منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور المهدى فلسطين

منتدى فلسطينى عربى إسلامى يهتم بالقضية الفلسطينية والشؤون العربية والاسلامية
 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور المهدى
Admin
نور المهدى


عدد المساهمات : 211
تاريخ التسجيل : 28/05/2010
العمر : 64
الموقع : مدير منتدى نور المهدى فلسطين

المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم Empty
مُساهمةموضوع: المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم   المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم Emptyالخميس 23 سبتمبر 2010, 5:44 am


المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم 49
المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم 14
المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم 2oadyflagالمجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم 13899420154b94dba800b37

أيها المجاهدون فى كل مكان
إلى أين أنتم ذاهبون ؟
تعالوا نراجع أنفسنا وفكرنا
ليس عيبا وليس عارا
إنما العار عدم الخوف من الجبار
تعالوا نسمع ونحلل فكرنا وعملنا
هل خسرنا ؟ ... أم ربحنا ونجحنا ؟

المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم Large_80736_107795++-+%D8%B2%D8%B9%D9%8A%D9%85+%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85+%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9+%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%A9+%D8%A8%D9%86+%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%86

المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم 100201-feature-2-photoAP

( 1 )
سنة حاسمة في أفغانستان في ظل إغراء حكومي لعناصر طالبان

شكل مؤتمر لندن الذي خُصص لأفغانستان، الخميس الماضي 28 يناير/كانون الثاني، نقلة مهمة جديدة في جهود حل الأزمة الأفغانية. فقد تبنى سياسة مد يد "غصن الزيتون" إلى حركة طالبان إذا نأت بنفسها عن تنظيم القاعدة وقدّم عروضاً سخية إلى المتمردين الذين يتخلون عن العمل المسلح ضد الحكومة الأفغانية وقوات التحالف، وتعهّد بمنحهم عفواً والتزم إيجاد فرص عمل لهم ودعمهم ماليا.

وأقر المؤتمر، الذي شاركت فيه أكثر من 70 دولة ومؤسسة دولية، خطة أعلنها الرئيس الأفغاني حامد كرزاي لإعادة دمج مقاتلي طالبان الذين يوافقون على إنهاء تمردهم، ووعد بدعم مالي سخي قُدّر بـ 140 مليون دولار لتمويل السنة الأولى من هذه الخطة.

وستكشف الشهور المقبلة مدى النجاح الذي يمكن أن تحققه خطة كرزاي، المدعومة دولياً، في دفع مقاتلي طالبان إلى التخلي عن سلاحهم والاندماج مجدداً في المجتمع الأفغاني. وربما تبدأ الصورة تتضح أكثر خلال فصل الربيع الذي يُعرف بـ "فصل المعارك" عادة في أفغانستان كون ذوبان الثلوج يسمح بحرية حركة أكبر للمتمردين لشن هجماتهم.

وحاولت طالبان اعتماد تكتيك "هجمات الربيع" خلال السنوات القليلة الماضية، ونجحت فعلاً في تصعيد عملياتها، خصوصاً في ولايات البشتون في الجنوب والجنوب الشرقي. لكن قوات التحالف الغربي لجأت خلال السنتين الماضيتين تحديداً إلى ضمان حرمان طالبان من قدرتها على الاستعداد استعداداً جيداً لـ "هجمات الربيع"، فكانت تبادر إلى شن هجمات استباقية على تجمعات الحركة الأفغانية، خصوصاً في ولايتي هلمند وقندهار، معقلي طالبان الأساسيين في الجنوب. وأرغمت هذه الهجمات الاستباقية، على ما يبدو، طالبان على تغيير تكتيكاتها، فصارت تلجأ إلى تصعيد الهجمات بعبوات ناسفة أو من خلال أشخاص يفجّرون أنفسهم عوضا عن شن هجمات لاحتلال مناطق والسيطرة عليها.

ويُتوقع أن تتصاعد وتيرة المعارك بشكل كبير عما كان يحصل في السابق، مع وصول الزيادة التي وعد بها الرئيس باراك أوباما في عدد القوات الأميركية وهي 30 ألف جندي إضافي. ويأمل قائد القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، في أن تساعده هذه الزيادة على تأمين عدد كاف من الجنود، ليس فقط لتطهير تجمعات سكانية في الجنوب من نشاط طالبان، بل أيضاً للبقاء فيها وضمان عدم عودة طالبان إليها.

ومن شأن مثل هذا الأمر أن يُطمئن المواطن الأفغاني العادي إلى أنه لن يدفع ثمن تعاونه مع الحكومة، إذ أن القوات الأجنبية ستحميه من انتقام طالبان التي كان مقاتلوها سرعان ما يعودون إلى مناطق الجنوب بمجرد أن تغادرها القوات الأجنبية. وكانت هذه القوات تملك عدداً كافياً من الجنود يسمح لها بكسب المعركة ضد طالبان ولكن ليس للبقاء في المناطق التي يتم طرد الحركة الأفغانية منها. وستشهد هذه السنة جهداً كبيراً لتعزيز قدرات قوات الأمن الأفغانية من خلال تدريب آلاف من العناصر الجديدة في الجيش والشرطة وتسليمهم مسؤولية أمن بعض المديريات في عدد من الولايات، ربما مع حلول نهاية هذه السنة.

وإضافة إلى مد يد السلام إلى مقاتلي طالبان الذين يوافقون على إلقاء السلاح وينأون بأنفسهم عن تنظيم القاعدة، كان لافتاً في الأيام القليلة الماضية ما نُقل عن زعماء قبيلة شينواري البشتونية في الشرق الأفغاني في شأن موافقتهم على مساندة الحكومة الأفغانية وتعهدهم بالتصدي لعناصر طالبان إذا جاؤوا إلى مناطقهم. وجاء موقف زعماء هذه القبيلة، التي تعد نحو 400 ألف نسمة، بعدما قام قادة في طالبان بتصرفات أثارت حنقهم، بما في ذلك خطف مهندسين كانوا يبنون سداً في مشروع حكومي.

وسينال زعماء القبيلة مباشرة من القيادة الأميركية مبلغ مليون دولار للقيام بمشاريع تنمية في مناطقهم، من دون الحاجة إلى أن تمر الأموال عبر السلطات الأفغانية المحلية، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير مؤرخ في 28 يناير/كانون الثاني. ويُذكّر موقف القبيلة بوقوف زعماء العشائر السنية في العراق إلى جانب الحكومة العراقية والقوات الأميركية قبل سنوات قليلة، وهو أمر ساهم إلى حد كبير في تفكيك بنية تنظيم القاعدة في تلك البلاد. وجاء وقوف زعماء العشائر العراقية ضد تنظيم القاعدة بعدما استاءوا من تصرفات التنظيم، كما يبدو أنه يحصل حالياً مع قبيلة شينواري الأفغانية.

لكن متابعين لشؤون أفغانستان يحذّرون من أن موقف زعماء القبيلة ربما لا يضمن وقوف جميع أفراد قبيلتهم إلى جانبهم، ويشيرون إلى أن تركيبة القبائل في أفغانستان شهدت تفككاً للسلطة التقليدية لزعمائها بفعل الحروب الأهلية التي تشهدها البلاد في شكل متواصل منذ 30 عاماً.

في غضون ذلك، تواصل الحكومة الأفغانية، كما يبدو، سياسة مد اليد إلى قيادة طالبان، إلى جانب مد اليد إلى عناصرها. وسرت أنباء لافتة في هذا الإطار عن دخول الأمم المتحدة بدورها على هذا الخط. وأجرت حكومة الرئيس كرزاي اتصالات مباشرة خلال العامين الماضيين مع قادة بارزين في طالبان مرتبطين بقيادة "شورى كويتا" في باكستان. وتفيد تقارير إعلامية أن زعيم طالبان الملا محمد عمر وبعض قادته يتخذون منها مقراً لنشاطهم، وهو أمر تنفيه حكومة باكستان. لكن تلك الاتصالات لم تؤد إلى إقناع الملا عمر بوقف حربه ضد الحكومة الأفغانية أو إصراره على مغادرة القوات الأجنبية، التي يعتبرها "قوة احتلال".
لكن رفض الملا عمر لا يعني أن جميع قادة حركته يوافقونه رأيه هذا. فكثيرون منهم يعرفون بلا شك أن استمرار القتال يعني أن قبائل البشتون - التي تشكل أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان ومنها تستمد طالبان غالبية عناصرها - تواجه خطر حرب استنزاف تهدد بأن تؤدي إلى عواقب غير محمودة، من بينها مواجهات بين البشتون أنفسهم، قسم مع الحكومة وقسم آخر مع طالبان.

كما يعرف هؤلاء القادة أيضاً أن مناطق البشتون ستتعرض لمزيد من الدمار وستشهد تراجعاً كبيراً في التنمية فيها، في حين ستشهد المجموعات العرقية الأفغانية الأخرى (طاجيك وأوزبك وهزارة) مزيداً من الازدهار والنمو، الأمر الذي يمكن أن يؤدي مع مرور الوقت إلى تغيير في موازين القوى في المجتمع الأفغاني والذي لن يكون في مصلحة البشتون.

وليس واضحاً حتى الآن إذا كانت الاتصالات التي تردد أن موفد الأمم المتحدة إلى أفغانستان، النرويجي كاي ايدي، أجراها مع قادة في شورى كويتا في دبي الشهر الماضي شملت هذا النوع من القادة الذين يسعون إلى وقف القتال. لكن لا يبدو أن تلك الاتصالات جرت بمعرفة الملا عمر، بدليل مسارعة الحركة إلى نفي حصولها، إلا إذا كان هناك من في شورى كويتا يخطط للانفصال عن قيادة الملا عمر. ولا شك أن هناك من يعتقد من ضمن الحلقة القريبة المحيطة بالملا عمر بضرورة التوصل إلى تسوية مع حكومة كرزاي ما دام الهدف الأساسي التي يسعى إليه المتمردون، وهو خروج "الاحتلال" الأجنبي، سيتحقق بدليل إعلان كل الدول الأجنبية رغبتها في الانسحاب متى ما سنحت الفرصة الملائمة وتوافرت شروط ذلك.

وليس واضحاً بعد موقف قيادة شورى كويتا من موضوع نشاط تنظيم القاعدة في أفغانستان، في حال توصلت إلى اتفاق مع الحكومة الأفغانية. لكن اللافت أن تنظيم أسامة بن لادن ينشط في مناطق جنوب شرقي أفغانستان، حيث معقل شبكة حقاني، وليس في ولايات الجنوب، حيث معقل طالبان - شورى كويتا. ونظرياً تُعتبر شبكة حقاني جزءًا من طالبان، لكن امتدادها في باكستان يقع في داخل الحزام القبلي البشتوني، لاسيما شمال وزيرستان. في حين أن امتداد طالبان في الجنوب (مثل ولايتي هلمند وقندهار) هو في إقليم بلوشستان الباكستاني (والذي عاصمته كويتا).

( 2 )
المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم 100603-feature-1-AP

القيادي الثالث في القاعدة لعب دوراً محورياً في علاقات التنظيم بحركة طالبان

مع مقتل قائده العام في أفغانستان (بلاد خراسان) مصطفى أبو اليزيد، فقد تنظيم القاعدة شخصية أساسية لا تكمن أهميتها في دورها العسكري بل بقدرتها على نسج علاقات مع القبائل الأفغانية والباكستانية التي يعيش قادة القاعدة، على الأرجح، تحت حمايتها في مناطق نفوذها على امتداد الحدود الأفغانية – الباكستانية.

أبو اليزيد المعروف بـ"الشيخ سعيد المصري" (55 عاماً) والذي نعاه تنظيم "القاعدة" قبل أيام مع أفراد من عائلته (ثلاث من بناته وحفيدته وأشخاص آخرين)، قُتل على ما يبدو في غارة، أواخر مايو/أيار الماضي، استهدفت إحدى القرى القريبة من ميرانشاه، كبرى مدن إقليم شمال وزيرستان القبلي الباكستاني والذي يُعتقد أنه يؤوي كثيرين من قادة القاعدة العرب.

وعلى رغم أن المصري (اسمه الكامل مصطفى أحمد محمد عثمان أبو اليزيد، من محافظة الشرقية في مصر وخريج جامعة الزقازيق) من الجيل المؤسس لتنظيم القاعدة في نهاية الثمانينات، إلا أن دوره كان إدارياً في الأساس.

فقد عمل محاسباً لدى أسامة بن لادن، وتولى إدارة حسابات شركته "العقيق" إنطلاقاً من السودان حيث أقام زعيم القاعدة بين 1992 و1996، ثم انتقل معه إلى أفغانستان بعدما طلب السودانيون منه الرحيل في أواسط عام (1996).

وفي أفغانستان، واصل المصري العمل إلى جانب بن لادن في المحاسبة، لكن الأموال التي كان يُطلب منه توزيعها لم تعد تذهب حصراً لإدارة أعمال شركة تجارية، كما كان يحصل في السودان، بل صارت تذهب في شكل أساسي لتمويل عمليات يقوم بها عناصر القاعدة في أنحاء مختلفة من العالم.

ويُشتبه في أن المصري هو الشخص الذي سُمّي في التحقيقات في هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على أنه المسؤول المالي. ووفقا لتقارير إعلامية، قام المصري بتحويل الأموال من حساب مصرفي في دبي إلى عناصر خلية القاعدة التي نفّذت عملية خطف الطائرات وتفجيرها في نيويورك وواشنطن. لكن التحقيقات الأميركية تقول أيضاً إنه كان معارضاً لتنفيذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر، مثله مثل كثيرين من أعضاء مجلس شورى القاعدة الذين عارضوا بن لادن في شرعية قراره شن الهجمات ضد الولايات المتحدة خصوصاً أنها تتم، على ما يبدو، من دون أخذ إذن حركة طالبان.

وجادل بعض المعارضين حتى من داخل صفوف القاعدة بأن بن لادن بايع زعيم طالبان الملا عمر على السمع والطاعة ويُفترض به بالتالي عدم القيام بعمل من نوع هجمات 11 أيلول/سبتمبر بمعزل عن مشورته.

في أي حال، كان أبو اليزيد واحداً من قادة القاعدة الذين انسحبوا من أفغانستان إلى باكستان بعدما بدأ الأميركيون "الحرب ضد الإرهاب" في أكتوبر/تشرين الأول 2001 ونجحوا خلال أسابيع قليلة في إطاحة حكم طالبان في أفغانستان. قُتل أو اعتقل عدد كبير من قادة القاعدة في "الحرب ضد الإرهاب"، سواء في داخل أفغانستان أو في باكستان حيث استطاعت أجهزة استخباراتها اصطياد عشرات وربما مئات من المرتبطين بتنظيم بن لادن.

ومع مرور الوقت، كان واضحاً أن القاعدة، المحصورة في رقعة جغرافية ضيّقة في مناطق القبائل الباكستانية وفي بعض مناطق الجنوب الشرقي في أفغانستان، تعاني حال استنزاف وتفقد يوماً بعد يوم قادتها الميدانيين الذين لهم خبرة قتالية.

بعض هؤلاء "المقاتلين" قُتل في ضربات جوية مثل المصري أبو خباب "مهندس السموم" في القاعدة، والليبي أبو الليث القاسمي الذي أعلن انضمام جزء من "الجماعة الإسلامية المقاتلة" الليبية إلى "القاعدة" في 2007. وبعضهم اعتقل في عمليات استخبارتية مثل أبو الفرج الليبي في باكستان وعبد الهادي العراقي في دولة شرق أوسطية أو مات نتيجة مرض طبيعي مثل أبو عبيدة المصري الذي توفي في 2007 نتيجة مرض التهاب الكبد Hepatitis.

وفي ظل هذا الاستنزاف، جاء غياب عبد الهادي العراقي، القائد العسكري للقاعدة في أفغانستان وأحد قدامى المقاتلين العرب هناك، ليشكّل دافعاً أساسياً لتولية أبي اليزيد مهمات منصبه الجديد.

فقد اضطر العراقي إلى ترك مهمة قيادة العمليات في أفغانستان والانتقال إلى العراق لإصلاح ما يمكن إصلاحه من مشاكل بين مسؤول فرع القاعدة في بلاد الرافدين آنذاك أبو مصعب الزرقاوي وبين فصائل المقاومة الأخرى، لكنه اعتُقل قبل وصوله إلى العراق في إطار عملية استخباراتية لم تُكشف كافة فصولها بعد.

وشكّل إعلان القاعدة آنذاك، في مايو/أيار 2007، أن أبو اليزيد سيتولى المهمة التي كان يتولاها العراقي قبله مفاجأة لدى كثيرين من معارف المصري كونهم يعرفون أنه لا يملك خبرات قتالية بعكس عبد الهادي العراقي الذي قاتل إلى جانب المجاهدين الأفغان ضد السوفيات منذ الثمانينات ويُعرف بأنه من القادة العسكريين الأساسيين في القاعدة.

وفسّر بعضهم خطوة تعيين مدير مالي يوصف بأنه محاسب بشركة في هذا المنصب العسكري المهم، بأنها تدل على أن القاعدة تعاني فعلاً نزفاً في مستوى قياداتها، وأن الأشخاص الذين تستقطبهم من الشبان الصغار لم يكوّنوا بعد خبرات كافية تسمح لهم بتولي مسؤوليات قيادية.

لكن الأرجح أن القاعدة بتعيينها أبو اليزيد في منصب قائدها في أفغانستان/باكستان لم تكن تفكّر في الدور العسكري الذي يمكن أن يلعبه هو أو مقاتلو القاعدة تحت إمرته.

فهؤلاء عددهم قليل جداً في أي حال، بينما معظم العمليات القتالية التي تحصل على الأرض يقوم بها مقاتلون أفغان ينتمون إما إلى حركة طالبان – خصوصاً فرعها في جنوب شرقي أفغانستان المعروف بشبكة حقاني – أو إلى "الحزب الإسلامي" بقيادة قلب الدين حكمتيار.

وعلى هذا الأساس فإن قيادة القاعدة لم تكن تفكّر في دور عسكري لأبي اليزيد المصري، بل كانت تطمح كما يبدو إلى استغلال علاقاته المتينة مع قبائل البشتون التي يحتمي في ظلها عناصر القاعدة، خصوصاً على الجانب الباكستاني من الحدود.
وبنى المصري تلك العلاقات منذ أيام إقامته في أفغانستان، وتحديداً في قندهار عاصمة الجنوب، حيث كان يعيش حياته وكأنه مواطن أفغاني عادي لا يختلف عنهم بشيء، في حين أن بعض العرب كان يميّز نفسه عن الأفغان ولا يعيش سوى في الأحياء الراقية في كابل.

وقد يكون تعيين أبو اليزيد قائداً للقاعدة في أفغانستان هدف أيضاً إلى تهدئة غضب بعض قادة طالبان المستائين مما قام به أسامة بن لادن في 11 سبتمبر/أيلول 2001، وهو التصرف الذي يعتبره بعضهم أنه أدى إلى خسارة نظام طالبان الحكم في كابل وسقوط آلاف الضحايا من الأفغان جراء المواجهات التي أعقبت ذلك والتي تستمر حتى اليوم.

وكان لافتاً، في هذا الإطار، أن أبو اليزيد ظهر فعلاً في أحد أشرطة الفيديو الترويجية التي وزعتها القاعدة وهو يجلس في اجتماع عام مع قادة من المقاتلين القبليين من طالبان، في إشارة إلى التعاون الوثيق القائم بين الطرفين.

وإذا كانت علاقات القاعدة وثيقة بلا شك بفرع طالبان الذي يتبع شبكة حقاني الناشطة انطلاقا من شمال وزيرستان (حيث قُتل أبو اليزيد)، إلا أن علاقتها بفرع طالبان الذي يقوده الملا عمر (شورى كويتا) ليست بالوضوح نفسه. وربما كان ذلك عائداً إلى مجرد الاختلاف في الطبيعة الجغرافية لمناطق عمل الطرفين: ينشط فرع طالبان شورى كويتا في ولايات الجنوب الأفغاني (خصوصاً قندهار وهلمند وأورزجان)، بينما ينشط فرع طالبان شبكة حقاني في الجنوب الشرقي (مثل ولايات بكتيا وبكتيكا وننغرهار وكونار). لكن ثمة من يقول إنه قد يكون هناك أسباب أخرى مرتبطة على الأرجح بعدم نسيان بعض قادة طالبان أن تصرفات القاعدة هي ما أوصلهم إلى وضعهم الحالي.

( 3 )
المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم 100608-feature-1-photoAP

إيران متهمة بدعم المتمردين الأفغان

فيما يقول مسؤولون أفغان علانية إن إيران تساعد في إعادة بناء بلدهم الذي دمرته الحرب، يتهم العديد منهم إيران سريا بدعم التمرد في أفغانستان.

وصرّح أحد المسؤولين بالجيش الوطني الأفغاني في غرب أفغانستان لموقع "سنترال آسيا أون لاين" أن المتمردين يتلقون التدريب في إيران، التي تقوم إثر ذلك بإرسالهم إلى أفغانستان لشن الهجمات. وأضاف المسؤول أن القوات الأفغانية تمكنت من وضع يدها على بعض الأدلة، من بينها مخابئ كبيرة لأسلحة إيرانية، وذلك خلال عمليات ضد المقاتلين.

وقال المسؤول بالجيش الأفغاني، الذي تحدث بشرط عدم الإفصاح عن هويته لكونه غير مخوّل بالحديث لوسائل الإعلام، إن نقص الموارد والطاقم يُعد أحد أسباب عدم قدرة الحكومة الأفغانية على منع الاختراق الإيراني.

والسبب الآخر، بحسب قوله، يكمن في تمتّع إيران بنفوذ ثقافي واقتصادي في أجزاء كبيرة من أفغانستان، وخصوصا في محافظات هرات وفرح ونمروز وبدغيس.

وتابع المسؤول قائلاً إن إيران تقدم الأسلحة لحركة طالبان في محافظات أخرى أيضا. وأشار هو ومسؤولون آخرون إلى أن الأسلحة الإيرانية تتجه إلى محافظات كابول وغازني في المنطقة الوسطى، وقندوز وبلخ في الشمال، وهلمند وقندهار في الجنوب.

وأُطلق هذا الاتهام أيضا خلال اجتماع "جيرغا السلام" الوطني التشاوري والذي انعقد مؤخرا في كابول من 2 إلى 4 يونيو/حزيران، وحضره حوالي 1600 شخص، من بينهم أعضاء في البرلمان وأعضاء في مجلس الوزراء، ومسؤولون محليون، وممثلون عن منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق المرأة.

وحمّل جميع المتحدثين تقريبا – ومن بينهم صبغة الله مجددي، وهو رئيس أفغاني سابق يشغل حاليا منصب رئيس مجلس الشيوخ الأفغاني – إيران مسؤولية تقديم الأسلحة والتدريب لحركة طالبان والمتمردين الآخرين. كما انتقد المتحدثون باكستان للأسباب نفسها.

وفي كلمة ألقاها أمام الوفود المشاركة، قال جول بادشاه ماجدي، رئيس إحدى اللجان الـ28 في الجيرغا، إن تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان سوف يظل وهماً ما لم تتوقف كل من باكستان وإيران عن تقديم الأسلحة والتدريب والملاذات الآمنة للإرهابيين.

وصرح المحلل السياسي عصمت قاني من كابول قائلا "مكافحة التمرد بشكل فعال في أحد البلدان تبقى مشكلة طالما أن أحد الجيران المباشرين لهذا البلد يقدم الملاذات الآمنة للمتمردين". وأضاف قاني في تصريح لموقع "سنترال آسيا أون لاين" أن مئات الآلاف من اللاجئين الأفغان يعيشون في إيران وباكستان منذ عشرين عاماً، وهم معرضون للاستغلال بسبب التأثير الثقافي والاقتصادي لإيران عليهم.

ومن جهته، قال مسؤول أفغاني كان ينتمي في السابق لحركة طالبان ويعمل حاليا في حكومة الرئيس حامد كرزاي، لموقع "سنترال آسيا أون لاين"، إن الحرس الثوري الإيراني لديه روابط مباشرة مع العديد من الجماعات المتمردة.

وحكمت حركة طالبان كابول منذ عام 1996 وحتى عام 2001. وخلال هذا الوقت، كانت إيران عدوا رئيسيا لطالبان، وهو ما يعود في الأساس إلى أن طالبان وداعميها – القاعدة والسعودية وباكستان – من المسلمين السنّة، في حين كانت إيران تدعم الهزارة، الذين يمثلون الأقلية الشيعية في أفغانستان. أما السبب الآخر فسياسي محض، وهو أن طالبان كان لديها طموحات تتجاوز أفغانستان، وهو ما أرادت إيران احتواءه.

وقال أحمد شاه باسون، رئيس معهد صحافة الحرب والسلام في هلمند، إن لإيران العديد من الأسباب التي تبرر دعم المقاتلين. ويلقي المسؤولون في محافظة هلمند الجنوبية باللوم على باكستان وإيران في تقديم الدعم لطالبان

وأضاف "أولا إيران، مثل باكستان، لديها مصالح إستراتيجية في أفغانستان؛ فالإيرانيون يريدون أن يكون لهم نفوذ على السكان فيما يسعون إلى تحقيق حضور إستراتيجي هنا. وهذا هدف على المدى الطويل. أما على المدى القصير، فإيران تريد استنزاف قوات (التحالف) في أفغانستان لإضعاف وجودها".

وقال باسون إن الفرق بين طريقة تعامل باكستان وإيران مع طالبان هو أن إيران تبقي طالبان تحت السيطرة.

وأكد أن "طالبان المدعومة من إيران لن تكون قادرة أبدا على بسط نفوذها على ولاية واحدة في أفغانستان؛ فأنشطتها الرئيسية هي مهاجمة المصالح الدولية والبنية التحتية للدولة، وقتل المسؤولين الذين يعارضون مصالح إيران، والاختطاف وطلب الفدية".

وفي حوار مع "سنترال آسيا أون لاين"، أكد عضو سابق في طالبان، خضع للتدريب في إيران لكنه سلم نفسه للحكومة الأفغانية في 2009، هذا الادعاء. وأضاف قائلا، بشرط عدم الإفصاح عن هويته، إنه كان يعيش كلاجئ في إيران عندما عرض عليه أشخاص غرباء راتبا جيدا في مقابل الانضمام لطالبان.
وقال "لا أعلم من هم. لم يكونوا إيرانيين لكنهم كانوا يحصلون على دعم من شخص داخل الحكومة الإيرانية، لأنهم كانوا يمتلكون الكثير من الأموال والأسلحة ويتحركون بحرية. لقد أحضروني إلى هرات وقاموا بتدريبي لمدة ستة أشهر تقريبا. وكان المدربون إيرانيين وباكستانيين، وكان بعضهم يتحدث العربية أيضا. وبعد التدريب، تم إمدادنا بالأسلحة وإبلاغنا بشن هجمات على المسؤولين الأفغان والبنية التحتية مثل السدود والطرق والجسور وغير ذلك".

ولطالما نفت الحكومة الإيرانية هذه الاتهامات، واصفة إياها بــ "دعاية لا أساس لها من قَِبل وسائل الإعلام الغربية والمسؤولين الأفغان".

غير أن باحثا إيرانيا يعمل في طهران صرح لموقع "سنترال آسيا أون لاين" أن إيران ربما تقوم بدعم التمرد في أفغانستان بغرض إعاقة التقدم الغربي باتجاه الحدود الإيرانية الأفغانية.

وأضاف، بشرط عدم الإفصاح عن هويته، "نحن لا نريد طالبان في أفغانستان، لكننا أيضا لا نحبّذ فكرة بناء القوات الدولية لقواعد عسكرية والقيام بعمليات عسكرية في محيطنا".

( 4 )
المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم 100802-feature-1-photo-AP

منظّر الجماعة الإسلامية: فكر القاعدة في مرحلة "أفول"

أدى ظهور جماعات جديدة تابعة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا إلى فتح الباب أمام التساؤل حول مدى تأثير المراجعات الفكرية التي قام بها عدد كبير من التنظيمات الإسلامية المسلحة التي نبذت العنف في السنوات الأخيرة.

فعلى الرغم من إعلان العديد من التنظيمات الإسلامية المسلحة في المنطقة العربية، مثل الجماعة الليبية المقاتلة والجماعة الإسلامية في مصر، نبذها للعنف ومراجعة أفكارها، إلا أن ذلك يقابله ظهور أو إحياء تنظيمات جديدة في المنطقة على غرار تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وشمال إفريقيا، والتي انضم إليهما عدد كبير من الشباب في السنوات الأخيرة.

الدكتور ناجح إبراهيم منظر الجماعة الإسلامية في مصر، وعضو مجلس الشورى فيها، يقول إن المراجعات كانت بطيئة في الوصول إلى الجيل الجديد من عناصر القاعدة.

ومع ذلك، يعتبر الدكتور إبراهيم أن مراجعات الجماعة الإسلامية – والتي كانت أولى الجماعات المسلحة في الإعلان عن نبذها للعنف – كان لها تأثير عميق ليس فقط في مصر، بل في المغرب واليمن والسعودية وماليزيا وإندونيسيا وأستراليا أيضا.

وكانت الجماعة الإسلامية قد اتُهمت بارتكاب سلسلة من الهجمات الإرهابية في مصر والخارج في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. وكانت أول من أعلن نبذ العنف وإجراء مراجعات فكرية في عام 1997، مما أثار في حينها غضب الرجل الثاني في القاعدة الدكتور أيمن الظواهري.

في حوار حصري مع الشرفة، تحدث الدكتور إبراهيم، والذي كتب معظم مراجعات الجماعة الإسلامية، حول أثر هذه المراجعات في الحد من ظهور تنظيمات جديدة وفي منع الشباب من الانضمام إلى الجماعات الإرهابية.

الشرفة : بعد مرور أكثر من تسع سنوات على إعلانكم عن المراجعات الفكرية، كيف ترون تأثيرها على الجماعات الإسلامية المسلحة؟

إبراهيم : أهمية المراجعات الفكرية الخاصة بالجماعة الإسلامية أنها أول جماعة في تاريخ الحركات الإسلامية المسلحة تعلن عن مراجعات لأفكارها بمحض إرادتها وبمبادرة منها، وليس بناء على طلب من الدولة أو الحكومة كما يقول البعض، فنحن أخطأنا وشعرنا أنه من واجبنا أن نقوم بإصلاح ما أفسدناه.

ما أود ذكره، أن فكرة المراجعات بالتأكيد خطرت على العديد من التنظيمات المسلحة خاصة خلال فترة التسعينيات إلا أنها لم تجد نموذجا للاحتذاء به ومن هنا جاءت الأهمية الخاصة للجماعة الإسلامية عن باقي أي مراجعات تلتها للتنظيمات الإسلامية المسلحة في الدول العربية.

الشرفة : إذن أنت تتحدث عن مستويين من التأثير، محلي وإقليمي، فهل توضح أكثر؟

إبراهيم : المحلي تمثل في فتح الباب أمام التنظيمات المحلية لأخذ نفس القرار الشجاع بمراجعة أفكارها وأولها جماعة الجهاد التي قامت بالمراجعات عام 2007، قادها منظرها الشيخ سيد إمام الشهير بالدكتور فضل، شيخ الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة.

أيضا ساهمت الجماعة الإسلامية في مراجعات ما أطلق عليه "تنظيم سيناء" الذي قام بتفجيرات طابا عام 2004 وشرم الشيخ عام 2005، حيث قام قادة الجماعة الإسلامية بشرح المضامين الفقهية لكتب المراجعات الفكرية لهم في السجون، وتسبب ذلك في إعلانهم نبذ العنف وإلقاء السلاح.

وهو ما أدى إلى النجاح الباهر لوقف مسلسل العنف في سيناء بعد عام واحد من القبض على التنظيم، وهذا جزء من قيمة ونجاح المراجعات الإستراتيجي، وهو تجفيف منابع الفكر التكفيري العنيف.

أما التأثير الإقليمي، فقد كان قويا وأكثر من متوقع وهو تكرار التجربة مع تنظيمات مسلحة في اليمن والمغرب، وبرنامج المناصحة الذي تنفذه الحكومة السعودية لعدد من الإسلاميين، وقد استفاد هذا البرنامج بشكل كبير من الأفكار التي جاءت في مراجعات الجماعة الإسلامية، وأخيرا وليس آخرا إعلان الجماعة الليبية المقاتلة عن مراجعات فقهية لأفكارها.

الشرفة : ولكن البعض يشكك في الدور الذي يمكن أن تلعبه المراجعات بشكل عام في الحد من ظهور تنظيمات جديدة تؤمن بفكر القاعدة وغيرها من الجماعات الإرهابية؟

إبراهيم : أولا مراجعة أي تنظيم إسلامي مسلح لأفكاره ليس أمرا سهلا فهي عملية طويلة ومعقدة، تتخللها مفاوضات شاقة داخل الجماعة التي تقوم بهذه المراجعات.

فعلى سبيل المثال، كتابة المراجعات الفكرية الخاصة بالجماعة الإسلامية استغرقت عشر سنوات لأنها تتعلق بوضع إطار فقهي فلسفي شرعي قادر على تصحيح فهم لأفكار وفتاوى إسلامية صدرت منذ قرون، تتعلق بأفكار عديدة مثل ضوابط وأحكام الجهاد والحاكمية وغيرها.

ومن هنا يمكن القول بأن كافة المراجعات التي صدرت خلال العشر سنوات الأخيرة بداية من الجماعة الإسلامية وانتهاءً بالجماعة الليبية كونت تراكما معرفيا كبيرا يكفي لمواجهة فكر القاعدة وأي فكر إسلامي يؤمن بالعنف خلال القرون القادمة، فرؤية تأثير المراجعات على الجماعات الإسلامية المسلحة يحتاج لوقت طويل.

الشرفة : وما هي المؤشرات التي تؤكد تأثير المراجعات الفكرية على مكافحة التنظيمات الإسلامية المسلحة؟

إبراهيم : كان للمراجعات تأثير على تنظيم القاعدة لأنها ضربتها في كيانها الفكري الضعيف، الذي يوجد بها الكثير من الأخطاء الفقهية، وهذا حد من قدرتها في الكثير من الأوقات على تجنيد عناصر جديدة.

فعلى سبيل المثال، المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية وصلت إلى دولتي ماليزيا وإندونيسيا في الأعوام القليلة الماضية، ولاقت جماهيرية كبيرة بين ملايين الشباب المسلمين الذين كان البعض منهم يفكر في الانضمام للحركة الجهادية الخاصة بتنظيم القاعدة أو تنظيمات مماثلة لها هناك.

كما أن دولا غربية مثل أستراليا بدأت برامج تتبنى أفكار مراجعات الجماعة الإسلامية لإقناع بعض العناصر الإسلامية الموجودة لديها في السجون بالتخلي عن العنف.

وفي الوقت نفسه، أثرت المراجعات الفكرية لجماعة الجهاد التي كتبها الشيخ فضل، شيخ الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة، على مستويات مختلفة في أعضاء التنظيم داخليا لفترة كبيرة من الوقت حيث كشفت هذه المراجعات الأخطاء الفقهية الكبيرة التي وقع فيها تنظيم القاعدة وخاصة ما يتعلق بأحكام وضوابط الجهاد.

الشرفة : وماذا عن تأثيرها على الأجيال الجديدة من عناصر التنظيمات المسلحة الحالية في العراق واليمن وشمال أفريقيا؟

إبراهيم : تأثير المراجعات على الأجيال الجديدة في القاعدة وغيرها للأسف ضعيف، وذلك راجع إلى أن المراجعات الخاصة بالعديد من الحركات الإسلامية بها نقطة ضعف خطيرة، وهي ضعف التواصل مع المجتمع ونشرها بين الشباب، وهذا نابع من أنها لا تزال جديدة.

هذا بالإضافة إلى أن بعض حكومات المنطقة العربية لا تزال متخوفة من احتكاك منظري وقيادات الجماعات بالمجتمعات المحلية، ولكن قد يكون ذلك مسألة وقت.

الشرفة : كمنظر متخصص في فكر الجماعات الإسلامية، كيف ترى البناء الفكري للقاعدة في الوقت الحالي؟

إبراهيم : فكر القاعدة ضعيف للغاية وبه ثغرات كثيرة، أولها أن فكرها تكفيري، وهذا النوع من الفكر أشبه بالقنبلة الانشطارية، فعلى سبيل المثال إن اختلاف الآراء في القاعدة له علاقة بالكفر والإيمان.

أما الثغرة الثانية، أن هذه الجماعات لا تدعو الناس لله نفسه وللدخول في الإسلام وإنما تدعو الناس للدخول في التنظيم، وليس كل الناس بل الشباب الصغار الأقوياء المتحمسين فقط كي يستغلوهم في القتال وهذه الازدواجية بها مخالفة شرعية كبيرة.

والثغرة الثالثة في فكر القاعدة هي القاعدة التي يقوم عليها فكرهم وهي "الجهاد للجهاد".

إن الجهاد في الإسلام هو وسيلة وليس غاية، وجعل القاعدة الجهاد غاية أمر خطير جدا لأنه يربط وجود الإسلام باستمرار القتال الدائم مع غير المسلمين أو المسلمين الذين أختلف معهم، فهم يخالفون أحكام الشريعة الإسلامية الخاصة بأحكام وضوابط الجهاد.

ولذلك تجد القاعدة تقاتل في كل مكان دون تحقيق أي هدف لمجرد القتل فقط، وقد أدى قتالهم لقتل وإذلال المسلمين في الكثير من بقاع الأرض، ودماء هؤلاء في رقبة القاعدة، كما أن أعمالهم تضر الدول الإسلامية.
والعنصر المشترك في 90 في المئة من تفجيرات القاعدة هو أنها تكون ضد مدنيين وهم بذلك يقتلون الأطفال والنساء والشيوخ والرهبان والفلاحين. هذه مخالفة كبيرة لأحكام الشريعة التي منعت قتل هذه الفئات لأنها لا تشارك في القتال.

الشرفة : هل تلمح إلى أن فكر القاعدة في مرحلة اضمحلال؟

إبراهيم : فكر القاعدة يمر حاليا بأفول لم تشهده منذ تأسيسها، وذلك نظرا لكثرة الأخطاء الشرعية والإستراتيجية التي ارتكبها التنظيم خلال السنوات الماضية. ففي خلال التسعينيات لم تكن هناك مراجعات فكرية للجماعات الإسلامية المسلحة، لذلك لم يكشف أحد الأخطاء الشرعية في فكر القاعدة. .

أما الآن فهي أمام حرب أفكار شرسة، ولا أعتقد أنها قادرة على الفوز فيها لذلك فهي تتجنبها.

( 5 )
المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم 100916-feature-1-photoAP

رسالة بن عثمان إلى بن لادن تؤكد انحراف القاعدة في فهم مبادئ الإسلام

يمثّل الموقف الذي أعلنه قبل أيام الإسلامي الليبي نعمان بن عثمان – في رسالة إلى "رفيق السلاح" أسامة بن لادن دعا فيها تنظيم القاعدة إلى وقف عملياته المسلحة في أنحاء العالم – خطوة جديدة في "الجهاد" الذي يقوم به هذا القيادي السابق في الجماعة الإسلامية المقاتلة.

"جهاد" بن عثمان اليوم يبدو منصبا على الرد على ما يعتبره انحرافا في فهم تنظيم بن لادن لمبادئ الإسلام، إذ يرى عملياته سببا أساسيا لتشويه صورة الدين الإسلامي، على رغم أن القاعدة تعتبر ما تقوم به دفاعا عن هذا الدين.

بن عثمان – أو كما يُعرف في أفغانستان أبو محمد الليبي – ليس غريبا عن الموضوع الذي يتكلم عنه. فهو مجاهد سابق في أفغانستان إلتحق منذ نهاية الثمانينيات بالحرب ضد الحكومة الشيوعية في كابل وداعميها الاتحاد السوفياتي آنذاك. وهناك انضم إلى الجماعة المقاتلة الحديثة النشأة والتي أسسها أفغان ليبيون لمقاتلة حكم العقيد معمر القذافي وإنشاء دولة تحكم بالشريعة الإسلامية مكانه. وفي إطار عمله في "المقاتلة"، كان بن عثمان على علاقة وثيقة بقادة القاعدة خلال وجودهم في السودان في التسعينيات، وبعد انتقالهم إلى أفغانستان عام 1996 بعدما طلبت منهم الخرطوم الرحيل.

"الجهاد" الذي خاضته "المقاتلة" ضد الحكم الليبي بين 1995 و1998 سرعان ما انهار، واضطرت الجماعة إلى الانكفاء إلى أفغانستان حيث كان بن لادن يحاول أن يستقطب إلى جانبه بقية فصائل الجهاديين الناشطين هناك كي ينضموا إليه في حربه ضد ما يسميهم "اليهود والصليبيين"، كما تجلّى في تأسيسه الجبهة الإسلامية العالمية عام 1998.

لكن بن عثمان وقادة تنظيمه كانوا من معارضي الانضمام إلى بن لادن في مثل هذا المشروع "العالمي" لقتال الولايات المتحدة. ليس حباً في السياسة الأميركية، ولكن لأنهم رأوا مثل هذه الحرب عبثية تجرّ المصائب عليهم وعلى حكم حركة طالبان التي كانت تستضيفهم جميعاً (القاعدة وبقية الفصائل "الجهادية" العربية).

وكما قال بن عثمان في حوارات سابقة مع الكاتب، فقد كان هو معارضا أساسياً للحرب التي كان بن لادن يخطط لشنها ضد الولايات المتحدة، وأكد أنه قال هذا الكلام لبن لادن شخصياً في منزله في قندهار في صيف عام 2000. لكن بن لادن لم يستمع لا لبن عثمان ولا لكثيرين غيره من الجهاديين في أفغانستان، وشن "غزوته" ضد الولايات المتحدة في 11 سبتمبر/أيلول 2001.

الذي حصل منذ ذلك الوقت، بحسب بن عثمان، يؤكد مدى خطأ بن لادن في شن مثل هذا الجهاد العالمي. فحكومة طالبان التي كان الجهاديون يحتمون في ظلها انهارت بفعل الرد الأميركي.

كما أن بن لادن – بحسب الإسلامي الليبي – خالف في ذلك تعليمات زعيم حركة طالبان الملا عمر، في شأن عدم مهاجمة الولايات المتحدة انطلاقا من أفغانستان. وهذا الزعم بالغ الأهمية كونه، إذا صح، يؤكد أن بن لادن خالف البيعة التي أعلنها للملا عمر على "السمع والطاعة"، إلا إذا كان الأخير يعرف من زعيم القاعدة بخططه لشن "غزوة نيويورك وواشطن" ووافق عليها سراً، وهو أمر ليس من الممكن تأكيده أو نفيه سوى إذا علّق عليه طرفاه، الملا عمر وبن لادن.

ويقول بن عثمان في هذا الإطار: "إنك (بن لادن) لم تدخر جهداً في تجاوز الملا عمر والضرب بتعليماته عرض الحائط، وقررت تجاهل أوامره بوقف استفزاز الولايات المتحدة الأميركية لما قد يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على أفغانستان. كيف يمكن التوفيق بين قولكم بأنكم تجاهدون لإقامة ما تسمونه بالدولة الإسلامية وفي الوقت نفسه تتم معصية ولي الأمر في تلك الدولة والتي بايعها تنظيم القاعدة كولاية شرعية؟... تفتئتون على أهم خصائصها وهي صلاحية إعلان الحرب والسلم مما أدى إلى سقوط دولة طالبان".

وسمّى الإسلامي الليبي قادة في القاعدة كانوا معارضين لشن عمليات خارج أفغانستان مثل مسؤول اللجنة الشرعية أبو حفص الموريتاني (قُتل بغارة جوية في باكستان) ومسؤول اللجنة الأمنية أبو محمد الزيات (يُعتقد أنه في إيران حاليا).

إلا أن تحميل أفغانستان مسؤولية ما تقوم به القاعدة ليس هو فقط ما يثير حنق بن عثمان. ما يثيره أكثر من أي شيء آخر هو أن القاعدة وفروعها المنتشرة حول العالم تبدو وكأنها تخوض حروباً عبثية لا تجر سوى المصائب على المسلمين.

فقد أثارت عمليات هذه الجماعات الخوف في أوساط الشعوب المسلمة التي صارت تخشى في أي لحظة أن يقوم ناشطون مؤيدون للقاعدة بتفجير أنفسهم في أماكن عامة بحجة أن المستهدفين هم من "المرتدين" أو "الكفّار"، كما حصل في دول عربية عديدة.

كما أن تصرفات فروع "القاعدة" – كفرع "بلاد الرافدين" بقيادة أميرها الراحل أبو مصعب الزرقاوي – تدل أيضاً في نظر بن عثمان على شكل النظام الإسلامي الذي ينوي هذا التنظيم تأسيسه. وإذا ما قورن هذا النظام بالأنظمة الديكتاتورية "المرتدة" التي تزعم القاعدة أنها تريد إطاحتها، فإن غالبية من المسلمين ستفضّل بلا شك أن تبقى محكومة على يد ديكتاتور من أن يحكمها أشخاص دمويون كقادة القاعدة في العراق مثلاً.

وإضافة إلى ذلك، يرى بن عثمان أن صورة الإسلام في الغرب عموماً باتت مشوهة بسبب تصرفات القاعدة. إذ أن المسلمين بات يُنظر إليهم – خصوصاً من بعض الأوساط اليمينية – بوصفهم تهديداً إرهابياً، كما أن كثيراً من الدول الغربية صارت تتخذ إجراءات يراها المسلمون بوصفها تستهدفهم، وهي إجراءات ربما ما كانت حكومات الغرب فكّرت فيها لولا تصرفات القاعدة.

ويؤكد بن عثمان، في هذا المجال، أن مواقف بن لادن وتنظيمه لا تمثّل المسلمين في الغرب، كما أنها لا تمثّل المسلمين في العالم العربي. وهو يراهن على أن انتقاداته لتصرفات القاعدة يشاركه فيها كثيرون حتى من قادة الجهاديين، في إشارة إلى "المراجعات" التي قام بها سيل كبير من قادة الجماعات الجهادية الذين أعلنوا خلال السنوات الماضية وقوفهم ضد "الغلو" في تفسير المفاهيم "الجهادية" على يد القاعدة وبعض فروعها.
ولذلك فإن الإسلامي الليبي يأمل بأن تدعو رسالته إلى بن لادن قادة القاعدة إلى إعادة التفكير في تصرفاتهم، علّهم يصلون إلى اقتناع بأنهم لا يمثّلون الشريحة الأكبر من المسلمين، بل على العكس من ذلك فإن الشريحة الأكبر من المسلمين تنبذ أفعالهم.

هذا على الأقل ما يأمل به بن عثمان الذي يجاهر اليوم بالقول إن "العنف المسلح قد وصل إلى نهايته".

فهل يشاركه في هذا الرأي "رفاق السلاح" السابقون في القاعدة؟

ربما سيكون جوابهم سلبياً، لكن بن عثمان يأمل بأن يقرأ هؤلاء – بمن فيهم بن لادن – رسالته علّهم يعيدون التفكير في نتائج أفعالهم.



المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم 334297901740921849

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralmahdy.yoo7.com
 
المجاهدون العرب ... لحظة من فضلكم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لحظة من فضلك
» لحظة من قلبك
» الرئيس القذافي : نهاية طاغية من حكام العرب
» صوت العرب أين العرب ؟؟
» فلسطين لا تسألى أين العرب؟؟؟؟؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور المهدى فلسطين :: ملتقى العالم العربى والاسلامى :: نشرة أخبار العرب-
انتقل الى: