عاشقة فلسطین
عدد المساهمات : 734 تاريخ التسجيل : 30/05/2010 العمر : 43 الموقع : کل بلاد الاسلامیه موطنی و فلسطین فی قلبی
| موضوع: الاستشهادية ريم الرياشي...تروي عطشها في الانتقام من بني صهيون الأربعاء 17 نوفمبر 2010, 9:24 pm | |
|
امرأة غلبتها الشجاعة والقوة والإيمان, كانت قدوة لكل نساء العالم بتدينها وجهادها, حيث تركت طفليها مؤمنة بأنهما في رعاية الرحمن, ثم ذهبت لتنتقم لأرواح الشهداء الذين كثيراً ما بكت عليهم قهراً حينما شاهدت أشلاءهم على التلفاز, فعملها كان بطولياً وأصبح حكاية من حكايات الشجاعة والبطولة. إنها الاستشهادية ريم الرياشي تلك البطلة التي قدمت دماؤها لتروي تراب فلسطين العطشان للتحرير, ولعلها تهدئ صرخة الأقصى المغتصب. موعد الرحيل الاستشهادية ريم الرياشي 22 عاماً من حي الزيتون بمدينة غزةوهي أم لطفلين، وأول استشهادية من قطاع غزة نفذت عمليتها الاستشهادية حيث ارتدت حزاماً ناسفاً وانطلقت على عكازين نحو معبر إيرز الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48،ففي تمام الساعة 09:37 من صباح يوم الأربعاء 21 ذي القعدة 1424هـ الموافق 14/01/2004م ، سارت في طريقها حتى مرت على جهاز الفحص الإلكتروني الذي نبّه لوجود مواد معدنية معها، فقالت إن في ساقها قطعة بلاتين. وعندما كان الجنود يجهزون مكان التفتيش في غرفة مجاورة اقتربت منهم وضغطت على زر العبوة، لتنفجر مخلِّفة أربعة قتلى من الجنود وعشرة جرحى، حيث تقدمت أولى استشهاديات كتائب الشهيد عز الدين القسام بهذاالعمل البطولي والعملية النوعية . أمومتي دعمتني بصوتها الخجول المنخفض، رددت الاستشهادية الفلسطينية السابعة "ريم الرياشي" كلمات تقطر رغبةً وشوقاً للقاء ربها تلتها في شريط تصوير خاص، وطبقتها على أرض الواقع. كل من يعرف "ريم" يقول إنها كانت تتمتع بجرأة عالية، وليس أدل على ذلك من كونها متزوجة وأم لطفلين, حدثتنا ابنة عمها: "إن خبر تنفيذ ريم للعملية كان مفاجأة كبيرة وغير متوقعة بالنسبة للعائلة، لقد زارتنا قبل أسبوع فيما يشبه زيارة الوداع دون أن يظهر عليها شيء؛ لأنها كانت كتومة جداً ولم تتحدث عن مشروعها الاستشهادي لأي أحد". نشأت ريم في بيت مسلم متدين والتزمت منذ صغرها بالزى الشرعي الإسلامي، و أحبت الجهاد في سبيل الله، والتزمتأثناء دراستها بالمرحلة الإعدادية مع الكتلة الإسلامية، وهي من عائلة ميسورة الحال، حيث كان والدها يعمل تاجراً، ووكيلاً لأحد أنواع بطاريات السيارات الألمانية، وأتمت الثانوية العامة القسم العلمي بتفوق حيث حصلت علي معدل مرتفع بنسبة(96%) ، وقد كانت تحلم بدراسة الهندسة، إلا أن زواجها حال دون ذلك. مشوارها الجهادي تدينها منذ الصغر والتزامها بأحكام وتعاليم الإسلام فيكافة مناحي الحياة، شق طريق حياتها على طاعة الله وحب رسوله, حيث التحقت بمسجد المصطفى الواقع على شاطئ البحر الذي نهلت منه القيم وتشربتالأفكار والمبادئ التي كفلت لها الحياة الطيبة المستقيمة البعيدة عن الإسرافوالشذوذ والانحرافات. وفضلاعنذلك فان ريم كانت تواظب على قراءةالكتب الدينية على وجهالخصوص وكانت كثيرة الطاعاتالتعبدية كالصيام وصلاة النوافل لتصل حد إعطاءالدروسالدينية للنساء في مسجد المصطفى. ومع بلوغسن الزواج تقدم لخطبتهاالكثير من الشباب الذي أعجبوا بالتزامها وأخلاقهاوتدينها وأصالتها إلا أنها لم تكن فتاة عادية تستهويها متعالحياةفحملت إلىخاطبيها شرطاً يبدو لأول وهلة غريباً جداً وهو عدم الاعتراضعلىانخراطها في العمل الجهادي ومن ضمنه تنفيذ عمليةاستشهادية. وكشفتمصادر خاصة أن الشهيدة ريمالرياشي حاولت في الماضي قبل زواجها تنفيذعمليةاستشهادية من خلال محاولة طعن جنود في منطقة إيرز وأنها استعدت لذلكحتى آخر لحظة, إلا أن العملية لم تنفذ بسبب عدم تمكنها من الوصول إلىهدفها. وفي وصيتها مضت في قولها:" أيها الناس: أتحبون أن تعلموا ما للشهيد عند ربه؟ له سبع خصال، أولها: تغفر ذنوبه عند أول دفقة من دمه الطاهر، وثانيها: يجار من عذاب القبر، وثالثها: يؤمن من العذاب الأكبر يوم القيامة، ورابعها: يزوج من الحور العين، وخامسها: يلبس تاج الكرامة، وسادسها: يلبس تاج الوقار اللؤلؤة فيه خير من الدنيا وما فيها، أما سابعها فيرى مقعده من الجنة". وبإصرار تؤكد أنها تمنت أن تكون أشلاء جسدها شظايا تمزق بني صهيون، ومضت تقول مخاطبة دولة الاحتلال:" والله لو كسرتم عظامي ولو جزأتم جسدي، ولو قطعتموني فلن تستطيعوا أن تبدلوا ديني وتغيروا رايتي، هذا هو لسان حالي، وكم قلت لنفسي: أيتها النفس، كنّي للصهاينة أعداء ديني كل الحقد، واجعلي من دمائي طريقاً سيري فيه إلى الجنة".
موقف زوجها أما زوجها زياد عواد الذي يعمل في بلدية غزة كمنقذ على شاطئ البحر فيعبر عن فخره واعتزازه بالعمل الذي قامت به زوجته الاستشهادية ريم الرياشي، قائلاً:" ما قامت به زوجتي هو عمل يشرفنا ويشرف الأمة الإسلامية ويرفع رؤوسنا ورؤوس الدول العربية والمسلمة, فالحمد لله هذه كرامة من الله عز وجل. ويؤكد تأييده المطلق لما قامت به زوجته، تطبيقاً لسنة الجهاد التي أصبحت فرض عين على كل مسلمة ومسلم في فلسطين وينفي بشدة علمه بنية زوجته القيام بهذه العملية، مؤكداً أنه لم يعرف، ولم يشعر بأي شيء ، ويقول: "لم تقل لي أي شيء, كل ما أستطيع قوله إنها في آخر فترة لاحظت أنها أكثرت من الطاعة، فكانت تقوم الليل، وتصوم النهار". ويقول عواد:" إن الشهيدة كانت تساهم بأي مجهود جهادي تستطيعه ولو كانمتواضعاً, فكانت دائماً تقدم الطعام للمجاهدين وخاصة المرابطينالذينيقومون بأعمال الرصد والحراسات في المنطقة, وكانتآخر مساهمة لها قبلتنفيذها العملية بيوم وذلك بتقديمالشاي والكعك للمجاهدين". ويوضح أنها "طلبت منه في آخر لقاء جمع بينهما أن يسامحها، إذا ما قصرت في حقه يوماً أو إذا كانت قد (غلبته) أو ضايقته، وهذا ما أثار الحيرة في نفسه، فلما سألها عن سبب هذا الطلب، قالت: "أنا أريد أن تسامحني فقط"، فقال لها: "الله يسامح الكل، وأنا أسامحك". وعن الدافع الرئيسي وراء تنفيذ ريم لعمليتها الاستشهادية يجيب بلهجته الفلسطينية العامية: "كانت لما تشاهد في التلفاز أبناءها وإخوانها يقتلون ويحاصرون ويذبحون تبكي وتقول أين الأمة الإسلامية أين الدول العربية؟" زهرتا الربيع طفلان في عمر الزهور تركتهما ريم وراءها هما: ضحى وعبيدة, كانت تحبهما حباً لا يعلمه إلا الله، كما قالت في وصيتها أنها لم تخف حينما تركتهما؛ لأنها تعلم أنها تركتهما في رعاية الله وحفظه، وأن الله لن يضيعهما, تقول في وصيتها: "أنفذ عمليتي برغم أمومتي لطفلين، أعتبرهما هبة من الله تعالى أحببتهما حباً شديداً لا يعلمه إلا الله، لكن حبي للقاء الله كان أقوى وأشد، فها هما طفلاي أودعتهما أمانة عند بارئهما، وكلّي اطمئنان بأنه عند الله لا تضيع الأمانات، وأعلم أن عنايتي بهما ستعوض بعناية إلهية". ويبدو أن عاطفة الأمومة قد دغدغت مشاعرها، فلم تنس أن تخاطب إخوانها المسلمين أن يستوصوا خيراً بولديها، فتردف قائلة: "إخواني في الله، إن أكرمني الله وتحققت أمنيتي، فأرجوكم، أرجوكم، أن تقدموا طفلَي لأهل الذكر والطاعة، حتى تغرسوا في نفسيهما الدين والإيمان، وألحقوهما بمراكز تحفيظ القرآن، والمدارس الإسلامية، وأنشئوهما نشأة إسلامية، واعلموا أنهما أمانة في أعناقكم سوف تُسألون عنهما يوم القيامة". ومن غير الواضح كيف التحقت "ريم" بالجناح العسكري لحركة حماس، إلا أنها في وصيتها تميط اللثام قليلاً عن رحلتها، حيث تقول: "بدأت أسعى وأبذل قصارى جهدي منذ كنت في الصف الثاني الإعدادي، وبحثت بشكل يومي وبشكل متواصل علّي أجد أحداً يدلني أو يستجيب لي، أو يساعدني لأي شيء وتكمل: "والله إن بحثي طال لمدة سنوات، لكني لم أملّ للحظة واحدة، أو تراجعت في فكري، فكان من الصعب عليّ أن أجد أناساً يلبون لي طلبي، وهو نيل الشهادة، وكم حلمت وكم تمنيت، بتنفيذ عملية استشهادية داخل إسرائيل فلم أنجح، وكم تمنيت أن أهب نفسي لله سبحانه وتعالى", مضيفة: "والله لقد تمنيت أن أكون أول فتاة تنفذ عملية استشهادية، فهذه كانت أسمى أمنياتي التي طلبتها من الله سبحانه وتعالى، وبإلحاح شديد، وبفضل الله تحققت أمنيتي، وبالشكل الذي أريده". وفي نهاية وصيتها أوصت ريم الرياشي أهلها بتقوى الله، وبتلاوة القرآن الكريم بصوت الشيخ أحمد العجمي أثناء فترة العزاء، وكذلك بتقليل مصاريف العزاء قدر المستطاع؛ لأن القوى الإسلامية بحاجة ماسة لكل دينار وتوصي أيضاً بأن يصلى عليها في المسجد العمري الكبير بغزة، وأن تدفن في مقبرة الشيخ عجلين، وأن يكون قبرها بجوار قبور الشهداء والصالحين قدر المستطاع، وألا يتم إعلاء القبر عن الأرض وتعد ريم الرياشي الاستشهادية السابعة في انتفاضة الأقصى الحالية التي انطلقت نهاية سبتمبر 2000. من الواضح أن يوم الأربعاء الرابع عشر من كانون الثاني يناير 2004لن يكون يومًا عابرًا في مسيرة المقاومة الفلسطينية؛ إذ سيذكر الجميع أنّأمًّا فلسطينية اسمها ريم الرياشي، كانت أولى استشهاديات "حماس" والتي تبوأت رأسقائمة استشهاديات قطاع غزة أيضًا. التوقیع/
| |
|