منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور المهدى فلسطين

منتدى فلسطينى عربى إسلامى يهتم بالقضية الفلسطينية والشؤون العربية والاسلامية
 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 النبی والنبوة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاشقة فلسطین

عاشقة فلسطین


عدد المساهمات : 734
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
العمر : 42
الموقع : کل بلاد الاسلامیه موطنی و فلسطین فی قلبی

النبی والنبوة Empty
مُساهمةموضوع: النبی والنبوة   النبی والنبوة Emptyالخميس 02 ديسمبر 2010, 4:15 pm

النبی والنبوة 54



النبي والنبوة

النبی والنبوة 992113417319814321210681176183720310315964
النبي هو الإنسان المخبر عن الله تعالى بغير واسطة أحد من البشر، ولذا كانت النبوة سفارة بين الله وبين عباده. والحكمة الإلهية اقتضت إرسال الأنبياء لما في ذلك من مصلحة العباد وهذه المصلحة التي اقتضت النبوة وهي الهدف والغاية التي كانت لأجلها متعددة.
الأولى: قال تعالى: ?لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ?2.
تتحدث الآية الكريمة عن حاجة الناس إلى العدل وهو لا يتم إلا عبر وجود القانون الذي يحفظ حقوق الناس ويضع الحدود بينهم فلا يعتدي بعضهم على بعض، ذلك لأن الطبيعة الإنسانية تقتضي أن لا يعيش الإنسان وحده بل أن يندمج في حياة اجتماعية مدنية مع أمثاله من البشر، ومن الطبيعي أن تتعارض مصالح الأفراد فيما بينهم، الأمر الذي يؤدي إلى اختلافهم فيما بينهم وتنازعهم على شتى أمورهم، ولذا كان القانون من الضرورات التي يفرضها نشوء كل مجتمع يسعى للوصول إلى السعادة، ولكن هذا القانون لا بد وأن يتم وضعه بالنحو الذي يرفع فيه النزاع بين أفراد المجتمع عبر إيصال كل ذي حق إلى حقه، وهذا أمر لا يكفله أي قانون بل القانون الذي يكون موضوعاً من العارف بحقيقة هذا الإنسان، وحقيقة ما يحتاج إليه في حياته، وأن لا يكون في هذا القانون مصلحةٌ لهذا المقنّن، ومن هنا كان القانون الإلهي هو أفضل القوانين التي تحكم المجتمعات البشرية فالله عز وجل هو العالم بحقيقة هذا الإنسان. ?أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير?3.
وهو الغني عن كل شيء وعن كل حاجة ?لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ?4.
والأنبياء هم رسل الله إلى الناس وهم واسطة الله عز وجل إلى الخلق لإبلاغهم بهذا القانون الإلهي.
الثانية: قال تعالى: ?مَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُون?5.
تتحدث الآية الكريمة عن كون تعليم الناس هو من الغايات التي لأجلها كان إرسال الرسل وذلك لأن الإنسان لا يعلم من نفسه إلا بعض ما فيه مصالح نفسه ويخفى عليه الكثير، ولذا كان الإنسان دائما في حالة اكتشاف لما هو مجهول لديه ووظيفة الرسل تعليم هذا الإنسان ما فيه صلاح نفسه سواء في هذه الدار الدنيا أو في الدار الآخرة، لأن حاجات الإنسان لا تنحصر بهذه الدنيا المادية بل لا بد وأن يعمل على بناء آخرته في دنياه هذه. وبهذه التعاليم تتحقق هداية الإنسان إلى كماله المنشود.
الثالثة: قال تعالى: ?لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِين?6 فالتزكية والتربية الصالحة هي من الغايات الأخرى التي كان لأجلها إرسال الأنبياء والرسل. والمراد من التزكية تطهير النفس من الرذائل، ومن ثمَّ تلقينها عادات الخير والإحسان.

