منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور المهدى فلسطين

منتدى فلسطينى عربى إسلامى يهتم بالقضية الفلسطينية والشؤون العربية والاسلامية
 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 خصائص الحضارة الاسلامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشقة فلسطین

عاشقة فلسطین


عدد المساهمات : 734
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
العمر : 42
الموقع : کل بلاد الاسلامیه موطنی و فلسطین فی قلبی

خصائص الحضارة الاسلامية  Empty
مُساهمةموضوع: خصائص الحضارة الاسلامية    خصائص الحضارة الاسلامية  Emptyالسبت 06 نوفمبر 2010, 12:33 pm



خصائص الحضارة الاسلامية  48

خصائص الحضارة الاسلامية  53

مقدمة ان الدين الاسلامي منهج رباني ارسل لاسعاد الناس جميعهم، ويتم ذلك بتغيير الانسان والارتقا به نحو الافضل والاحسن والاكمل،
وبما انه منهج رباني صادر عن الذات الالهية، فان اللّه، سبحانه، يعرف طبيعة النفس البشرية ويعرف هواجسها، ويعلم جوانب القوة والضعف فيها، ويعرف ما ينفعها وما يضرها، ويعرف، سبحانه، طرق تغيير هذه النفس والسلوك بها في الطريق الصحيح، حيث رضوان اللّه ورحمته وغفرانه، لذلك يبدا الاسلام بالتغيير الفكري والروحي فيملا عقل الانسان وروحه بعقيدة نقية صافية تقنعه وترضيه، وتريح قلبه من الشكوك والوساوس والاوهام، وتجعل هدفه واضحا في الحياة، وطريقه واضح المعالم والخطوات، لا يتيه ولا يتعثر في سيره الى اللّه سبحانه.
ان الاسلام يعطي للمسلم تصورا واضحا عن اللّه سبحانه وعن الكون، وعن الانسان وموقعه على صفحة الوجود، ثم يبين له الاهداف العظيمة للرسالة الاسلامية. ويبدا المسلم في الاطلاع على تفاصيل الشريعة الاسلامية وجزيئيات النظام الاسلامي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وخلال ذلك يتعرف المسلم الى الاصول الاساسية لهذا الدين والميزات العامة للشريعة الاسلامية، وهذه الميزات هي اسس وقواعد ومناهج وطرق رئيسية تدخل تحت ابوابهاتفاصيل التشريع الاسلامي جميعها. ومن خلال معرفتنا لهذه الخصائص والميزات والصفات نستطيع ارجاع كل حكم شرعي وموقف عملي للرسالة الاسلامية الى هذه الخصائص والمبادى. تتمثل اهداف هذه الخصائص في تحقق بعدين رئيسيين:
اولا: الوصول الى تحقيق الخير والرفاه والحق والسعادة للبشرية.
ثانيا: سلوك اقصر الطرق وافضل الاساليب، او بالاحرى الطريق الوحيد الذي يضمن النجاح لتطبيق الشريعة الاسلامية،وذلك بسبب الميزات العالية والراقية والعملية لهذه الخصائص.
ان هذه المبادى والخصائص، بقدر ما تتعدد وتتكاثر، فانها تجتمع وتاتلف وتتكامل لتحقق هدفا واحدا هو تطبيق الرسالة الاسلامية على واقع الحياة. وقد يتسال بعضهم عن الهدف من معرفة هذه المبادى والخصائص وعن الفائدة من شرحها والخوض في تفاصيلها. وفي ما ياتي نذكر اهم النتائج والاهداف التي تتحقق على ضوء معرفتنا بهذه المبادى والسير وفق اصولها ومناهجها:
1 تبيان عظمة التشريع الاسلامي وكماله وسموه ورفعته، وقوته وفاعليته.
2 تفيد معرفة هذه الخصائص قادة العالم الاسلامي وائمة الفكر، ورجال التشريع، والساهرين على تطبيق الاسلام والسائرين على نهجه والساعين في سيرهم الى اللّه، تفيدهم جميعهم في اخذ احكام اللّه نقية صافية، ويتوضح الطريق امامهم فيسيرون على هدى من ربهم لا يتخبطون ولا يتحيرون، ويزول الغبش من امام اعينهم، فيسيرون في طريق واضحة المعالم، معروفة البداية والنهاية، وهذا هو ما يميز الاسلام: سمو في الهدف ووضوح في الطريق، واخلاق راقية ومثل سامية في الغاية والوسيلة.
ان مبادى الحضارة الاسلامية وخصائصها عديدة يمكننا اجمال اهمها بما ياتي:
1 الانسانية اهم ما يميز الحضارة الاسلامية هو بعدها الانساني والعالمي، وقد نزلت الشريعة الاسلامية لتطبق على الارض وتنتشرفي كل انحا الكرة الارضية، فالاسلام للبشر كلهم وللانسانية، جمعا يقول سبحانه: (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)[الانبيا:107]. ويقول تعالى: (وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا) [سبا:28]. هذا مفهوم واضح يفهمه كل مسلم مهماكانت درجته الفكرية او ذهنيته العقلية. وكثيرة هي النصوص الاسلامية التي تتحدث عن هذا المفهوم وتؤكد عليه من آيات قرآنية واحاديث شريفة ومواقف عملية للنبي محمد (ص) وللمسلمين الاوائل. ان الاسلام «كان عالميا بطبيعته،فمنذ اللحظة الاولى والقرآن يوجه الخطاب الى الناس اجمعين، واداة الخطاب «يا ايها الناس» تملا القرآن وتتخلل آياته،وقد بلغ عدد مرات استعمال هذا الخطاب في القرآن نحو ثمان وعشرين مرة، كما ورد فيه «لفظ الناس» مئتين واربعين مرة، ولفظ «الانسان» احدى وستين مرة. وقد كان رب المسلمين والههم، منذ اللحظة الاولى للدعوة، هو «رب العالمين»و«رب المشارق والمغارب» و«رب السموات والارض». وقد كان الناس جميعهم خلقه، وكانوا سواسية كالاخوة امام والدكبير ورحيم[1].
ووردت، على لسان النبي محمد (ص)، احاديث كثيرة تؤكد على مفهوم العالمية والانسانية في الدين الاسلامي اهمهاما ورد عنه (ص) في خطبة حجة الوداع: «ان ربكم واحد، وان اباكم واحد، كلكم لادم، وآدم من تراب، ان اكرمكم عنداللّه اتقاكم وليس لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لاحمر على ابيض فضل الا بالتقوى».[2]
ومن جهة ثانية، فان التشريع الاسلامي، في اصوله واحكامه، وفي كل ما يستنبطه المجتهدون، يتوجه الى سعادة الانسان ومصلحته وراحته ودفع الاذى والضرر عنه، فاينما تكن منفعة الانسان ومصلحته وخيره، فالاسلام يوجب ذلك او يحث عليه، واينما كان ضرر الانسان فان الاسلام يحرمه او يكرهه الى النفس الانسانية حسب درجات الاذى والمضرة، يقول تعالى:
(ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) [الاعراف:157] ويقول النبي محمد (ص):«خيرالناس من نفع الناس». ولو استقرانا لائحة الواجبات والمحرمات في الاسلام، لوجدناها تصب كلها في هذا الاتجاه،فالواجبات ذات منفعة عظيمة للانسان في الدنيا والاخرة، والمحرمات ذات اضرار كبيرة وجسيمة في الدنيا والاخرة.
وقد لا يتبين في بعض هذه الاحكام وجه المنفعة او وجه المضرة للانسان، ولكنها في جوهرها وحقيقتها تصب في هذاالمفهوم. وما دام العلم لم يصل الى نهايته بعد، فلا يحق لنا الاعتراض على بعض المفاهيم او الاحكام التي لم تتوصل عقولنا الى ادراكها او فهمها. ان الاسلام دين الفطرة البشرية: (فطرة اللّه التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق اللّه ذلك الدين القيم) [الروم:30] جا بالاحكام والانظمة والقوانين التي تلائم هذه الفطرة تماما. وقد وهب اللّه سبحانه الانسان المنزلة العظيمة في هذا الكون فهو محور حركته، وخليفة اللّه على ارضه، يتحرك وفق مشيئة اللّه وارادته، وتركزت تعاليم التربية الاسلامية على الانسان لتربيته وتغييره ليؤدي دوره الرسالي المطلوب على افضل وجه واكمله.
تتبين عالمية الاسلام وانسانيته من خلال النصوص الاسلامية، ومن خلال المواقف العملية للرسول محمد (ص)،فالاسلام امتداد لرسالة ابراهيم (ع) يقول تعالى: (ملة ابيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين من قبل) [الحج:78].
ومن اول الاعمال التي قام بها الرسول محمد (ص) ارساله الرسائل الى ملوك عصره في اقطار الارض يدعوهم الى الاسلام واعتناق هذا الدين الحنيف، فارسل (ص) الرسائل الى هرقل امبراطور الرومان والى كسرى ملك الفرس، والى ملك الحبشة والى ملك اليمن وغيرهم، الامر الذي يدل دلالة قاطعة على نظرة الاسلام العالمية وسعة افقه ليشمل الانسانية كلها: «ان الاسلام تميز منذ انطلاقته الاولى بصفته العالمية او الكونية الاممية، ليس بتوجيهه الى الامم والشعوب المختلفة فقط، بل باخذه بفكرة تدرج المعرفة البشرية واستيعاب المرحلة اللاحقة لما قبلها وتخطيها لها،وايمانه بوحدة العقل البشري ووحدة العالم رغم وجود خصائص تميز الشعوب والامم».[3]
2 الوسطية ان سبب اخفاق اغلب الانظمة والافكار التغييرية، هو افراطها او تفريطها في المفاهيم والمواقف العملية، فالغلو في الشيء اكثر من مقداره وحقه، او الاستهانة به وغمط حقه، يؤديان كلاهما الى الفشل والاندحار في النتائج، الامر الذي يؤدي الى ظهور المشاكل المتفاقمة والانحرافات المتواصلة، وينعكس ذلك كله على الانسان، وعلى البشرية كلها، على شكل جوع وفقر وامراض وحروب وآلام ومشاكل لا تعد ولا تحصى.
ان مذهب الوسطية في الاسلام واضح كل الوضوح، واضح في النص عليه في القرآن الكريم والحديث الشريف،وواضح في التطبيقات العملية للرسالة الاسلامية، فالقرآن الكريم ينص صراحة (وكذلك جعلناكم امة وسطا)[البقرة:143]. اما التشريعات الاسلامية فانها تؤكد على اشباع الرغبات المادية والحاجات الروحية على حد سوا،فالاسلام يدعو الانسان الى عبادة اللّه والتقرب اليه، ويدعوه ايضا الى الاستمتاع الحلال بملذات الحياة الدنيا، والاسلام يرفض البخل ويرفض الاسراف، ويحث على اتخاذ موقف وسط بينهما. يقول سبحانه: (ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط) [الاسرا:29] كما ان الاسلام يعط ي حق الفرد وحق الجماعة على السوا، فلا يوغل في الفردية ولا يوغل في الجماعية، بل حالة الوسط هي افضل الاشيا.
ان السير في وسط الطريق لا يعني ان الانسان المسلم يعيش مذبذبا في حياته، لا يسلك طريقا معينا، ولا يلتزم موقفامحددا، وانما يعني ذلك ان الاسلام يرفض الطرق والاساليب التي تسير خلاف الطبيعة البشرية والتي قد تسرف في جانب وتقصر في جانب آخر، فتبخس شريحة من المجتمع حقها، او تقصر في جانب حياتي ضروري لجسم الانسان وعقله وروحه، الوسطية في الاسلام تعني مواكبة الحياة الانسانية مئة بالمئة، كما هي وكما خلقها اللّه، وكما ينبغي لها ان تكون...
3 المحبة والرحمة ا المحبة:
الاسلام دين المحبة، هذا ما نستنتجه بعد مطالعتنا للايات القرآنية والاحاديث الشريفة التي تتحدث عن الحب الالهي بين اللّه سبحانه وعباده المؤمنين من خلقه: (يحبهم ويحبونه)، هكذا وصفت الاية القرآنية تبادل المحبة بين اللّه سبحانه والمؤمنين. ومن المواقف الاساسية في الاسلام ان يحب المسلم في اللّه ويبغض في اللّه في مسارات حياته كلها، بحيث يكون ذلك مقياسا ثابتا له في التعامل مع الناس، ان يحب الانسان المسلم الانسان الاخر بمقدار تقربه الى اللّه سبحانه،ويكرهه ويبتعد عنه بمقدار ابتعاد هذا الانسان عن اللّه، فالمؤمن يحب المطيعين للّه ويبغض العاصين له، هذا ملخص لمفهوم المحبة في الاسلام، ولكن ما الذي تفيدنا اياه هذه المحبة في مجال خصائص الحضارة الاسلامية؟!.. تفيدنا هذه المحبة من جهتين:
الجهة الاولى: ضمان تنفيذ التشريع الاسلامي وتطبيقه عمليا في حياة المسلم ثم في الحياة الاجتماعية كلها للناس،فالانسان المسلم حينما يحب اللّه حبا صادقا، ينفذ اوامره بحذافيرها عن حب واطمئنان قلب، لا يتافف ولا ينزعج من شيء حرمه اللّه عليه، ويؤدي الاوامر والواجبات الالهية بجد واخلاص وعن طيب خاطر.
الجهة الثانية: حينما ينتشر مفهوم الحب في اللّه والبغض في اللّه بين الناس، ويكون المقياس المهم في مواقفهم وتعاملاتهم كلها، فان ذلك سيؤدي وبالتدريج الى خلو الساحة من العاصين والمجرمين والمحاربين للّه ورسوله، وبذلك ياخذ التشريع الاسلامي طريقه الى الحياة الاجتماعية بيسر وسهولة.
ب الرحمة:
يمكننا ادراك عمق الرحمة الالهية للانسان، من خلال معرفتنا حالات الضعف البشرية، ومن خلال مطالعتنا للايات القرآنية والاحاديث الشريفة التي تتحدث عن رحمة اللّه وعفوه وغفرانه.
ان اللّه سبحانه حينما خلق الانسان خلقه من طين، وهو سبحانه يعلم بحالات ضعفه، ففتح له بابا سماه «التوبة».
والتصور الاسلامي للانسان يتعامل «مع هذا الانسان الواقعي الممثل في هؤلا البشر كما هم، بحقيقتهم الموجودة!.. مع هذا الانسان ذي التركيب الخاص، والكينونة الخاصة، الانسان من لحم ودم واعصاب، وعقل ونفس وروح، الانسان ذي النوازع والاشواق والرغائب والضرورات،الانسان الذي ياكل الطعام ويمشي في الاسواق، ويحيا ويموت، ويبدا وينتهي، ويؤثر ويتاثر، ويحب ويكره، ويرجوويخاف، ويطمع ويياس، ويعلو وينحط، ويؤمن ويكفر، ويهتدي ويضل، ويعمر الارض او يفسد فيها، ويقتل الحرث والنسل.. الى آخر سمات الانسان الواقعي وصفاته المميزة».[4]
امام هذه الحالات، تتوالى الايات القرآنية الكريمة لتشمل برحمتها الانسان وتدعوه الى التوبة، وتحذره من الياس والقنوط... يقول تعالى: (كتب على نفسه الرحمة) [الانعام:12] ويقول سبحانه: (ان رحمة اللّه قريب من المحسنين)[الاعراف:56] ويقول تعالى: (فان كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة) [الانعام: 147] ويقول تعالى: (وربك الغفور ذوالرحمة) [الكهف:58].
وتزخر كتب الفقه الاسلامي بالفتاوى التي تعبر عن الرحمة الالهية اصدق تعبير، فصلاة المسافر غير صلاة المقيم في وطنه، والصائم يفطر في سفره تخفيفا عليه من العنا والمشقة، وصلاة المريض كذلك، فالذي لا يقدر على ادا الصلاة وقوفا يستطيع اداها جلوسا، والذي لا يستطيعها جلوسا، يؤديها بحركات راسه، والذي لا يستطيع ذلك يؤديها برموش عينيه وهكذا.. وهناك امثلة كثيرة تعبر عن الرحمة الالهية للانسان..
ان هذه الرحمة هي طابع الرسالة الاسلامية في جميع مجالاتها ومواقفها الحياتية، ليس في الاسلام تعسف ولا تعنت ولاكبت ولا اكراه ولا اضطهاد، بل الاسلام دين الرحمة واليسر والسماحة والعطف والمحبة.
4 الاستقامة ليس في اهداف الاسلام واساليبه لف ولا دوران، وانما غايات كلها اخلاق واساليب كلها شرف، الاسلام دين الاستقامة ودين الحق، دين الحقيقة، لا مرا في الاسلام، ولا انحراف في مبادئه واساليبه، وتزخر النصوص الاسلامية بحث المسلمين على الاستقامة في سلوكهم، والثبات على مبادئهم، يقول سبحانه:
(فلذلك فادع واستقم كما امرت)[الشورى:16] ويقول تعالى: (والوا استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ما غدقا) [الجن:16].
وفي الاية الكريمة: (كما امرت) معان كثيرة.. ان يستقيم المسلم كما امره اللّه سبحانه، ويعمل بجميع ما ورد في الشريعة الاسلامية من اعتقادات وعبادات ومعاملات وسلوك يتعامل به المسلم مع الناس... الى ابسط عمل يقوم به المسلم تجاه ربه وتجاه نفسه وتجاه الناس.. وقبل ذلك كله يجب ان يخلص المؤمن في نيته، وان يكون صادقا مع ربه ومع الناس.. وان يتعلق قلبه باللّه في جميع احواله.. في السرا او الضرا وان يزهد بما في ايدي الناس.. يقول سبحانه: (ماجعل اللّه لرجل من قلبين في جوفه) [الاحزاب:4] ان تتساوى سريرته مع علانيته، ان يكون ظاهره ناصعا وباطنه بمثل نصوع ظاهره.. حتى يطمئن له المؤمنون، وتصبح الثقة والصدق منهجين يلتزم بهما المسلم مع الناس في حياته كلها..
ان الكلام السابق يطبق في السلوك الشخصي للانسان المسلم مع اخوانه المسلمين، ومع الناس الاخرين الشرفا الطيبين الصالحين، ولا يشمل ذلك الامور التي تتطلب الكتمان والتخطيط وعدم افشا الاسرار التي فيها مصلحة الاسلام والمسلمين، يقول النبي محمد (ص): «استعينوا على قضا حوائجكم بالكتمان»، وينطبق هذا الحديث على مواقف التجمعات الاسلامية وتصرفاتها بشكل كبير، كالدولة الاسلامية او الحركة الاسلامية، او المؤمن الذي يكون لوحده امة بين الناس.
ان الاسلام يؤكد بوضوح ان «الغاية لا تبرر الوسيلة»: «لا يطاع اللّه من حيث يعصى» «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»،كما ورد في الحديث الشريف، ولكن هناك استثناات يسمح بها الاسلام، والاستثنا ليس كالقاعدة، بل هو الامر النادرالوقوع، لان المسلم قد يمر في حياته بمواقف محرجة تتطلب منه موقفا معينا وسلوكا خاصا قد يكون مخالفا للشريعة الاسلامية، وهذا السماح يكون في حالة الاضطرار فقط وليس في حالة توفر الخيارات المتاحة، وحتى هذا الاضطراريجب ان يخضع لشروط صارمة حددها القرآن الكريم بوضوح في قوله تعالى:
(فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه)[البقرة:173] يفعل الانسان ما اضطر اليه شريطة عدم التعدي اكثر من اللازم، وان لا يكون هناك بغي في استخدام الحكم الشرعي، اسلوب واضح كل الوضوح في رفض «المكيافيلية» التي تعتقد بان «الغاية تبرر الوسيلة».
ان اكبر مرض اجتماعي ابتلي به المسلمون ووقعت فيه بعض الهيئات الاسلامية، هو استخدامها الكثير لاسلوب «الغاية تبرر الوسيلة»، وتجرا الكثيرون على احكام الشريعة الاسلامية، وصار الشك بين هؤلا الناس هو السمة البارزة في حياتهم وفي معاملاتهم، ما افقد الحياة الاسلامية الاجتماعية رونقها وصفاها.
ان الاسلام يدعو بوضوح الى الثبات على الاسلام الى آخر الطريق، وخلال حياة المسلم كلها الى ان يتوفاه اللّه سبحانه،وعليه ان يسلك خلال ذلك الطرق والاساليب الشريفة.
5 الثابت والمتغير يعد الثبات ميزة اساسية من ميزات الشريعة الاسلامية، ويشمل ذلك جميع المفاهيم والاحكام الاسلامية: ثبات العقائد، ثبات الحقائق، ثبات القيم، ثبات التشريعات، وهذا الثبات لا يعني الجمود والتقوقع والركود كما يدعون، ولايعني عدم قدرة الاسلام على مواكبة التطورات التي تطرا على الحياة البشرية في مختلف جوانبها الفكرية والنفسية والاجتماعية، بل ان هذا الثبات يستند الى حقائق وادلة دامغة لا يرقى اليها الشك، اهمها:
ا ان هذا الدين هو صنع اللّه الذي اتقن كل شيء، وهو سبحانه عارف بالحاجات الحقيقية للنفس الانسانية، عارف بماينفعها ويضرها، عارف بما سيطرا عليها من تطورات وتغيرات عبر التاريخ. ومن خلال هذه المعرفة الكاملة بالانسان،وضع سبحانه هذا الدين بما يلائم هذه الحاجات ويسد رغباتها الحقيقية، وهو علاج ناجع لما يطرا على النفس البشرية من امراض واوهام وانحرافات.
ب- ان اللّه سبحانه خلق الانسان واودع فيه غرائز ثابتة لا تتغير عبر الدهور، وفطر اللّه سبحانه الانسان على مبادى وقيم ومثل تكفل سعادته، وفيها كل الخير اذا التزم بها الانسان، وهذه المثل والقيم يؤمن بها كل انسان، ويعتقدها بعقله،ويطمئن لها قلبه، شريطة ان تظل النفس نقية وصافية لا يشوبها شيء، وكيف لا يكون ذلك وهو سبحانه خالق الانسان وبارئه ومصوره، ولذلك نرى كثيرا من الفلاسفة والمفكرين وعلما الحضارة يتفقون على كثير من الحقائق والمبادى في ما يخص سعادة البشرية وصلاحها، نعرف ذلك من خلال افكارهم المبثوثة في كتاباتهم، وهذا دليل ساطع على ثبات الحقائق والقيم في النفس البشرية، مهما اختلفت جذورها الاجتماعية ومذاهبها السياسية، ان التغيرات المادية والابتكارات في الوسائل من اجهزة ومعدات، لا يمكن ان تجعل من الحق باطلا، ولا من الصدق كذبا، ويبقى الانسان في خضم الاجهزة والالات المتطورة هو الانسان بنفسه ولحمه ودمه، واذا تغيرت نفسيته، فهذا يعني تلوثه بالمحيط الذي يعيش فيه، ولا يعني ابدا تغيرا جوهريا وحقيقيا في حياته.
هذه الحقيقة الثابتة والواضحة، اكد عليها الاسلام وثبتها في قلوب المسلمين، وذلك من خلال الايات القرآنية والحديث الشريف، يقول سبحانه: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته) [الانعام:115] ويقول سبحانه: (فلن تجد لسنة اللّه تبديلا ولن تجد لسنة اللّه تحويلا) [فاطر:21] ويقول تعالى: (لا تبديل لكلمات اللّه ذلك هو الفوز العظيم) [يونس:64].
ويقول النبي محمد (ص): «حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة ».
ولا يقدح، في هذا الكلام، ما يستنبطه المجتهدون من احكام يختلفون في ما بينهم في حرمتها او حليتها او وجوبها اواستحبابها، فان فتاواهم هذه تخص الفروع والجزئيات التي لا نص واضحا فيها، اذ لا اجتهاد في موضع النص، وهذه الاحكام هي آراؤهم الاجتهادية، وقد يصيبون وقد يخطئون فيها، مثلهم مثل القاضي ان اصاب فله اجران وان اخطا فله اجر واحد.
ومع هذا كله، فان الاسلام حينما ظهر على الكرة الارضية بوصفه رسالة سماوية، اخذ بنظر الاعتبار واقع الانسانية وما قديطرا عليها من تغيرات وتحولات، فوضع مبادى واحكاما ثابتة، وترك للانسان اختيار الوسيلة والطريقة شريطة ان تكون الوسيلة شريفة ليس فيها حرمة شرعية، فاستخدام الالات واختيار الطرق الكفيلة بتطبيق الشريعة الاسلامية وسعادة الانسانية متروك امرها للناس وللتطورات والتغيرات المستقبلية.
ثم وضع الاسلام استثناات للتشريعات الاسلامية تستخدم عند الضرورة وفي الحالات الطارئة فقط، لكي لا يقع الانسان المسلم في عسر وحرج حينما يمر بظروف قاهرة يضعه فيها الانسان المنحرف ويظلمه بها، او قد يقع المسلم تحت ظروف طبيعية او اجتماعية قاهرة، وهذه الحالات موجودة او قد تستجد في المستقبل، يمر بها الانسان اثناحياته اليومية او خلال تاديته لواجباته الدينية كالصوم والصلاة وغيرها من الاحكام الشرعية.
وهكذا نرى الاسلام قد جا بما يلائم الفطرة البشرية من مفاهيم واحكام، وترك للمسلمين مساحات واسعة في الحياة يتصرفون بها حسب علمهم، وحسب ما يستجد في العالم من تغيرات وتطورات، شريطة مراعاة الاخلاق والاداب الاسلامية.
6- الشمول والتكامل والتوازن اذا القينا نظرة سريعة على احد الفهارس الموضوعية للقرآن الكريم، او الحديث الشريف، او راجعنا ابواب الفقه الاسلامي وفصوله، في الكتب الفقهية، فاننا سنخرج بنتيجة مؤكدة مفادها ان الاسلام عقيدة الهية ينبثق عنها نظام شامل وكامل للحياة، ففيه العقائد، وفيه الاخلاق، وفيه السياسة، وفيه الاقتصاد، وفيه العبادة، ونرى الاسلام يولي اهتماما كبيرالتنظيم العلاقات الاجتماعية كنظام الاسرة، وكيفية التعامل مع الناس، ويهتم بالتربية الشخصية للمسلم ويرشده الى الاداب الرائعة، كآداب المشي والجلوس والاكل والشرب وغيرها.
هذا الاستنتاج المستند الى الاستقرا الصحيح للتشريع الاسلامي يؤكد صحة المقولة السابقة بشمول الاسلام لجميع جوانب الحياة، واذا اردنا ان نعرف على راي الاسلام الصريح في هذه المسالة فاول ما نطالع القرآن الكريم نجد ان الايات القرآنية تتوالى لتؤكد شمولية الاسلام وكماله وتوازنه.
يقول سبحانه وتعالى مخاطبا نبيه الكريم محمدا (ص):
(مافرطنا في الكتاب من شيء) [الانعام:38] ويقول سبحانه:
(ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) [النحل:89] وفي الحديث الشريف: «ما من حادثة الا وللّه حكمه فيها». هذه النصوص الاسلامية تؤكد، بما لا يقبل الشك، ان الاسلام يحيط بالحياة بجميع تفاصيلها، وهو على اتم الاستعداد ليعط ي رايه بكل ما يستجد في الحياة من وقائع واحداث ومبتكرات ياتي بها التطور المادي.
ومع هذا الشمول في الاسلام، هناك توازن وتكامل لجميع المبادى والاحكام الاسلامية، اما التكامل، فان الاسلام يشمل بتشريعاته جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والروحية، فهو دين يعط ي حق الدنيا وحق الاخرة ويشبع حاجات الروح والجسد في آن واحد، ليس هناك شيء لا يعط ي الاسلام فيه رايا واضحا. وخلاصة الامران الاسلام دين كامل ومتكامل، وقد اشارت الاية القرآنية الى كمال الدين الاسلامي بقوله تعالى: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) [المائدة:3]. ان المفاهيم والتشريعات الاسلامية مترابطة في ما بينها ويكمل احدها الاخر، فالصلاة تتاثر بالزكاة، والزكاة تتاثر بالصلاة، اذ لا يمكن ان يدفع المسلم الخمس او الزكاة وهو لا يصلي، ولا يمكن للمصلي ان يؤدي صلاته بخشوع وهو خالي المعدة يتالم جوعا، ولا يمكن للجيش الاسلامي ان يخوض المعارك بنجاح من دون تربية جهادية وفكرية تدفع بالانسان المسلم الى التضحية والايثار وطلب الشهادة.
ان نجاح التشريعات الاسلامية في تغيير حياة الفرد والمجتمع منوط بتطبيق تشريعات الاسلام جميعها من دون استثنا،والا فلا يمكن ان يؤدي المسلم دور الفاعل في الحياة في وسط مجتمع منحل فاسد بعيد كل البعد عن القيم الاسلامية.ولا يمكن ان تنجح التشريعات الاقتصادية والمالية من دون تغيير المحتوى الداخلي للافراد عقليا وروحيا ونفسيا، لان تطبيق الاحكام الاسلامية لا يتم ولا ياخذ مجراه الى حيز التطبيق اذاكان الناس غير مقتنعين بالاسلام، ولم يتغيروابمفاهيمه واخلاقه. ولا يعني ذلك العجز عن تطبيق بعض مفردات الشريعة الاسلامية على واقع الحياة، بل يمكن ذلك،ولكنه لا يعط ي الثمار نفسها فيما لو طبق الاسلام بصورة كاملة وشاملة لجميع جوانب الحياة.
اما التوازن فيتجلى لنا من اول نظرة الى الكون وكيف يسير في نظام دقيق والى جسم الانسان، ثم نظرة فاحصة الى النظم والمبادى الاسلامية، يقول سبحانه: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الايعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب متبين) [الانعام:59].
كل شيء بمقدار وحسب دوره وقدره لا يزيد ولا ينقص شيئا.
هكذا هي التعاليم الاسلامية وضعت وفق نظام دقيق ومحسوب بما يؤدي الى تحقيق دورها كاملا، فالمسلم الحقيقي لا يوغل في الماديات فتنتزع الانسانية والرحمة من قلبه، ولا يسرف في التصوف والزهد في الحياة فيصبح انسانا مشلول الحركة لا يستطيع التعامل مع الحياة بفاعلية وايجابية ولا يتمكن من ادراك ما يجري حوله من اشيا واحداث. شرع اللّه الاسلام ووضع مفاهيمه ونظمه وفق هيكلية فريدة وتخطيط منقطع النظير، لكل شيء دوره المحدد ووجهته المعلومة، فالصلاة لها اوقاتها وحدودها المعروفة،والزكاة لها موازينها المعروفة ايضا وللحاكم في الاسلام شروطه وواجباته، وللكدح في الحياة والسعي الى الرزق وكيفية الانفاق مجالاتها المحددة والموضحة في الشريعة الاسلامية، ليس هناك افراط او تفريط، ولا يجوز للمسلم ان يتعدى الحدود المرسومة له في الشريعة الاسلامية فيزل عن جادة الطريق، ويخرج عن الهدى والصواب، ان معرفة هذه الاموربدقة والسير على توازناتها في الحياة يجعلنا نسير على الطريق الاسلامي الصحيح، ويجنبنا كثيرا من الانحرافات الشخصية والاجتماعية، لان السير على هذا المنهاج يقودنا الى الفوز والنجاح وان الخطا او الانحراف في الالتزام بهذه الامور، اكثر او اقل مما طلبه اللّه سبحانه منا، يقودنا الى التخبط والانحراف، وقد يخرجنا عن الدين الاسلامي الحنيف.
ان اللّه سبحانه وتعالى يؤكد على هذا التوازن الدقيق في الشريعة الاسلامية ويامرنا سبحانه بعدم الطغيان في هذا النظام الالهي البديع، يطالبنا اللّه سبحانه ان نتعامل مع هذا الدين بكل حذر ودقة وتنظيم، ان يكون هناك توازن في التطبيق كالميزان يقول سبحانه(والسما رفعها ووضع الميزان الا تطغوا في الميزان) [الرحمن:6 و8] ويقول تعالى: (وخلق كل شيء فقدره تقديرا) [الفرقان:2] ويقول سبحانه: (انا كل شيء خلقناه بقدر) [القمر:49] ويقول عز من قائل (وكل شيءعنده بمقدار) [الرعد:8].
7 الربانية ان اهم ميزة تتصف بها الحضارة الاسلامية هي الالوهية والربانية، اي ان مصدر جميع الافكار والتصورات والتشريعات الاسلامية هو اللّه سبحانه المهيمن على العالم كله، وله الاسما الحسنى، وهو سبحانه يشع من عظمته ونوره وجلاله على الانسان وعلى الكون كله، والحضارة الاسلامية هي منحة من منح اللّه سبحانه للانسان المسلم وللبشرية قاطبة، فيتخلق المسلم باخلاق القرآن الكريم، ويستلهم منه الافاق الحضارية، فيسير على نهج اللّه القويم، وتاخذ التشريعات الاسلامية طريقها الى الناس بيسر وسهولة، وتغمر الحضارة الاسلامية المجتمع الاسلامي برونقها وجمالها وابداعاتهاالتي تظهر الاهداف العظمى للاسلام بتحقيق عالم مثالي سعيد لا آلام فيه ولا اوجاع ولا حزن ولا نحيب بسبب متاع الحياة الدنيا، ان اللّه سبحانه يامرنا ان نتعامل مع الحياة بخلق رباني عظيم (ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) [آل عمران:79].
هذه الربانية تحقق للحضارة الاسلامية ميزتين رئيسيتين تتفوق بهما على جميع المبادى والنظم والافكار الاخرى.الاولى: هي الهية المصدر التي تضمن سلامة المبدا الاسلامي من الخطا والزيغ والانحراف. الثانية: ضمان تطبيق التشريعات الاسلامية جميعها على الناس، لانهم آمنوا بها، واعتقدوا اعتقادا جازما بصحتها وافضليتها على جميع المبادى والمذاهب الاخرى، لان الاسلام يهتم بتربية الافراد تربية روحية وخلقية، وبذلك يتركز جانب الاندفاع الذاتي للانسان المسلم فيطبق تشريعات الاسلام لوحده من دون رقيب عليه.
ان الحضارة الاسلامية تقوم على «رد هذا الوجود كله الى ارادة الذات الالهية السرمدية الازلية الابدية.... ان هذا التصوريقوم ابتدا على تعريف الناس بربهم تعريفا كاملا شاملا، يعرفهم بذاته سبحانه، ويعرفهم بصفاته، ويعرفهم بخصائص الالوهية المتفردة، التي ت فرقها تماما من خصائص العبودية. كما يعرفهم باثر هذه الالوهية في الكون، وفي الناس، وفي جميع العوالم والامم الحية، ويتم هذا التعريف على نطاق واسع جدا في القرآن الكريم، يصبح معه الوجود الالهي في النفس البشرية، وجودا اكيدا، واضحا، موحيا، مؤثرا، ياخذ النفس من اقطارها جميعا، وتعيش معه النفس مشدودة اليه،لا تملك التفلت منه، ولا نسيانه، ولا اغفاله، لانه من القوة والوضوح والفاعلية، بحيث يواجه النفس دائما، ويتراى لهادائما ويؤثر فيها دائما».[5] يقول الشاعر التيجاني احمد يوسف بشير في قصيدة «الصوفي المعذب »:
الوجود الحق ما اوسع في النفس مداه والسكون المحض ما اوثق بالروح عراه كل ما في الكون يمشي في حناياه الاله هذه النملة في رقتها رجع صداه هو يحيا في حواشيها وتحيا في ثراه وهي ان اسلمت الروح تلقتها يداه لم تمت فيها حياة اللّه ان كنت تراه هكذا هو الوجود الالهي الذي يحيط بالكون كله، ويتحرك هذا الكون وفق هداه سبحانه، يقول تعالى: (ان اللّهيمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعد انه كان حليما غفورا) [فاطر:41]. ويستمرالوجود الالهي يتابع الانسان ويرعاه حتى بعد مماته: (يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية)[الفجر:27].
ان نجاح الحضارة الاسلامية وديمومتها وبقاها راجع الى مصدرها الالهي، وان فشل جميع المبادى والنظم الاخرى وانهيارها راجع الى مصدرها الانساني الذي يعتريه النقص والخطا والقصور في الاحاطة بجميع جوانب الحياة.
خاتمة هذه هي اهم الصفات والخصائص التي تميز الحضارة الاسلامية عن باقي المبادى والمذاهب والتصورات. ويصفها احدالكتاب فيقول: ان الحضارة الاسلامية هي «الهية المصدر، عربية اللغة، خلقية المبنى، مثالية القيم، انسانية النزعة،متوازنة العناصر، واقعية التطبيق، تقويمية المنهج، ثابتة الاصول، عالمية المجال، فطرية الطبيعة والخصائص، ضرورية المقاصد والاهداف »[6]. ويصفها كاتب آخر فيقول: «الحضارة الاسلامية تتحصن بالوحدة والتوحد، وتتسم بالكمال والشمول والذوق والاناقة، وتستعلي بالالفة والمحبة والانسجام والوئام والطهر والنظافة والصدق والقوة، وتزهو بالتحرروالحركة والانطلاق الاجتماعي الخير في وجهته، يقودها الى اللّه التزام بطاعته واخذ بشريعته » [7]
مصدر : المنهاج



[1] من فلسفة التشريع الاسلامية، ص 52. د. فتحي رضوان،
دار الكتاب اللبناني ط‏2، 1975م.
[2] - المصدر نفسه، ص 56.
[3] - معالم على تحديث الفكر العربي، ص 97. د. معن زيادة،
عالم المعرفة، رقم (115)، الكويت، ذو القعدة 1407ه آتموز
[4] - خصائص التصور الاسلامي ومقوماته، سيد قطب، ص
203.

[5] المصدر نفسه، ص 115.
[6]- ندوة الاسلام والتحديات المعاصرة، الدكتور فتحي
الدريني، ص 91. منشورات مجلة الجهاد، المركز الثقافي‏مالطا،
سبتمبر 1988م

[7] جوانب من الحضارة الاسلامية، د. عبد الرحمن علي
الحي، ص 9. دار القلم، دمشق، ط‏1، 1399ه 1979م.


التوقیع/

عاشقة فلسطین

خصائص الحضارة الاسلامية  6jd53664

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alqodsolana.blogfa.com
 
خصائص الحضارة الاسلامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علماء الدین:الاساءة للقرآن الکریم ستبقی وصمه عار علی جبین الحضارة البشریه
» التقليد في المذاهب الاسلامية
» الشبكة الاسلامية - القرآن الكريم
» وحدة الامة الاسلامية في سنة الرسول الاعظم
» خصائص شهر رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور المهدى فلسطين :: الملتقى الاسلامى :: العبادات و الدعوة وأصول الدين-
انتقل الى: