محللون صهاينة : الثورات كبحت جماح (إسرائيل) ضد غزة

محللون صهاينة :
الثورات كبحت جماح (إسرائيل) ضد غزة

رأى محللون صهاينة
أن خيارات الكيان في أعقاب التحولات في العالم العربي محدودة جدًّا، وأن هامش المناورة الذي كان متاحًا له خلال حربه الأخيرة على قطاع غزة لم يعد قائمًا، وحسب المعلق العسكري الصهيوني ألون بن دافيد، فإن (إسرائيل) باتت تخشى أن تؤدي أي عمليَّة عسكريَّة كبيرة في قطاع غزة إلى ردة فعل عارمة من قبل الشعوب العربيَّة، مما يعني إجبار الحكومات العربيَّة على خطوات متطرفة لإيذاء (إسرائيل).

وفي تعليق قدَّمه في القناة العاشرة الصهيونية ـ أوضح بن دافيد أنه لا زالت الكثير من الأوراق التي بيد مصر لإيلام (إسرائيل) في حال قررت ذلك، على الصعيدين الأمني والاقتصادي دون أن يتعرض الموقف الرسمي المصري للانتقاد في الساحة العالميَّة.
وعلى الرغم من أن النخب الصهيونية ، ترى أن المصريين حاليًا منشغلون في شئونهم الداخليَّة، ولا يثيرون المشاكل (لإسرائيل)، لكنها تحذِّر من أنه يكفي أن ترتكب الآلة الحربيَّة أمرًا كبيرًا في غزة، حتى تندلع مظاهراتٌ كبيرة في القاهرة تعرض مطالبا صارمة، سيكون من الصعب على المجلس العسكري المصري رفضها.
وهناك من يذكر في الكيان أن حسني مبارك وعمر سليمان لم يعودا يديران الأمور في القاهرة، من هنا فإنه لا خلاف على أن شهوة الانتقام ستكلف (إسرائيل) فقدان الكثير من الأوراق بعد التحولات العارمة التي يشهدها العالم العربي، وهناك من يرى أن أي إجراء غير محسوب تقوم به (إسرائيل) في غزة، قد يؤدي إلى المس بما تبقى لها من مصالح في العالم العربي.
ويرى رئيس الموساد الصهيوني الأسبق داني ياتوم أن (إسرائيل) ملزمة بإبداء أقصى درجات الحذر في تعاطيها مع قطاع غزة بسبب التطورات "الخطيرة" المتواصلة في الأردن تحديدًا.

إحراج الأردن

وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية ، حذر ياتوم من أن أي ضربة كبيرة لقطاع غزة ستحرج جدًّا النظام الأردني "الذي يتعرض لاختبار صعب جدًّا" ويرى ياتوم أن (إسرائيل) مطالبة بإظهار الحساسية الشديدة إزاء ما يجري في الأردن، على اعتبار أن تغيير الواقع الحالي في الأردن ينذر بخسارة "إسرائيل" أوراق استراتيجيَّة من الطراز الأول لها، مشددًا على أن التغيير في الأردن سيكلف تل أبيب أثمانًا أغلى بكثير من التغيير الذي شهدته مصر في أعقاب الثورة المصريَّة.
ويطالب ياتوم الصهاينة بأن يمعنوا النظر في الخارطة، ليتذكروا أن الأردن هو الذي يملك الحدود الأطول مع (إسرائيل)، علاوة على أن هذه الحدود قريبة جدًّا من "المراكز الحضريَّة" الإسرائيليَّة، بخلاف الحدود مع مصر.
وأضاف: "يتوجب علينا ألا نمنح القوميين والإسلاميين الذخيرة للتأثير على مجريات الأمور في الأردن في هذا الوقت تحديدًا، يتوجب أن نزن الأمور بميزانٍ من ذهب".

تآكل مكانة الاحتلال

لكن هناك من المعلِّقين الصهاينة من شكَّك في قدرة (إسرائيل) في شن عدوان على قطاع غزة، وذلك بسبب تآكل مكانتها الدوليَّة بعدما رفضت الاستجابة لمطالب العالم بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية والقدس.

وقال كبير معلقي القناة الثانية فالصهيونية ،أمنون أبراموفيتش أنه على الرغم من أن نتنياهو تصرف بـ "حكمة" في مواجهة عمليات إطلاق الصواريخ حتى الآن، إلا أنه في الوقت ذاته يعاني من انعدام البدائل، بسبب تضعضع مكانة (إسرائيل) الدوليَّة وعجزها عن توفير دعمٍ عالمي وإقليمي لعملياتها ضد الفلسطينيين.
وبالفعل فإن الكثير من النخب الصهيونية ، ترى أن نتنياهو تائه، ولم يعد يعرف ماذا يفعل ولا يستطيع فعل أي شيء تجاه حماس وفصائل غزة سوى التأجيل.

العدو خاسر

وهناك من المعلقين الصهاينة ، من يرى أنه حتى بدون التحولات الجارفة في العالم العربي، فإنه لم يعد من الحكمة أن تقوم (إسرائيل) بشن عدوان جديد على غرار عدوانها الذي شنته أواخر عام 2008؛ فوزير القضاء الصهيوني، الأسبق يوسي بيلين يرى أنه لا يوجد "وهم أكبر من الوهم المتمثل في زعم إسرائيل أن الحرب الأخيرة التي شنتها على قطاع غزة نجحت في ردْع حركات المقاومة الفلسطينية".
ويحذِّر بيلين من أن (إسرائيل)مرشحة فقط لأن تخسر في حال شنت حربًا مماثلة، مشيرًا إلى أن العالم سيبدي درجة متدنية من الصبر والتسامح تجاه مناظر أشلاء الأطفال الممزقة، وينوه إلى أن (إسرائيل) ستتسبب في حرجٍ كبير للرئيس باراك أوباما، الذي سيجد صعوبةً كبيرة في استخدام حق النقض الفيتو ضد أي قرار ضدّ إسرائيل.
وحتى كاتب يميني مثل بن دورون حذَّر من مغبَّة شن عدوان كبير على غزة على غرار حرب "الرصاص المصبوب"، ويجزم يميني أنه بخلاف الانطباع السائد، فإن هذه الحرب شكلت فشلًا ذريعًا لإسرائيل".
على كل الأحوال فقد بات واضحًا أن حكومة الاحتلال لم تعد متحمسة لشن عدوان كبير على غزة بسبب التحولات التي يشهدها العالم العربي، علاوة على الشكوك الكبيرة حول جدوى مثل هذا العدوان، بكلمات قصيرة هناك دلائل على أن التحول نحو الديمقراطية في العالم العربي يطفئ شهوة (إسرائيل)لشن العدوان على الفلسطينيين .

» قصة موسى وهارون عليهما السلام
» هل تخشى إسرائيل انتفاضة ثالثة؟
» إسرائيل تواصل جرف مقبرة مقدسية
» تراجع هجرة اليهود يقلق إسرائيل
» إسرائيل وحربها الشمالية ضد حزب الله وسوريا