عدد أنبياء الله عز وجل

لم يقص الله عز وجل في القرآن الكريم قصص أنبيائه جميعاً قال تعالى ?وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ?7.
والأنبياء الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم بأسمائهم هم ستة وعشرون نبياً وهم: آدم، ونوح، وإدريس، وهود، وصالح، و
إبراهيم، ولوط، وإسماعيل، واليسع، وذو الكفل، والياس، ويونس، واسحق، ويعقوب، ويوسف، وشعيب، وموسى، وهارون، وداود، وسليمان، وأيوب، وزكريا، ويحيى، وإسماعيل، وعيسى، ومحمد صلى الله عليهم أجمعين.
وقد تعرض القرآن الكريم لبعض الأنبياء دون أن يذكر اسمهم قال تعالى: ?أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا?8، وقال تعالى: ?إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ?9.
وأما عدد الأنبياء فقد وردت الروايات بأن عددهم هو مئة وأربعة وعشرون ألفاً ففي رواية أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله كم النبيون؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي10.
وفي رواية أخرى عن
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: خلق الله عز وجل مائة ألف نبي وأربعة وعشرين ألف نبي وأنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق الله عز وجل مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي، فعليٌّ أكرمهم على الله وأفضلهم11.
قال الشيخ الصدوق قدس سره: اعتقادنا في عددهم أنهم مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي، ومائة ألف وصي وأربعة وعشرون
ألف وصي، لكل نبي منهم وصي أوصى إليه بأمر الله تعالى12.

ضرورة الإيمان بالأنبياء جميعاً

لا بد للمسلم من الإيمان بنبوة جميع الأنبياء عليهم السلام وأنهم على الحق وكذلك الإيمان بطهارتهم وعصمتهم وقد ذمّ الله عز وجل من يؤمن ببعض الأنبياء دون بعض قال تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً?13 تبين لنا الآية أن ضرورة الإيمان بجميع الأنبياء إنما هي من جهة أن دعوة الأنبياء كانت واحدة وهي الدعوة إلى التوحيد فكأنَّ المكذّب لأحدهم مكذِّبٌ للجميع14.
ومن جهة أخرى فإن إنكار نبوة الأنبياء هو إنكار لنبوة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه هو الذي أخبر عنهم وعن صدقهم فإنكار ذلك يرجع إلى تكذيب النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وقد ذكر ذلك القرآن الكريم حيث يقول: ?قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا
أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ?15.

درجات الأنبياء عليهم السلام

تتحدث آيات القرآن الكريم عن اختلاف في درجات الأنبياء عليهم السلام ومن هذه الآيات قوله تعالى: ?تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ?16.وقال تعالى: ?وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ?17.
يتضح جلياً من هذه الآية أن الأنبياء وإن كانوا من حيث النبوة والرسالة متماثلين هم من حيث المركز والمقام ليسوا متساوين لاختلاف
مهماتهم، وكذلك مقدار تضحياتهم كانت مختلفة أيضاً18.




بم يتفاضل الأنبياء عليهم السلام؟

في مقام الحديث عن تفاضل الأنبياء عليهم السلام فيما بينهم فمن الأمور التي يتفاضلون فيما بينهم على أساسه
1 - روح القدس
تبين لنا الروايات الشريفة أن روح القدس ملك عظيم جداً يؤيد الله تعالى به الأنبياء والرسل والمؤمنين، ولكن كل واحد منهم مؤيد بهذه القوة بحسب منزلته، وبحسب قربه من الله تعالى، ففي الرواية عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: ?وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي? قال: "خلق أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مع الأئمة وهو من الملكوت"19.
فروح القدس إذا هو القوة الغيبية التي يمد بها الله تعالى أولياءه، وهذه القوة الغيبية موجودة بشكل أضعف في جميع المؤمنين على اختلاف درجة إيمانهم، وهذا الإمداد الإلهي هو الذي يعين الإنسان في أداء الطاعات وتحمل الصعاب، ويقيه من السقوط في الذنوب والزلات، من هنا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله لحسان: "لن يزال معك روح القدس ما ذببت عنا" وقول بعض أئمة أهل البيت عليهم السلام لشاعر قرأ أبياتاً ملتزمة: "إنما نفث روح القدس على لسانك"20.
2 - التفاضل في الخصائص
فبعض الأنبياء يختصه الله تعالى بخصائص لم يختص بها رسولاً آخر كاختصاص موسى صلى الله عليه وآله وسلم بالتكليم فسمي كليم الله، بينما كان كثير من الأنبياء يكلمه الله من خلال الوحي، أو المنام، وإلى هذا المعنى أشارت روايات عديدة منها ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام: "الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات: فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبي يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة..."21.
3 - التفاضل في كونهم أصحاب شرائع
فأولو العزم هم من الرسل الذين أرسلهم الله تعالى إلى كل البشر وليس إلى أمة محددة بعينها، أفضل من الأنبياء الذين أرسلوا إلى أمة خاصة، وهم أصحاب الشرائع الأساسية،وغيرهم من الأنبياء تابع لشرائعهم. ففي الرواية عن الإمام الرضا عليه السلام: "إنما سمي أولو العزم أولي العزم لأنهم كانوا أصحاب الشرائع والعزائم، وذلك أن كل نبي بعد نوح عليه السلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليل، وكل نبي كان في أيام إبراهيم وبعده كان على شريعة إبراهيم ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن موسى، وكل نبي كان في زمن موسى وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى أيام عيسى عليه السلام، وكل نبي كان في أيام عيسى وبعده كان على منهاج عيسى عليه السلام وشريعته وتابعاً لكتابه إلى زمن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فهؤلاء الخمسة أولو العزم، فهم أفضل الأنبياء والرسل عليهم السلام"22.
4 - التفاضل في الإمامة
فالإمامة مقام من مقامات القرب من الله تعالى، فقد يكون بعض الإنبياء نبياً ولا يكون إماماً ويشهد على هذا المعنى ما ورد في قصة إبراهيم، والتي وردت في القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى: ?وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ?23.
وكان هذا الأمر بعد امتحان النبي إبراهيم عليه السلام بقضية ذبح ولده إسماعيل عليه السلام، فحينها كان نبياً ولم يكن إماماً.
وفي تتمة الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "... والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو إمام مثل اولي
العزم، وقد كان إبراهيم عليه السلام نبيَّاً وليس بإمام حتى قال الله: ?إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً...?24.

--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش:
1- آل عمران: 84-85.
2- الحديد: 25.
3- الملك: 14.
4- الحج: 64.
5- البقرة: 151.
6- آل عمران: 164.
7- غافر: 259.
8- البقرة: 164.
9- يس: 14.
10- الخصال، الشيخ الصدوق، ص: 524.
11- الخصال، الشيخ الصدوق، ص: 641.
12- الاعتقادات في دين الإمامية، الشيخ الصدوق، ص: 92.
13- النساء، الآية: 150.
14- الميزان في تفسير القران، الطباطبائي، ج، ص: 295.
15- البقرة: 136.
16- البقرة: 253.
17- الإسراء: 55.
18- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج2، ص: 234.
19- تفسير الميزان، السيد الطباطبائي، ج 13، ص213، نقلا عن كتاب الكافي.
20- الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، ج1، ص 292.
21- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج 4، ص 3016.
22- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج4، ص 3018 - 3019.
23- البقرة: 124.
24- ميزان الحكمة، محمد الريشهري، ج4، ص 3017.


التوقيع/


النبی والنبوة 83814195751324841567
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alqodsolana.blogfa.com
محبه القرآن

محبه القرآن


عدد المساهمات : 17
تاريخ التسجيل : 12/10/2010

النبی والنبوة Empty
مُساهمةموضوع: الحاجة الى الانبياء كمشرعين   النبی والنبوة Emptyالخميس 02 ديسمبر 2010, 4:29 pm



السلام عليكم

النبی والنبوة 1243101468

يسلموووووووو

تقبلي مروری و اضافتی هذا


الحاجة الى الانبياء كمشرعين


اذا أدركنا الحاجة الى الانبياء من حيث "التربية" و"التعليم". ندرك دور القوانين الاجتماعية والدور المهم الذي يضطلع به الانبياء بهذا الشأن.
إننا نعلم أنَّ أهم سمة تتسم بها حياة الانسان، والتي تعدّ أهم عامل في تقدم الانسان وانجازاته في مختلف أدوار حياته، هي الحياة الاجتماعية.
لو أنَّ الانسان بقي يعيش منفصلاً عن إخوته لكان الآن باقيا على مستواه الفكري والحضاري المنحط الذي كان عليه انسان العصر الحجري.
نعم، إنَّ المحاولات والمساعي الجماعية هي التي أوقدت مشعل الثقاقة والحضارة، وهي التي كانت الدّافع الى بلوغ كل هذه الاكتشافات والاختراعات العلمية.
خُذ مثلاً الوصول الى القمر، تجد أنَّ هذا الانجاز كان حصيلة عمل عدد من العلماء، بل الآلاف منهم تضافرت جهودهم على مدى مئات السنين في البحث والتجربة. وما كان هذا ليتم لولا الحياة الاجتماعية التي تراكمت فيها الخبرات والمعارف حتى حققت هذا الانجاز العظيم.
إذا نجح طبيب حاذق في عصرنا في زرع قلب انسان ميت في صدر انسان حي ذى قلب مريض، فانقذه من موت محقق، فإنّه يكون مديناً بنجاحه الى آلاف التجارب السابقة التي أجراها آلاف الاطباء والجراحين انتقلت على امتداد التاريخ من طبيب الى طبيب حتى وصلت اليه.
غير أنَّ للحياة الاجتماعية مشكلاتها الى جانب محاسنها الكثيرة، كتضارب المصالح والرّغبات والحقوق، ممّا يؤدي أحياناً الى إندلاع نيران المصادمات الدموية والحروب الطاحنة.

هنا تظهر حاجتنا الى القوانين والتعليمات الواضحة التي تحل لنا ثلاث مشكلات كبيرة:
1- القانون يحدد واجبات كل فرد نحو المجتمع، وواجبات المجتمع نحو الافراد، بحيث تنفتح المواهب ضمن مساع متعاونة.
2- القانون يمهد طريق الإشراف على حسن اداء الافراد واجباتهم.
3- القانون يحول دون قيام الافراد بالاعتداء على حقوق الآخرين، ويمنع انتشار الفوضى والتّضارب بين الافراد والجماعات، ويقرر العقوبات المناسبة على المعتدين.




من هو خير المشّرعين؟

في هذه الحالة يتعين علينا أنَّ نعرف من هو أفضل شخص يستطيع أنْ يسنّ القوانين التي تتطلبها حياة البشر الاجتماعية، بحيث تتحقق فيها المبادى الثلاثة المذكورة: بيان الحقوق والواجبات للفرد والمجتمع والاشراف السليم على تنفيذ القوانين، ووقف عدوان المعتدين.
ولنضرب هنا مثلاً بسيطاً: يمكن أنْ نشبه المجتمع البشري بقطار كبير، والهيئة الحاكمة بماكنة القطار التي تقود القطار في مسيره، والقانون بمثابة السكة الحديدية التي تعين الخط الذي يجب أن يسير عليه القطار كي يصل الى غايته، ماراً بالمنعطفات والمرتفعات والمنخفضات والجبال والوديان.

لا شك أنَّ السّكة الحديدية الجيدة يجب أنْ تتوفر فيها الاُمور التّالية:
الارض التي تمتد عليها السّكة يجب أنْ تكون صلبة تتحمل أقصى ضغط يمكن أنْ يسلط عليها. الفاصلة بين الخطين يجب أنْ تكون متساوية على امتدادهما بدقّة متناهية بحيث تساوي الفاصلة بين عجلات القطار.
كما أنَّ جدران الانفاق وارتفاعاتها يجب أن تناسب القطار الذى يمرّ بها.
الارتفاعات والانحدارات يجب أن لا تكون حادة الى درجة لا تستطيع معهما الماكنة من سحب القطار، أو ايقافه عند اللزوم.
ثمّ هناك إحتمالات الانهيارات الجبلية وتهاوي حافّات الوديان التي يمرّ بها القطار، وكذلك السيول والثلوج الساقطة، يجب أنْ تؤخذ كلّها بالحسبان الدقيق لكي يستطيع القطار أن يواصل مسيرته في مختلف الظروف والحالات، وأن يصل هدفه بسلام.

نعود الى "المجتمع الانساني" لتطبيق هذا المثال عليه:
إنَّ المشرّع الذى يريد أن يضع خير القوانين للبشر يجب أنْ تتوافر فيه الشروط التالية:
1- أنْ يكون عارفاً معرفة تامّة بالبشر، بغرائزهم، وعواطفهم، وحاجاتهم، ومشكلاتهم وكل ما يتعلق بهم.
2- أنْ يأخذ بنظر الاعتبار جميع مؤهلات الناس واستعداداتهم ومواهبهم لكي يستخدم القوانين في سبيل تفتحها وازدهارها.
3- أنْ يكون قادراً على التنبؤ بما يمكن أنْ يقع في المجتمع من حوادث وطرق مواجهتها على أفضل وجه.
4- أنْ لا تكون له أية مصالح شخصية ولا لأيّ من أقربائه والمختصين به.
5- أنْ يكون عارفاً بكلّ ما حققه الانسان في تقدمه، وما أصابه من احباط واخفاق.
6- أنْ يكون في أقصى درجة من العصمة ضد الخطأ والنسيان.
7- وأخيراً، على هذا المُشرِّع أن يكون شجاعاً وجريئاً، فلا ترهبه أية قوّة ولا شخصية في المجتمع، ولايخشى أحداً أبداً، على أنْ يكون، في الوقت نفسه، على قدر كبير من المحبّة والعطف.

من الذي تتوفر فيه هذه الشّروط؟
هل يكون الإنسان أفضل مشرّع؟
أهناك من عرف الإنسان حتى الآن معرفة تامَّة؟
هل عرفت نفسية الإنسان وغرائزه وميوله و عواطفه معرفة تامَّة حتى الآن؟
هل يمكن العثور بين الناس على شخص لا تكون له مصالح خاصّة في المجتمع؟
أهناك بين الناس العاديين إنسان يكون مصوناً من كل خطأ ونسيان، وله. معرفة تامّة بجميع مشكلات المجتمع البشري وأفرادة؟

إذن، لن تجد بين الناس العاديين من تتوفر فيه الشروط المطلوبة، لذلك ليس سوى الله، ومن اختاره لتلقّي وحيه، يمكنه أنْ يكون أفضل مشرّع للبشرية.
وهكذا نصل الى هذه النّتيجة: إنَّ الله الذي خلق البشر ليسيروا في طريق التكامل، لابدّ أنْ يبعث اُناساً يأمرهم بهداية البشر نحو الله و يبيّن لهم شريعة السّماء الالهية الجامعة والشاملة.
ولا ريب أنَّ الناس إذا علموا أنَّ الشريعة التي بين أيديهم نازلة من الله، فانهم يطبقونها بكل ثقة واطمئنان، أي أنَّ علمهم بذلك يضمن تطبيق القوانين بصورة جيدة.

العلاقة بين التّوحيد والنّبوّة

هنا ينبغي أنْ نلتفت الى هذه النقطة، وهي أنَّ نظام الخلق نفسه خير شاهد حي على ضرورة وجود الانبياء ورسالاتهم الالهية.
وذلك لان نظرة واحدة الى نظام الخليقة العجيب تدلّنا على أنَّ الله تعالى لم يغفل بلطفه عن تأمين أي حاجة من حاجات الانسان، فهو عندما خلق العين لكي ننظر بها، خلق معها الأجفان والأهداب للحفاظ عليها ولتنظيم سقوط الضوء عليها. وخلق في زوايا العين غُدداً تفرز الدّموع لكي يبقى سطحها رطباً دائماً، إذ أنَّ جفافها يذهب بها. وفضلاً عن ذلك خلق في العين نافذة صغيرة تسيل خلالها الدّموع الزائدة الى الأنف، ولولا هذه النافذة، الصغيرة لاستمرت الدّموع تسيل على وجوهنا.
ويمنح بؤبؤ العين من الحساسية الشديدة بحيث أنَّه يتأثر بشدّة الضوء وضعفه فيضيق ويتسع تبعاً لذلك بصورة لا إرادية لكيلا يصيب العين ضرر من جراء شدة الضوء. وفي اطراف كرة العين عضلات مختلفة تسهل عليها الدوران الى الجهات المختلفة بغير حاجة الى إدارة الرأس والجسم.
فهل الله الذي لا يغفل عن حاجات الانسان الدّقيقة هذه يمكن أنْ يحرم الانسان من هاد وقائد موثوق به ومعصوم من الخطأ ويأتمر بأوامر الله ووحيه؟
يقول الفيلسوف المعروف ابن سينا في كتابه "الشّفاء" المشهور: "لاشك أنَّ حاجة الانسان الى ارسال الانبياء اليهم لبقاء النوع ولبلوغ الكمالات أشدُّ ضرورة من نمو الأهداب والحواجب وتقعر باطن القدم وامثالها، وذلك لأنَّه ليس من الممكن أن يوجب الله سبحانه وتعالى تلك الاُمور ولا يوجب هذا الامر".


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النبی والنبوة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سنن النبی صلی الله علیه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور المهدى فلسطين :: الملتقى الاسلامى :: العبادات و الدعوة وأصول الدين-
انتقل الى: