أسواق غزة تستعد بفرحة لاستقبال عيد الأضحى المبارك

رغم الحصار وسوء الأوضاع الاقتصادية
أسواق غزة تستعد بفرحة لاستقبال عيد الأضحى المبارك

على غير عادتها بدت أسواق قطاع غزة هذا العيد
مختلفة تمامًا عن الأعياد السابقة، أسواق خالية من
الزبائن وباعة ينتظرون فرجًا قريبًا، فالحصار الذي
شلَّ حركة غزة منذ أكثر من خمسة أعوام يأبى أن
يفارق أهلها، لكنهم رغم ذلك مصممون على الشعور
بالفرحة في العيد، ليوصلوا رسالة للعالم وللاحتلال خاصة
أنه مهما تكاتفت كل الجهود على إضعاف الروح المعنوية
للشعب الفلسطيني فلن تنجح في فرض حصارها حتى
ولو لبضعة ساعات.

أوضاع متردية

الحاجة أم عبد الله المبيض التي وقفت على إحدى بسطات
بيع ملابس الأطفال في سوق الشجاعية تجادل البائع في
ثمن البنطال، تقول: "بهجة العيد هذا العام غير موجودة
ولا نعلم ما السبب في ذلك"، موضحةً أنها ستشتري هذا العيد ملابس لأبنائها الصغار فقط حتى يشاركون أقرانهم فرحة العيد.
وأشارت الحاجة الستينية العمر أن الأوضاع الاقتصادية
السيئة هذا الشهر، وتأخر الرواتب على الموظفين، أسكنتهم
في حيرة لأبعد الحدود، لافتةً إلى أنها لا تعرف كيف ستدبر
أمورها إذا تأخر راتب زوجها هذا الشهر.
وتشتكي أم عبد الله من قلة المساعدات الإنسانية من الجمعيات الخيرية التي كانت توزع على الأهالي قبل أسبوع من العيد، مستدركةً: "لم يتبق على العيد سوى أسبوع واحد، ولم نرَ أية مساعدة بسيطة من الجمعيات الخيرية".
أما عن وجهة نظرها في الإشاعات التي تحدثت عن احتمال
شن حرب جديدة على غزة، فقالت: "لا يوجد جديد في
الموضوع، هل تسعى "إسرائيل" لفرض حصار أكبر من
الحصار القائم؟ أم أنها تسعى لقتل عدد أكبر من الضحايا؟"، مناشدةً جميع الدول العربية والإسلامية بالوقوف إلى جانب
الشعب الفلسطيني في هذه المحنة.
فقاعات إعلامية
ويشاركها الرأي المواطن جهاد الضبة الذي وصف
إشاعات حرب جديدة على غزة بـ"الفقاعات الإعلامية"
قائلاً :
"(إسرائيل) أضعف من شن حرب جديدة على غزة
وحتى إن كانت هذه الإشاعات جادة فنحن شعب لا يقهر".
وأضاف :
"ما جعلنا نتحداها في حرب الفرقان ونغلبها بقوة إرادتنا
وعزيمتنا سيجعلنا نتغلب عليها في أي حرب جديدة"
مؤكدًا أن المقاومة الفلسطينية هي السبيل الوحيد لدحر المحتل.
وعن استعداداته لاستقبال عيد الأضحى المبارك
قال : "في الغالب لن نشتري ملابس جديدة هذا العام
لأنني أخبرت زوجتي في عيد الفطر أن تخبأ الملابس
ليرتادوها في هذا العيد"، لافتًا إلى أنه متوقف عن العمل
منذ أكثر من ثلاثة أعوام، ولا يستطيع سد حاجة أبنائه
من ملابس وعيدية وغير ذلك.
وأبدى أمله في أن تتحسن الأوضاع الاقتصادية ليعود
إلى عمله مرة أخرى ويستطيع أن يتدبر أمر أسرته المكونة من سبعة أطفال وهو وزوجته.
وارتفعت نسبة البطالة في غزة نتيجة الحصار الذي تسبب
في توقف العديد من الأعمال والمهن والحرف والمصانع
والشركات وقطاع الإنشاءات فضلاً عن نقص الإمكانيات.

حياة كريمة
أما البائع مصطفى أبو طويلة الذي وقف بجوار بسطته
يحاول عرض بضاعته للزبائن من ملابس أطفال
قال :
"أعمل منذ فترة في السوق لأستطيع أن أصرف
على إخوتي، فأنا أكبرهم، ووالدي كان يعمل خياطًا
وتوقف عن العمل منذ بدء الحصار"، مشيرًا إلى أنه
يحصل على مبلغ قدره 40 شيقل في المواسم
يعطيها لوالده ليتدبر فيها أمر إخوته الصغار.
ويأمل أبو طويلة أن يلتحق بوظيفة تُوفر له
الحياة الكريمة ولأسرته، خاصة وأنه متزوج
ولديه ثلاثة أطفال.
وقد بلغت نسبة البطالة 45%، وفق تقديرات
منظمة العمل الدولية التي ينص أحد قوانينها على أن
الشخص إذا عمل لساعة واحدة في الشهر لا يدرج
على بند البطالة.

شااايف البحر شو كبيررر ... كبر البحرر بحبك