشقة فلسطین


عدد المساهمات : 734
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
العمر : 42
الموقع : کل بلاد الاسلامیه موطنی و فلسطین فی قلبی

سيد قطب جهاد فكري ومشروع نهضوي  Empty
مُساهمةموضوع: سيد قطب جهاد فكري ومشروع نهضوي    سيد قطب جهاد فكري ومشروع نهضوي  Emptyالأربعاء 15 سبتمبر 2010, 10:19 pm





سيد قطب جهاد فكري ومشروع نهضوي  49

(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)

سيد قطب جهاد فكري ومشروع نهضوي  Fgotb

على مرّ التاريخ شهد العالم وجود مفكّرين وعلماء كبار حملوا مشعل الحريّة والعدل. وفي العالم الإسلامي كان هناك رجال و شخصيات

رفعوا شعار العودة إلى الإسلام الحقيقي ومكافحة الظلم. ويعدّ السيّد جمال الدين الأسدآبادي أحد أبرز المفكّرين المسلمين الذين ناهضوا

الاستعمار وعملوا على فضح أهدافه ومخطّطاته للأُمة الإسلاميّة، ومن ثمّ أسّسوا لخطاب نهضوي يدعو للتصدّي لأعداء الإسلام.




ويمكن القول: إن السيّد جمال الدين الأسدآبادي كان ذلك الرائد الذي زرع بذرة الثورة والجهاد ضدّ الاستكبار في قلوب مسلمي العالم بدءاً

بمصر وانتهاءً بأفغانستان، وأوجد انقلاباً عظيماً في المنحى الفكري لسائر المفكّرين المسلمين.

ويعد سيّد قطب أحد المفكّرين المصريّين ممّن رفع شعار الإسلام ومكافحة الاستعمار بوحي من رؤى وأفكار السيّد جمال الدين الأسدآبادي

وضحّى بنفسه، ليكون شهيد الصحوة الإسلاميّة[size=9](

لقد بذل سيّد قطب على مرّ نصف قرن من الزمن جهوداً كبيرة، وقدّم خدمات جليلة، وذلك في سبيل أعلاء كلمة الإسلام وتأسيس الحكومة

الإسلاميّة.

وبالرغم من أنّ أعداء الإسلام نجحوا في إعاقته عن الوصول إلى هدفه الأسمى ـ وهو تأسيس حكومة إسلاميّة عالميّة ـ إلاّ أنّ كتبه راحت

تطبع المرّة تلو الأُخرى، وتنتشر في كافّة أرجاء العالم وبمختلف اللغات.
وبذا أضحى سيّد قطب معلماً وضّاءً يستهدي بنوره الشباب المؤمن الرسالي الثوري في كلّ أطراف العالم الإسلامي.

يقول الأُستاذ السيّد هادي خسروشاهي ـ وهو من مترجمي كتب سيّد قطب ـ : «في عام 1969م تشرّفت بزيارة بيت الله الحرام، وأثناء

حضوري بمكّة المكرّمة التقيت بالأُستاذ برهان الدين ربّاني، فقال لي: عندما ترجم كتابا «الدراسات الإسلاميّة» و«العدالة الاجتماعيّة»

لسيّد قطب بقلمكم إلى اللغة الفارسية، كان لهما الصدى الكبير بين الطلبة الجامعيّين في أفغانستان، حيث تلاقفتهما أيدي الطلبة، وأصبحا

مصدر إشعاع يرسم لنا معالم طريقنا وتطلّعاتنا»([sup][ii]




موطنه وولادته



تقع قرية «موشه» أو «موشا» من الناحية الجغرافيّة في منطقة مرتفعة على ضفاف نهر النيل. يحيط بالقرية جبلان، وفي الجانب الآخر
تقع أراضي القرية الزراعيّة. وفرة المياه بسبب قرب الأراضي من نهر النيل أدّت إلى وفرة البساتين والحقول التي تعود على أهلها بأنواع الخضروات والفواكه.

ولد سيّد قطب بتاريخ 9/10/1906م في قرية موشه (موشا)، وتعرف أيضاً بقرية عبدالفتّاح، من توابع محافظة أسيوط بمصر.

وبعد أن قضى عهد الطفولة قرّر والداه أن يبعثاه للمدرسة.

وما أن وصل إلى الصفّ الرابع الابتدائي حتّى أتمّ حفظ القرآن الكريم بأكمله، وكان عمره عشر سنوات.

وبعد ستّ سنوات من الدراسة استطاع سيّد قطب في عام 1918م أن يجتاز المرحلة الابتدائيّة بتفوّق وبدرجة عالية.


أسرته



كان الحاج قطب إبراهيم والد السيّد عميد أُسرة قطب.

أبرز ما كان يمتاز به الحاج هو كثرة إنفاقه



آخر، هما اللذان يبعثانه على ذلك.

وفي خضم أحداث ثورة 1919م كان يقيم اللقاءات والندوات السريّة والعلنيّة، ويعلّم الناس مبادئ الثورة والطريق إليها.

والدة سيّد قطب امرأة صالحة تنحدر من أُسرة عريقة، كانت قبل زواجها من الحاج إبراهيم تسكن في القاهرة. اثنان من أُخوتها يدرِّسان

في جامعة الأزهر ويحتلاّن موقعاً مرموقاً في المجتمع.

من أبرز ما امتازت به هذه المرأة الجليلة أنّها كانت تحب الاستماع إلى صوت القارئ للقرآن الكريم، ولذلك أرسلت ولدها سيّد قطب إلى

المدرسة حتّى يتعلّم القرآن ويتلوه على أسماعها.

في عام 1940م التحقت والدة سيّد قطب بالرفيق الأعلى في قرية «موشه»([sup][iii][


السفر إلى القاهرة



في عام 1920م سافر سيّد قطب إلى القاهرة لإكمال دراسته، واستقرّ في بيت خاله أحمد حسين عثمان، وكان أحمد يشتغل أُستاذاً في

جامعة الأزهر إلى جانب ممارسته لمهنة الصحافة.

وفي عام 1922م دخل معهد عبدالعزيز في القاهرة، وكان عمره آنذاك لا يتجاوز ستّة عشر عاماً.

وكان المعهد تابعاً لوزارة التعليم والتربية، ومهمّته إعداد معلّمين للمرحلة الابتدائيّة.

بعد قرابة ثلاث سنوات ـ وذلك في عام 1924م ـ أنهى سيّد قطب دورته في المعهد بنجاح باهر، ومنح من قبل المعهد إجازة تدريس في

المدارس الابتدائيّة.

الشهادة التي حازها سيّد قطب كانت تؤهّله لأن يدخل في وزارة التربية والتعليم ويشتغل بأمر التدريس، إلاّ أنّ رغبته العارمة في تحصيل

المزيد من العلم والمعرفة حالت دون ذلك، فقرّر أن يكمل دراساته العليا.

وبناءً على ذلك في عام 1925م دخل معهد دار العلوم، وبعد أربعة أعوام قضاها في الدراسة استطاع أن ينال شهادة الدبلوم في عام

1929م. وفي نفس السنة اشترك سيّد قطب في امتحان الليسانس (الإجازة)، واستطاع أن يجتاز الامتحان بنجاح ليدخل جامعة دار العلوم.

لقد كان ـ وخلافاً للكثير من طلبة الجامعة الذين يعلوهم الخمول والكآبة ـ فاعلاً ومجدّاً، لا يتهيّب من الدخول في مساجلات ومناقشات مع

الأساتذة في كافّة المجالات العلميّة والاقتصاديّة، وكان أساتذة الجامعة ينظرون إلى سيّد قطب بعين ملؤها الإعجاب والسرور; لما يرون من

ذكائه وجدّيته.


السفر إلى أمريكا



دأب سيّد قطب أن ينظر إلى القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يرتهن بها وطنه بدقّة وموضوعية وتمعّن. والنتيجة التي

توصّل إليها هي أنّ المشاكل التي تعصف بمصر من قبيل الفقر والفساد والتفاوت الطبقي وغير ذلك لها أسبابها وعواملها، والتي من

جملتها:

1 ـ الاستعمار الإنجليزي الذي أطبق سيطرته على البلاد الإسلامية، بما فيها دولة مصر المسلمة.

2 ـ الأحزاب والجماعات التي تدور في فلك الاستعمار الإنجليزي وتعمل لصالحه.

3 ـ الحكومة المصرية التي جعلت من الاستعمار عوناً وسنداً لها وتأتمر بأمره ونهيه.

4 ـ الرأسماليّون الذين لا يفكّرون بشيء سوى مصالحهم الفردية.

وقد نشر سيّد قطب العديد من المقالات حول هذه الموضوعات في عدّة مجلاّت مصرية، وكان مصير كلّ مجلّة أو صحيفة تنشر مقالاً لسيّد

قطب هو الغلق. وهذا ما حمل سيّد قطب على أن يبحث عن مجلّة أُخرى تنشر له مقاله الجديد.


هذا الوضع أقضّ مضاجع المسؤولين الحكومييّن، وأقلقهم، وجعلهم يفكّرون في طريقة حلّ أساسية للمشكلة. وبعد مدّة قرّروا أن يبعثوا

سيّد قطب بمهمّة وظيفية إلى أمريكا.

الخطوة هذه التي قامت بها الحكومة المصرية توفّر لها أمرين:

الأول: إبعاد سيّد قطب عن الوسط العلمي والثقافي المصري، وبالتالي تفادي الخطر الناجم من التأثير الذي يتركه على الرأي العامّ لصالح

الحركة الإسلامية الناهضة آنذاك.



الثاني: أن يقع سيّد قطب طيلة فترة إقامته في أمريكا تحت تأثير الثقافة الغربية، فيترك معاداة الغرب ليضحى متغرّباً.

هذان الأمران هما السبب من وراء حركة وزارة التعليم والتربية المصرية في إرسال سيّد قطب إلى أمريكا تحت عنوان التحقيق في

المناهج التربوية في المدارس الأمريكية.




بتاريخ 3/11/1984م المصادف لـ 1327هـ ش بدأ سيّد قطب رحلته من ميناء الإسكندرية باتّجاه أمريكا. في أثناء السفر كان يحدّث نفسه

قائلاً: «تريد الذهاب إلى أمريكا؟ تذهب إلى بلد لا همّ لساكنيه سوى الأكل والنوم؟ هل تريد أن تقتفي أثرهم هذا وترتع في الملاهي

والملذّات؟ أو أنّك مصمّم أن تبقى ذلك المسلم الصامد المقاوم؟»، ثمّ يجيب على تساؤلاته بنفسه: «هذا اختبار إلهي; ليتبيّن هل ما أقوله


هو مجرّد دعاوى ومزاعم، أو أنّني صادق وملتزم بكلّ ما أدّعيه؟».


ما أن دخل سيّد قطب «نيويورك» حتّى شرع بالمهمّة الموكلة إليه، فكان يذهب في كلّ يوم إلى المدارس الأمريكية، ويحصل على


المعلومات اللازمة حول النظام التعليمي هناك. وعندما تسنح له فرصة يخلو فيها مع نفسه تجده يلجأ إلى الشعر، فأنشد هناك قصيدتين،


هما «هتاف الروح» و«دعاء الغريب».

أقام سيّد قطب حوالي عامين في أمريكا، ومن خلال وسائل الإعلام المتوفّرة لديه من قبيل الصحف والإذاعة والتلفاز وبما أُوتي من شامّة


سياسية قوية أدرك أنّ أمريكا تسعى للحدّ من نفوذ وهيمنة إنجلترا على العالم; لتتولّى هي بنفسها عملية استعمار الدول العربية

والإسلامية])، فأخذ على نفسه أن يقوم بتوعية الناس وجيل الشباب خاصّة وفضح


المشروع الأمريكي بمجرّد أن يرجع إلى وطنه مصر
.
في تاريخ 23/8/1950م عاد سيّد قطب إلى مصر وشغل منصب معاون مكتب وزير التعليم والمعارف في ذلك البلد.


رحلته إلى أمريكا لم تبتعد به عن أهدافه وتطلّعاته، بل جعلته أكثر عزماً وتصميماً في مكافحته للاستعمار.


وعندما رأى أنّ النضال الثقافي من داخل الجهاز الحاكم لا يجدي نفعاً قدّم استقالته إلى الوزارة بتاريخ 18/10/1952م، وأعلن عن عدم


استعداده لمواصلة العمل في الوزارة.


لم تقبل استقالته لمدّة عامين، وفي تاريخ 13/1/1954م قبلت استقالته.


النضال ضدّ الصهيونيّة والاستعمار



كان سيّد قطب كثيراً ما يتحدّث عن خطر اليهود والصهيونية، ويحذّر الأُمّة الإسلامية من هذا الخطر. وقبل استشهاده بأيّام قلائل أكّد لأحد

أصدقائه قائلاً: «إنّ اليهود يعدّون العدّة للسيطرة على العالم بأكمله. وعلى شعوب العالم والمسلمين خاصّة أن ينتبهوا لذلك جيّداً».

ويكنّ سيّد قطب حسّاسية شديدة إزاء اليهود والحركة الصهيونية، حيث يرى أنّ هذه الحركة هي العامل الذي أدّى إلى انحطاط وتخلّف

المجتمعات الإسلاميّة.
ليس من الصدفة أنّ الكثير من المستشرقين وخبراء الفنّ والرياضة والمخرجين والكتّاب هم من اليهود، أو ممّن تأثّروا بالفكر اليهودي،

أو كانوا ممّن يتكتّم على يهوديته)[ويرى سيّد قطب أنّ الحركة الصهيونية ترمي إلى تضعيف عامل العقيدة الإسلامية

عند المسلمين، وهذا ما يمكن استكشافه من خلال كتب


وأعمال وخطابات رموز هذه الحركة.


وإلى جانب ذلك يسعى الصهاينة إلى محو الأخلاق في المجتمع الإسلامي. وأن لا يكون الإسلام هو مصدر التشريع في المجتمعات الإسلامية)

يرى سيّد قطب أنّ السبب الكامن من وراء معاداة الاستعمار للدين الإسلامي وفكرة إقامة النظام الإسلامي هو أنّه بقيام النظام الإسلامي لا


يبقى للرأسمالية ولا للشيوعية أثر ولا عين..

في كتاب سيّد قطب «معالم في الطريق» يقرّر هذه الحقيقة، وهي أنّ الجهاد ضرورة لابدّ منها، حيث يكتب قائلاً:


«وقيام مملكة الله في الأرض وإزالة مملكة البشر، وانتزاع السلطان من أيدي مغتصبيه من العباد، وردّه إلى الله وحده، وسيادة الشريعة


الإلهية وحدها، وإلغاء القوانين البشرية، كلّ ذلك لا يتمّ بمجرّد التبليغ والبيان; لأنّ المتسلّطين على رقاب العباد والمغتصبين لسلطان الله

في الأرض لا يسلّمون في سلطانهم بمجرّد التبليغ والبيان، وإلاّ فما كان أيسر عمل الرسل في إقرار دين الله في الأرض؟!»)

الإسلام والحرية



يذهب سيّد قطب إلى أنّ الإسلام هو الدين الوحيد الذي بإمكانه إنقاذ المجتمعات البشرية من المشاكل والأزمات التي ترتهن بها، ولا يوجد


نظام آخر بإمكانه أن يوصل البشرية إلى شاطئ السعادة[)

عن المستقبل يكتب سيّد قطب:

«ولكن الذي لا شكّ فيه ـ على الرغم من ذلك كلّه ـ هو أنّ أمامنا كفاحاً مريراً شاقّاً طويلاً، لاستنقاذ الفطرة من الركام، ثمّ لتغليب الفطرة

على هذا الركام.. كفاحاً مريراً يجب أن نستعدّ له استعداداً طويلاً، يجب أن نستعدّ بأن نرتفع إلى مستوى هذا الدين، نرتفع إلى مستواه في

حقيقة إيماننا بالله وفي حقيقة معرفتنا بالله...»)

يعتقد سيّد قطب أنّ الحريّة بمعنى: التحرّر من جميع القيود سوى قيد العبودية لله، ويلخّص مفهوم الحرّية في أن يكون الإنسان عبداً لله،

ويقول في هذا المجال:


«إنّ شهادة أن لا إله إلاّ الله ـ وهي الركن الاعتقادي الأوّل في هذا الدين ـ تعني منهجاً كاملاً للحياة، يقوم على التحرّر المطلق وجدانياً


وعملياً من كلّ عبودية لغير الله. هذا التحرّر الذي هو الخطوة الأساسية لتحقيق مجتمع صالح كريم، الكلّ فيه متساوون»[)


الوحدة في فكر وكلام سيّد قطب




يعتقد المفكّر الإسلامي المصري الكبير سيّد قطب أنّ القومية هي الخطر الداهم والداء العضال للمجتمعات الإسلامية، ويرى أنّه ما لم تتحقّق

الوحدة بين مسلمي العالم فإنّ الإمبريالية الغربية ستستمرّ في نهبها لثروات وموارد المسلمين.

والسبب في رفض سيّد قطب لمبدأ القومية يكمن في أنّ هذا المبدأ الهجين أضحى مبدأً مقابل مبدأ الوحدة الإسلامية ومصدر خطر عليها.

يرى سيّد قطب أنّ فكرة ضيّقة وظلامية كفكرة القومية كانت ولا تزال مبدأً هدّاماً داخل منظومتنا الفكرية... فكرة سبّبت تشتيت طاقات

وقدرات «الوطن الإسلامي الكبير»، وساهمت في تحويله إلى دويلات صغيرة وضعيفة لا حول لها ولا قوّة.. فكرة القومية هي التي أتاحت

للإمبريالية الغربية أن تتغدّى بدولة إسلامية وتتعشّى بأُخرى، والحال أنّها ـ الإمبريالية الغربية ـ مطمئنة بأنّ هذه الحدود المصطنعة لا

تسمح لأيّ دولة صغيرة أن تمدّ يد العون لدولة أُخرى، وذلك لأنّ كلّ واحدة من هذه الدول قد حُجِرَ عليها في أقفاس حديدية ضيّقة، ولا

تستطيع أن تخلّص نفسها، فضلاً عن أن تفكّر بمساعدة الآخرين])


كما هو الحال عند السيّد جمال الدين الاسد آبادي الأفغاني قام سيّد قطب بكسر الحواجز والحدود الجغرافية، حيث كان يعتقد أنّ كلّ مكان


يتواجد فيه المسلم فهو جزء من الوطن الإسلامي، وأنّ الهجوم على إحدى البلدان الإسلامية هو هجوم على الإسلام.


إبّان حركة الأحداث التي انتهت بتأميم النفط في إيران وجّه سيّد قطب رسالة إلى السيّد أبي القاسم الكاشاني أعلن فيها عن دعمه وتأييده


لحركة تأميم النفط الإيراني، في رسالته هذه ذكر سيّد قطب عدّة نقاط هامّة للغاية، معتقداً أنّ نهضة التأميم للنفط الإيراني نهضة (وطنية)،


بل هي نهضة إسلامية بقيادة عالم دين.


يرى سيّد قطب في حركة التأميم هذه خطوة هامّة على طريق إقامة النظام الإسلامي، وإنجازاً على مستوى قطع الأيادي الأجنبية من موارد


وثروات إيران. كما دعا في هذه الرسالة المسلمين إلى الوحدة وتجنّب الفرقة والاختلاف. وجاء فيها ايضا

:
إنّ أهمّ خطوة قامت بها الإمبريالية تجزئة الوطن الإسلامي الكبير إلى بلدان صغيرة ذات توجّهات وطنية ضعيفة، وأمّا الوطن الإسلامي


الكبير فأُهمل أمره.


وبذلك استطاع الاستعمار أن يحطّم صرح الوحدة التي بناها الإسلام العزيز، الوحدة التي لا يعرف فيها للعنصر والدم واللون واللغة أيّ


وزن وأيّ قيمة، فالجميع يرفع شعاراً واحداً.


ثمّ إنّ كلّ واحد من هذه البلدان الصغيرة واجهت مشاكل وتعقيدات داخلية، فراح كلّ بلد يواجه هذه المشاكل دون أن تكون هناك راية



توحّدهم أو قبلة تجمعهم، فاضطرّوا أن يواجهوا الاستعمار فرادى ووحداناً. وقد اتّخذت هذه المواجهة أنماطاً مختلفة، من قبيل: تقديم


شكوى إلى مجلس الأمن، أو الاستعانة بـ «الأُمم المتّحدة»، أو اللجوء إلى محكمة «لاهاي» الدولية، ولم تجنِ من جميع ذلك إلاّ الفشل


والخيبة. وذلك لأنّ الإمبريالية كان لها وجود قوي ومنسجم في جميع هذه المراكز. القومية هي الأداة التي استطاع الغرب من خلالها أن


يخدع الشرق المستضعف، والحال أنّ الغرب ما فتئ يذكِّر الشعوب الغربية بالصليبية حتّى يستنهضهم من أجل أن يواجهوا الإسلام


مواجهة رجل واحد.


النتيجة أنظمة ضعيفة وغير مستقلّة تحكم مصر والعراق ذات مواقف هزيلة. وتدهور الأوضاع في داخل البلدان الإسلامية حمل المسلمين



على معالجة هذه الأوضاع، فراح البعض منّا يحاول مواجهة المشاكل باسم الإسلام، والبعض الآخر باسم الاشتراكية، فيما ظهرت جماعة


ثالثة تدعو بالخفية إلى الشيوعية. وفي المقابل اصطفّت ثلّة من البرجوازيّين والإقطاعيّين والرأسماليّين، يحاولون إثارة الفتنة بين تلك

الجماعات; ليكونوا هم المستفيدين.



وبين مدّة وأُخرى تصدر أصوات من هنا وهناك تردّد دعاوى تحذّر فيها من المدّ الإسلامي، وتنذر الشعب أنّنا إذا رفعنا شعار الإسلام فمعنى

ذلك أنّنا جلبنا لأنفسنا عداء الإمبريالية والعالم الغربي، وكأنّ الغرب قد سقانا قبل الآن كأس الحبّ والمودّة
!
وقد أدرك الغرب جيّداً أنّه لو قدّر للإسلام أن يحكم، فإنّ مساحات شاسعة من العالم من السواحل الأطلنطية وحتّى شواطئ المحيط الهادئ

ستتحرّر من قبضة الهيمنة الغربية، وستبوء مخطّطاتها الاقتصادية بالفشل. وكما تحرّرت دول المعسكر الشرقي بنحو من الأنحاء من

سيطرة العالم الرأسمالي، فإنّ بلداناً أُخرى سوف تتحرّر، وسيفقد العالم الرأسمالي جزءاً من نفوذه، وتنحسر حدوده الجغرافية إلى ما هو

أقلّ ممّا عليه اليوم.


لو أنّ العالم الإسلامي خرج عن دائرة نفوذ الرأسمالية الغربية فأيّ شيء يبقى لها؟ لا شكّ أنّ الغرب سيصاب بالخناق وسيسقط بالكامل.


من هنا بالذات فإنّ الإمبريالية تخشى من حاكمية الإسلام، وتخاف أن يخرج العالم الإسلامي من غفلته ويهبّ للقضاء على الرأسمالية.

ارتحاله




إثر المقالات الحادّة والصريحة التي كان يكتبها سيّد قطب في الصحف، والتي تتضمّن انتقادات لاذعة لسياسة بريطانيا الاستعمارية، ودعوة

إلى تشكيل دولة إسلامية، اعتقل سيّد قطب بمعيّة حسن الهضيبي، وذلك في عام 1954م، وحكم عليهما بالسجن خمسة عشر عاماً، وتمّ


نقلهما إلى سجن قديم ـ يعود تاريخ بناء هذا السجن إلى 500 عام ـ في منطقة «ليمان طرّة».


وفي السجن لم يتوقّف سيّد قطب عن التأليف، فألّف تفسيره القيّم «في ظلال القرآن». وبعد مضي خمسة أعوام على سجنه أُصيب

بأمراض رئوية، كما أخذ يعاني من صعوبة في التنفّس. وإثر ذلك تمّ نقله إلى المستشفى بأمر من الأطبّاء، واستمرّ به المرض حتّى عام

1964م، وكان يخاف عليه من الموت.


بعد إطلاق سراحه من السجن حدث اختلاف داخل الحركة حول ضرورة استمرار الحركة في منهاجها الذي عليه، فكان الأُستاذ عبدالفتّاح

إسماعيل ولفيف من الأُخوان يرى ضرورة الاستمرار

في الجهاد والثورة، وفي المقابل كان هناك من يرى غير ذلك. وأمّا سيّد قطب فنظراً


للروح الجهادية والثورية التي كان يتحلّى بها التحق بعبد الفتّاح إسماعيل، وألّف كتاب «معالم في الطريق»
.

في كتابه هذا أكّد سيّد قطب بصراحة وشجاعة تامّة على ضرورة العمل على تغيير نظام الحكم وإقامة نظام إسلامي.


وبتواصله مع نشاطاته ومشواره الجهادي أخذت أفكاره وآراؤه طريقها في التأثير على الجماهير المسلمة، وشكّلت مرجعية كبرى،


خصوصاً بالنسبة للشباب، سواء في مصر أم في البلدان العربية.


بتاريخ 9/8/1965م القي أُلقبض على سيّد قطب للمرّة الثانية، وأُودع السجن.



وأخيراً وبعد مضي أربعة أشهر وبتاريخ 21/8/1966م، عندما حكمت المحكمة عليه بالإعدام


طلب منه البعض أن يقدّم اعتذاره عن أعماله التي قام بها، فأجابهم: «لن أعتذر عن العمل الذي قمت به في سبيل الله».



الحصاد الفكري



لقد كان حصاد المفكّر الشهيد سيّد قطب طيلة نصف قرن من عمره أكثر من (500) مقال وخمسين كتاباً في مختلف الموضوعات الأدبية


والإسلامية والاجتماعية والسياسية. وقد أُعيد طبع بعض تأليفاته عدّة مرّات في كافّة أرجاء العالم وبلغات عديدة.


وإذا تأمّلنا في تأليفات وتراث سيّد قطب فسنجد أنّها اتّخذت منحىً تكاملياً، بمعنى: أنّه في البداية كان يمارس تأليف كتب أدبية، ثمّ شيئاً


فشيئاً دخل مجال الفكر الإسلامي والحركة الإسلامية.


ويمكن تقسيم تراث سيّد قطب إلى قسمين:


أ ـ الكتب التي طبعت أيّام حياة سيّد قطب:

1 ـ مهمّة الشاعر في الحياة، وشعر الجيل الحاضر.

2 ـ الشاطئ المجهول.

3 ـ نقد كتاب «مستقبل الثقافة في مصر».

4 ـ التصوير الفنّي في القرآن.

5 ـ الأطياف الأربعة.

6 ـ طفل في القرية.

7 ـ المدينة المسحورة.

8 ـ كتب وشخصيّات.



9 ـ أشواك.

10 ـ مشاهد القيامة في القرآن.

11 ـ روضة الطفل.

12 ـ القصص الديني للأطفال.

13 ـ الجديد في اللغة العربيّة.



14 ـ الجديد في المحفوظات.

15 ـ النقد الأدبي.. أُصوله ومنهاجه.

16 ـ العدالة الاجتماعيّة في الإسلام.

17 ـ معركة الإسلام والرأسماليّة.

18 ـ السلام العالمي والإسلامي.

20 ـ الدراسات الإسلامية.

21 ـ هذا الدين.

22 ـ خصائص التصوّر الإسلامي.

23 ـ المستقبل لهذا الدين.

24 ـ معالم في الطريق.

25 ـ مقوّمات التصوّر الإسلامي.

26 ـ الإسلام ومشكلات الحضارة.


ب ـ الكتب التي طبعت بعد استشهاده:

هذه الكتب هي بالأصل مجموعة مقالات كتبها سيّد قطب في صحف مختلفة، قام بجمعها أشخاص على شكل كتاب.

1 ـ أفراح الروح.

2 ـ نحو مجتمع إسلامي.

4 ـ معركتنا مع اليهود.



5 ـ تفسير سورة الشورى.

6 ـ تفسير آيات الربا.

7 ـ الجهاد في سبيل الله.

8 ـ سيناء بين أطماع الاستعماريّين والصهيونيّين.

9 ـ رسائل استلّت من الظلال.

10 ـ لحن الكفاح.

11 ـ لماذا أعدموني؟


الهوامش:




*- الموضوع مستل وملخص من كتاب (سيد قطب جهاد فكري ومشروع نضهوي) قام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية

بطبعه ضمن سلسلة روّاد التقريب بين المذاهب الإسلامية.


[i]- رويدادها (الوقائع): 104.


[ii]- ما چه مي‌گوييم (ماذا نقول؟): 10 (الترجمة الفارسية لكتاب دراسات إسلاميّة).


[iii]- تمّ اقتباس هذا الفصل من كتاب «طفل في القرية» تأليف الأُستاذ سيّد قطب.


[iv]- الشهيد سيّد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد: 211.


[v]- مقوّمات التصوّر الإسلامي: 298.


[vi]- چرا إعدامم كردند (لماذا أعدموني؟): 22.


[vii]- معالم في الطريق: 60.


[viii]- عدالت اجتماعي در إسلام (العدالة الاجتماعية في الإسلام): 130.


[ix]- المستقبل لهذا الدين: 114 ـ 117.


[x]- عدالت اجتماعي در إسلام (العدالة الاجتماعية في الإسلام): 12.


[xi]- راجع مجلّة «تاريخ فرهنگ معاصر» (تاريخ الثقافة المعاصرة) / العدد: / صفحة: 278، نقلاً عن مجلّة «مصر الفتاة»، 6 /


سبتامبر / 1951 م.





التوقیع/

عاشقة فلسطین
سيد قطب جهاد فكري ومشروع نهضوي  Image


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alqodsolana.blogfa.com
 
سيد قطب جهاد فكري ومشروع نهضوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أبو عمار _ أبو جهاد
» رسالتی الی حبیبتی فلسطین
» حبيبي الغالي: هذا ثمن الحرية.. جهاد وتضحية!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور المهدى فلسطين :: الملتقى الاسلامى :: منتدى علماء الأمة-
انتقل الى: