باکیه لفلسطین
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: الوحدة الإسلامية تکلیف شرعی الثلاثاء 07 ديسمبر 2010, 11:10 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحیم
السلام علیکم احبابی و اعزائی
تقضي منهجية البحث أولاً أن نتحدث عن المقصود بالوحدة الإسلامية وكيف تكون موضوعًا للتكليف الشرعي.
لا شك أن المقصود بالوحدة الإسلامية هو العمل على إيجاد الوسائل والسبل التي توحد بين المختلفين في المواقف تجاه القضايا الأساسية الكيانية والأساليب التي تمس الجوهر والمصير، وهذا بنفسه يفترض في المبدأ وجود وحدة هيكلية تنخرط تحتها تنوعات لا تنافي مبدأ الوحدة العامة، ولا تعارضها بل تتكامل فيما بينها ولا تخرج عنها. ونحن إذا ما أثبتنا هذين المبدأين، مبدأ الوحدة العام ومبدأ التنوع غير المتعارض بل المتكامل ضمن مبدأ الوحدة العامة تحقق لنا المقصود من هذا البحث وهو أن الوحدة الإسلامية تكليف شرعي إلهي بل ترقى بعض المفكرين الإسلاميين العاملين في هذا الحقل إلى تصنيفه ضمن العقائد الإسلامية ومقدساتها كما فعل الإمام شمس الدين (رحمه الله) في بحثه الذي قدمه في مؤتمر الغدير الذي عُقد في لندن. وهو من أرقى البحوث التي يمكن الاستناد إليها لدفع هذه المسيرة نحو تحقيق أهدافها وللخروج من حالة الجمود القاتلة في الفكر الإسلامي التي إن استمرت، لا سمح الله، سوف تفسح المجال أكثر للطامعين والحاقدين على الإسلام والمسلمين وتراثهم الغني، وتؤمّن لهم مزيدًا من الفرص للانقضاض على ما تبقى من رصيد لدى أحباء هذه الأمة وتخلق فتنة بين أبنائه، يكفر بعضهم بعضًا ويقتل بعضهم بعضًا باسمه كما نرى الصورة اليوم، حيث ينظر بعضنا إلى الآخر بنظرة العداء والشك والريب ويبيح بعضنا دم البعض الآخر، دون أن نلتفت إلى ما يراد لنا ويهيأ من أفخاخ ومطبات وفتن، تكاد تأتي على هذه الأمة التي ترزح تحت حالة الذل والضياع والهوان أمام الاستكبار العالمي وصنائعه وأدواته، الذين ما فتئوا يمهدون لمشاريعه الخبيثة التي تستهدف الإسلام كدين وعقيدة للإنسان المسلم، يحاولون تشويهه في ذهنه بتصويره دينًا متخلفًا لا يناسب العصر ويخالف المنطق، وتحميله كافة السلبيات والنتائج لما انتهى إليها العالم الإسلامي من الهزائم أمام إرادة المستعمر، وكل مظاهر التخلف و الضعف التي نعيشها في كافة المجالات، أو استهداف الإسلام كافة عبر إثارة الحساسيات العرقية والطائفية بين المسلمين، والتي أدت فيما أدت إلى تمزيق العالم الإسلامي وشرذمته وتشتيت طاقاته الهائلة واستنفادها وضياعها في مواجهات مفتعلة، حيث استطاع الغرب وأعداء الإسلام تحقيق أهدافه عبر تحطيم وحدته السياسية وخلق كيانات منفصلة بعضها عن البعض الآخر، فيما عرف اليوم بالكيانات القطرية، ليتلهى كل قطر بما سمي بإنجاز الاستقلال عن الدولة العثمانية، فيما كانت دول الغرب تسير قدمًا في مشروعها بوضع حجر الأساس للكيان العنصري اليهودي الصهيوني في فلسطين، وإلى وضع اليد على التركة العثمانية من الدول العربية والإسلامية بما سمي بالانتداب. إن شعور الغرب بقوة الإسلام في نفوس المسلمين وخطره على مشاريعه الاستعمارية في العالم الإسلامي، وما فيه من دوافع لمواجهته ومقاومة مشاريعه استدعى منهم ألا يقتصر على الهيمنة العسكرية، وإدراكًا منهم أن هذا العملاق النائم سرعان ما سيستفيق من غفوته. كل ذلك كان يستدعي من الغرب الحضور المباشر لحضانة هذه الكيانات القطرية خوفًا من وقوعها مرة أخرى بيد مخلصين، يعيدون اللحمة إليها. فلا بد من إيجاد العناصر اللازمة للإبقاء على هذه الكيانات منفصلة ولخلق التوتر الدائم بينها حتى لا يجمع بينها جامع. لقد كان من قوة الشعور الوحدوي والعداء المستشري لحالات الانفصال هذه ما دعا القوى الاستعمارية المعادية إلى مجاراة هذا الاعتقاد لدى الأمة، بخلق مدارس فكرية معادية لفكر الأمة ودينها في الواقع، وترفع شعار الوحدة في الظاهر، مما يشغل الأمة فترة طويلة من الزمن في حروب فكرية عبثية بين القطرية والقومية تارة وبين القطرية والإسلام طورًا آخر، فيما كان المشروع الصهيوني يزداد رسوخًا وقوة، والأمة ضعفًا وتمزقًا وتخلفًا. لذا استطاع الغرب وبهذه الأساليب والطرق أن يضعف الأمة من قدرتها على المواجهة، ولكنه لم يستطع أن يقضي عليها كقوة ثقافية ودينية يجمعها الإسلام، رغم كل أساليب المكر والخداع والتزييف الفكري والحضاري، وبقي المسلمون في الأغلب الأعم ينتمون إلى الإسلام، ويرفضون محاولات التغريب، وبقيت الفئة التي مثلت رأس الحربة في التغريب قليلة غريبة عن جسم الأمة، يلفظها ويقاومها ويمانعها من أن تصبح جزءًا عضويًا من جسده وكيانه. لقد نجحت الأمة متمثلة بمدارسها الفكرية الإسلامية من المواجهة إلى هذا الحد، لكنها لم تستطع وعجزت حتى الآن عن أن يتفتق ذهنها عن إنجاز مشروع البناء الجديد. لقد تبين واضحًا في وقتنا الحاضر مدى تعلق الأمة بدينها ومدى الآمال التي تعلقها عليه، حين أنجزت المقاومة في لبنان انتصارها على العدو الإسرائيلي، أي على المشروع الغربي لأول مرة في تاريخها المعاصر، بعد سلسلة من الهزائم المتلاحقة التي بدأت بعد الحروب الصليبية، ولم تنته بقيام الكيان الغاصب على أرض فلسطين العزيزة واحتلال المسجد الأقصى واحتلال بيروت كعاصمة لدولة عربية. إن هذا الانتصار المدوي إنما حدث على يد هذه المقاومة التي انتسبت إلى مدرسة الإسلام، فكان عمقها وشعارها عمقها الروحي والأخلاقي والجهادي، مما سبب صدمة مدوية في العالم أجمع، وأفزع الكيان الغاصب، وولد سلسلة من المواقف التي حاولت منذ أن بدأت هذه المقاومة تشكل خطرًا على الكيان المحتل الغاصب، تنبه الغرب، وهو المتنبه دائمًا، والراصد بدقة لما يجري في العالم العربي والإسلامي من صغير الأحداث وكبيرها... تنبهه إلى خطورة ما تشكله هذه المقاومة على المشروع الغربي بما هي تعبير عن الإسلام وروحه ومدى حيويته وتعلق المسلمين به، وما يمكن أن تشكل هذه التعبيرات من عودة للأمة إلى مشروعها الحضاري ورسالتها التاريخية، وأن تأخذ زمام المبادرة في البناء والمواجهة. ولكنه رغم كل عوامل القوة التي تمتلكها هذه ورغم هذه، الحيوية والقدرة اللامحدودة، لم تستطع الأمة حتى الآن الخروج من المواقع التي أريد لها الانزلاق فيها، وتجاوز مشكلتها. وهذه المشكلة ليست مشكلة تعدد الطوائف والمذاهب والقوميات. كما أنها ليست في وجود العدو الذي حاول ويحاول الاستفادة من هذه التعددية ليخلق للأمة مشكلة من داخلها، ولكن مشكلة الأمة في تخلفها أولاً في فهم هذه التعددية واعتبارها مشكلة بدل أن ترى فيها تنوعًا يغني تجربتها ويحملها بالتالي على تقبلها، كما أراد الله تعالى لهذه الأمة أن تبقى واحدة على رغم ما يمكن أن تنتجه من تنوعات ولكن تحت سقف شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله. وثانيًا: في قبول هذه التعددية والرأي الآخر تحت السقف الذي ذكرنا، رغم الآيات الكثيرة التي سنتعرض لها فيما بعد، والتي سيتبين لنا من خلال استعراضها ما تقدم من التأكيد على وحدة الأمة، وحرمة الاختلاف والتنازع، وتعيين المرجع عند الاختلاف الذي هو القرآن، وحرمة التنازع عند الاختلاف، وإن الذي يحكم بالحق ويبينه هو الله تعالى غدًا يوم القيامة، وإن الاختلاف أمر سيحدث وستبتلى الأمة به، وكيف ينبغي لنا أن نتعامل مع الاختلاف، وسنتعرض إلى هذه العناوين والآيات والروايات : ورد في الحديث: أنه «من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله، حرم ماله ودمه وعرضه». والحديث واضح لا لبس فيه في أن يترتب حكم إسلام الفرد واحترام ماله ودمه وعرضه في الشهادتين. بل ورد عن رسول الله (ص): «الإسلام أن تسلم وجهك لله عز وجل وأن تشهد أن لا إله إلا الله» كنز العمال/ 39. وعن رسول الله (ص): «الإسلام يحقن به الدم وتؤدي به الأمانة وتستحل به الفروج» الكافي1/ 173 ح4 و2. وهذه الروايات واضحة في تحديد من هو المسلم في شموله لكل من نطق بالشهادتين وإن خالف الآخرين في التفاصيل فيما لا يعود إلى تكذيب النبي (ص) والكتاب، وهو يتضمن بالتالي التنوع والتعدد في أن الإسلام لا يعني الإيمان، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: ]قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ a]فإن قول الله تعالى لا تقولوا آمنا وأن تقولوا أسلمنا لا معنى له لو كان الإسلام يعني الإيمان، وإنما يكون له معنى مع الافتراق، وإن الإيمان مرتبة أعلى من مرتبة الإسلام، فهو يتضمن الإسلام وزيادة، وما تقدم من أحكام من حرمة الدم والعرض والمال إنما ترتب على الإسلام لا على الإيمان. وقد اختلف المسلمون فيما بينهم في بعض التفاصيل ولم يرتب الله تعالى حكم الإسلام عليها، وإنما اعتبرت شروطًا للإيمان، وإن عدم الإيمان بها من البعض الآخر لا يخرجه عن أحكامه ولا يجعله كافرًا، بل قد روي عن رسول الله (ص): «من كفّر مسلمًا فقد كَفَرَ» وأنه قال: «لا ترجعوا بعدي كفارًا يضرب بعضكم رقاب بعض». وحيث تدل كل من هاتين الروايتين بوضوح على أن تكفير المسلم يوجب الكفر، ولعل المقصود من قتال المسلم للمسلم أو قتاله لخلاف في بعض تفاصيل العقيدة، وليس لخلاف دنيوي، فإنه ليس من أسباب الكفر الخلاف الدنيوي. وخلاصة الكلام في أن التعدد المذهبي والتنوع العقائدي لا يعطل وحدة الأمة، ولا يبرر بالتالي الخلاف والنزاع، بل هو محرم بجميع وجوهه، يصل إلى حد الكفر. وهو تعبير بالتالي عن أن وحدة المسلمين هي وحدة مقدسة كما هي أسس الاعتقاد التي بها يكون المسلم مسلمًا ومن دونها يخرج عن الإسلام. وقد ورد عن الإمام الصادق (ع) عندما سأله أبو بصير عن الإيمان: «الإيمان بالله ألا يعصى، قلت فما الإسلام؟ قال: من نسك نسكنا وذبح ذبيحتنا وأقرّ بدين الله فهو مسلم ومن عمل بما أمر الله عز وجل فهو مؤمن» ومثله عن أمير المؤمنين علي (ع). هذا على أن الاختلاف بين البشر في الإفهام هو سنة إلهية، فالله تعالى لم يخلق الناس متساوون في الأفهام والعقول، وهو ما نستوحيه من قوله تعالى: ] وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ]. الاختلاف المذهبي ليس مذمومًا إلا من حيث تأديته إلى التنازع والتدابر، وإن الله تعالى أراد أن يكون التنوع مجالاً للتكامل والتعارف الذي يؤدي إلى الفهم المتبادل وقبول الآخر، ولهذا كان المقياس الإلهي للكرامة عنده التقوى، التي تعني عدم العدوان والظلم وعدم التمايز بالأعراق، وأن يكون التمايز في كل ذلك سبيلاً إلى التكامل والتعاون على البر والتقوى: ]وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان]. إن الاختلاف بهذا المعنى أمر طبيعي تكويني يعترف به الإسلام، بل هو سر من أسرار الله تعالى، يغني الحياة ويجعل لها معنى، ليس لها من دونه فائدة. الاختلاف المحرم: الاختلاف المنبوذ والذي نهى الله تعالى عنه هو الاختلاف الذي يراد به تفريق الأمة وتمزيق شملها وإيجاد النزاعات بينها، مما يوجب ذهاب ريحها وفشلها في القيام بالمهمة التي كانت الأساس في وجودها كأمة في الحياة تحمل رسالة الله إلى البشرية ]ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم]. والفشل هو الفشل في القيام بهذه المهمة مما يوجب جرأة الأعداء عليها ويجعلها عرضة لكل طامع في دينها ودنياها، كما هو الحاصل في هذا الزمان. وقد كان هذا المحظور هو الذي يقعد بأئمة أهل البيت (ع) عن القيام بأي أمر إذا كان ذلك سيؤدي بالأمة إلى الفرقة. وقد عبّر عن ذلك أمير المؤمنين علي(ع): «وأيم الله لولا مخافة الفرقة بين المسلمين وأن يعودوا إلى الكفر ويعور الدين لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا»، وهو يضع هنا قاعدة الأساس لأي تحرك والحد الذي يجب أن يقف عنده حتى لو كان حقًا، وهو ألا يؤدي إلى واحد من هذه الأمور، الفرقة أو الكفر أو أن يصيب الدين الوهن. ويعبر عن ذلك أمير المؤمنين في مورد آخر قائلاً: «فوالله ما كان يُلقى في روعي ولا يخطر ببالي أن العرب تزعج هذا الأمر من بعده عن أهل بيته، ولا أنهم مُنَّحوه عني من بعده حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام يدعون إلى محق دين محمد فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله أن أرى فيه ثلمًا أو هدمًا تكون المصيبة به عليّ أعظم». لقد تقدم أن الإسلام يسع هذا كله وأن هذه هي وظيفة المسلم في أن يفتش عما يراه الصواب ويعتقد به، وأن الخلاف في المذهب لا يبيح للمسلم حرمة من خالفه طالما لم يخرج في ذلك عن حد الله تعالى، فلا يستطيع مسلم أن يتهم مسلمًا بأنه يعلم الحق وينكره أو يخالفه، وإنما هذا اعتقاده فيما بينه وبين الله تعالى يحاسبه عليه: ]إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون]. وقد وردت تعبيرات مختلفة تحت عناوين مختلفة في هذا المعنى عن علي (ع) «من أعان على مسلم فقد برئ من الإسلام» وعن رسول الله (ص): «المسلم أخ المسلم لا يظلمه ولا يشتمه» وفي حديث آخر: «المسلم أخ المسلم لا يخونه ولا يكذبه ولا يخذله» لهذا كله لا يجوز أن تفسد هذه الأخوة مصالح الحياة الدنيا، قال (ص): «المسلم أخ المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتّان»، وفي التعبير من عمق الدلالة عما ذكرناه من أن الاختلاف في بعض تفاصيل المعتقد لا يجوز أن يكون سببًا للنزاع يدخل منه الأعداء ليفتنوا المسلمين عن دينهم بل يتعاونون فيما بينهم على أهل الفتنة، وقد كانت هذه الروايات متوجهة إلى أفراد الأمة بشكل عام وتكليف المسلم الفردي، فيما نجد روايات أخرى كثيرة تتوجه بالخطاب إلى المسلمين بالوحدة مشبهة لهم باليد، ونحن نعلم أن اليد تتوزع أصابع ولكن هذه الأصابع تعود إلى كف واحد يجمعها وهو بالنسبة للمسلمين الإسلام، لقد قال (ص) كما ورد عنه: «المسلمون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم». وحدة الهدف: ولا شك أن الأمة الإسلامية لم تُبنَ على أساس عرقي أو قومي أو غيره من الأسس الدنيوية والمادية، وإنما بنيت على أساس وحدة الاعتقاد والهدف كما أسلفنا، ولهذا فقد أراد الله تعالى منها أن يتحقق من خلالها. وقد عبر تعالى عن ذلك بقوله: ]كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر]. وهذا الأمر والنهي هو سر بقاء هذه الأمة ووجودها، ولا إشكال أن تمزيق الأمة وتفريقها سيقضي على هذا الهدف الإلهي، وينقض هذا الغرض. وبالوحدة فقط نستطيع أن نقوم بهذه المهمة الربانية التي هي أشرف المهمات وأخطرها، وبها استحقت أن تكون أمة وسطًا، فإن الأمة الوسط هي في قيامها بالشهادة على الناس: ]يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله]، ]وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس]. الساحة الحياتية ساحة امتحان للقيام بالمهمة: ]ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون]. هذا وغيره الكثير من الآيات والروايات لا تدع مجالاً للشك في تكليف الأمة القيام بهذه المهمة بالتوحد وخصوصًا في هذا العصر الذي تتعرض فيه الأمة إلى أشد الأخطار في وجودها وتتعرض
قيمها الإنسانية إلى الضياع بالانحلال الخلقي والروحي
. | |
|