منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور المهدى فلسطين

منتدى فلسطينى عربى إسلامى يهتم بالقضية الفلسطينية والشؤون العربية والاسلامية
 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 الشيب في أشعار الجاهليين ...أحمد اليوسف‏

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشقة المهدي

عاشقة المهدي


عدد المساهمات : 414
تاريخ التسجيل : 31/05/2010
العمر : 43
الموقع : كل البلاد العربية بلادي

الشيب في أشعار الجاهليين ...أحمد اليوسف‏  Empty
مُساهمةموضوع: الشيب في أشعار الجاهليين ...أحمد اليوسف‏    الشيب في أشعار الجاهليين ...أحمد اليوسف‏  Emptyالخميس 24 يونيو 2010, 4:05 pm



الشيب في أشعار الجاهليين ...أحمد اليوسف‏

إن الحديث عن الشيب حديث ذو شجون في أدبنا العربي ،فالشيب علامة من علامات الكبر والهرم ،وهو دلالة على قرب انطفاء شعلة الحياة المتقدة حيوية وقوة ونشاطاً ،ولكنه في المقابل دلالة على الاتزان والحكمة ،وباعث لمشاعر الحزن على مافات والانكفاء على النفس ،والحنين إلى أيام الصبا والشباب .

ولعل الشعراء بما فطروا عليه من الإحساس الرقيق ،والعواطف الجياشة ،والنظرة المتأملة في الحياة أكثر استقبالاً لهذه المشاعر وأكثر تعبيراً عنها.

ولقد كان الحديث في تراثنا الشعري عن الشيب حديثاً واسعاً ذا شجون وله دلالاته النفسية والاجتماعية الكثيرة من حيث إنه علامة الهرم والوقار والهيبة وتجرع المصائب وخوض التجارب وقلة الحظوة عند النساء . فما هي يا ترى الدلالات النفسية والاجتماعية للشيب عند الجاهليين ؟وماذا قيل فيه من شعر ؟وكيف استقبلوا المشيب عندما حل عليهم ضيفاً.

وقد حاولت أن أرتب هذه الدلالات بحسب كثرة الأبيات التي جاءت في معنى كل منها الأكثر فالأقل, ولعل أولى الآثار النفسية للشيب أنه مجلبة للهم وللإحباط ،وباعث على توقد العواطف اليائسة والحزينة.


فها هو سلامة بن جندل يجعل المشيب الذي يخالط فاحم الرأس كالكدر الذي يخالط صفو الحياة إذ يقول:
يا حر أمسى سواد الرأس خالطه شيب القذال اختلاط الصفو بالكدر

أما عدي بن زيد فيقول:
أرقت لمكفهر بات فيه بوارق يرتقين رؤوس شيب

وهذا الأسود بن يعفر يرى أن الشيب قد جاء بالهرم بعد حسن الشباب ونضارته فيقول:
بدلت شيباً قد علا لمتي بعد شباب حسن معجب

أما عروة بن الورد فيأسف إلى ما آلت إليه نفسه بعد الشباب والنضارة فيقول:
لبسنا زماناً حسنها وشبابها وردت إلى شعواء والرأس أشيب

أما المرقش فيرى أن الخضاب لا يعيد عهد الشباب ولا جماله فهيهات هيهات أن يعود للنفس طموحها وإقبالها على الحياة بعد حلول الشيب :
هل يرجعن لي لمتي إن خضبتها إلى عهدها قبل المشيب خضابها

وعلى الرغم من ذلك فإنهم رأوا أن الشيب علامة على كثرة التجارب والأحداث التي مر بها صاحبه ،وأنه رأى من صروف الدهر مالم يره غيره فخبر الحياة وعرفها حق المعرفة ، فشاب شعره.

يقول أعصر بن سعد واسمه منبه بن سعد بن قيس بن عيلان مبيناً أن سبب شيبه هو تتابع الليالي والأيام واختلاف الأزمنة ما بين اللين والغلظة فيقول :
أعمير إن إباك شيب رأسه كرّ الليالي واختلاف الأعصر

أما عروة بن الورد فيجعل سبب شيبه ليس كر الليالي والأيام ،وإنما كثرة المعارك والصعاب التي رآها فيقول :
فما شاب رأسي من سنين تتابعت طوال ولكن شيبته الوقائع

أما عنترة فيرى أن حديث الليالي التي مر بها يشيب لهوله الوليد الصغير إذ يقول :
تلك الليالي لو يمر حديثها بوليد قوم شاب قبل المحمل

وهذا هو المهلهل بن ربيعة يجعل سبب مشيبه هول المصيبة التي لاقاها عندما فقد أخاه كليباً فيقول:
يا قتيلاً نماه فرع كريم فقده قد أشاب مني المساحا

ثم نجد بعد ذلك في أشعارهم إجماعاً على أن المرأة تكره أن ترى المشيب في رأس زوجها وأنه يبعث عندها السأم والملل منه ،أما إذا كان حبيباً فإنها تهجره

يقول الأسود بن يعفر النهشلي:لما رأت أن شيب المرء شامله بعد الشباب وكان الشيب مشؤوما صدت وقالت أرى شيباً تقرعه إن الشباب الذي يعلو الجراثيما

أما امرؤ القيس فيجعل قلةالمال وضعف الجسد سبباً في صدّ النساء بالإضافة إلى الشيب فيقول :
أراهن لا يجبن من قل ماله ولا من رأين الشيب فيه وقوسا

وكذلك الأمر عند علقمة الفحل إذ يقول:
إذا شاب رأس المرء أو قلّ ماله فليس له من ودهّن نصيب

أما عنترة فيجعل أقبح الذنوب التي لا تغتفر عند محبوبته هو الشيب إذ يقول :
ذنبي لعبلة ذنب غير مغتفر لما تبلج صبح الشيب في شعري

وقد جعل بعضهم الشيب علامة الوقار والهيبة والمكانة العالية في المجتمع والزجر عن الجهالة والتصابي يقول الأسود بن يعفر النهشلي :
وأحكمه شيب القذال عن الصبا فكيف تصابيه وقد صار أشيبا

وهذا بشر يقول :
فلما أدبروا ذرفت دموعي وجهل من ذوي الشيب البكاء

وهذا النابغة الذبياني يجعل المشيب رادعاً ما بعده رادع عن الصبا والجهالة فيقول :
على حين عاتبت المشيب على الصبا وقلت ألما أصح الشيب وازع

وعلى كل الأحوال فإن معظمهم ذم الشيب وكرهه لأنه علامة الكبر والضعف ،ودلالة على انتهاء رسالة الإنسان ودوره في هذه الحياة

يقول عبيد بن البرص:
إما قتيلاً وإما هالكاً والشيب شين لمن يشيب

وهذا تأبط شراً يجعل عصر الشباب عصر الصلاح أما عصر المشيب فهو على النقيض إذ يقول :
ثم انقضى عصرها عني وأعقبه عصر المشيب فقل في صالح بادا

وكذلك الأسود بن يعفر إذ يقول:
بدلت شيباً قد علا لمتي بعد شباب حسن معجب

وعلى كل الأحوال فإنهم كانوا يرون أن الشيب أبلغ علامة من علامات الكبر والهرم ودنو الأجل .

يقول المرقش الأكبر :
فإن يطعن الشيب الشباب فقد ترى به لمتي لم يرم عنها غرابها

وهذا عبيد بن الأبرص يقول:
بان الشباب فآلى لا يلم بنا واحتل بي من ملم الشيب محلال

أما مالك بن حريم الهمداني فيجعل المشيب دلالة على طول العهد بالحياة فيقول:
فإن يك شاب الرأس مني فإنني أبيت على نفسي مناقب أربعا

وبما أن الشيب علامة بالغة من علامات الكبر والهرم فمن البدهي أن يجزعوا من ظهوره ويخافوه لأنه يقربهم من النهاية .

فهذا مالك بن حريم الهمذاني يقول مبيناً شدة جزعه علماً أنه لم يجزع مما يجزع منه الناس وهو الشيب :
جزعت ولم تجزع من الشيب مجزعاً وقد فات ربقي الشباب فودعا

ومع كل ذلك فإن الشيب لم يكن عند بعضهم دافعاً للإحباط والتقاعس عن العمل والانكفاء على الذات والاستسلام للحياة 0
يقول دوسر القريعي :
وإن يك شيب قد علاني فربما أراني في ريع الشباب مع المرد

وعلى ما في الشيب من انقباض النفس والمذمة عند الكثيرين إلا أنه أقل شؤماً وكراهية من الصلع .
كما قال المرقش الأكبر آنفاً:
فإن يظعن الشيب الشباب فقد ترى به لمتي لم يرم عنها غرابها

وقد كانت المرأة لا تختمر عندما تشيب وكأن الشيب بسبب كراهيته يصرف الرجال عن النظر إلى المرأة الشمطاء فلا تجد حاجة لوضع الخمار على رأسها .

تقول وهيبة بنت عبد العزى :
فإنكم وما تخفون منه كذات الشيب ليس لها خمار

مما تقدم نرى أن الشيب يشتمل على بعض المحامد وبعض المذام فهو علامة الوقار والخبرة وكثرة التجارب إلا أنه مع ذلك إشارة لذهاب الشباب وتراخي القوى والاقتراب من النهاية وسبب من أسباب صد النساء .
إن هذه الدلالات لا زالت قائمة عند غالبية الناس حتى عصرنا الحاضر مستثنياً قلة يرغبون بوضع الصباغ على رؤوسهم وكأنهم لا يرون في الشيب سوى المحاسن والمحامد‏ .


الشيب في أشعار الجاهليين ...أحمد اليوسف‏  Nsh_net_473100380
عاشقة المهدي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشيب في أشعار الجاهليين ...أحمد اليوسف‏
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يا أمتي وجب الكفاح.. من أشعار القرضاوي
» أمس واليوم ... علي أحمد باكتير
» قصيدة لنزار قباني يمدح الرسول
» شيخ الشهداء أحمد ياسين
» أحمد ياسين .. بيع قد اشتراه الرحمن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور المهدى فلسطين :: ملتقى اللغة العربية والأدب :: منتدى الشعر والأدب-
انتقل الى: