[مقدّمة
الحمدلله، وأزكى الصلاة والسّلام على حبيب الله، سيّد الأنبياء، وعلى آله الهُداة الأولياء، المهديّين الأوصياء.
في دراسة الأديان برزت حقيقتان مهمّتان:
الأولى: هي أنّها لاتتناقض في شيء، فكلّها جاءت بالتوحيد والقيم الإنسانيّة العليا، وكان لله تبارك وتعالى حكمته في تعدّد هذه الأديان على مدى عمر هذه الحياة.
والثانية: هي أنّ الأديان ـ وإن كانت واحدة في أصولها ـ جاءت جميعها كمقدِّماتٍ لرسالة النبيّ الأكرم محمّد صلّى الله عليه وآله.
ومن هنا، رأينا أنّ أنبياء الله ورسله عليهم السّلام مهّدوا الطريق وهيّأوا العقول لتقبّل الرسالة الخاتِمة التي شاء الله عزّوجلّ أن تكون للناس جميعاً على اختلاف أُممهم وأزمانهم وأماكنهم.
ومن هنا أيضاً، قرأنا وسمعنا ببشاراتٍ كثيرةٍ وردت على ألسنة الكتب السماويّة وكذا على ألسنة المبعوثين بها، تُخبر أن رسولاً سيُبعث في آخر الزمان كذا وكذا صفاته، وتصرّح بوجوب اتّباعه أحياناً، وأحياناً تشير وتلمّح إلى ذلك. ولذا رأينا أنّ ذلك قد نقل في عشرات الأخبار الصحيحة، والتي ذكرت أنّ علماء اليهود والنصارى كانوا ينتظرون أمر نبيّ آخر الزمان، فلمّا بُعث صلّى الله عليه وآله صدّق بعضُهم بما عنده من البشارات الصادقة، وكذّب بعض.. وتلك حقيقة قرآنيّة وردت في عدد من الآيات الكريمة، منها قوله جلّ وعلا:
الّذينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ يَعْرِفُونَهُ كَما يَعرِفُونَ أبْناءَ هُمْ وإنَّ فَريقاً مِنْهُم لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وهُمْ يَعلَمُون (1).
وَلَمّا جاءَ هُم كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُم وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلىَ الَّذينَ كَفَرُوا فَلمّا جاءَ هُم مَا عَرَفُوا كَفَرُوا به.. (2).
وَلَتَجِدَنَّ أقْرَبَهُم مَوَدّةً لِلّذينَ آمَنُوا الّذينَ قالُوا إنّا نَصارى، ذلِكَ بِأنَّ مِنْهُم قِسِّسِينَ وَرُهْباناً وَأنَّهُم لا يَسْتَكْبِرُونَ* وَإذا سَمِعُوا ما أُنْزِل إلى الرَّسُولِ تَرى أعيُنَهُم تَفيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمّا عَرَفُوا مِنَ الحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدين (3).
فالأديان كلّها واحدة، وهذا تحقّق بيانه على لسان إبراهيم عليه السّلام كما في قوله تعالى: مِلَّةَ أبِيكُمْ إبْراهيمَ هُوَ سَمّاكُمُ المُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولَ شَهِيداً عَلَيْكُم وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاس..» (4).
وهي بطبيعتها متواصلة في مقاصدها، ومتلاحمة بوصايا أنبيائها ورسلها عليهم السّلام، الذين بشّر سابقُهم بلاحقهم، وكلُّهم كان ينظر بعين الأمل الأكبر إلى نبيّ الهدى والرحمة محمّد صلّى الله عليه وآله، فذكروه ووصفوه، بل دعَوا إليه وتوسّلوا به إلى الله تعالى في مهمّاتهم.. هكذا ذكرت البشارات:
ففي التكوين 20:17 ذُكر أنّ بحفيد إسماعيل يُختم الأنبياء والرسل، وأنّ آل بيت هذا النبيّ الخاتم اثنا عشر إماماً.
وفي المزمور الخامس والأربعين من مزامير داود عليه السّلام وصفُ عظمة النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله وجلاله وسيادته على بني آدم، وإشارة إلى آل بيته، وخُصّ منهم ابنته فاطمة الزهراء عليها السّلام، وإشارة أخرى إلى تعيين رسول الله للأئمّة الأطهار من ذرّيّته خلفاءَ شرعيّين له لهداية الناس، وإشارة ثالثة إلى أنّ الإمام المهديّ عليه السّلام من ذرّيّته.
وفي الأصحاح الثاني عشر من سِفْر الرؤيا ـ وهو آخر سفر من أسفار العهد الجديد «الإنجيل» ـ إشاراتٌ إلى مُجمل تاريخ الأئمّة الاثني عشرعليهم السّلام من آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وصراعهم المرير ضدّ الظَّلَمة لإقامة حكم الله في الأرض.
وهكذا ذُكر أهل بيت النبيّ كما ذُكر النبيّ صلّى الله عليه وآله في البشارات القديمة، لما لهذا البيت من الشرف والعلوّ، فهو أفضل بيوت الأنبياء وأكرمها على الله تعالى. وقد أخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك وبُريدة أنّهما قالا: قرأ رسول الله صلّى الله عليه وآله هذه الآية: في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ تُرفَعَ ويُذكَرَ فيها اسمُه يُسبِّحُ لَهُ فيها بِالغُدُوِّ َ والآصالِ* رِجالٌ لاتُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلابَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وإقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يوماً تَتقلَّبُ فيهِ القُلُوبُ وَالأبصار (5).
فقام إليه رجلٌ فقال: أيُّ البيوت هذه يا رسول الله؟
فقال: بيوتُ الأنبياء.
فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسولَ الله! هذا البيتُ منها؟ مشيراً إلى بيت عليٍّ وفاطمة.
قال صلّى الله عليه وآله: نَعم، مِن أفاضلها.(6)
وقد أجمعت مصادر المسلمين في: التفسير والحديث والتاريخ والسيرة بصحاحها ومسانيدها وثقات رواتها وحِسان أخبارها، أنّ آية المباهلة نزلت في النبيّ صلّى الله عليه وآله وعليٍّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام، وهي قوله تعالى: فَمَنْ حاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أبْناءَنا وأبْناءَكُم وَنِساءَنا وَنِساءَكُم وَأنْفُسَنا وَأنْفُسَكُم ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلى الكاذِبين (7)
وخلاصة الواقعة هي:
لمّا كانت المباهلة (وهي لعنُ الكاذب المفتري) بين النبيّ صلّى الله عليه وآله ونصارى نجران.. قال النصارى للعاقب ـ وكان صاحب رأيٍ عندهم ـ: يا عبدَ المسيح! ما ترى؟ فقال: واللهِ لقد عرفتم يا معشرَ النصارى أنّ محمّداً مُرسَل، ولقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم. واللهِ ما باهل قومٌ نبيّاً فعاش كبيرهم ونبت صغيرهم، ولئن فعلتم لتهلكُنّ... وقد غدا صلّى الله عليه وآله محتضِناً الحسينَ آخذاً بيد الحسن، وفاطمةُ تمشي خلفه وعليّ خلفها، وهو يقول، إذا دعوتُ فأمِّنوا..
فقال أسقف نجران: يا معشرَ النصارى! إنّي لأرى وجوهاً، لو شاء الله أن يزيل جبلاً مِن مكانه لأزاله بها، فلا تُباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصرانيّ إلى يوم القيامة...
وفي رواية أنّ الأسقف قال: يا معشر النصارى! إنّي لأرى وجوهاً لو دعت اللهَ أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله، فلاتباهِلوا فتهلكوا.(8
ولايخفى على اللّبيب أنّ أُسقف نجران ما قال قولته تلك إلاّ وقد عرف مَن أمامه، وما أخذه الرعب إلاّ ممّا استوحاه من بشاراتٍ بلغتْه كانت قد وردت في التوراة والإنجيل وبقيّة أسفار أهل الكتاب. وكان فيها ذِكْر الإمام عليّ عليه السّلام وشيءٌ من شؤونه المباركة، وقد تحقّقنا ذلك فيما بعد في صحاح أخبارنا فرأينا أنّ الأمر مُسَلّمٌ به ومتواتر في مسانيدها، إخترنا منها هذه الباقة العاطرة:
• قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: أفيكم مَن يعرف قَسَّ بن ساعدة الإياديّ؟ فقال الجارود: كلُّنا يا رسول الله نعرفه، غيرَ أنّي مِن بينهم عارف بخبره، واقف على أثره، فقال: أخبرْنا، فقال: يا رسولَ الله! لقد شهدتُ قسّاً وقد خرج من نادٍ من أندية إياد إلى ضحضح ذي قتاد.. فوقف في إضحيان ليل كالشمس رافعاً إلى السماء وجهه وإصبعه، فدنوتُ منه فسمعته يقول:
«اَللّهمّ ربَّ السّماوات الأرفعة، والأرضين المُمرعة، بحقّ محمّدٍ والثلاثة المحاميد معه، والعليّين الأربعة، وفاطم والحسنين الأبرعة، وجعفرٍ وموسى التَّبَعة، سَميِّ الكليم الضرعة، أُولئك النقباءُ الشفعة، والطريقُ المَهْيعة، داسةُ الأناجيل، ومُحاة الأضاليل، ونفاة الأباطيل، الصّادقو القيل، عدد نقباء بني إسرائيل، فهُم أوّل البداية، وعليهم تقوم الساعة، وبهم تُنال الشَّفاعةُ، ولهم من الله فرض الطاعة، إسْقِنا غيثاً مُغيثا».
ثمّ قال: ليتني مُدركُهم ولو بعد لأيٍ من عمري ومَحياي!، ثمّ أنشأ يقول:
أقـسمَ قَـسٌّ قـسَما لـيـس بـه مُكتَـتما
لـو عـاش ألـفَـي سنةٍ لمَ يَلْقَ منهاسَأَما
حـتّـى يُلاقي أحمداً والنُّجـَبـاءَ الحُـكَما
هـم أوصيـاءُ أحمدٍ أفضلُ مَن تحت السّما
يـَعـمى الأنامُ عنهمُ وهُـم ضيـاءٌ للعمى
يـَعمى الأنـامُ عنهمُ حتّى أحلّ الرجما(9)
• وجاء عبدالله بن سلاّم إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله قبل أن يُسْلم فقال: يا رسول الله! ما اسم عليٍّ فيكم؟ فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله: عندنا الصدّيق الأكبر، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّداً رسول الله، إنّا لَنجد في التوراة: محمّدٌ نبيُّ الرحمة، وعليٌّ مُقيم الحُجّة.(10)
• وعن ابن عبّاس في قوله تعالى: وما كُنْتَ بِجانِبِ الغَرْبيِّ إذْ قَضَيْنا إلى مُوسَى الأمرَ وما كُنتَ مِن الشّاهِدين (11).
قال: قضى بخلافة يوشَع بن نون من بعده، ثمّ قال له: إنّي لم أدَع نبيّاً مِن غير وصيّ، وإنّي باعث نبيّاً عربيّاً، وجاعلٌ وصيَّه عليّاً. فذلك قوله: وما كُنتَ بِجانبِ الغَربيّ .(12)
• وفي خبر طويل أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام لمّا نزل بـ «بليخ» من جانب الفرات نزل إليه شمعون بن يوحنّا وقرأ عليه كتاباً من إملاء المسيح عليه السّلام، وذكر بعثة النبيّ وصفتَه ثمّ قال: فإذا توفّاه الله اختلفت أُمّته ثمّ اجتمعت لذلك ما شاء الله... ثمّ يصير أمرُهم إلى وصيّ نبيّهم فيبتغون عليه، وتُسلّ السيوف من أغمادها.
وذكر من سيرته وزهده ثمّ قال: فإنّ طاعته لله طاعة، ثمّ قال: ولقد عرفتُك ونزلت إليك. فسجد أمير المؤمنين عليه السّلام وسُمع منه يقول: شكراً للمُنعم شكراً ـ عشراً ـ،
ثمّ قال: الحمدلله الذي لم يُخملْني ذكْراً، ولم يجعلْني مَنسيّاً. فأُصيب الراهبُ ليلة الهرير.(13)
• ولمّا رجع أمير المؤمنين عليه السّلام من وقعة الخوارج نزل يمنا السواد، فقال له راهب: لاينزل هاهنا إلاّ وصيُّ نبيّ يقاتل في سبيل الله، فقال عليّ عليه السّلام: فأنا سيّد الأوصياء، وصيّ سيّد الأنبياء، قال: فأنت إذن.. وصيّ محمّد، خذْ عَلَيّ الإسلام، إنّي وجدت في الإنجيل نعتك، وأنت تنزل مسجد «بُراثا» ببيت مريم وأرض عيسى عليه السّلام، قال أمير المؤمنين عليه السّلام: فاجلس يا حبّاب! قال: وهذه دلالة أخرى!، ثمّ قال عليه السّلام: فانزل يا حبّاب من هذه الصومعة، وابنِ هذا الديرَ مسجداً.
فبنى حبّاب الدير مسجداً، ولحقَ أميرَ المؤمنين إلى الكوفة، فلم يزل بها مقيماً حتّى قُتل أمير المؤمنين عليه السّلام، فعاد حبّاب إلى مسجده بـ «بُراثا».
وفي رواية أنّ الراهب قال: قرأتُ أنّه يُصلّي في هذا الموضع «إيليا» وصيّ «البارقليطا» محمّدٍ نبيّ الأُميّين، الخاتِم لمن سبقه من أنبياء الله ورسله ـ في كلام كثير ـ فمَن أدركه فلْيتّبعِ النورَ الذي جاء به..(14)
فمَع أهْلِ البيْت عَليْهم السَّلام في حَياة الأنبياء علَيْهمُ السَّلام وصحفِهمُ المباركة.
في زبور داود عليه السّلام
من نسخة خطّيّة قديمة جدّاً للزَّبور كانت عند «اَهزان الله مشقي» من أتباع الدين المسيحيّ نصٌّ مهمّ، قال مفتي مصر في وقتها: لو عرض المسيحيّون هذه النسخةَ في معرض عامّ لتقوّضت أركان المسيحيّة في العالم. فما هو ذلك النصّ يا تُرى؟
هكذا هو النصّ:
(إطاعةُ ذلك الرجلِ الشريف الذي يُدعى «إيلي» واجبة، وإنّ في إطاعته صلاحاً لأمور الدين والدنيا. ويُسمّى هذا الرجل العظيم أيضاً «حدار» أي حيدر، وإنّه معين المساكين ومُغيثهم، وأسد الأُسود، وقوّته خارقة، وسيُولد في كعابا أي الكعبة. فيجب على جميع الناس أن يتمسّكوا بعروة هذا الرجل الجليل ويُطيعوه كما يُطيع العبد مولاه)عثمان بن عفان(15).
وللاستزادة من التعرّف على هذا الأمر تراجع مجلّة «الحرم» الصادرة في القاهرة، العدد المنشور في شهر ذي القعدة عام 1374هـ.
ولايفوتنا أن نقول: يظهر من كتب الأسفار والبشارات السابقة أنّ النبيّ داود عليه السّلام كان من أكثر الأنبياء ذكْراً وثناءً على النبيّ محمّدٍ وآله صلوات الله عليهم، وإشادةً بدَورهم القادم لهداية البشريّة إلى أهداف الأنبياء عليهم السّلام.عثمان بن عفان(16)
على لوح سليمان عليه السّلام
بعد أن اجتمع أعضاء اللّجنة المختصّة بقراءة ما كُتب على اللّوح المقدّس.. رمق كلُّ واحد منهم صاحبه متعجّباً، وعضّ على إصبعه متحيّراً. فناقشوا الأمر بينهم حتّى استقرّ رأيهم على وضع اللّوح في المتحف الملكيّ البريطانيّ.
ولكن.. عندما علم أُسقف إنجلترا الأعظم اللّورد بيشوب LORD BISHOP بالخبر، بعث رسالة سرّيّة إلى اللّجنة، هذا مضمونها:
(إنّ بوضع هذا اللّوح في المتحف البريطانيّ وعَرضِه على جميع الناس، سوف يتزلزل أساس المسيحيّة، وسيحمل المسيحيّون بأنفسهم جنازة المسيحيّة على أكتافهم فيدفنونها في مقبرة النسيان. لذا، فمن الأفضل أن يُودَع اللّوح المذكور في دار أسرار الكنيسة الإنجليزيّة، ولا يطّلع عليه أحد سوى الأُسقف ومَن يُطمأنّ به).
هنا تساؤل يبادر الجميع: ماذا كان كُتب على اللّوح، بل أيّ لوح هو ولمَن يعود؟ لنبدأ الأمر من أوائله:
عثرت سَريّة عسكرية من الجيش الإنجليزيّ على لوحةٍ فضّيّة في قرية صغيرة تُدعى «أُونتره»، تقع على بُعد بضعة كيلومترات عن مدينة «القدس» في أرض فلسطين، حينما كان أفراد الجيش منهمكين في حفر خنادق لهم، ومستعدّين للهجوم أثناء الحرب العالمية الأُولى سنة 1916م. وكانت حاشية اللّوح مُرَصّعةً بالجواهر النفيسة، وتسطع في وسطها كلمات ذات حروف ذهبيّة.
ولمّا ذهب أفراد الجيش بذلك اللّوح إلى قائدهم الميجر«ا . ن. گريندل» حاول هذا جاهداً أن يفهم شيئاً ممّا كُتب عليه فلم يستطع ذلك، إلاّ أنّه أدرك أنّ الكلمات المنقوشة على اللّوح قد كُتبت بلغة أجنبيّةٍ قديمة جدّاً. فعرض اللّوح بواسطته على آخرين، حتّى اطّلع عليه بعض قادة الجيش البريطانيّ: ليفتونانت.LiFtonant.D، وگلادستون Glad Stone، فأحالا اللّوح إلى خبراء الآثار البريطانيّين.
وبعد أن وضعت الحرب العالميّة أوزارها عام 1918م. عكف المتخصّصون البريطانيّون على دراسة ذلك اللّوح، فشكّلوا لهذا الأمر لجنة تضمّ أساتذةَ الآثار القديمة من: بريطانيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا، وسائر الدول الأُوربيّة.
وبعد أشهر من البحث والتحقيق اتّضح في الثالث من كانون الثاني سنة 1920م. أنّ اللّوح مقدَّس، ويُدعى بـ «لوح سليمان»، وأنّه يحوي حديثاً للنبيّ سليمان عليه السّلام قد كُتب بألفاظ عبريّة قديمة، هذه ترجمتها:
الله
أحمد
إيلي
باهتول
حاسن
حاسين
يا أحمد أغثني
يا علي أعنّي
يا بتول ارحميني
يا حسن أكرمني
يا حسين أسعدني
ها هو سليمان يستغيث الساعة بهؤلاء الخمسة الكرام، وعليَّ قدرةُ الله.
أمّا أصل اللّوح فهو أمامنا على هذه الصورة من الكلمات:
وللاستزادة من الاطّلاع على هذا الموضوع يراجع:
• كتاب «القصص العجيبة في الإسلام ـWonderFul Stores oF Islam» الذي طُبع في لندن، ولابأس بمطالعة الصفحة 249 منه بدقّة.
• مجلّة «الإسلام» الصادرة في دلهي (الهند) خلال شهر شباط لسنة 1927م.
• مجلّة «مسلم كرانيكل» الصادرة في لندن (بريطانيا) في الثلاثين من أيلول سنة 1926م.
ولايفوتنا أن نقول: إنّ من كان له تحقيق عن بصيرة وطلب للحقيقة آمن أنّ الإسلام دين بشّر به الأنبياء والرسل السابقون. وقد حدث نقاش بين خبيرين، هما: «وليم»: و «طومس» حول لوح سليمان عليه السّلام أسفر ذلك النقاش عن اعتناقهما للإسلام، فكان اسم «وليم» بعد ذلك «كرم حسين»، كما كان اسم «طومس» هو «فضل حسين».
كما لايفوتنا أيضاً أن نذكر: أنّ الإنجيل طُبع في لندن عام 1800م. من قِبل صحيفة «غزل الغزلات»، فكان في الباب الخامس منه ضمن الآيات من 1ـ10 حديثٌ للنبيّ سليمان عليه السّلام حول خاتم الأنبياء محمّد صلّى الله عليه وآله بصورة صريحة، وحول أمير المؤمنين عليّ عليه السّلام بشكلٍ ضمنيّ. وكان في آخر الآيات هذا النصّ الواضح: خلو محمّديم، أي صاحبي وحبيبي محمّد، صلّى الله عليه وآله. إلاّ أنّ الأناجيل التي طُبعت فيما بعد عام 1800م. حُذفت منها العبارة الشريفة: خلو محمّديم.(17)
على سفينة نوح عليه السّلام
حقيقة مرّ عليها خمسون عاماً تقريباً لم يُروَّج لها ولم يُعَرَّفْ بها كما رُوّج لكثير من الأكاذيب والأقاويل. إنّها حقيقة لها صلة بتأييد النبوّات و وصاية الأولياء عليهم السّلام، دوّنها غير المسلمين، وغضّ الكثير عيونهم عنها، تلك هي قصّتها:
بينما كان فريق من خبراء المعادن الروس منكبّاً على حفر الأرض تنقيباً عن المعادن، وذلك في كانون الثاني من عام 1951م.. ظهرت لهم فجأة ألواح خشبيّة منخورة. وبعد مزيد من التنقيب اتّضح لهم أنّ هنالك كثيراً من الأخشاب مدفونة تحت الأرض، قد تآكلت وبُليت بمرور الزمان، ثمّ كان أن توصّلوا ـ وفق دلائل خاصّة ـ إلى أنّ الأخشاب تلك لوحاتٌ تنطوي على سرٍّ مكنون.
تمّ ـ وبدقّة ـ استخراج الألواح الخشبيّة وأشياءَ أُخرى معها، ثمّ عُثر من بينها على لوح خشبيٍّ مستطيل قد أدهش الجميع، فهو الأسلم من بين الأخشاب التي أبلاها الزمان، ويبلغ أربعة عشر إنجاً طولاً، وعشرة إنجات عرضاً، وقد نُقش عليه بضعة أحرف. فما هي تلك الأحرف يا ترى، وما ذلك اللّوح المستطيل؟
شكّلت الحكومة الروسيّة لجنةً للتحقيق والبحث حول تلك الألواح الخشبيّة، وذلك يوم 27 من شباط عام 1953م.، وكان أعضاء اللّجنة خبراءَ في علم الآثار وأساتذة متخصّصين باللّغات القديمة، وفيما يلي أسماؤهم ووظائفهم:
• سولي نوف: أُستاذ في جامعة موسكوـ قسم اللّغات.
• إيفاهان خينو: أٌستاذ خبير باللّغات القديمة في كلّيّة «رچيانا».
• ميثانون لوفارتيگ: رئيس دائرة الآثار الروسيّة.
• تانمول گورت: أٌستاذ اللّغات في كلّيّة «كيفزو».
• ديراكون: خبير النفائس القديمة، وأُستاذ في جامعة «لينين».
• أيم أحمد كولاد: المشرف على دائرة التنقيب في «زتكومون».
• ميجر كولتوف: المشرف على مكتب البحوث في كلّيّة «ستالين».
وأخيراً.. كُشف سرّ ذلك اللّوح الخشبيّ للُّجنة المتشكّلة لهذا الغرض، ولكن لم يكن ذلك إلاّ بعد ثمانية أشهر من بذل الجهد في البحث والتنقيب والدراسة المعمّقة، فاتّضح أنّه لوح من سفينة النبيّ نوح عليه السّلام، قد نُصب عليها للبركة والاستمداد بما كُتب عليه. ولكن ماذا كُتب عليه؟!
كان في وسط اللّوح رسم يمثّل كفّاً كُتبت عليها عبارات باللّغة الساميّة، هذه صورتها:
وقد ترجمت لجنة التحقيق المذكورة هذا اللّوح إلى اللّغة الروسيّة فكانت ـ بعد ثمانية أشهر من التفكير والتدقيق ـ هذه صورتها كما جاء في مجلّة Weekly Mirror الصادرة في مسكو في الثامن والعشرين من أيلول سنة 1953م.، وصحيفة الهدى القاهريّة الصادرة في الحادي والثلاثين من آذار سنة 1954م.
وإليك الترجمة العربية:
ياربّي! يا مُغيثي!
بلطفك ورحمتك، وبالذَّوات المقدّسة: محمّدٍ وإيليا وشبّر وشبير وفاطمة عليهم السّلام أعنّي.
إنّ هؤلاء الخمسة أعظم الخلق، فيجب إعظامهم واحترامهم، وإنّ جميع الدنيا خُلقتْ لأجلهم.
إلهي بأسماء هؤلاء أعنّي، إنّك قادر على هداية جميع الخلق إلى الطريق القويم.
ثمّ ترجمها خبير اللّغات الأثريّة البريطانيّ الاُستاذ MR. N. F. MAks إلى اللّغة الإنجليزيّة، وها هي ترجمتها:
O. Mygod My Helper. keep My Hand With Mercy. Andwithyour Holybodies: Mohamad. Alia. Shabbar. Shabbir. Fatema. They All Are Biggests And Honourables. Thewrlb Estadlished For
(hem. Help Me By Their Names. You Can Refrm To Right (18
والآن لنقف على نصّ الخبر بترجمته العربيّة:
نشرت المجلّة الروسيّة الواسعة الانتشار «إتفاد نيزوب» الروسيّة التي تصدر بصورة شهريّة بياناً عجيباً وثميناً في نظر علماء الآثار، ويحظى بجانب كبير من الأهمّيّة من الناحية: التاريخيّة، والدينيّة. إذ يُعتبر من الناحية الدينيّة خاصّة دليلاً بارزاً على عظمة القرآن الكريم، وعلى صدق عقائدنا الإسلاميّة، بحيث ـ وعلى أثر ذلك ـ أخذ كثيرٌ من الكتّاب والأدباء البريطانيّين والمغربيّين والباكستانيّين يترجمون ذلك البيان من اللّغة الروسيّة إلى لغاتهم، وينشرونه في الصحف والمجلاّت الصادرة في بلادهم.
تقول المجلّة الروسيّة «إتفاد نيزوب» في عددها الصادر في شهر تشرين الثاني عام 1953م: عندما كان علماء الآثار الروس ينقّبون في منطقة معروفة بـ «وادي قاف» اكتشفوا على أثر التنقيب في أعماق الأرض عدّة قطع خشبيّة سميكة متهلهلة.
وبعد دراستها، وجدوا أنّ هذه القطع الخشبيّة هي قطع قد انفصلت من سفينة نوح قبل خمسة آلاف سنة وانطمرت تحت طبقات الأرض، وبقيت إلى يومنا هذا حتّى اكتشفها علماء الآثار الروس.
ويؤيّد هذا القول عثورُهم على قطعة خشبيّة نُقشت عليها عدّة أسطر باللّغة الساميّة، أو السامانيّة، التي تشكّل في الحقيقة أصل اللّغات وجذورها، وتعود نسبتها إلى سام بن نوح.
وبعد ترجمة هذه الأسطر وتحليلها تبيّن أنّ معناها هو:
(يا ربيّ ويا مُعيني! أعِنّي برحمتك وكرمك، ولأجل هذه الأسماء المقدّسة: محمّد، إيليا، شبّر، شبير، فاطمة. هؤلاء الذين هم شرفاء وعظماء، والعالم قائم ببركتهم. أعِنّي على احترام أسمائهم. إنّك يا ربيّ أنت الوحيد الذي يستطيع أن يرشدني، ويهديني إلى الطريق المستقيم).[/size]
[/size][/size]
--------------------------------------------------------------------------------
1ـ سورة البقرة/146.
2ـ سورة البقرة/89.
3ـ سورة المائدة/83.
4ـ سورة الحجّ/78.
5ـ سورة النور/36.
6ـ شواهد التنزيل، للحسكانيّ الحنفيّ 409:1؛ الدرّ المنثور، للسيوطيّ 50:5؛ روح المعاني، للآلوسيّ 157:18.
7ـ سورة آل عمران/61.
8ـ يراجع من بين عشرات المصادر: صحيح مسلم 360:2؛ صحيح التزمذيّ293:4؛ شواهد التنزيل 120:1؛ المستدرك على الصحيحن، للحاكم 150:3؛ مسند أحمد بن حنبل 185:1؛ الكشّاف، للزمخشريّ 368:1، أحكام القرآن، للجصّاص 295:2؛ أسباب النزول، للواحديّ59؛ تاريخ الخلفاء، للسيوطيّ169؛ الصواعق المحرقة، لابن حجر72؛ أُسد الغابة، لابن الأثير26:4...
9ـ مناقب أل أبي طالب، لابن شهر آشوب 203:1.
10ـ سورة القصص/44.
11ـ أمالي المفيد:62.
12ـ تفسير فرات الكوفيّ:116.
13ـ مناقب آل أبي طالب416:1.
14ـ مناقب آل أبي طالب 423:1.
15. إذن لاعجبَ ممّا رُوي عن النبيّ صلّى الله علَيْه وآلهِ وسَلّم أنّه قال: لم يزلِ الله يحتجّ بعليٍّ في كلّ أُمّة فيها نبيّ مرسل، وأشهدُهم (أو: وأشدُّهم) معرفةً لعليٍّ أعظمُهم درجةً عند الله. بحار الأنوار 96:40 ح 116، عن كتاب سليم بن قيس.
16. يراجع: المرموز رقم 45 و 27 من مزامير داود عليه السّلام المطبوعة. وبشائر الأسفار بمحمّد وآله الأطهار عليهم السّلام، لتامر مير مصطفى:99.
17. يراجع: بشائر الأسفار بمحمّد وآله الأطهار. وأنيس الأعلام في نصرة الإسلام، لفخر الإسلام محمّد صادق، الذي اعتنق الإسلام وتشيّع في نهاية القرن الثاني الهجريّ، وكان قسّيساً مسيحيّاً من الفرقة النسطوريّة في مدينة «أرومية» شمال إيران، وقد تُوفّي عام 1330 هـ. و قصص وخواطر من أخلاقيّات علماء الدين، للشيخ عبدالعظيم المهتدي، تحت عنوان: قل لي عن فارقليطا!، وهي الكلمة السريانيّة التي تعني (محمّداً) صلّى الله عليه وآله، والتي وردت في نصوص الإنجيل.
18. المجلّة الشهريّة Bartania Starof طبع لندن، خلال كانون الثاني لعام 1954م.، ومجلّة Machestor. Sunlaght خلال الثالث والعشرين من كانون الثاني لسنة 1954م.، ومجلّة London Weekly Mirror خلال الأوّل من شباط لسنة 1954م.
[b]