منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور المهدى فلسطين

منتدى فلسطينى عربى إسلامى يهتم بالقضية الفلسطينية والشؤون العربية والاسلامية
 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نور المهدى
Admin
نور المهدى


عدد المساهمات : 211
تاريخ التسجيل : 28/05/2010
العمر : 65
الموقع : مدير منتدى نور المهدى فلسطين

القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Empty
مُساهمةموضوع: القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين    القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Emptyالأحد 13 مارس 2011, 11:48 am


القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  49
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  14
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  2oadyflagالقصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  13899420154b94dba800b37


القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  395787


الرواية الاميركية‮ : ‬صدّام نُقل في‮ ‬سرية تامة الى واشنطن مخدّراً‮ ‬بجرعات من إنتاج الصهاينة ي
بوش أراده مكبّلاً‮ ‬داخل قفص حديدي‮ ‬ليقول للعالم‮ : ‬هذا هو الشخص الذي‮ ‬حاربنى

القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Mwf8zb4p0ob6q4mr4vnh


تنشر الديار مقتطفات من كتاب‮: ‬صدام حسين من الزنزانة الاميركية‮: ‬هذا ما حدث‮ ! ‬من تأليف المحامي‮ ‬خليل الدليمي‮ ‬الذي‮ ‬رافقه طيلة فترة الاسر التي‮ ‬سبقت اعدامه،‮ ‬فكان الدليمي‮ ‬المحامي‮ ‬وامين السرّ‮ ‬والابن لصدام الذي‮ ‬خصّه برسائل المحبة والتقدير وتضمنت وبعضها قصائد اعجاب بالمحامي‮ ‬الذي‮ ‬ناضل وقاوم كل المحاولات لمنعه من اتمام مرافعاته‮.‬
ففي‮ ‬حلقة اليوم نستعرض الروايتين الاميركية ولصدام حسين حول اعتقاله،‮ ‬ففي‮ ‬الاولى حاول الاميركيون اظهار اعتقاله بطريقة الهارب المختبئ،‮ ‬فيما الثانية‮ ‬يستعرض فيها الرئيس العراقي‮ ‬الاسباب الحقيقية التي‮ ‬اوصلت القوات الاميركية الى اعتقاله،‮ ‬كما انه‮ ‬يكشف الخيانة التي‮ ‬تعرّض لها والشكوك التي‮ ‬رافقته خلال الايام القليلة التي‮ ‬سبقت اعتقاله‮.‬
اثارت مسرحية القبض على الرئيس،‮ ‬كما عرضتها القنوات الفضائية وبصورة متكررة،‮ ‬الكثير من الجدل والتساؤل والنقاش حول مدى صحة هذه الصور،‮ ‬بين رافض التصديق قائلا‮: ‬انها بالتأكيد خيانة او ان الذي‮ ‬قبض عليه هو الشبيه،‮ ‬وبين شامت اعجبه اخراج هوليوود لهذها لمسرحية الهزيلة‮. ‬ترى هل ما حدث للعراق لم‮ ‬يكن الا من انتاج واخراج صانع افلام الكاوبوي‮ ‬الاميركية؟
قلت للرئيس‮: ‬سيدي،‮ ‬هل تود ان تسمع الرواية الاميركية حول قصة اعتقالك والمسماة بـ‮ (‬الفجر الاحمر‮) ‬؟ ضحك وقال‮: »‬هات ما عندك‮« ‬قلت‮: ‬تقول الرواية الاميركية ما‮ ‬يأتي‮:‬

الرواية الاميركية
اصدر بول بريمر اوامره لاعضاء مجلس الحكم باغلاق مكاتب قناة العربية في‮ ‬بغداد اثر بثها خلال شهر رمضان من عام‮ ‬2003،‮ ‬اخر رسالة للرئيس صدام حسين‮ (‬قبل الاسر‮)‬،‮ ‬وذلك‮ ‬عقابا لها على بث هذا الشريط الذي‮ ‬اعاد صدام حسين الى دائرة الاضواء‮. ‬وتقول الرواية الاميركية ان مقتل عدّي‮ ‬وقصيّ،‮ ‬ومصطفى كان صدمة لصدام حسين،‮ ‬اذ لم‮ ‬يصدق ما جرى،‮ ‬وكان‮ ‬يظن ان قراره بابعادهم عنه قد‮ ‬يضمن حياتهم‮. ‬لكن الرجل الذي‮ ‬ظن صدام حسين انه سيحميهم وشى بهم‮. ‬وقتل الثلاثة في‮ ‬معركة اثبتوا فيها صلابة منقطعة النظير‮.‬
كانت الخطة موضوعة تحت اشراف مباشر من الجنرال ريكاردو سانشيز،‮ ‬يعاونه في‮ ‬ذلك الجنرال راي‮ ‬اوديرنو،‮ ‬قائد فرقة المشاة الرابعة‮. ‬وتكون كالآتي‮:‬
سيحاول صدام حسين اللجوء الى عشيرته والى بلدته تكريت بالذات للاحتماء هناك،‮ ‬خاصة ان الكثيرين من افراد الحرس والمرافقين الشخصيين له،‮ ‬بدأوا‮ ‬يبتعدون عن مكانه بعد مقتل نجليه‮. ‬وكانوا‮ ‬يدركون انه مصمم على الاستمرار في‮ ‬مقاتلة الاميركان مهما كان الثمن‮.‬
كان الاميركان‮ ‬يولون اهتماما خاصا لفك لغز المخابئ السرية التي‮ ‬كانوا‮ ‬يعتقدون انها متواجدة تحت القصور الرئاسية‮. ‬وقد بذلوا جهودا مضنية لكشف اسرار تلك المخابئ،‮ ‬الا انهم فشلوا وكان الجنود الاميركيون من الفرقة الرابعة‮ ‬يقومون بتفتيش هذه القصور الرئاسية اكثر من مرة في‮ ‬اليوم تحسبا لوصول صدام حسين اليها في‮ ‬اي‮ ‬وقت محتمل،‮ ‬وعدد هذه القصور‮ ‬يربو على عشرين قصرا،‮ ‬كان اكثرها اهمية تلك التي‮ ‬تقارب نهر دجلة‮.‬
امام الصعاب التي‮ ‬واجهها الاميركيون،‮ ‬قام سيمون دارايز،‮ ‬احد اهم قيادات وكالة المخابرات المركزية الاميركية‮ (‬سي‮.‬آي‮.‬ايه‮) ‬في‮ ‬العراق،‮ ‬بوضع خطة بحث جديدة لاعتقال صدام حسين‮. ‬اذ كان‮ ‬يعتقد انه‮ ‬يتعمد المرور في‮ ‬المخابئ السرية لهذه القصور لعلمه ان القوات الاميركية تفرض حصارا من السياج الامني‮ ‬عليها‮ (‬من الخارج‮)‬،‮ ‬وان افراد حرسه الشخصي‮ ‬الذين ألقي‮ ‬القبض عليهم ادلوا بمعلومات تفصيلية عن تلك المخابئ،‮ ‬لكن صدام حسين ليس من الغباء لكي‮ ‬يستخدمها مرة ثانية،‮ ‬لا سيما انه معروف بالذكاء واجادة التمويه والتغطية على تحركاته،‮ ‬كما انه‮ ‬يعرف اكثر طبيعة الارض العراقية‮.‬
ذكر سيمون دارايز في‮ ‬تقريره الذي‮ ‬اعده في‮ ‬آب عام‮ ‬2003،‮ ‬ان الاماكن التي‮ ‬يمكن ان‮ ‬يتواجد فيها صدام حسين هي‮ ‬واحد من اثنين‮: ‬اما في‮ ‬منزل اسرة تسكن بعيدا عن بغداد،‮ ‬وله ثقة بها وهي‮ ‬قادرة على حمايته،‮ ‬او في‮ ‬منطقة مهجورة‮ ‬غير مأهولة بالسكان‮. ‬وقد‮ ‬يكون اعد لنفسه مخبأ في‮ ‬هذه المنطقة القريبة من عشيرته وبلدته تكريت‮. ‬ويرى دارايز ان صدام حسين لا‮ ‬يمكن له مغادرة العراق من خلال دراسة شخصيته التي‮ ‬لا تقبل بالهروب‮. ‬ورأى ضرورة التركيز على الحرس الشخصي‮ ‬والمرافقين الذين‮ ‬يعرفون بتحركاته في‮ ‬الفترة القادمة،‮ ‬بعد ان فشلت الخطة الأولى بالقبض عليه من خلال استجواب كبار معاونيه بعد اعتقالهم،‮ ‬وكذلك من خلال بعض شيوخ عشائر تكريت،‮ ‬وشيوخ عشائر المحافظات الأخرى،‮ ‬حيث ان الأغلبية لم تعرف مكان تواجده،‮ ‬او ان بعضهم‮ ‬يعتبر ان الوشاية بمكانه سيلحق العار بهم ويضعهم أمام مشاكل كبيرة‮. ‬فالخطة السابقة تقول ان البحث عن الكبار واعتقالهم بدعوى أنهم‮ ‬يعرفون مكانه،‮ ‬ويسيوشون،‮ ‬هي‮ ‬خطة فاشلة‮. ‬بينما الخطة الجديدة تقول ان‮ »‬الصيد الثمين‮« ‬يتأتى من حرسه الشخصي‮ ‬الذين رافقوه بعد احتلال بغداد‮.‬
كانت المؤشرات الأولية التي‮ ‬بدأت تتجمع في‮ ‬آب‮ ‬2003،‮ ‬تقول ان هناك اشخاصاً‮ ‬أكدوا انهم رأوه في‮ ‬شمال بغداد،‮ ‬تارة في‮ ‬تكريت وتارة في‮ ‬مناطق أخرى‮.‬
وهكذا أسهب الفريق الجديد لوكالة المخابرات الأميركية في‮ ‬العراق بقيادة سوارز كيفان بجمع المعلومات عن الأشخاص الذين‮ ‬يروون تفاصيل تحركات صدام حسين وكيفية مشاهدته والاشخاص الذين كانوا‮ ‬يحرسونه‮. ‬وكانت المخابرات الأميركية قد جمعت اكثر من مائة صورة لمائة شخص من حراسه السابقين والمرافقين له وأقرباءه‮. ‬وكانت هذه الصور تعرض على الأشخاص الذين‮ ‬يدلون بمعرفتهم اياه،‮ ‬ومدى قربهم منه‮. ‬وكان السؤال المطروح عليهم هو‮ »‬متى رأوا صدام‮« ‬؟ وكانت أكثر الأسئلة إلحاحاً‮ ‬تتعلق بالأشخاص الذين‮ ‬يقومون بحراسته ومرافقيه وأوصافهم والأماكن التي‮ ‬يتردّدون عليها‮.‬
كان‮ ‬يعاون وكالة المخابرات الأميركية في‮ ‬البحث عنه،‮ ‬فريق من الموساد الالصهاينة ي‮ ‬المكوّن من عشرة أفراد بمن فيهم رئيس قسم العمليات والاستطلاع بجهاز الموساد‮.‬
وهكذا،‮ ‬وبعد تحقيقات مكثفة،‮ ‬وعرض صور الحراس على المقبوض عليهم،‮ ‬توصلت المخابرات الأميركية والالصهاينة ية الى انه لم‮ ‬يبق الا على اثنين من حراسه‮.‬
وقد تطابقت الأوصاف التي‮ ‬أدلى بها هؤلاء عن الحراس مع رؤية بعض الاشخاص للرئيس في‮ ‬تكريت،‮ ‬وآخرين عن رؤيتهم لهم في‮ ‬الرملة وفي‮ ‬كركوك‮. ‬وتحدث آخرون عن ان هذين الحارسين كانا من أكثر الأشخاص الذين‮ ‬يثق بهم الرئيس صدام حسين‮.‬
تركزت التحقيقات بعد ذلك في‮ ‬معرفة كافة التفاصيل عن تحركات هذين الشخصين،‮ ‬وبدأ السعي‮ ‬الحثيث للقبض عليهما‮.‬
أدت المعلومات التي‮ ‬ساهم في‮ ‬جمعها كذلك أفراد من المخابرات العراقية،‮ ‬مع الفريق الأميركي‮ ‬والالصهاينة ي،‮ ‬الى القبض على أحد المقرّبين من الرئيس في‮ ‬أواخر آب‮ ‬2003،‮ ‬ومارسوا عليه شتى أنواع التعذيب لمعرفة مكان الرئيس،‮ ‬الا انهم فشلوا في‮ ‬بادئ الأمر،‮ ‬ولكن بعد الضغوط النفسية والجسدية العنيفة لمدة ثمانية عشر‮ ‬يوماً‮ ‬متواصلة،‮ ‬اعترف هذا الشخص بأحد المخابئ المهمة في‮ ‬جنوبي‮ ‬بغداد‮. ‬وشكل اكتشاف هذا المخبأ نقطة جوهرية في‮ ‬مسار الخطة الأميركية التي‮ ‬التزمت بالسرية المطلقة‮. ‬وقد وجد هذا المخبأ في‮ ‬منطقة مهجورة ويشبه المخبأ الذي‮ ‬عثر فيه عليه لاحقاً‮. ‬كان هذا المخبأ داخل‮ ‬غرفة تؤدي‮ ‬الى حجرة عميقة،‮ ‬وكانت الحفرة التي‮ ‬تؤدي‮ ‬اليها الحجرة العميقة تبدو ضيقة كتلك التي‮ ‬زعموا أنهم وجدوه فيها‮.‬
بعد معاينة المكان الذي‮ ‬أحاطوه بالسرية المطلقة،‮ ‬والدخول والخروج منه بحذر شديد من دون المساس بمقتنياته البسيطة،‮ ‬أدرك الفريق الأميركي‮ ‬والالصهاينة ي‮ ‬انهم قد اقتربوا من صدام حسين،‮ ‬وأحسوا بأنه‮ ‬يتحرك بذكاء شديد خلال زياراته لهذه المخابئ المهجورة‮. ‬واكتشفوا بأنه‮ ‬يضع علامات دقيقة سرية للتأكد في‮ ‬ما اذا قام أحد بالدخول الى المخبأ،‮ ‬اذ كان‮ ‬يعتقد ان الأميركيين سينصبون له كميناً‮ ‬في‮ ‬أحد المخابئ‮. ‬وقد أكد الشخص المقبوض عليه انه لا‮ ‬يعلم الا بثلاثة مخابئ وهي‮ ‬في‮ ‬الرملة وكركوك وجنوبي‮ ‬بغداد،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فهو لا‮ ‬يعلم عن مخبأ الدور قرب تكريت الذي‮ ‬زعموا انهم وجدوه فيه في‮ ‬ما بعد‮.‬
تابع الفريقان بدقة وكثافة المخابئ الثلاثة التي‮ ‬أشار اليها قريب صدام حسين‮. ‬الا ان المتابعات اكدت بأنه لم‮ ‬يتردد عليها نهائياً،‮ ‬مما تأكد للقوات الأميركية ان هذه المواقع مهجورة،‮ ‬وان المعلومات التي‮ ‬أدلى بها قريبه‮ ‬غير دقيقة‮.‬
مقابل ذلك،‮ ‬كانت هناك وجهة نظر أخرى تشير لوجود مخابئ أخرى في‮ ‬مناطق متفرقة من العراق‮ ‬يستخدمها لتعذّر استخدام مخابئ القصور الرئاسية او المخابئ الشهيرة التي‮ ‬تتحمّل ضربات القنابل الأكثر شراسة،الجنرال آروس بيكومان،‮ ‬احد ابرز رجال فريق الاستخبارات الالصهاينة ية،‮ ‬كان أول من أشار الى ضرورة البحث عن هذه المخابئ داخل تكريت والمناطق المهجورة حولها،‮ ‬وخاصة لدى أقرباء الرئيس‮. ‬فهذه المخابئ‮ ‬يحميها اشخاص‮ ‬يثق فيهم صدام حسين ويتحرك وسطهم بأمان‮.‬
كان التقرير الذي‮ ‬اعده آروس مثار بحث دقيق من قبل الاستخبارات الاميركية وقيادة الفرقة العسكرية الرابعة المكلفة بالبحث عنه‮. ‬وقد زودت هذه الفرقة بعناصر من الكوماندوز الاميركيين،‮ ‬يدعمهم اربعة من الطيارين الكوماندوز الالصهاينة يين الذين سيكلفون باستخدام طائرات اميركية لضرب السيارات حال هروبها من موقع القتال في‮ ‬حالة ادارة معركة طويلة،‮ ‬وهذه العملية تشابه عمليات ضرب القيادات الفلسطينية اثناء تنقلهم في‮ ‬سياراتهم وذكر آروس في‮ ‬تقريره ان المكان الذي‮ ‬سيختبئ فيه صدام حسين لا‮ ‬يثير اية شكوك،‮ ‬وان الحراسة الامنية هي‮ ‬من اقربائه ومن المحيطين به،‮ ‬وتكون بعيدة عنه‮.‬
بناء على هذا التقرير،‮ ‬توجه الاميركيون الى اعتقال اقارب الرئيس وأصهاره والحراس القريبين منه‮. ‬كان واضحا ان الخطة الاميركية الجديدة ستقود حتما الى نتيجة هامة،‮ ‬ولذلك ظلت محصورة في‮ ‬بول بريمر والجنرال ريكاردو سانشيز وقائد الفرقة الرابعة والفريق الذي‮ ‬سيقوم بعملية التنفيذ‮.‬
بدأت القوات الاميركية في‮ ‬تنفيذ الخطة باعتقال اقاربه والحرس المنتمي‮ ‬الى تكريت بسرية تامة‮. ‬وكانت تمارس على المقبوض عليهم كل وسائل التعذيب النفسي‮ ‬والجسدي‮. ‬وقد اضطر عدد من الذين سقطوا من آثار التعذيب للتعاون مع الاميركان،‮ ‬وهم خمسة اشخاص،‮ ‬ثلاثة منهم من اقاربه وواحد من الحرس واخر من اصهاره‮.‬
كان أحد الأشخاص‮ ‬يمت اليه بصلة مباشرة‮. ‬وفي‮ ‬تلك الفترة،‮ ‬مرض احد اخوال صدام مرضاً‮ ‬شديداً،‮ ‬فقام صدام في‮ ‬مساء متأخر من احد الايام بزيارتين الى خاله،‮ ‬وكان‮ ‬يتحرك بثقة كبيرة حتى إنه اصطحب في‮ ‬الزيارة الثانية ابن خاله وعمره‮ (‬35‮ ‬عاما‮) ‬الى احد مخابئه،‮ ‬واعطاه مبلغ‮ ‬خمسة الاف دولار لاستكمال علاج والده‮.‬
قبض على هذا الابن في‮ ‬اليوم التالي‮. ‬ومورس عليه اقسى انواع التعذيب،‮ ‬واعترف في‮ ‬اليوم التالي،‮ ‬واصطحبهم الى احد المواقع المعينة،‮ ‬ثم اشار لمنزل مؤلف من طابقين وقال انه استلم المبلغ‮ ‬من الرئيس خارج هذا المنزل‮.‬
قامت القوات الاميركية بمداهمة المنزل،‮ ‬وفتشوه تفتيشا دقيقا لمدة ثلاثة ايام في‮ ‬تشرين الاول‮ ‬2003‮. ‬وانتهى الامر الى اكتشاف مخبأ مهم في‮ ‬هذا المنزل‮. ‬والمخبأ‮ ‬يشير الى وجود حفرة تؤدي‮ ‬الى حجرة تتسع لشخص‮. ‬وكانت هذه الحفرة مغطاة بالحشائش‮.‬‮ ‬وقد عثر رجال الفرقة الرابعة على آثار طعام حديثة تدل على ان صدام حسين اعتاد المجيء الى هذا المنزل‮.‬
تأكد للاميركيين والالصهاينة يين بأن‮ »‬الصيد الثمين‮« ‬قد اقترب‮. ‬لذا نصبت عدة كمائن‮. ‬واستمرت المراقبة لمدة اسبوع من دون جدوى‮. ‬وهذا الانتظار خلق شكا عندهم ان صدام حسين ربما علم بالامر من خلال رجاله،‮ ‬وهو لا‮ ‬يعود الى موقع اكتشفه الاميركيون‮.‬
في‮ ‬اليوم الثامن،‮ ‬كانت المفاجأة عندما اقترب احد حراسه وهو من اقاربه،‮ ‬من المنزل‮. ‬ويبدو انه قد كلفه باستطلاع المنزل‮. ‬دخل هذا الشخص الى المنزل،‮ ‬وبعد تفقده‮ ‬غادره‮.‬
في‮ ‬هذه الاثناء،‮ ‬تصارع رأيان عند الفرقة الرابعة‮. ‬اما القبض على هذا الشخص واجباره على الاعتراف بمكان صدام حسين،‮ ‬او تتبعه لمعرفة المكان‮.‬
حسم الامر،‮ ‬والقي‮ ‬القبض على الشخص‮. ‬تعرّض للتعذيب بطرق فظيعة،‮ ‬انهار بعدها واعترف بأن الرئيس سيأتي‮ ‬الى هذا المكان بعد وقت قصير‮. ‬وقد ساعد الاميركان في‮ ‬تحديد المنطقة،‮ ‬الاجهزة الحديثة للاتصالات السلكية واللاسلكية من قبل الفرقة الرابعة‮. ‬ونشرت هذه الاجهزة على مساحة تقدر بأربعة كيلومترات حول المنطقة التي‮ ‬من الممكن ان‮ ‬يتواجد فيها الرئيس‮. ‬وكانت هذه الاجهزة قد استخدمت في‮ ‬وقت سابق في‮ ‬افغانستان،‮ ‬وحققت نجاحاً‮ ‬كبيراً‮ ‬اثرت على شبكة اتصالات تنظيم القاعدة التي‮ ‬اضطرت الى التخلي‮ ‬عن اتصالاتها سواء بالهاتف المحمول او الثابت‮.‬
وقد رصدت هذه الأجهزة اتصالاً‮ ‬خارجياً‮ ‬يعتقد أن صدام حسين قد أجراه مع زوجته سميرة الشابندر من هذا المكان،‮ ‬والذي‮ ‬حسم هذا الأمر بأنه صوت صدام حسين هو طارق عزيز‮ (‬محاولة الدسّ‮ ‬على الأستاذ طارق عزيز‮) ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يعرف الشخص الموجود على الطرف الآخر من الاتصال‮. ‬وقد استمر الاتصال لمدة عشر دقائق‮. ‬كان الرئيس على مقربة من المكان،‮ ‬ويبدو أنه شعر بالخطر،‮ ‬أو أنه شاهد بعض القوات الأميركية،‮ ‬فابتعد عن المنطقة بطريقة ذكية حين كان الاميركان على وشك القبض عليه‮. ‬وكان وزير الدفاع الأميركي‮ ‬دونالد رامسفيلد قد أعلن سابقاً‮ ‬بأن البحث عن صدام حسين هو كمن‮ ‬يبحث عن ابرة وسط كوم من القش‮. ‬اذ في‮ ‬كل مرة‮ ‬يقترب هذا الصيد الثمين،‮ ‬كان صدام حسين‮ ‬ينجو بأعجوبة‮.‬
يوم الجمعة في‮ ‬12‮ ‬كانون الاول‮ ‬2003،‮ ‬وفي‮ ‬بغداد وتحديداً‮ ‬في‮ ‬منطقة العرصات‮/ ‬الكرادة،‮ ‬لاحظت القوات الأميركية حركة‮ ‬غير اعتيادية في‮ ‬دار قريبة،‮ ‬فاقتحمت تلك الدار التي‮ ‬كانت بيت دعارة،‮ ‬واعتقل كل من كان فيها‮. ‬ولم تطلق رصاصة واحدة من الطرفين‮. ‬فتحت التحقيقات مع الجميع بعد اصطحابهم لأحد المواقع العسكرية الأميركية‮. ‬وتوقف رجال المخابرات عند احد الاشخاص ويدعى محمد إبراهيم المسلط الذي‮ ‬قال انه كان عقيداً‮ ‬في‮ ‬الجيش‮. ‬وبعد‮ ‬التدقيق في‮ ‬اجهزتهم الالكترونية،‮ ‬وجدوا تطابقاً‮ ‬في‮ ‬المعلومات بين اسمه والمعلومات المخزنة لديهم ما عدا عنوان العمل‮. ‬كان الأميركان‮ ‬يبحثون عن هذا العقيد للوصول الى‮ »‬الصيد الثمين‮«. ‬فقاموا باجراء تحقيق‮ (‬خاص‮) ‬معه من دون ذكر نوع هذا التحقيق وخاصيته‮. ‬وقد أكد لهم ان صدام حسين موجود في‮ ‬مكانين في‮ ‬قضاء الدور الذي‮ ‬يبعد مسافة‮ ‬180‮ ‬كلم شمال‮ ‬غرب بغداد‮. ‬وعلى الفور،‮ ‬جرى الاتصال بقائد الفرقة الأميركية المكلفة بالمطاردة،‮ ‬الكولونيل جيمس هيكلي،‮ ‬ووضعت الاستعدادات القصوى تحسباً‮ ‬لأية عملية من قبل المقاومة‮. ‬وقد نقل العقيد إلى تكريت بطائرة عسكرية،‮ ‬حيث اخضعته شعبة المخابرات الأميركية والاسرائىلية الى تحقيق‮ (‬خاص‮) ‬اعترف اثره بكل ما لديه من معلومات‮.‬
عصر‮ ‬يوم الجمعة في‮ ‬12‮/‬12‮/‬2003،‮ ‬وفي‮ ‬الساعة الثالثة بالتحديد،‮ ‬تحرك ما‮ ‬يزيد عن خمسين عجلة أميركية‮ ‬يرافقها‮ ‬غطاء جوي‮ ‬كثيف،‮ ‬مع أفواج من الخيالة والقوات الخاصة الاميركية وقوات المارينز وأدلاء عراقيين مع مترجمين وبعض أفراد البيشمركة من حزب الاتحاد الوطني‮ ‬الكردستاني‮ ‬التابع لجلال طالباني،‮ ‬بالاضافة الى العقيد الذي‮ ‬اعتقل في‮ ‬بغداد‮.‬
طوّقت المنطقة،‮ ‬وفرض حصار شديد عليها‮. ‬اشار لهم العقيد الى الدار الأولى،‮ ‬ففتشوها بدقة،‮ ‬لكنهم لم‮ ‬يعثروا على الهدف‮. ‬لكنهم بالمقابل وجدوا سيارة أجرة بلونين الأبيض والأصفر،‮ ‬وهي‮ ‬قديمة جداً‮. ‬بالاضافة الى دراجة نارية وحصان‮. ‬ثم اشار لهم العقيد الى دار قديمة متواضعة في‮ ‬المزرعة،‮ ‬وقال ان الرئىس موجود في‮ ‬داخلها‮. ‬على الفور اعتقل شخصان وفتش الدار،‮ ‬فوجدوا اطعمة قديمة واخرى معلبة مع مبلغ‮ ‬750‮ ‬الف دولار حسب ما اعلن الجيش الاميركي‮.‬

‮(‬حسب روايات كثيرة فإن المعلبات التي‮ ‬وجدت كان‮ ‬يستعملها فقط الجيش الاميركي‮).‬
‮.. ‬حين كانوا على اهبة الخروج،‮ ‬لاحظ احد الجنود صخرة تتحرك تحت قطعة سجادة‮. ‬وبعد ان رفعت بعض الحشائش والاتربة من فوق الصخرة،‮ ‬رفعت باستخدام المعاول والمجارف‮! ‬فاذا بالفتحة التي‮ ‬تؤدي‮ ‬الى‮ »‬حفرة العنكبوت‮« ‬والتي‮ ‬لا تتسع الا لشخص واحد كان هناك شخص ممدد،‮ ‬قال للجنود باللغة الانلكيزية‮: »‬انا الرئيس صدام حسين‮«. ‬اخرجه الجنود وكان‮ ‬يحمل مسدساً‮ ‬نقله الجنود الى القاعدة الاميركية في‮ ‬تكريت،‮ ‬ثم نقل بطائرة عسكرية امريكية حيث مكان اعتقاله قرب مطار بغداد الدولي‮.‬
جرى التعرف عليه من خلال بعض مساعديه الذين اكدوا انه هو،‮ ‬وعلى الفور ابلغ‮ ‬وزير الدفاع رمسفيلد،‮ ‬والرئيس الاميركي‮ ‬والجنرال ابي‮ ‬زيد،‮ ‬قائد العمليات الاميركي‮ ‬الوسطى‮.‬
وتقول بعض المصادر ان الرئيس بوش طلب احضاره برفقة بريمر الى البيت البيض على الفور،‮ ‬وطلب عدم اعلان ذلك‮.‬
وحسب الرواية الاميركية فقد اصطحب،‮ ‬في‮ ‬سرية تامة،‮ ‬الى مكان في‮ ‬العاصمة الاميركية واثناء نقله كان‮ ‬يحقن بجرعات مخدرة من انتاج الصهاينة ي‮.‬
كان بوش‮ ‬يريد ان‮ ‬يرى صدام حسين مكبلا،‮ ‬وكان‮ ‬يريد كذلك ان‮ ‬يخاطب العالم،‮ ‬بعد وضعه في‮ ‬قفص حديدي‮ ‬خلف باب‮ ‬يفتح اوتوماتيكيا‮. ‬ثم ما ان‮ ‬يبدأ خطابه حتى‮ ‬يعلن المفاجأة بالقول هذا هو الشخص الذي‮ ‬حيّر العالم‮. ‬ثم‮ ‬يفتح الباب ويظهر صدام حسين داخل القفص بوضع مزر‮. ‬الا ان كولن باول واغلب رجال البنتاغون رفضوا ذلك لانها ستكون رسالة استفزاز موجهة لكل الشعوب العربية‮. ‬تم اعادة صدام حسين الى مطار بغداد‮. ‬بعد ذلك اعلن خبر القبض عليه‮.‬
وخبرنقل الرئيس الى اميركا لم‮ ‬يؤكده او‮ ‬ينفه احد‮.‬
هذه هي‮ ‬الرواية الاميركية لكيفية اسر الرئيس صدام حسين‮.‬


الأميركيون سألوني‮ ‬عن أسلحة الدمار الشامل وجوابي‮ ‬كان‮: ‬لو امتلكتها لما‮ ‬غزوتم العراق
إنهالوا عليه بالضرب وشتموه فسقط مغمى عليه فاستقدموا طبيباً‮ ‬ليفحص فكّه
سألني‮ ‬الباجه جي‮: ‬ما الذي‮ ‬فعلته بالعراق‮ ‬يا صدام؟ فسألته‮: ‬ما الذي‮ ‬جاء بك مع هؤلاء؟

تنشر الديار مقتطفات من كتاب‮: ‬صدام حسين من الزنزانة الاميركية‮: ‬هذا ما حدث‮ ! ‬من تأليف المحامي‮ ‬خليل الدليمي‮ ‬الذي‮ ‬رافقه طيلة فترة الاسر التي‮ ‬سبقت اعدامه،‮ ‬فكان الدليمي‮ ‬المحامي‮ ‬وامين السرّ‮ ‬والابن لصدام الذي‮ ‬خصّه برسائل المحبة والتقدير وتضمنت وبعضها قصائد اعجاب بالمحامي‮ ‬الذي‮ ‬ناضل وقاوم كل المحاولات لمنعه من اتمام مرافعاته‮.‬
ففي‮ ‬حلقة اليوم نستعرض الروايتين الاميركية ولصدام حسين حول اعتقاله،‮ ‬ففي‮ ‬الاولى حاول الاميركيون اظهار اعتقاله بطريقة الهارب المختبئ،‮ ‬فيما الثانية‮ ‬يستعرض فيها الرئيس العراقي‮ ‬الاسباب الحقيقية التي‮ ‬اوصلت القوات الاميركية الى اعتقاله،‮ ‬كما انه‮ ‬يكشف الخيانة التي‮ ‬تعرّض لها والشكوك التي‮ ‬رافقته خلال الايام القليلة التي‮ ‬سبقت اعتقاله‮.‬
في‮ ‬حلقة الأمس،‮ ‬سرد المحامي‮ ‬خليل الدليمي‮ ‬الرواية الاميركية للاعتقال أمام الرئيس العراقي‮ ‬صدام حسين،‮ ‬وفي‮ ‬حلقة اليوم نتابع رواية صدام للحادثة‮:‬
حين انتهيت من رواية هذه القصة للرئيس،‮ ‬ضحك وقال‮:‬
‮»‬الاميركان أساتذة في‮ ‬الدبلجة،‮ ‬وكنت واثقا انهم سيحرفون الحقائق‮. ‬فقد ارادوا ان‮ ‬يقدموني‮ ‬للعالم بطريقة‮ ‬غير لائقة ليقولوا للعراقيين هذا هو رئيسكم،‮ ‬ويقولوا للعرب هذا بطل قوميتكم‮. ‬هذه هي‮ ‬طريقتهم،‮ ‬طريقة افلام الكاوبوي‮ ‬السخيفة التي‮ ‬اشتهروا بها‮. ‬وهم خبراء في‮ ‬ذلك‮. ‬وقد رأينا ما حصل عندما انزلوا قواتهم في‮ ‬بنما واختطفوا الجنرال نورييغا وحاولوا تشويه سمعته،‮ ‬وأساليبهم معروفة لكل العالم‮. ‬وها أنا اروي‮ ‬لك القصة الحقيقية،‮ ‬وانفي‮ ‬نفيا قاطعا معظم ما ورد في‮ ‬الرواية الاميركية وخاصة الاسم الذي‮ ‬ذكروه بأنه هو الواشي،‮ ‬فهذا الشخص لدي‮ ‬ثقة كبيرة فيه،‮ ‬والاميركان‮ ‬يريدون خلط الاوراق والتمويه على الخونة الحقيقيين الذين سلموني‮ ‬للغزاة‮«.‬
ثم بدأ الرئيس‮ ‬يروي‮ ‬تفاصيل أسره،‮ ‬فقال‮:‬
‮»‬كنت اتردد على دار احد الاصدقاء في‮ ‬قضاء الدور في‮ ‬محافظة صلاح الدين وقد اخترت هذا المكان لانه المكان ذاته الذي‮ ‬لجأت إليه في‮ ‬عام‮ ‬1959‮ ‬وعبرت نهر دجلة عندما شاركت في‮ ‬الهجوم على موكب الزعيم عبد الكريم قاسم‮. ‬وهو‮ ‬يقع على نهر دجلة،‮ ‬وبالقرب منه احد القصور الرئاسية في‮ ‬الضفة الثانية.كان صاحب الدار صديقا أثق به ثقة كبيرة هو قيس النامق،‮ ‬وكنت آنذاك أكتفي‮ ‬باصطحاب اثنين من افراد حمايتي‮ ‬من المقربين لي‮ ‬كي‮ ‬لا اثقل على صاحب الدار،‮ ‬ولكي‮ ‬لا تكون الدار هدفا مرصودا للقوات الاميركية‮. ‬ودرءا لاي‮ ‬طارئ قمنا بوضع دراجة نارية وحصان وزورق جاهز في‮ ‬النهر امام الدار على نهر دجلة لكي‮ ‬نستخدمها جميعا عند الحاجة‮. ‬فإذا جاء الاميركان من جهة الصحراء نقوم باستخدام الزورق‮. ‬واذا جاءوا من جهة النهر او الشارع نستخدم الحصان ونسلك الاراضي‮ ‬الزراعية‮. ‬واذا ما اتوا من الاراضي‮ ‬الزراعية،‮ ‬فيمكن لنا ان نسلك بواسطة الدراجة النارية طريق الصحراء‮. ‬وقد اعددنا العدة لكل حالة‮. ‬ثم زيادة في‮ ‬الحذر،‮ ‬قمنا بإنشاء ملجأ تحت الارض كي‮ ‬نلجأ إليه في‮ ‬الحالات الطارئة ويشبه الملاجئ التي‮ ‬كنا نساعد العراقيين في‮ ‬انشائها في‮ ‬زمن الحرب العراقية‮ - ‬الايرانية‮.‬
كنت أمضي‮ ‬وقتا في‮ ‬هذا البيت اكثر من اي‮ ‬مكان آخر،‮ ‬ففي‮ ‬احد الايام،‮ ‬كنت في‮ ‬اماكن بعيدة ولعدة ايام اتفقد بعض فصائل المقاومة وبعض دور العراقيين‮. ‬عدت لهذه الدار وانا منهك من التعب‮. ‬كان الوقت عصرا فأخذت المصحف الشريف وقرأت بعض الآيات،‮ ‬وبقيت حتى الغروب‮. ‬كانت زوجة هذا الصديق تعد لنا الطعام‮. ‬وعندما حان وقت الصلاة،‮ ‬اطبقت المصحف واتجهت الى مكان الصلاة،‮ ‬فإذا بصاحبي‮ ‬يأتي‮ ‬راكضا من خارج الدار صائحا‮: ‬لقد جاؤوا،‮ ‬مكررا هذه العبارة عدة مرات‮. ‬فتساءلت عمن‮ ‬يكونون،‮ ‬فأجاب‮: ‬الاميركان‮.‬
وعلى الفور نزلت الى الملجأ وبعد دقائق اكتشف الاميركان مكاني،‮ ‬فقبضوا علي‮ ‬من دون اية مقاومة مني،‮ ‬بل لم اضع في‮ ‬حسابي‮ ‬مقاومتهم والسبب هو انني‮ ‬قائد،‮ ‬ومن جاؤوا كانوا جنودا وليس من المعقول ان اشبتك معهم واقتل واحدا او اكثر منهم وبعدها‮ ‬يقومون بقتلي‮. ‬فهذا تخل عن القيادة،‮ ‬والشعب وضع ثقته فينا رئيسا وقائدا وليس جنديا‮. ‬لكن لو كان بوش معهم لقاتلته حتى انتصر عليه او اموت‮.. ‬قبل القبض علي،‮ ‬تكونت لدي‮ ‬بعض الملاحظات على صديقي‮ ‬صاحب الدار‮. ‬فقبل أسبوع من الاعتقال،‮ ‬بدا لي‮ ‬شارد الذهن،‮ ‬وقد بدأ وجهه‮ ‬يتغير وتصرفه‮ ‬غير طبيعي‮. ‬ومن شدة ثقتي‮ ‬به لم‮ ‬يساورني‮ ‬ادنى شك في‮ ‬احتمال ان‮ ‬يغدر بي‮. ‬بدا لي‮ ‬في‮ ‬بعض اللحظات انه خائف ومرتبك‮. ‬ومع الاسف،‮ ‬فإنه ركب الهوى وتبع الشيطان،‮ ‬وربما هي‮ ‬الغنيمة التي‮ ‬وعده بها الاميركان‮. ‬اما انا،‮ ‬فلم اكن املك مبلغا كبيرا من المال لاتحسب للخيانة مكانا‮. ‬كان كل ما معي‮ ‬هو مليون ومئتان وثمانون الف دينار ادير بها بعض عمليات المقاومة‮.. ‬لذا،‮ ‬عليكم ان تخبروا العراقيين ان قيس النامق واخوانه هم الذين وشوا بي‮.‬
وأنفي‮ ‬كذلك نفيا قاطعا ما قيل حول تعرضي‮ ‬للتخدير‮. ‬فهذا جزء من مسلسل الكاوبوي‮ ‬الاميركي‮. ‬والحقيقة انني‮ ‬لم اكن مخدرا،‮ ‬ولم اتناول طعاما او شرابا لا في‮ ‬الايام الاولى لاعتقالي‮ ‬ولا بقية الايام‮. ‬وما‮ ‬يتعلق بتساؤلات الناس بأنه جرى نقلي‮ ‬الى الولايات المتحدة،‮ ‬فإنني‮ ‬لم اتناول اي‮ ‬شيء أفقدني‮ ‬الذاكرة او اية مادة منومة‮. ‬ومكاني‮ ‬لم‮ ‬يتغير سوى انني‮ ‬انتقلت الى المكان الثاني‮ ‬حيث كنت في‮ ‬البداية قريبا من ساعة بغداد حيث المعتقل الاول‮. ‬وانفي‮ ‬ما قيل حول نقلي‮ ‬الى جزيرة سانتياكو‮. ‬المكان الوحيد الذي‮ ‬انتقلت اليه هو مستشفى ابن سينا هذا العام،‮ ‬حيث اجريت لي‮ ‬عملية جراحية‮ »‬فتق‮« ‬من دون تخدير ليسببوا لي‮ ‬آلاما شديدة،‮ ‬الا انني‮ ‬تحملت بصبر كبير‮. ‬كانوا‮ ‬يريدون لي‮ ‬ان اضعف،‮ ‬الا انني‮ ‬قمت من العملية ومشيت بشكل طبيعي‮ ‬متحديا ظلمهم لي،‮ ‬وقلت اهذه هي‮ ‬انسانيتكم وديمقراطيتكم‮.. ‬ثم انهم‮ ‬ينقلونني‮ ‬احيانا الى المستشفى حين تستدعي‮ ‬حالتي‮ ‬الصحية ذلك‮. ‬واكرر انني‮ ‬ولدت في‮ ‬العراق،‮ ‬وسأبقي‮ ‬فيه واموت وسط شعبي،‮ ‬ولن اخرج من معتقلي‮ ‬الا الى حيث اختارني‮ ‬ربي‮.‬
أما تاريخ القبض عليه،‮ ‬فكان في‮ ‬اليوم الذي‮ ‬عدت فيه الى بيت هذا الصديق في‮ ‬12‮/‬12‮/‬2003،‮ ‬وقبض علي‮ ‬قبل صلاة المغرب‮. ‬اما صورة النخلة والتمر التي‮ ‬اظهرها الاميركان،‮ ‬والتي‮ ‬انكرها الكثيرون باعتبار اننا في‮ ‬فترة الشتاء،‮ ‬فقد كانت حقيقية‮. ‬وهذا ليس بالامر العجيب‮. ‬فالعراق زاخر بأنواع مختلفة من التمور التي‮ ‬يتأخر ثمار بعضها في‮ ‬النضوج،‮ ‬وبعضها‮ ‬يبقى كزينة على الشجرة لعدم حاجة اصحابها لها‮.‬
‮(‬لدينا تسجيل موثق بصوت الرئيس صدام حسين في‮ ‬احدى جلسات المحاكمة وهو‮ ‬يذكر اسماء الاشخاص الذين وشوا به‮. ‬ونحن بدورنا نتساءل هل وجد اشخاص خارج معرفة الرئيس مرتبطين بهذا الشخص الواشي‮ ‬وبتنسيق مع الاميركيين؟‮).‬

الاعتقال والتعذيب وأول الزائرين
حين ألقوا القبض علي‮ ‬مباشرة،‮ ‬سمعت احدهم‮ ‬يقول‮: ‬الرئيس بوش‮ ‬يسلم عليك‮. ‬ثم قام مترجم اميركي‮ ‬يتحدث باللهجة العراقية،‮ ‬وانهال علي‮ ‬بالضرب المبرح،‮ ‬وبعبارات بذيئة،‮ ‬واخذ بعض الجنود الاميركيين‮ ‬ينهالون علي‮ ‬بالضرب بأعقاب البنادق‮. ‬ثم اقتادوني‮ ‬بطائرة عمودية الى بغداد حيث استمر تعذيبي‮ ‬بطريقة‮ ‬غير معقولة‮. ‬كانت ذقني‮ ‬طويلة وكذلك شعر رأسي‮. ‬وعندما احضروا الطبيب،‮ ‬بدأ‮ ‬يفحصني‮ ‬وكنت اشير له على فكي‮ ‬اذ توقعت بأن فكي‮ ‬قد كسر من شدة الضرب‮. ‬وكان‮ ‬يبحث في‮ ‬فروة رأسي‮ ‬عن كدمات حدثت من شدة التعذيب‮. ‬كنت منهكا جدا فالموقف لم‮ ‬يكن سهلا ابدا‮. ‬ثم حلقوا شعري‮ ‬وذقني،‮ ‬وجاءوا إلي‮ ‬بثلاثة اشخاص عرفت من بينهم عدنان الباجي‮ ‬جي‮ ‬لانه كان وزيرا سابقا للخارجية العراقية‮. ‬وهذا الرجل سياسي‮. ‬سألني‮: ‬ما الذي‮ ‬فعلته بالعراق‮ ‬يا صدام؟ وبدوري‮ ‬سألته‮: ‬ما الذي‮ ‬جاء بك مع هؤلاء وأنت رجل سياسي‮ ‬ولك تاريخ؟‮.‬
ثم قدموا لي‮ ‬الشخص الآخر،‮ ‬والذي‮ ‬على ما اذكر،‮ ‬لم‮ ‬يتكلم‮. ‬قالوا انه احمد الجلبي‮.‬
اما الشخص الثالث،‮ ‬فكان موفق الربيعي‮ ‬الذي‮ ‬بقي‮ ‬خارج السور،‮ ‬اي‮ ‬كان بيني‮ ‬وبينه اسلاك شائكة‮. ‬كان‮ ‬يتحرك ذهابا وإيابا ويقول‮: ‬اللعنة عليك‮ ‬يا صدام،‮ ‬بالاضافة الى كلمات بذيئة،‮ ‬ثم سألني‮: ‬هل تستطيع الآن الخروج الى الشارع؟ فقمت من مكاني‮ ‬لألقنه درسا،‮ ‬لكن الاميركان امسكوا بي‮. ‬قلت له‮: ‬هذا شعبي،‮ ‬واستطيع ان اخرج إليه واواجهه في‮ ‬اي‮ ‬وقت،‮ ‬ولكنني‮ ‬اتحداك انت ان تخرج الى الشارع‮. ‬وبعدها،‮ ‬كما لاحظتم،‮ ‬قابلني‮ ‬القاضي‮ ‬الجوحي‮. ‬لم‮ ‬يقابلني‮ ‬احد‮ ‬غير هؤلاء سوى الاميركان من الحراس والضباط‮. ‬وزارني‮ ‬الصليب الاحمر ثلاث مرات،‮ ‬وكنت مستاء منهم،‮ ‬لانهم لا‮ ‬يقومون بدورهم المحدد وواجبهم وفقا لاتفاقيات جنيف‮. ‬فلم تكن زياراتهم لي‮ ‬ذات فائدة،‮ ‬واذا استمروا على هذا الحال،‮ ‬فإنني‮ ‬لا ارغب في‮ ‬لقائهم‮. ‬وقد سلموني‮ ‬رسالتين احداهما مؤرخة في‮ ‬شهر آب‮ ‬2004،‮ ‬وهي‮ ‬مثل سابقتها،‮ ‬شطب من محتوياتها سبعون بالمائة‮... ‬وردا على سؤال ان كنت قد التقيت بأحد من رفاقي،‮ ‬فأقول انني‮ ‬لم ألتق بأحد،‮ ‬ولا اعرف مكان اعتقالهم ولا احوالهم‮. ‬وقد ابلغني‮ ‬قبل فترة احد الضباط الاميركان ان ابن عمي‮ ‬علي‮ ‬حسن المجيد قال إنني‮ ‬لم اكن شجاعا وكرر هذه العبارة فتجاهلته بالكامل،‮ ‬واعتبرت هذا الكلام من باب الفتنة التي‮ ‬يجب الحذر منها،‮ ‬ونوعا من الاستدراج في‮ ‬التحقيق‮.‬
من خلال التحقيقات التي‮ ‬اجراها الاميركان معي،‮ ‬كانوا‮ ‬يسألونني‮ ‬باستمرار عن مكان اسلحة الدمار الشامل‮. ‬وكنت اقول لهم اسألوا انفسكم،‮ ‬وانتم تعلمون‮ ‬يقينا بأنه لو كان لدي‮ ‬اسلحة دمار شامل،‮ ‬لما اقدمتم على‮ ‬غزو العراق واحتلاله‮. ‬ثم سألوني‮ ‬اين اخبئ اموالي‮ ‬الكثيرة،‮ ‬واتهموني‮ ‬بأن رصيدي‮ ‬تجاوز الـ36‮ ‬مليار دولار،‮ ‬فقلت لهم‮: ‬فتشوا مصارف العالم واحدا واحدا،‮ ‬وانبشوا الارض تحتكم،‮ ‬فلن تجدوا شيئا لأنكم تعلمون بأن ليس لصدام حسين حسابات حقيقية او وهمية،‮ ‬وانتم على معرفة بوضع عائلتي،‮ ‬وجزى الله عنا خير الجزاء من آواهم وأعالهم‮.‬
اسئلة كثيرة سخيفة طرحوها علي،‮ ‬شعرت من خلالها بتخبطهم في‮ ‬التحقيق،‮ ‬وبأنهم في‮ ‬ورطة حقيقية‮. ‬لذلك اجدهم‮ ‬يبحثون عن اي‮ ‬حل‮ ‬يحفظ ماء وجوههم‮.‬
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  14

زنزانة الرئيس
بعد أن تحدث الرئيس صدام حسين عن قصة أسره عندما كان في‮ ‬الدار التابعة للمزرعة،‮ ‬ثم نزوله الى الملجأ او السرداب كما كان‮ ‬يسميه احيانا ساورني‮ ‬شك بأن هناك حلقة مفقودة لا‮ ‬يعلمها الرئيس وهو ما جرى خارج الدار،‮ ‬لان الفترة بين اخباره بقدوم الاميركان ونزوله الى الملجأ‮ ‬يستغرق وقتا لا‮ ‬يقل عن عشر دقائق،‮ ‬وخروجه من الملجأ لا‮ ‬يتم إلا بمساعدة احد،‮ ‬كما ان الحفرة التي‮ ‬اظهرها الاميركان على ان الرئيس كان مختبأ فيها‮ (‬إن لم‮ ‬يكن قد تم تغييرها بأخرى‮) ‬ما هي‮ ‬الا مدخل صغير‮ ‬يؤدي‮ ‬الى الملجأ‮. ‬فمن باب الاساءة للرئيس وضعوه في‮ ‬مدخل الملجأ وليس الملجأ نفسه،‮ ‬وبعدها انهالوا عليه بالضرب المبرح الوحشي‮ ‬مع سبه وشتمه،‮ ‬مما افقده توازنه،‮ ‬خاصة وهو‮ ‬يقترب من السبعين من عمره فسقط مغمى عليه‮. ‬ثم قاموا بعدها بنقله الى القاعدة الجوية الاميركية في‮ ‬تكريت،‮ ‬وبعدها نقل على عجل الى بغداد بطائرة مروحية‮. ‬واكتملت فصول المسرحية بإظهاره بالطريقة التي‮ ‬رآها العالم حيث الطبيب‮ ‬يفحص فكه،‮ ‬والرئيس‮ ‬يشير إليه للتأكد من سلامة فكه بعد ان تعرض لأقسى انواع الضرب على وجهه‮. ‬كما ان الطبيب كان‮ ‬يفحص فروة رأسه بحثا عن كدمات‮. ‬وحين سألته ان كان وقتها او قبلها مخدرا،‮ ‬اجاب بالنفي‮ ‬وبشكل قاطع وقال‮: ‬كنت قد تعرضت لتعذيب وحشي‮ ‬افقدني‮ ‬صوابي‮. ‬لذلك فإن مجرد ذكر موضوع الوشاية كان‮ ‬يؤلمه بشكل كبير‮.‬
والرئيس صدام حسين‮ ‬يعرف مكان اعتقاله،‮ ‬ويعرف تفاصيله‮. ‬وهو كما‮ ‬يقول‮: »‬عبارة عن‮ ‬غرفة مساحتها‮ ‬3‮ * ‬5‮ ‬متر،‮ ‬نوافذها عالية تحت السقف مباشرة‮. ‬في‮ ‬احد زوايا الغربة حمام ودورة مياه‮. ‬ويخرجونني‮ ‬يوميا لمدة ساعة واحدة الى قاعة مساحتها بحدود‮ ‬10‮ * ‬5‮ ‬متر،‮ ‬سقفها مشبك ارى من خلاله السماء،‮ ‬لكنهم وضعوا عليه لاحقا‮ »‬جادر‮« (‬نوع من القماش الخاص‮)‬،‮ ‬وتركوا لي‮ ‬فتحة عليا بمساحة مترين فقط اسمع من خلالها اصوات الانفجارات وازيز الطائرات‮. ‬كانوا‮ ‬يخرجونني‮ ‬يوميا صباحا الى الجب لأنه‮ ‬يشبه بئر‮ ‬يوسف ملحق ببيت النور‮. ‬وهو عبارة عن جدران عالية تحيط بمساحة ارضية لا تزيد عن‮ ‬25‮ * ‬10‮ ‬متر مغطاة بتشبيك من الاسلاك الحديدية‮ ‬تعلوه خيمة،‮ ‬وتركوا جزءا مكشوفا منها لارى السماء من خلال هذا الحديد‮. ‬كانوا‮ ‬يخرجونني‮ ‬الى هذا المكان من خلف اربعة ابواب حديدية‮..‬
وأتساءل‮: ‬هل‮ ‬يهم السجين ان كان لسجنه شبابيك ام لا،‮ ‬او ان تكون الابواب التي‮ ‬يتعداها خمسة او عشرة او واحدا‮.. ‬إنكم تعرفون مدى صبري‮. ‬فهذا ثواب لحسنات وتكفير عن سيئات‮. ‬والحمد لله على وعده‮.‬
الزمن‮ ‬يمر مسرعا وانا اخشى ان انظر الى ساعتي،‮ ‬واخشى ان‮ ‬يأتي‮ ‬الضابط ليبلغني‮ ‬بانتهاء الوقت‮. ‬تمنيت للحظة ان تتوقف عقارب الساعة،‮ ‬لكن الزمن‮ ‬يمر ويمر بسرعة رغما عنا وعما‮ ‬يعتري‮ ‬داخلي‮ ‬من الشوق‮.. ‬فكيف اذا كان هذا الزمن محددا مع رئيسي‮ ‬صدام حسين‮.‬

بين المصحف والعائلة
كنت قد احضرت للرئيس مصحفا من بيتي،‮ ‬فشكرني‮ ‬عليه‮. ‬وقد‮ ‬لاحظت ان المصحف الذي‮ ‬بين‮ ‬يديه محروقه من احدى زواياه‮. ‬استفسرت من الرئيس عن هذا المصحف فقال لي‮:‬
بعد اعتقالي‮ ‬بأيام،‮ ‬اخذوا مني‮ ‬نظارتي‮ ‬الطبية،‮ ‬ولا اعرف مصيرها‮. ‬وهذا المصحف لي‮ ‬قصة معه‮. ‬عندما كنت ازور الناس في‮ ‬مختلف الاماكن والمحافظات،‮ ‬وبعد بناء دور الضيافة،‮ ‬امرت بوضع مصاحف في‮ ‬كل‮ ‬غرفة من‮ ‬غرف الدور‮. ‬وبعد اعتقالي،‮ ‬جاءوا بي‮ ‬الى احد الاماكن التي‮ ‬لا‮ ‬يوجد فيها دورات مياه داخلية،‮ ‬فطلبت الخروج لقضاء الحاجة‮. ‬فقاموا كعادتهم بوضع قطعة قماش على عيني،‮ ‬لكنني‮ ‬كنت ارى من خلالها‮. ‬اقتادوني‮ ‬الى احد الاماكن المدمرة الملحقة بالدار التي‮ ‬اقيم فيها الان والتي‮ ‬دمرت نتيجة القصف،‮ ‬فوجدت هذا المصحف مرميا على الارض وقد التهمت النار جزءا من زواياه‮. ‬فرحت به كثيرا،‮ ‬وسمحوا لي‮ ‬بأخذه‮. ‬وفي‮ ‬غرفتي‮ ‬وجدت ان الصفحة الاولى والصفحة التي‮ ‬فيها سورة‮ (‬الحمد‮) ‬قد اقتطعتا نتيجة القصف‮. ‬فأخذت قطعة حلوى لدي‮ ‬وبللتها بلعابي‮ ‬وكتبت عليها بدل الصفحات الناقصة،‮ ‬البسملة وسورة الفاتحة‮. ‬والان اقرأ بهذا المصحف واعتز به كثيرا لانه من مصاحفي‮ ‬القديمة،‮ ‬واتذكر فيه كيف كنا وكان العراق‮.. ‬الحمد لله‮.. ‬الحمد لله على كل حال‮.‬
هنا نبهنا الضابط الاميركي‮ ‬انه لم‮ ‬يتبق من وقت المقابلة إلا ربع ساعة‮. ‬سألت الرئيس ان كان‮ ‬يرغب في‮ ‬ان‮ ‬يبعث برسالة الى عائلته،‮ ‬فأجابني‮:‬
إن كنت تقصد عائلتي‮ ‬الاربع او الخمس انفار،‮ ‬فإنني‮ ‬اقول لك ان عائلتي‮ ‬هي‮ ‬العراق كله والامة العربية كلها‮. ‬بلغ‮ ‬سلامي‮ ‬الى شعب فلسطين والعراق والاردن والامة كلها وكل الخيرين في‮ ‬الانسانية،‮ ‬ولا بأس ان تسلم لي‮ ‬على عائلتي‮ ‬الصغيرة‮. ‬وبلغ‮ ‬سلامي‮ ‬الى كل زملائك المحامين والى عشيرتك والى امك التي‮ ‬انجبتك،‮ ‬وقبل رأسها عني،‮ ‬ودير بالك على نفسك‮.‬
‮❊ ❊ ❊‬
لملمت اوراقي،‮ ‬وعانقته مودعا وقبلت‮ ‬يديه‮. ‬شعرت بالالم‮ ‬يعتصرني‮ ‬وأنا اغادره‮.. ‬شعرت ان نصفي‮ ‬المهني‮ ‬يغادره والنصف الانساني‮ ‬الذي‮ ‬جبل بتراب العراق وحب رئيسه‮ ‬يريد ان‮ ‬يبقى معه‮. ‬وتساءلت كيف اتركه بين ايدي‮ ‬الغزاة،‮ ‬واعلل النفس بأنه حر بإرادته،‮ ‬بصلابته،‮ ‬بكل انجازاته التي‮ ‬حققها للعراق الحبيب،‮ ‬العراق الذي‮ ‬عشقه الرئيس،‮ ‬وما كان‮ ‬يملك سوى هذا الحب الذي‮ ‬شغل حياته‮. ‬فالعراق في‮ ‬دمه‮.. ‬قائد عظيم لم‮ ‬يهرب من الميدان‮.. ‬لم‮ ‬يعثروا له على اموال في‮ ‬البنوك‮.. ‬قال لهم الحقيقة ان لا اسلحة دمار شامل في‮ ‬العراق،‮ ‬وصدق وكذبوا هم‮...‬
حين كنت اودعه،‮ ‬قال لي‮ ‬بنبرة أبوية دافئة‮:‬
‮»‬الحمل لله الذي‮ ‬وهبني‮ ‬ابنا ثالثا‮. ‬وللمرة الثانية أقول بلغ‮ ‬سلامي‮ ‬الى اسرتك واطفالك،‮ ‬وان تقبل رأس والدتك،‮ ‬وقل لها‮: ‬لقد أنجبت رجلا شجاعا،‮ ‬لان مهمتك واخوانك صعبة وفي‮ ‬غاية الخطورة‮.. ‬حماك الله‮ ‬يا ولدي،‮ ‬وفي‮ ‬امان الله‮..«.‬
لم اتماسك‮.. ‬انهالت دموعي‮ ‬شعرت فيها طعم ونقاء دجلة والفرات‮. ‬قلت في‮ ‬نفسي‮: ‬هي‮ ‬بعض من الوفاء لك‮. ‬يملؤني‮ ‬الفخر بك‮. ‬سأواصل الدفاع عنك ولو كلفني‮ ‬ذلك حياتي‮.‬
حين‮ ‬غادرت الرئيس،‮ ‬طلب مني‮ ‬الضابط الاميركي‮ ‬التوجه الى العربة ذاتها وسط عجلات الحماية العسكرية الاخرى‮. ‬وفي‮ ‬طريق العودة توقفت العربة،‮ ‬واذا بضابط اميركي‮ ‬طويل القامة،‮ ‬احمر الوجه‮ ‬يسألني‮ ‬عن زيارتي‮ ‬للرئيس صدام حسين بعد ان عرفني‮ ‬بنفسه ورتبته وهو قائد المعتقل‮. ‬رغبت بالنزول للتحدث بأمور تتعلق بالرئيس،‮ ‬لكنه رفض كي‮ ‬لا احدد مكان الاعتقال وقال‮: ‬سنسهل مهمتك في‮ ‬زيارته،‮ ‬لكن لا تبح لاحد عن مكانه،‮ ‬فسماء العراق مليئة بالاقمار الصناعية،‮ ‬ونخشى ان تقوم الدول بإعطاء معلومات عن مكانه لدول اخرى التي‮ ‬من الممكن ان تقصف مكان الاعتقال،‮ ‬وعندها ستتحمل انت المسؤولية‮. ‬رددت عليه بأن حياة هذا الرجل تهمني‮ ‬وتهم شعب العراق اكثر منكم،‮ ‬وانا احرص على ذلك‮. ‬ثم شكوت له من الحواجز ونقاط التفتيش الاميركية التي‮ ‬قد تعرقل وصولي‮ ‬في‮ ‬الوقت المطلوب الى مكان الرئيس‮. ‬فأعطاني‮ ‬رقم هاتفه الشخصي‮ ‬للاتصال عند الضرورة‮.‬
اعلن الاميركان بعد زيارتي‮ ‬هذه للرئيس انهم فجروا الدار التي‮ ‬كان‮ ‬يعتقل فيها،‮ ‬وانعم‮ ‬غيروا مكانه،‮ ‬ثم قاموا بقطع خط الاتصال الساخن الذي‮ ‬زودني‮ ‬به الضابط الاميركي،‮ ‬ثم تبين لاحقا ان الاميركان لم‮ ‬يفجروا او‮ ‬يغيروا مكان اعتقال الرئيس،‮ ‬وانما اجروا بعض التغييرات على الدار كوضع اشكال وادوات تمويه لاخفاء معالم المكان‮. ‬وقد اخبرني‮ ‬الرئيس لاحقا بذلك قائلا‮: ‬المكان هو نفسه،‮ ‬بحيرة النور،‮ ‬وخلوا فوكاه‮ (‬ووضعوا فوقه‮) ‬غش للتمويه‮.‬

الرئيس واستخدام الهاتف
في‮ ‬السنوات التي‮ ‬كنت قريبا فيها من الرئيس خلال فترة اعتقاله،‮ ‬علمت منه انه ما كان‮ ‬يحبذ استخدام الهاتف لأسباب امنية،‮ ‬خاصة بعد عام‮ ‬1990،‮ ‬حيث‮ ‬غصت سماء العراق بالاقمار الصناعية،‮ ‬وانتشرت‮ ‬آليات التجسس الاميركية والمعادية‮. ‬وقد قال لي‮ ‬ان علينا التعامل مع الهاتف بحذر،‮ ‬وقال‮: ‬لا اتذكر انني‮ ‬استخدمت الهاتف بعد عام‮ ‬1990‮ ‬الا مضطرا،‮ ‬اما اختصارا للوقت او لقضية انسانية‮. ‬اما القضايا الاخرى والمهمة فكنت استخدم التبليغ‮ ‬الشفوي‮ ‬او التحريري‮ ‬مع اخواني‮ ‬في‮ ‬القيادة او مع السكرتير‮.‬
وكان الرئيس‮ ‬يؤكد على خطر استخدام الهاتف وخاصة اللاسلكي‮ ‬وقت الطوارئ والحروب،‮ ‬لان استحضارات العدو تعتمد على المعلومات الاستخبارية التي‮ ‬يحصل عليها في‮ ‬ميدان المعركة او في‮ ‬عمق الخصم عن طريق استخدام وسائل الاتصال‮. ‬ولذلك تعتمد الجيوش على الكلام المشفر للتمويه على تنصت العدو او ما‮ ‬يحدثه من خرق‮.. ‬حتى في‮ ‬اجتماعات القيادة لا اذكر انني‮ ‬استخدمت الهاتف في‮ ‬تحديد اجتماع او طلب حضور اخواني‮ ‬في‮ ‬القيادة‮. ‬وكان‮ ‬يتم ذلك عن‮ ‬طريق تبليغنا السكرتير خطيا او شفويا‮.‬



المعارضة العراقية حاولت تشويه صورة طارق عزيز واتهامه بالاجتماع مع شخصيات الصهاينة ية
صدام قرّر اعدام نجله عدي‮ ‬لقتله احد المرافقين و تراجع عن قراره بعد طلب الملك حسين
احرق السيارات الفخمة التي‮ ‬امتلكها ابنه البكر ورفض توزيعها على الناس خشية من الانتقام
تنشر الديار مقتطفات من كتاب‮: ‬صدام حسين من الزنزانة الاميركية‮: ‬هذا ما حدث‮ ! ‬من تأليف المحامي‮ ‬خليل الدليمي‮ ‬الذي‮ ‬رافقه طيلة فترة الاسر التي‮ ‬سبقت اعدامه،‮ ‬فكان الدليمي‮ ‬المحامي‮ ‬وامين السرّ‮ ‬والابن لصدام الذي‮ ‬خصّه برسائل المحبة والتقدير وتضمنت وبعضها قصائد اعجاب بالمحامي‮ ‬الذي‮ ‬ناضل وقاوم كل المحاولات لمنعه من اتمام مرافعاته‮.‬
ففي‮ ‬حلقة اليوم نستعرض الروايتين الاميركية ولصدام حسين حول اعتقاله،‮ ‬ففي‮ ‬الاولى حاول الاميركيون اظهار اعتقاله بطريقة الهارب المختبئ،‮ ‬فيما الثانية‮ ‬يستعرض فيها الرئيس العراقي‮ ‬الاسباب الحقيقية التي‮ ‬اوصلت القوات الاميركية الى اعتقاله،‮ ‬كما انه‮ ‬يكشف الخيانة التي‮ ‬تعرّض لها والشكوك التي‮ ‬رافقته خلال الايام القليلة التي‮ ‬سبقت اعتقاله‮.‬
من المعروف ان لرئيس الدولة،‮ ‬اي‮ ‬دولة،‮ ‬صلاحيات وواجبات محددة وفقاً‮ ‬للقوانين والانظمة والدساتير‮. ‬وهذه الصلاحيات لا‮ ‬يمكن لها ان تجعل من الرئيس مسؤولاً‮ ‬عن كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة،‮ ‬خاصة ان سلطات الرئيس الدستورية المعروفة لا تجعل منه‮ »‬قائمقام‮« ‬او‮ »‬مدير ناحية‮« ‬او‮ »‬شرطي‮ ‬مرور‮« ‬حتى‮ ‬يطّلع على أدق التفاصيل ويعالج كل ما‮ ‬يتصل بها من اخطاء‮.‬
في‮ ‬لقاء مع الرئيس صدام حسين في‮ ‬معسكر كروبر،‮ ‬تحدثنا طويلا عن المعارضة العراقية،‮ ‬وعن الاخطاء التي‮ ‬حدثت والتي‮ ‬قد تكون سبب اذى للكثيرين الذين لم تصل قضاياهم الى الرئيس‮. ‬وكان صريحا في‮ ‬الحديث حول هذا الموضوع‮.‬
يقول الرئيس‮:‬
‮»‬ان لكل نظام سياسي‮ ‬من‮ ‬يعارضه في‮ ‬الرأي،‮ ‬سواء ما‮ ‬يتعلق بالقوانين والانظمة،‮ ‬او قد‮ ‬يمتد ذلك الى سياسة الدولة الخارجية والداخلية في‮ ‬ما‮ ‬يخص سياستها وعلاقتها مع الشعب‮. ‬وهذا النوع من المعارضة نحترمه ما دام الاختلاف في‮ ‬الرأي‮ ‬يقع ضمن اطار نظام الدولة ودستورها‮. ‬وقد تعاملنا مع الكثير من الشخصيات الوطنية العراقية رغم اختلاف وجهة نظرها ومعارضتها لنا في‮ ‬كثير من الامور،‮ ‬لأن هدف هذا النوع من المعارضة هدف وطني‮ ‬نبيل،‮ ‬وهؤلاء العراقيون شرفاء وأصلاء ما داموا لا‮ ‬يستقوون بالأجنبي‮«.‬
تذاكرت مع الرئيس بعض هذه الأسماء ومنها المعارضة الوطنية التي‮ ‬يرأسها الدكتور عبد الجبار الكبيسي‮ »‬جبهة التحالف الوطني‮«‬،‮ ‬التي‮ ‬عارضت الغزو الاميركي‮ ‬للعراق ومنهج الاستقواء بالاجنبي‮. ‬وهنا قال الرئيس‮: »‬بلغ‮ ‬سلامي‮ ‬الى الجميع،‮ ‬والى الأبطال عوني‮ ‬القلمجي‮ ‬ونوري‮ ‬المرادي‮ ‬وهارون محمد‮«.‬
‮»‬كنا على وشك ان نصل مع بعض من رموز المعارضة الوطنية الى موقف مشترك لخدمة العراق لولا وقوع عدوان اميركا‮. ‬فمشروع المعارضة هذه،‮ ‬مشروع وطني‮ ‬غير مرتبط بقوى وأجندات خارجية،‮ ‬وهم‮ ‬يعملو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralmahdy.yoo7.com
نور المهدى
Admin
نور المهدى


عدد المساهمات : 211
تاريخ التسجيل : 28/05/2010
العمر : 65
الموقع : مدير منتدى نور المهدى فلسطين

القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين    القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Emptyالأحد 13 مارس 2011, 11:55 am



القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  49
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  14
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  2oadyflagالقصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  13899420154b94dba800b37

( تكملة - القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين )
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  395787

أسلحة الدمار الشامل
قال جيمي‮ ‬كارتر ان‮ ‬غزو العراق لم‮ ‬يكن للأسباب التي‮ ‬اعلنت،‮ ‬وإنما لان صدام حسين ضرب الصهاينة تسعة وثلاثين صاروخا‮.‬
وقال الخبير السويدي‮ ‬هانز بليكس في‮ ‬الاسبوع الثالث من الغزو،‮ ‬ان لديه من الشواهد ما‮ ‬يدل على ان هذه الحرب قد تم تدبيرها من مدة طويلة،‮ ‬ولم تأت كرد فعل لتطورات،‮ ‬او بسبب اعتبارات التفتيش بل لو كان لاسلحة الدمار اي‮ ‬دخل في‮ ‬هذه الحرب،‮ ‬فلا تغدو ان تكون في‮ ‬المرتبة الرابعة من الاسباب الحقيقية لها‮. ‬فالهدف الواضح هو تغيير النظام سواء وجدت في‮ ‬العراق اسلحة دمار ام لم توجد‮..‬
ومثلها شهادة الخبير الاميركي‮ ‬ديفيد كي،‮ ‬الخبير بأسلحة الدمار الشامل،‮ ‬التي‮ ‬صرح بها قبل الحرب،‮ ‬وكان كي‮ ‬اهم عنصر في‮ ‬فرق التفتيش سيئة الصيت،‮ ‬حيث نفى ان‮ ‬يكون في‮ ‬العراق اسلحة تدمير شامل‮.‬
وقد كشف مسؤول الادارة في‮ ‬الجهة المسؤولة عن اسلحة الدمار الشامل في‮ ‬وزارة الخارجية الاميركية كذبة الادعاء بأن العراق استورد اليورانيوم من دولة افريقية‮.. ‬وقال جريج ثيلمان بأن الادارة الاميركية تلاعبت في‮ ‬تقرير المخابرات الاميركية حول العراق وزورته بقصد اهدافها في‮ ‬العراق،‮ ‬وان ادارته درست ذاك الملف،‮ ‬ووجدت ان الوثائق المقدمة الى وزارة الخارجية كلها مزورة،‮ ‬فحذر رؤساءه في‮ ‬الخارجية لكي‮ ‬لا‮ ‬يقعوا في‮ ‬مصيدة التزوير‮.‬
‮(‬من مذكرات الرئيس صدام حسين في‮ ‬المعتقل‮)‬


صادق أحد الضباط الاميركيين الذي‮ ‬أجهش بالبكاء لدى نقل الرئيس العراقي‮ ‬الى معتقل آخر
تعرّض صدام للتعذيب إثر اعتقاله من الأميركيين فقال لهم‮: ‬ستخلقون فوضى وأجيالاً‮ ‬من الارهابيين
اتّهموا خليل الدليمي‮ ‬بأنه سرّب لصدام ساعة فيها جهاز تسجيل الكتروني‮ ‬لأنه كان‮ ‬يناديه‮: ‬سيدي
كان المكتب الوحيد لهيئة الدفاع في‮ ‬العراق‮ ‬يقع في‮ ‬مدينة الرمادي‮. ‬وكان سكني،‮ ‬وبسبب قضية الدفاع عن الرئيس،‮ ‬يقع خارج المدينة لما توفره العشيرة والقبيلة من أمن وحماية لأفرادها حيث‮ ‬يصعب على فرق الموت اختراقها‮. ‬وكان لا بد لي‮ ‬ان اذهب‮ ‬يوميا الى مدينة الرمادي‮ ‬التي‮ ‬يعرف أهلها حجم المعاناة وخطورة الوصول من خارج المدينة الى داخلها‮. ‬ويحيط بالمدينة من جهاتها الثلاث نهر الفرات وناظم الورار الذي‮ ‬يصب في‮ ‬خزان الحبانية من جهة الجنوب والجنوب الشرقي‮ ‬للمدينة‮. ‬وفي‮ ‬مداخلها التي‮ ‬تحيط بالمدينة من ثلاث جهات،‮ ‬توجد حواجز عسكرية بالغة التعقيد والحساسية تديرها قوات ما‮ ‬يسمى بمغاوير الداخلية المعروفين بنزعتهم الطائفية،‮ ‬ثم قوات الاحتلال الاميركي‮.‬
كنت مضطراً‮ ‬ان اذهب الى المدينة كل‮ ‬يوم والى مقر الهيئة بالتحديد لاستلام البريد من عمّان من المكتب الرئيسي‮ ‬للهيئة،‮ ‬ومن النقابة والمحكمة وغيرها،‮ ‬ومن ثم الاجابة على البريد‮.‬

الحواجز الاميركية
اليوم السبت من شهر آذار‮ ‬2005،‮ ‬والساعة التاسعة صباحا‮. ‬كنت اقود سيارتي‮ ‬امام الحاجز الرئيسي‮ ‬من جهة شمال مدينة الرمادي‮ ‬على جسر الجزيرة،‮ ‬استوقفني‮ ‬جندي‮ ‬مارينز أميركي،‮ ‬وأشار لي‮ ‬بالنزول لتفتيش السيارة وتفتيشي‮. ‬عندها تقدم مني‮ ‬احد عناصر مغاوير الداخلية وفتشني‮ ‬بدقة وطلب مني‮ ‬هويتي‮ ‬الشخصية‮.‬
كان‮ ‬يحدق بي‮ ‬رغم انني‮ ‬حتى تلك اللحظة لم أكن قد تعاملت مع وسائل الاعلام‮. ‬ثم طلب مني‮ ‬الافصاح عن نفسي‮ ‬بعد ان قرأ في‮ ‬جواز سفري‮ ‬انني‮ ‬دخلت الاراضي‮ ‬السورية والاردنية‮. ‬ورفضت الكلام الا امام الضابط الاميركي‮ ‬فقط،‮ ‬والا فانني‮ ‬اعرف مصيري‮.‬
أدخلوني‮ ‬الى مكتب الضابط الاميركي‮ ‬الذي‮ ‬طلب مني‮ ‬الجلوس امام جهاز الفحص،‮ ‬ثم سألني‮ ‬عمن أكون‮. ‬فأجبته‮: ‬لن أتكلم حتى‮ ‬يخرج كل هؤلاء من منتسبي‮ ‬الداخلية‮. ‬طلب منهم الضابط الخروج،‮ ‬فخرجوا الا ضابط برتبة نقيب الذي‮ ‬كان‮ ‬يبدي‮ ‬اهتماما كثيرا بمعرفتي‮. ‬فطلبت ان‮ ‬يخرج هذا الضابط،‮ ‬فصرخ به احد الجنود الاميركان،‮ ‬فخرج الضابط خائفا‮.‬
كشفت له عن هويتي‮ ‬التي‮ ‬لا اريد ان‮ ‬يعرف بها احد وخاصة هؤلاء من فيلق بدر‮. ‬وعلى الفور،‮ ‬اتصل بالقائد‮ ‬الاميركي‮ ‬الذي‮ ‬طلب احضاري‮ ‬فوراً‮ ‬مع توصية بمعاملتي‮ ‬بطريقة جيدة‮. ‬أخذوني‮ ‬بعربة الهامفي‮ ‬وعصبوا عيني،‮ ‬الى حيث القائد الاميركي‮.‬
بقيت انتظر في‮ ‬الغرفة الملاصقة لغرفة ذاك القائد،‮ ‬معصوب العينين،‮ ‬ربما لوجود احد العملاء الذي‮ ‬كان‮ ‬يدلي‮ ‬بمعلومات عن المقاومة،‮ ‬وهذا ما اكتشفته حين خرج هذا العميل من مكتب القائد الاميركي‮. ‬وحين كشفوا عن عيني،‮ ‬شاهدت العميل خارجاً‮ ‬من المكتب‮.‬
رحب القائد الاميركي‮ ‬بي،‮ ‬وطلب مني‮ ‬وثيقة تثبت انني‮ ‬خليل الدليمي،‮ ‬رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس‮. ‬لم أكن أحمل اية وثيقة تثبت ذلك،‮ ‬فقلت له اما ان تتصل بنقابة المحامين العراقيين أو بقائد المعتقل الذي‮ ‬فيه الرئيس صدام حسين او بالسفير الأميركي‮. ‬ولأن الوقت قد شارف على الرابعة عصراً،‮ ‬ودوام النقابة قد انتهى،‮ ‬فانه قام بالاتصال بالسفير الاميركي‮ ‬الذي‮ ‬أكد كلامي،‮ ‬فقام القائد الأميركي‮ ‬بالاعتذار وطلب أن أتناول وجبة الغداء معه،‮ ‬فاعتذرت ثم ان الوقت المسموح به للتجوال قد اقترب من نهايته،‮ ‬فطلب من احد الضباط مرافقتي‮ ‬حتى النقطة التي‮ ‬جئت منها،‮ ‬فرفضت،‮ ‬اذ ماذا اقول للناس الذين سيشاهدونني‮ ‬مع الاميركان،‮ ‬خاصة والغالبية العظمى من الناس لا تعرف مهمتي،‮ ‬لكنني‮ ‬اضطررت مرغماً‮ ‬السماح لهم بايصالي‮ ‬الى تلك النقطة‮.‬

ساعة الرئيس اليدوية
في‮ ‬احد اللقاءات،‮ ‬طلب الرئيس ان أتصل بعائلته لترسل له بعض الملابس الشتوية‮. ‬فقامت العائلة بإرسال الملابس ونظارات شمسية وساعة‮ ‬يدوية وثلاث علب سيجار‮. ‬قمت بتسليمها للرئيس بعد ان تفقدها الكولونيل ستيل‮. ‬شكرني‮ ‬الرئيس،‮ ‬ثم اعطاني‮ ‬ساعته القديمة امام قائد المعتقل واجهزة المراقبة الالكترونية،‮ ‬وطلب مني‮ ‬اصلاحها واعادتها له‮. ‬رجعت الى المنطقة الخضراء حيث أمكث وزملائي‮ ‬في‮ ‬احد القصور الرئاسية استعداداً‮ ‬للحضور الى المحكمة في‮ ‬اليوم التالي‮. ‬قمت بفحص الساعة وكانت متوقفة،‮ ‬وبعد ان تأكد لي‮ ‬انها تعمل جيداً،‮ ‬أعدتها للرئيس في‮ ‬لقاء بعد الجلسة في‮ ‬اليوم التالي‮. ‬هنا تدخل الجانب الاميركي‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يراقب اللقاء الكترونيا،‮ ‬ودخل الضابط من قسم المارشال‮ (‬الشرطة العسكرية الاميركية‮)‬،‮ ‬وكان‮ ‬يرتدي‮ ‬ملابس مدنية،‮ ‬طويل القامة،‮ ‬ويشبه وزملاؤه من قوة المارشال المتواجدين في‮ ‬المحكمة الى حد كبير،‮ ‬العراقيين او الشرقيين بشكل عام،‮ ‬ويبدو أنهم اختيروا على هذا الاساس كي‮ ‬يظهروا امام الكاميرات في‮ ‬المحكمة وكأنهم عراقيون ربما لاعطاء انطباع للعالم بأن المحكمة‮ ‬يديرها عراقيون وان الاميركان لا‮ ‬يتدخلون فيها‮.‬
قلت لهذا الضابط ان بامكانه ان‮ ‬يتأكد من قائد المعتقل بأنني‮ ‬استلمت الساعة من الرئيس‮. ‬ثم قصصت عليه قصة الساعة،‮ ‬وانني‮ ‬دخلت المنطقة الخضراء وفتشت بدقة،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن حواجز التفتيش الثلاثة الموجودة قبل الدخول الى المحكمة،‮ ‬بأجهزتها المتناهية الدقة ومنها الحاجز الأول الأميركي‮ ‬والثاني‮ ‬الحكومي‮ ‬والثالث الجورجي‮. ‬وأن الساعة كانت معي،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن لي‮ ‬اعادة صناعة هذه الساعة في‮ ‬هذه الاماكن‮. ‬فاقتنع،‮ ‬وطلب ألا أعطي‮ ‬الرئيس أي‮ ‬شيء الا بموافقتهم‮.‬
أخذ الضابط الساعة،‮ ‬ويبدو أنه اعطاها للقضاة الذين قاموا بدورهم بتسليمها لأحد ضباط المخابرات الاميركية من العراقيين الذين‮ ‬يحملون الجنسية الأميركية،‮ ‬ويعمل مستشارا في‮ ‬السفارة الاميركية،‮ ‬وتعتمد عليه كل الاطراف في‮ ‬المحكمة،‮ ‬وهو الذي‮ ‬جاهد لاختراق عملنا في‮ ‬عمان من خلال البريد الالكتروني‮.‬
في‮ ‬اليوم التالي‮ ‬للمحاكمة،‮ ‬جاء هذا المستشار وطلب التحدث معي‮ ‬منفرداً‮. ‬ذهبت بضعة امتار معه داخل بناية المحكمة‮. ‬قال لي‮: ‬أستاذ خليل،‮ ‬انني‮ ‬أكنّ‮ ‬لك كل الاحترام،‮ ‬وأنا حريص عليك رغم أنك حذر مني،‮ ‬يا أستاذ خليل،‮ ‬أنت ستذهب‮ (‬بداهية‮)‬،‮ ‬تساءلت عما ستكون هذه الداهية‮. ‬قال‮: ‬أنت أعطيت ساعة الى صدام فيها جهاز تسجيل الكتروني،‮ ‬وأنت تعرف ان هذا‮ ‬يعد خرقا فاضحا لمهنتك‮. ‬لكن سأحاول مساعدتك والوقوف الى‮ ‬جانبك إن تخليت عن كلمة سيدي‮ ‬لصدام‮. ‬قلت له‮: ‬هل الساعة معك ام أرسلت الى طهران لوضع جهاز التسجيل فيها،‮ ‬وأنا لا أخضع للابتزاز‮.‬
وتركته وأخبرت الكابتن مايكل ماكوي‮ ‬الذي‮ ‬قال ان من‮ ‬يسيء الى المحامين،‮ ‬فانني‮ ‬سأسحق رأسه‮. ‬وأحضر الساعة‮.. ‬وهذا نزر‮ ‬يسير مما كنت أتعرض له من مضايقات وضغوط‮.‬

كيف عاملوا الرئيس الأسير
أصدرت محكمة بروكسل الشعبية بيانا‮ ‬يتعلق باغتيال المحامين الذين لهم علاقة بمحاكمة الرئيس صدام حسين ومنهم خميس العبيدي‮ ‬وسعدون الجنابي‮ ‬وعادل ازبيدي‮ ‬ومحاولة اغتيال المحامي‮ ‬ثامر الخزاعي‮. ‬وعدد البيان المخالفات التي‮ ‬ترتكب بحق الرئيس صدام حسين في‮ ‬المحكمة المهزلة‮. ‬ومما جاء في‮ ‬البيان‮:‬
‮»‬يجب علينا ان نثبت حقيقة ان السيد صدام حسين هو أسير حرب لانه كان القائد العام للقوات المسلحة العراقية خلال الحرب التي‮ ‬قامت بها الولايات المتحدة ضد العراق‮. ‬وكأسير حرب فهو‮ ‬يتمتع بالحقوق التي‮ ‬تنص عليها بنود اتفاقية جنيف لعام‮ ‬1949والبروتوكول الأول المضاف الملحق باتفاقية جنيف،‮ ‬وبكل ما‮ ‬يتضمنه القانون الانساني‮ ‬المتعارف عليه من حقوق متعلقة باحتجاز أسرى الحرب‮. ‬والملاحظة المهمة في‮ ‬قضية احتجاز السيد حسين،‮ ‬ان استمرار احتجازه كسجين‮ ‬يتعارض مع الفقرة‮ ‬22‮ ‬من اتفاقية جنيف الثالثة التي‮ ‬تقضي‮ ‬بعدم جواز احتجاز الاسرى وعزلهم الا اذا كان ذلك في‮ ‬مصلحة اسرى الحرب انفسهم ويبدو ان احتجاز السيد حسين وعزله هو مخالفة صريحة للبند‮ ‬22‮ ‬من الاتفاقية بالاضافة الى ذلك،‮ ‬فنحن نتساءل في‮ ‬ما اذا وجدت انتهاكات للحقوق المنصوص عليها في‮ ‬البنود‮ ‬25‮- ‬26‮- ‬27‮ ‬من الاتفاقية في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالشروط الاخرى،‮ ‬وفي‮ ‬ضوء ذلك،‮ ‬فاننا نطالب السلطات المسؤولة عن المعتقلات السماح للجنة الصليب الاحمر الدوليةوللهيئات والمنظمات المماثلة لها التحقق التام‮ ‬من الشروط الواجب توافرها في‮ ‬المعتقل ويبدو بشكل واضح ان الولايات المتحدة تسيطر سيطرة كاملة على المعتقل الذي‮ ‬يوجد فيه السيد حسين‮.‬
ويستعرض البيان المنشور على موقع محمكة بروكسل المخالفات التي‮ ‬كانت ترتكب في‮ ‬حق الرئيس صدام حسين،‮ ‬ويختتمه بنداء‮: »‬رجاء ارفعوا اصواتكم ضد التجاوزات المستمرة للقواعد الدولية الواجب توافرها في‮ ‬محاكمة السيد صدام حسين‮«‬
لذلك وفقا لاتفاقيات جنيف فان الرئيس صدام حسين‮ ‬يعتبراسير حرب وهذا ما اعلنه الاميركان حين القوا القبض عليه‮. ‬لكن كيف عومل الرئيس بعد الاعتقال وفقا لهذه الاتفاقيات؟
توجهت بسؤالي‮ ‬هذا الى الرئيس فقال‮:‬
اني‮ ‬لاعجب‮ ‬يا ولدي‮ ‬كيف‮ ‬يتكلم هؤلاء عن الديمقراطية وحقوق الانسان فقبل مجيئك في‮ ‬المقابلة الاولى،‮ ‬تعاملوا معي‮ ‬بقسوة شديدة،‮ ‬ومنذ اليوم الاول لاعتقالي،‮ ‬قلت لهم ستخلقون فوضى في‮ ‬المنطقة،‮ ‬واجيالا جديدة من الارهابيين بسبب حربكم‮ ‬غير القانونية على العراق،‮ ‬لقد عذبوني‮ ‬بشدة،‮ ‬وضربوني‮ ‬ضربا مبرحا اضر باجزاء من جسمي‮ ‬من جراء الكدمات والرضوض وخاصة في‮ ‬ساقي،‮ ‬بعضها شفيت منه بعد فترة من العلاج تراوحت اكثر من ستة اشهر،‮ ‬والبعض الآخر بعد ثلاثة اشهر‮. ‬هؤلاء الهمجيون لا‮ ‬يمتون للانسانية بصلة‮. ‬لقد حاولوا بشتى الطرق الاساءة لي‮ ‬وايذائي‮ ‬نفسيا،‮ ‬لكن قوة عزيمتي‮ ‬وايماني‮ ‬بالله،‮ ‬منحاني‮ ‬صبرا لا حدود له‮.‬
كنت اعاني‮ ‬من طول شعر رأسي‮ ‬وذقني،‮ ‬لانهم حلقوا شعري‮ ‬مرة واحدة منذ اعتقالي‮ ‬بواسطة ماكنة حلاقة سببت لي‮ ‬حساسية في‮ ‬الوجه والرقبة‮. ‬وكنت قد طلبت منهم مقصا صغيرا لتشذيب ذقني،‮ ‬لكنهم رفضوا ثم عادوا بعد فترة ليقولوا انهم وافقوا مبدئيا على طلبي‮ ‬على ان‮ ‬يأخذوا اولا موافقة المراجع،‮ ‬واستمرت مداولاتهم لاكثر من شهر،‮ ‬وكانت النتيجة ان المراجع رفضت طلبي،‮ ‬كانوا‮ ‬يخافون ان اقوم بذبح نفسي،‮ ‬ولو اردت الانتحار لفعلتها قبل ذلك،‮ ‬وقلت لهم ان ديننا العظيم‮ ‬يحرم ذلك،‮ ‬ثم ليس صدام حسين من‮ ‬ينتحر‮. ‬وفي‮ ‬احدى المرات التي‮ ‬طلبت فيها المقص،‮ ‬قلت لهم ليقف احد الحراس بالقرب مني‮ ‬اذا كنتم تخافون على حياتي‮ ‬من هذا المقص‮. ‬لديهم روتين قاتل‮: ‬فعندما اطلب شيئا،‮ ‬فان تنفيذه‮ ‬يتطلب وقتا طويلا‮.‬
لكن تغيرت معاملتهم لي‮ ‬بعد زيارتك الاولى بعد ان هددتهم انت استاذ خليل بفضحهم في‮ ‬وسائل الاعلام فهم لا‮ ‬يريدون ان‮ ‬يطلع العالم على حقيقة وجههم البشع‮. ‬فبدأوا‮ ‬يعاملونني‮ ‬بطريقة افضل بعد ان طلبت انت منهم ان‮ ‬يحلقوا شعري‮ ‬وذقني‮ ‬بحضورك ثم بدأوا‮ ‬يحضرون حلاقا كل فترة‮. ‬وفي‮ ‬احدى المرات،‮ ‬مزحت مع احد الضباط،‮ ‬فقلت له‮: ‬لم لا تترك المقص عندي‮ ‬لارتب نفسي،‮ ‬واعدك بالا انتحر،‮ ‬فاذا خشيتم ان اضرب احد جنودكم فهذا‮ ‬غير وارد فانا قائد ورئيس اسير ولا استخدم‮ ‬يدي‮ ‬الا في‮ ‬حالة واحدة وهي‮ ‬اذا زارني‮ ‬بوش،‮ ‬ولن اعطيه الامان،‮ ‬عندئذ عليكم ان تنتبهوا لانني‮ ‬قد اضربه،‮ ‬فهو عدوي‮. ‬ثم قلت‮: ‬دعوه‮ ‬يأتي‮ ‬ولاتخافوا عليه‮.‬
كان استعمال دورة المياه مأساة،‮ ‬فقد تعمدوا اغراق الحمام لكي‮ ‬تكون عبادتي‮ ‬ناقصة من دون وضوء،‮ ‬بالاضافة الى ان الحمام من دون باب،‮ ‬والحارس‮ ‬يشرف علي‮ ‬عند استخدامي‮ ‬الحمام من دون وجود ستارة،‮ ‬انها حضارتهم وديمقراطيتهم وانسايتهم التي‮ ‬يتشدقون انهم اتوا بها للعراق‮. ‬كانوا‮ ‬يحاولون ازعاجي‮ ‬بشتى الطرق‮.‬
اما عن الطعام فاقول انني‮ ‬لست شرها،‮ ‬وفي‮ ‬بداية اعتقالي،‮ ‬قدموا لي‮ ‬الطعام بطريقة‮ ‬غير لائقة،‮ ‬اي‮ ‬من تحت الباب،‮ ‬فرفضته وامتنعت عن تناوله‮. ‬ثم بعدها بدأوا‮ ‬يحضرونه قائلين انها من وجبات الجيش الاميركي‮ ‬الذي‮ ‬لم اتعود عليه،‮ ‬كان لدي‮ ‬مشكلة في‮ ‬شهر رمضان،‮ ‬اذ كانوا‮ ‬يتعمدون تأخير جلب الطعام حتى تنتهي‮ ‬فترة السحور كي‮ ‬يجبروني‮ ‬على الافطار،‮ ‬ثم‮ ‬يؤخرون جلب طعام الافطار للغرض نفسه‮. ‬ولم‮ ‬يحضروا لي‮ ‬تمرا ونحن بلد التمر‮. ‬والمسلم عادة‮ ‬يبدأ افطاره بتناول التمر‮.‬
تسألونني‮ ‬عن الصحف ان كانت تصلني‮ ‬او ان كنت استمع للاخبار‮. ‬انني‮ ‬لاعرف ما‮ ‬يدور في‮ ‬الخارج لانني‮ ‬معزول تماما عن العالم‮. ‬فهم‮ ‬يمنعون عني‮ ‬كل وسائل الاعلام بشكل متعمد‮. ‬تصوروا من‮ ‬يصدق ان اميركا تمنع الراديو والتلفزيون والصحف عن صدام حسين؟
بعد فترة طويلة من اعتقالي،‮ ‬بدأت علاقتي‮ ‬ببعض الحراس تتحسن حين لاحظت انهم‮ ‬يتقربون مني،‮ ‬ويسألونني‮ ‬في‮ ‬امور كثيرة‮. ‬فوجدت بانهم مهنيون وليسوا سياسيين،‮ ‬وحين كنت احدثهم عن بلدي‮ ‬وشعبي،‮ ‬كانت تبدو على وجوههم علامات التعجب وذلك لان ساستهم خدعوهم،‮ ‬وفي‮ ‬احدى المرات،‮ ‬قال لي‮ ‬احدهم ان بوش خدعهم وهو كذاب وعندما بدأت اواصر العلاقة تتوطد بيني‮ ‬وبينهم،‮ ‬كان قادتهم سرعان ما‮ ‬يستبدلونهم‮. ‬حين كانت تأتي‮ ‬مجموعة جديدة لحراستي،‮ ‬كنت اقول لهم لا عداوة لي‮ ‬مع الشعب الاميركي‮ ‬وانما مع الحكومة وقد‮ ‬يخرج‮ ‬يوما احد اعضاء هذه الحكومة ليقول الحقيقة‮.‬
اذكر في‮ ‬احد الايام،‮ ‬اخرجوني‮ ‬قرب بحيرة النور‮. ‬وفجأة سقط صاروخ اطلقه ابطال المقاومة باتجاه البحيرة،‮ ‬جاء الحرس مسرعين واصطحبوني‮ ‬الى الداخل خشية علي‮ ‬كما قالوا،‮ ‬لكنني‮ ‬كنت سعيدا بهذا الصاروخ،‮ ‬وقلت لا تخشوا عليه من شعبي‮. ‬ان هؤلاء مجبرون على اطاعة اوامر قادتهم‮. ‬وقد كنا احيانا نتبادل الاحاديث،‮ ‬فاجدهم ممتعضين من كذب حكومتهم وتصرفاتها،‮ ‬وكانوا‮ ‬يصرحون بأنهم‮ ‬غيرراضين عن‮ ‬غزو العراق ومقتل زملائهم،‮ ‬وكانوا‮ ‬يحنون الى وطنهم وعوائلهم‮.‬
وفي‮ ‬يوم آخر،‮ ‬وكنت متوجها لمقابلتك هنا،‮ ‬اخبروني‮ ‬انني‮ ‬اذا تعرضت لعملية ارهابية فانهم سيحمونني‮ ‬باجسادهم،‮ ‬وقلت مرة ثانية لا تخافوا علي‮ ‬من شعبي‮. ‬وقلت لهم عندما‮ ‬يتحرر العراق وتعودون الى بلدكم اميركا وتعود الحياة الى العراق،‮ ‬فانني‮ ‬سأدعوكم لزيارتنا،‮ ‬وقد فرحوا بذلك ووعدوا بتلبية الدعوة‮..‬
عندما كنت اضرب عن الطعام،‮ ‬لسبب ما،‮ ‬كانوا‮ ‬يحاولون اقناعي‮ ‬بالعدول عن الاضراب،‮ ‬واذا عجزوا كانوا‮ ‬يقولون سنستدعي‮ ‬محاميك،‮ ‬ويقصدونك انت،‮ ‬فهو الوحيد القادر على اقناعك،‮ ‬وفعلا‮ ‬عندما كنت تأتي،‮ ‬كانوا‮ ‬يطلبون منك اقناعي‮.‬
كان البعض منهم‮ ‬يطلب توقيعي‮ ‬ليحتفظ به،‮ ‬وشاهدت عددا منهم‮ ‬يختزن صوري‮ ‬على هواتفهم المحمولة‮. ‬وذات‮ ‬يوم جاءني‮ ‬احد الضباط الاميركان،‮ ‬وهو الذي‮ ‬طلب منك رفع مذكرة الى قائد القوات الاميركية طالبا عدم نقله‮. ‬فقد كان‮ ‬يحبني‮ ‬كثيرا ويخدمني‮ ‬بصدق،‮ ‬جاءني‮ ‬هذا الضابط والدموع في‮ ‬عينيه وقال انهم سينقلونه الى مكان آخر،‮ ‬وقال‮: ‬لا اريد ان اكون بعيدا عنك ثم حين صدر قرار نقله،‮ ‬جاء اليّ‮ ‬وعانقني‮ ‬واجهش بالبكاء بصوت عال لدرجة اثرت فيّ‮.‬
وهكذا،‮ ‬كلما توطدت علاقتي‮ ‬بحراسي،‮ ‬كانوا‮ ‬يستبدلونهم،‮ ‬وقد كانت المجموعة الاخيرة التي‮ ‬اتوا بها لحراستي‮ ‬سيئة،‮ ‬اذ كانوا‮ ‬يقومون باعمال استفزازية كالغناء بصوت عال،‮ ‬والرقص،‮ ‬واصدار الاصوات المزعجة وعمل دربكة بارجلهم على الارض لكن كل ذلك لم‮ ‬يفت في‮ ‬عضدي‮ ‬او‮ ‬يأخذ من عزيمتي‮. ‬واليوم،‮ ‬وبينما كنت في‮ ‬طريقي‮ ‬لهذه المقابلة،‮ ‬وبعد صعودي‮ ‬العربة العسكرية وضعوا حاجزا من الاسلاك بيني‮ ‬وبين الضابط والسائق،‮ ‬وكنت مقيدا بالاصفاد،‮ ‬برروا هذا خوفا من ان نتعرض لهجوم في‮ ‬الطريق،‮ ‬ومن ثم اهرب‮.. ‬تصوروا حالة الذعر والانهيار لديهم‮. ‬اثناء هذه التنقلات القصيرة،‮ ‬كنت اشاهد الاشجار والنخيل التي‮ ‬كنت اشرف على زراعتها ومتابعة سقايتها بنفسي،‮ ‬ووجدتها جافة ومهملة‮. ‬وقد تأثرت جدا وقلت فيها بعض الابيات المؤلمة‮.‬
عندما امتهّنا هذه الشغلة‮ (‬اي‮ ‬قول الشعر‮) ‬كان ذلك بسبب الوحدة‮ ‬فلا احد اكلمه ولا انيس‮. ‬وقد وجدت ان الشعر وحده‮ ‬يعبّر عن وجداننا‮.‬
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  14

الاضراب عن الطعام
‮»‬عندما اضربت عن الطعام بعد استشهاد المحامي‮ ‬خميس العبيدي‮ (‬21‮/‬6‮/‬2006‮)‬،‮ ‬جاءني‮ ‬اثنان من الاميركان،‮ ‬احدهما جنرال،‮ ‬وطلبا مني‮ ‬ان افك الاضراب‮. ‬ثم قالوا لي‮ ‬ان اعضاء القيادة سيضربون‮ ‬يوم الثامن من تموز‮. ‬قلت لهم احضروا لي‮ ‬رسالة تؤكد ذلك‮. ‬فأحضروا رسالة من طارق عزيز‮.‬
قررت بعدها ان اضرب مع زملائي،‮ ‬وقد كتبت اكثر من قصيدة منذ اليوم الاول للاضراب وحتى اليوم العشرين منه‮.. ‬كان الاميركان‮ ‬يراقبون حالتي‮ ‬الصحية صباحا ومساء‮. ‬وقد اجروا فحوصات لي‮ ‬في‮ ‬المستشفى،‮ ‬واجريت لي‮ ‬تغذية في‮ ‬الوريد ومن الانف كذلك‮. ‬وفي‮ ‬الاضراب الاول،‮ ‬وبالذات في‮ ‬اليوم الحادي‮ ‬والعشرين منه اخبرني‮ ‬الضابط انهم قلقون على صحتي‮. ‬كان واقفا بجانبي،‮ ‬وكان في‮ ‬الغرفة صندوق حديدي‮ ‬يحوي‮ ‬حاجياتي‮ ‬الشخصية،‮ ‬ووزنه ثقيل‮. ‬امسكت بالصندوق من حمالته ورفعته للاعلى،‮ ‬فاستغرب الضابط،‮ ‬والجماعة‮ (‬الاميركان‮) ‬مندهشون لان صدام حسين بعد اضراب عن الطعام كل هذه المدة،‮ ‬ما زال‮ ‬يضحك ويكتب الشعر ويمارس حياته بشكل طبيعي‮.‬
لقد تغيرت معاملتهم لي‮ ‬منذ الزيارة الاولى نحو الافضل‮. ‬وقد احضروا لي‮ ‬دراجة هوائية ثابتة استخدمها‮ ‬يوميا لعشرة او خمسة عشر كيلومترا‮. ‬والحمد لله،‮ ‬فإن صحتي‮ ‬جيدة‮. ‬حتى‮ ‬غرفتي،‮ ‬فإنهم‮ ‬يقيسون درجة حرارتها ورطوبتها مرتين في‮ ‬اليوم،‮ ‬ويجرون لي‮ ‬فحوصات مستمرة مرتين في‮ ‬اليوم احيانا حتى اخذت ارفض بعضها‮. ‬وللانصاف اقول ان الرعاية الصحية كانت ممتازة‮. ‬وانا ملتزم بتعليماتهم الطبية كوني‮ ‬متفرغا في‮ ‬المعتقل‮. ‬وقد اقترح علي‮ ‬الطبيب ان‮ ‬يجري‮ ‬لي‮ ‬فحص للبروستات،‮ ‬فرفضت لقناعتي‮ ‬بأن صحتي‮ ‬جيدة‮ (‬سالم مسلح‮)‬،‮ ‬وقلت مازحا اذا اراد شعبي‮ ‬ان اتزوج،‮ ‬فسأفعلها‮.‬
بعد استشهاد المحامي‮ ‬خميس العبيدي،‮ ‬قلت لن اتوقف عن اضرابي‮ ‬عن الطعام حتى‮ ‬يقتصوا من الجناة،‮ ‬وان‮ ‬يقوم الاميركان بحماية المحامين،‮ ‬وان‮ ‬يبلغني‮ ‬بذلك الاستاذ خليل او من‮ ‬يخوله في‮ ‬حالة استجابة الاميركان لطلبي‮.‬
كيف تلقى الرئيس نبأ استشهاد ولديه وحفيده
كان آخر اجتماع للرئيس بنجله قصي‮ ‬في‮ ‬11‮/‬4‮/‬2003،‮ ‬وكان الرئيس حينها ما‮ ‬يزال‮ ‬يرتدي‮ ‬بزته العسكرية،‮ ‬وقررا عندها الخروج من بغداد وتوزيع افراد الحماية بينهما‮. ‬وصادف ان التقيا بعدها في‮ ‬مضيف عائلة تعتبر من اهم العوائل العراقية في‮ ‬الجنوب الغربي‮ ‬من مدينة الرمادي‮. ‬لكن بعد قصف هذا الدار،‮ ‬تفرق الجميع كل الى حاله‮. ‬في‮ ‬تكريت،‮ ‬مسقط رأس الرئيس صدام حسين،‮ ‬نصحه بعض اقاربه من المخلصين بأن لا‮ ‬يجتمع ولداه في‮ ‬مكان واحد كي‮ ‬لا‮ ‬يكونا صيدا دسما لقوات الاحتلال‮. ‬ومن هؤلاء الفريق الاول الركن ماهر عبد رشيد الذي‮ ‬كان من اكثر المقربين للرئيس انتقادا لأي‮ ‬خطأ‮ ‬يحصل،‮ ‬وكان‮ ‬يقول رأيه بكل شجاعة،‮ ‬وخاصة ان قصي‮ ‬هو صهر هذا القائد الذي‮ ‬شهدت له ساحات الوغى صولات وجولات،‮ ‬فأحبه العراقيون وغرس هذه المحبة والاخلاص في‮ ‬نجله عبدالله‮.‬
توجه نجلا الرئيس الى ناحية العوجة‮. ‬وبينما كان عدي‮ ‬يمضي‮ ‬ليلته في‮ ‬بيت احد اقاربه،‮ ‬سمع صوت انفجارات في‮ ‬الغرف الاخرى للدار،‮ ‬فتبين له ان في‮ ‬الامر وشاية،‮ ‬فقرر وشقيقه قصي‮ ‬الخروج من محافظة صلاح الدين،‮ ‬بالاضافة الى عبد حمود السكرتير الشخصي‮ ‬للرئيس الذي‮ ‬كان الرئيس قد كلفه بالبقاء مع نجليه‮. ‬توجه الجميع صوب الحدود السورية،‮ ‬ونجحوا في‮ ‬العبور الى القرى السورية المحاذية للحدود بواسطة زعماء العشائر المخلصين للعراق‮.‬
كان شبح الحرب‮ ‬يهدد المنطقة كلها،‮ ‬ورائحة البارود والموت تتسرب من كل الزوايا،‮ ‬وانظار واشنطن وديك تشيني‮ ‬ورامسفيلد وبول وولفوفيتز تتجه الى سوريا طمعا بما تحقق لهم من نشوة نصر ظنوا انهم حققوه بعد‮ (‬سقوط‮) ‬بغداد اسيرة في‮ ‬ايدي‮ ‬قوات المارينز‮.‬
كانت سوريا تحاول دفع هذا الشر بكل الطرق كي‮ ‬تجنب شعبها والمنطقة مزيدا من الانهيار‮. ‬وعندما علمت السلطات السورية بدخول نجلي‮ ‬الرئيس صدام حسين وعبد حمود الى اراضيها،‮ ‬رحبت بقصي‮ ‬وعبد حمود،‮ ‬لكنها طلبت من عدي‮ ‬مغادرة الاراضي‮ ‬السورية،‮ ‬وله ان‮ ‬يختار الجهة التي‮ ‬يرغب فيها،‮ ‬والسبب انها تستطيع التستر على قصي‮ ‬ومرافقه لانها تعرف شخصية قصي‮. ‬اما عدي،‮ ‬فله اعداء كثيرون من العراقيين الذين دخلوا الى سوريا،‮ ‬فكانت تخشى عليه من هؤلاء وخاصة من اقاربه بسبب العداوات بينهم‮. ‬بالاضافة الى ان اميركا ستكون على علم بوجود عدي‮ ‬في‮ ‬الاراضي‮ ‬السورية،‮ ‬وبالتالي‮ ‬ستدفع سوريا ثمنا باهظا لهذا الثور الهائج،‮ ‬اميركا‮.‬
لكن قصي‮ ‬رفض مفارقة اخيه،‮ ‬ومن ثم عاد الثلاثة الى العراق،‮ ‬وقرروا البقاء في‮ ‬الموصل لما لقصي‮ ‬من علاقات ودية مع اهلها،‮ ‬وكان‮ ‬يحظى بمحبة واسعة من قادة الحرس الخاص وكبار القادة العسكريين من اهل الموصل،‮ ‬وللتنسيق مع قيادة عمليات المقاومة‮. ‬اما عبد حمود،‮ ‬وعند وصولهم الى الحدود،‮ ‬قرر العودة وترك عدي‮ ‬وقصي‮ ‬ليتخذا قرارهما‮. ‬فاختار الاخوان ومصطفى ابن قصي‮ ‬منزل احد الاشخاص ليكون مقرا شبه دائم لهم‮. ‬فكانت الوشاية اللعينة‮.‬

قصة الوشاية
يقول شاهد عيان‮ (‬ص‮)‬،‮ ‬وهو من الشخصيات المقربة للرئيس صدام حسين ويحظى باحترامه وعلى علاقة وطيدة مع قصي،‮ ‬راويا تفاصيل حادث استشهاد عدي‮ ‬وقصي‮ ‬ومصطفى‮:‬
في‮ ‬يوم‮ ‬5‮/‬4‮/‬2003،‮ ‬اصطحبنا السيد جمال مصطفى زوج حلا كريمة الرئيس صدام حسين الصغرى،‮ ‬انا وولدي‮ ‬الى كرفان قرب جامع ام الطبول،‮ ‬حيث التقينا‮ »‬قصي‮« ‬الذي‮ ‬كان برفقته كمال مصطفى وسكرتيره الدوري‮ ‬واثنين من الضباط‮. ‬وقد تم الاتفاق ان اترك ولدي‮ ‬معهم كدليل لهم للوصول الى الموقع الذي‮ ‬اخترناه لهم مع عوائلهم ان كانوا‮ ‬يرغبون،‮ ‬وكان ذلك بعلم الرئيس صدام حسين‮. ‬بعد اكثر من شهرين،‮ ‬فوجئت بذهاب قصي‮ ‬وعدي‮ ‬عند نواف الزيدان ومعهم مرافقوهم فلان وفلان اولاد فلان وابن اختهم فلان الذي‮ ‬استطاع الهرب في‮ ‬ما بعد مع نواف بالمبالغ‮ ‬التي‮ ‬كانت بحوزة قصي‮ ‬وعدي،‮ ‬وهو مبلغ‮ ‬كبير جدا،‮ ‬مع حقائب من المصوغات الذهبية،‮ ‬وكان‮ ‬يوجد شخص شاهد‮ ‬يترصد كل هذه الاموال مع الهاربين،‮ ‬وقد شوهد الشخصان نواف الزيدان واحد المرافقين لعدي‮ ‬وقصي‮ ‬يجتازان سياج الدار التي‮ ‬حدثت فيها الجريمة،‮ ‬وكان ارتفاع هذا السياج مترا ونصف المتر،‮ ‬وكانا‮ ‬يقومان برمي‮ ‬ثلاث حقائب مليئة بالاموال والمصوغات الذهبية،‮ ‬من السياج خلف الدار،‮ ‬وكان ذلك في‮ ‬فجر احد الايام‮. ‬ثم‮ ‬غادرا في‮ ‬السيارة التي‮ ‬كانت تنتظرهما‮. ‬بعد حين عاد المتهم الرئيسي‮ ‬نواف الى الديار‮ (‬داره‮) ‬بمفرده‮.. ‬كل ذلك قبل مجيء الاميركان‮.‬
في‮ ‬الساعة الثانية بعد منتصف الليلة التالية،‮ ‬ذهب المتهم الرئيسي‮ ‬نواف ومعه شقيقه،‮ ‬الى قائد القوات الاميركية في‮ ‬الموصل آنذاك ديفيد بتريوس،‮ ‬واخبره بأن‮ »‬عدي‮ ‬وقصي‮« ‬موجودان في‮ ‬داره‮. ‬كان في‮ ‬مكتب بتريوس احد شيوخ الموصل المقرب جدا من بتريوس ويتواجد ليليا عنده‮. ‬وقد روى هذا الشيخ‮ (‬نعتذر عن ذكر اسمه‮) ‬هذه القصة لاحد الشيوخ‮.‬
خرج الجميع بسيارة مدنية ليستطلعوا المكان‮. ‬ثم عاد بتريوس لوحده بعد ساعة ونصف بعد ان اعتذر لضيفه الذي‮ ‬قتل لاحقا على ايدي‮ ‬ابطال المقاومة‮.‬
بعد ذلك،‮ ‬خرج بتريوس بموكب من عربات الهامفي‮ ‬والمدرعات‮ ‬يتقدمهم المتهم الرئيسي‮ ‬نواف،‮ ‬وحين وصلوا الى داره،‮ ‬دخل نواف فوجد‮ »‬عدي‮ ‬وقصي‮ ‬ومصطفى‮« ‬نائمين‮: ‬فخرج ليشير بإصبعه الى الاعلى للاميركان ان الوضع‮ (‬اوكي‮)‬،‮ ‬ثم ذهب مع ولده‮ (‬ش‮) ‬وركبا في‮ ‬عربة همفي‮ ‬مكشوفة واضعا‮ (‬منشفة‮) ‬على كتفه،‮ ‬تاركا بيته للاميركيين ليتصرفوا كما‮ ‬يشاؤون‮.‬
يقول شاهد العيان‮ (‬ص‮): ‬دق جرس هاتفي،‮ ‬وكان المتحدث احد المجاورين للدار التي‮ ‬وقع فيها الحادث،‮ ‬طالبا مني‮ ‬انقاذهم‮ (‬عدي‮ ‬وقصي‮ ‬ومصطفى‮). ‬ذهبت مع مجموعة من الرجال لنجد ان المعركة قد ابتدأت،‮ ‬وقد سمعت الاميركان‮ ‬ينادون على عدي‮ ‬وقصي‮ ‬ومصطفى بضرورة تسليم انفسهم مقابل سلامتهم‮. ‬كان قصي‮ ‬يرد عليهم من احدى النوافذ بقاذفة‮ (‬ار بي‮ ‬جي7‮) ‬وبسلاح آخر‮. ‬ومن نافذة اخرى كان عدي‮ ‬يقاتلهم بقناصة‮. ‬اما مصطفى فكان‮ ‬يرمي‮ ‬عليهم من سطح الدار‮. ‬اما على الارض،‮ ‬فقد كانت الدار محاصرة بأكثر من‮ ‬20‮ ‬دبابة و20‮ ‬مدرعة واكثر من‮ ‬20‮ ‬عربة هامفي‮ ‬واكثر من طوق راجل‮. ‬ثم جاءت قوات من البيشمركة لتعزز موقف الاميركان،‮ ‬فاستحالت أية عملية لانقاذهم،‮ ‬وسمعنا بأنهم تمكنوا من قتل‮ ‬13‮ ‬اميركيا‮.‬
بعد ان تعقد الموقف،‮ ‬اطلقت القوات الاميركية صواريخ‮ ‬غازية،‮ ‬وفجروا الدار‮...‬
لم اكن اريد ان افتح جروحا جديدة،‮ ‬لكن جراح الرئيس صدام حسين والعراق لم تلتئم ولن،‮ ‬إلا بعد تحرير العراق من طغمة الاحتلال وأذنابه‮.. ‬كنت واثقا ان الرئيس اقوى من جراحه،‮ ‬وان الجرح الوحيد في‮ ‬قلبه هو العراق‮. ‬وهذا ما شجعني‮ ‬ان اسأله كيف سمع بنبأ استشهاد ولديه وحفيده،‮ ‬فقال‮:‬
‮»‬حين قررنا الاختفاء واللجوء الى العمل السري‮ ‬كما كنا نفعل عام‮ ‬1959،‮ ‬ايام النضال السري،‮ ‬كنت اطرق ابواب العراقيين وازورهم في‮ ‬بيوتهم‮.. ‬هاي‮ ‬السنين آني‮ ‬اشتغل كلها مع شعبي،‮ ‬واذا ما‮ ‬يحميني‮ ‬شعبي‮ ‬عدا عن حمايتي‮ ‬الشخصية،‮ ‬فوالله اكو خلل واكون ما سويت شي‮«.‬
في‮ ‬احد الايام من شهر تموز عام‮ ‬2003،‮ ‬كنت في‮ ‬دار احد العراقيين وقد احتفى بي‮ ‬كثيرا،‮ ‬لكنني‮ ‬قرأت في‮ ‬وجهه حيرة وارتباكا‮. ‬قال لي‮: ‬سيدي،‮ ‬انني‮ ‬متردد في‮ ‬ان اخبرك‮.. ‬قلت‮: ‬لا تتردد‮. ‬قال‮: ‬لقد استشهد عدي‮ ‬واعطاك عمره‮. ‬قلت وانا ابتسم‮: ‬عفية والحمد لله‮. ‬ثم تابع‮: ‬وكذلك قصي‮. ‬قلت‮: ‬عفيتين والحمد لله‮. ‬ثم قال‮: ‬سيدي،‮ ‬مصطفى ايضا استشهد‮. ‬فقلت‮: ‬ثلاث عفيات والحمد لله الذي‮ ‬شرفني‮ ‬بهؤلاء الابطال الذين استشهدوا في‮ ‬سبيل وطنهم،‮ ‬ولم‮ ‬يساوموا او‮ ‬يخونوا‮. ‬الحمد لله على قضائه وقدره‮. ‬انهم ابناء العراق حالهم هو حال من استشهد في‮ ‬سبيل العراق‮.‬
قبل ذلك،‮ ‬نصحني‮ ‬بعض القادة العسكريين والاقرباء وبعض العراقيين بألا‮ ‬يتواجد عدي‮ ‬وقصي‮ ‬سويا حتى لا اخسرهما مرة واحدة‮. ‬قلت آنذاك ان ما‮ ‬يريده الله سبحانه وتعالى هو الخير لنا جميعا،‮ ‬مناضلين وفدائيين في‮ ‬سبيل العراق،‮ ‬وانني‮ ‬احتسب اولادي‮ ‬وحفيدي‮ ‬عند الله وهم فداء للعراق‮. ‬لقد قاتلوا حتى اللحظات الاخيرة،‮ ‬ورفضوا الهروب‮.‬
لم‮ ‬يكن واردا في‮ ‬خاطرنا ولو للحظة واحدة ان نغادر العراق او نهرب كالجبناء بحثا عن حياة رخيصة،‮ ‬لاننا لا نعرف لانفسنا مكانا خارج تراب العراق العزيز‮.


أمطرت اثر وصول صدام الى السعودية فقال له الملك فهد‮: ‬يا ابا عدي‮ ‬حتى السماء استقبلتك بخيرها
أبدى للعاهل السعودي‮ ‬انزعاجه من الكويت مؤكداً‮ ‬ان‮ »‬العراق سيتكفّل بحماية السعودية ودول الخليج‮«‬
صدام أبلغ‮ ‬بريماكوف عزمه على قبول مبادرة زايد بالتنحي‮ ‬فقال له‮ : ‬سيدخل الأميركيون العراق بكَ‮ ‬أو بدونكَ
وتبقى هناك‮ ‬غصة في‮ ‬القلب بعد الذي‮ ‬جرى للعراق والسؤال اين زعماء الدول التي‮ ‬كان لها مصالح مشتركة مع العراق؟ اين القادة الدول العربية وما قيل عن التضامن العربي؟ لماذا صمتت الاغلبية وترك العراق‮ ‬يستباح ويذبح امام ملايين الشهود؟‮ ‬بعضهم‮ ‬غض الطرف والبعض الآخر ساهم في‮ ‬تدمير العراق خاصة والرئيس صدام حسين لم‮ ‬يقصر مع احد‮.‬
سألت الرئيس هل راهن على الموقف الدولي‮ ‬والعربي‮ ‬قبل الحرب،‮ ‬وهل‮ ‬توقع ان ترفع دولة ما صوتها لتقول ان ما تفعله اميركا هو الجنون بعينه؟
بالطبع‮ ‬يا ولدي،‮ ‬فنحن لا نعيش في‮ ‬جزيرة معزولين عن العالم‮. ‬والعراق‮ ‬يعتبر منطقة حيوية،‮ ‬بل ساحة للمصالح الدولية وليس لدولة واحدة فقط مهما عظمت كانت تربط العراق علاقات قوية ومتينة مع بعض الدول،‮ ‬وعلاقات مصالح مشروعة وكذلك معاهدة دفاع مشترك مع الاقطار العربية‮. ‬الا ان موقف الاتحاد السوفياتي‮ ‬من القضايا العربية،‮ ‬لم‮ ‬يكن بالمستوى المطلوب ثم ان روسيا من بعد،‮ ‬قصّرت كثيرا تجاه العراق والعرب،‮ ‬وكان عليها على الاقل حماية مصالحها في‮ ‬العراق‮.‬
صحيح ان انهيار الاتحاد السوفياتي،‮ ‬وما حصل من تداعيات جعل اميركا تتغطرس اكثر بصفتها القطب الاوحد في‮ ‬العالم،‮ ‬وان روسيا الان اضعف مما كانت عليه ضمن الكتلة السوفياتية،‮ ‬لكنها ما زالت ثاني‮ ‬قوة في‮ ‬العالم وبامكانها ان تفعل الكثير وتحمي‮ ‬مصالحها ومصالح المرتبطين معها بمعاهدات واتفاقيات‮.‬
اما دور فرنسا،‮ ‬فقد تأثر بموقف بعض الاطراف الغربية السائرة في‮ ‬ركب الولايات المتحدة بل ان فرنسا ابتعدت عن مواقفها التي‮ ‬كانت عليها ايام ديغول،‮ ‬واعتقد ان فرنسا بفعل انفراد اميركا بمصير العالم كقطب واحد،‮ ‬ستتعرض لتأثيرات السياسية الاميركية لحين بروز قطب اخر عملاق كالصين وتحالفاتها‮.‬
اذن نقول،‮ ‬لم‮ ‬يكن الموقف الدولي‮ ‬للاسف،‮ ‬بالمستوى المطلوب ولو بحدّه الادنى في‮ ‬منع وقوع العدوانين على العراق عام‮ ‬1991‮ ‬وعام‮ ‬2003‮ ‬لكنني‮ ‬اعتقد بعد ان تنهار الولايات المتحدة وستنهار باذن الله،‮ ‬ستظهر اوروبا الموحدة كقطب رئيسي‮ ‬مؤثر في‮ ‬السياسة الدولية له استقلاليته في‮ ‬المواقف على الساحة الدولية،‮ ‬فتتخلص بالتالي‮ ‬بعض الدول الاوروبية وتتحرر من التبعية للسياسة الاميركية‮.‬
قبل عام‮ ‬1990‮ ‬توقعت انهيار الاتحاد السوفياتي‮ ‬والكتلة الشرقية،‮ ‬وما‮ ‬ينجم عن ذلك من اختلال في‮ ‬موازين القوى،‮ ‬وتوقعت ان اميركا ستنفرد في‮ ‬السيطرة المنفلتة على العالم،‮ ‬وبسبب ذلك سيدفع العرب الثمن‮.‬
عدما كان المفتشون‮ ‬يجوبون العراق عرضا وطولا،‮ ‬كنا واثقين من عدم امتلاكنا اي‮ ‬شيء مما اعلنوا عنه وجاؤوا من اجله،‮ ‬ورغم قناعتنا انا واخواني‮ ‬في‮ ‬القيادة من ان هؤلاء المفتشين هم جواسيس لخدمة المخطط الاميركي‮ ‬الا اننا كنا نأمل من اخواننا العرب واصدقائنا مثل فرنسا وروسيا ودول مهمة في‮ ‬اوروبا واسيا،‮ ‬ان‮ ‬يكونوا مصدر عون لنصرة الحق ويحولوا دون نشوب الحرب او‮ ‬يساهموا على الاقل في‮ ‬نصح الاميركيين بالتعقل وعدم الانسياق وراءحماقاتهم،‮ ‬بالاضافة لذلك فان الرأي‮ ‬العام الدولي‮ ‬كان‮ ‬يرفض الحرب وخاصة في‮ ‬الدول الداعية للحرب ذاتها،‮ ‬مثل اميركا وبريطانيا وبعض الدول الاخرى فكنا نأمل من حكومة اميركا ان تتعقل وتأخذ هذا الرفض بعين الاعتبار وكنا كذلك نأمل ان تأخذ بعض الدول دورها لمنع وقوع الحرب لوجود مصالح لها مهمة في‮ ‬العراق مثل روسيا وفرنسا والصين وحتى اليابان لان العراق دولة مهمة وتمتلك ثاني‮ ‬اكبر احتياطي‮ ‬بترولي‮ ‬في‮ ‬العالم‮. ‬وعلى هذا الاساس ومن باب تنافس المصالح بين الدول كنا نأمل ان لا‮ ‬يتركوا الولايات المتحدة تنساق وراء جنون قيادتها وترتكب حماقة خطيرة ضد العراق،‮ ‬وبقي‮ ‬هذا الامل لدينا حتى بعد احتلال مدن مهمة في‮ ‬العراق،‮ ‬ووفقا لهذه المصالح الدولية،‮ ‬ولاهمية العراق،‮ ‬كان الاعتقاد بان الحرب لن تقع او انها على الاقل ستتأخر‮. ‬وان وقعت،‮ ‬فلن تتطور تطورا خطيرا وتصل الى ما وصلت اليه الان‮. ‬وقد تحسبنا لوقوعها وفق الخيارات والامكانات المتاحة لنا‮.‬
ما كان الرئيس صدام حسين‮ ‬يتوقع على ما‮ ‬يبدو ان تقدم الولايات المتحدة على احتلال العراق،‮ ‬رغم اعلان العراق انه مستعد لصد العدوان،‮ ‬ولعدم وجود اي‮ ‬مبرر‮ ‬يعطي‮ ‬ذريعة لاميركا للعدوان عليه خاصة وقد فتح ابوابه لكل المفتشين الجواسيس وغيرهم‮... ‬ورغم ذلك توقع كل الاحتمالات‮. ‬فمهما كانت قوة العراق،‮ ‬فلا‮ ‬يمكن لاي‮ ‬دولة من دول العالم الثالث ان تصد اقوى قوة في‮ ‬العالم واقوى جيش كان معدا لمواجهة الاتحاد السوفياتي،‮ ‬والعراق كان‮ ‬يرزح تحت حصار دام اكثر من ثلاثة عشر عاما،‮ ‬وتعرض قبله لعدوان واسع لاكثر من اربعين‮ ‬يوما عام‮ ‬1991،‮ ‬قادته الولايات المتحدة وشاركت فيه جيوش اكثر من خمس وعشرين دولة،‮ ‬كما تعرض لهجمات جوية‮ ‬يومية ولاربعة اعتداءات كبيرة من جانب القوات الاميركية والبريطانية في‮ ‬الفترة بين‮ ‬1991و2003‮ ‬فكيف ان له ان‮ ‬يواجه جيشا جرارا بقوة‮ ‬غير متكافئة نتيجة تلك الظروف‮ ‬ينقصه الكثير من الاسلحة المهمة كالقوة الجوية والرادار واسلحة مقاومة الطائرات والاتصالات وغيرها‮.‬
وكان الرئيس‮ ‬يتساءل باستمرار‮: ‬كيف‮ ‬يسمح المجتمع الدولي‮ ‬واصدقاؤنا للولايات المتحدة بضرب العراق،‮ ‬لا سيما وان كثيرا من مصالح هذه الدول موجودة في‮ ‬بلدنا،‮ ‬فضلا عن ان الولايات المتحدة تحتاج الى قرار من مجلس الامن الدولي‮ ‬للموافقة على ضرب العراق،‮ ‬وهل سيقف الاصدقاء الروس والصين وفرنسا موقف المتفرج؟
ويضيف الرئيس‮ :‬
ان اميركا دولة منفلتة،‮ ‬لكننا لا نعيش في‮ ‬عالم تسوده شريعة الغاب‮. ‬فاين القانون الدولي‮ ‬ومواثيقه واعرافه،‮ ‬واين العالم فضلا عن اخواننا العرب؟ وانني‮ ‬لا استبعد ان بعض الحكومات العربية قصدوا بسكوتهم،‮ ‬الموافقة على العدوان على العراق‮.‬
‮»‬كنا نتوقع ان تقوم الولايات المتحدة بقصف العراق بالطائرات والصواريخ بعيدة المدى،‮ ‬وتضرب مواقع واهدافا محددة كما حصل عام‮ ‬1991،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن انه لا‮ ‬يوجد اي‮ ‬مسوغ‮ ‬امام أميركا‮ ‬هذه المرة‮ ‬يجعل الدول العظمى واصدقاءنا واشقاءنا‮ ‬يوافقون مع اميركا ويقفون مكتوفي‮ ‬الايدي‮ ‬امام الغول الاميركي‮ ‬الهائج‮. ‬لكنني‮ ‬ما توقعت ان تقوم بغزو مسلح بجيوش المشاة والمارينز وغيرهم،‮ ‬وان حصل،‮ ‬فسيكون محدودا وليس بالكيفية التي‮ ‬حصلت‮. ‬وقد كنا قد تحسبنا لكل الاحتمالات،‮ ‬لكن وبإذن الله،‮ ‬سيتصدى لهم ابناء شعبنا‮ »‬وهاي‮ ‬مو جديدة علينا‮«‬،‮ ‬فقد تحمل العراق كل موجات الغزو من قبل هولاكو ومن بعده،‮ ‬وأنا‮ ‬واثق بأن ابناء شعبنا الشامخ سيكونون لهم بالمرصاد‮«.‬
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  14

لقاء الرئيس مع وزير ايراني
روى الرئيس لي‮ ‬قصصا كثيرة عن لقاءاته مع الزعماء والسياسيين العرب ومن دول الجوار،‮ ‬ومنها هذه الحكاية‮:‬
‮»‬ذات‮ ‬يوم على هامش قمة حركة عدم الانحياز في‮ ‬كوبا عام‮ ‬1979،‮ ‬طلب وزير خارجية ايران،‮ ‬لا أذكر اسمه بالضبط،‮ ‬اللقاء بي‮. ‬كان‮ ‬يحاول في‮ ‬هذا اللقاء تسويق ثورة الخميني‮ ‬واهدافها‮. ‬وتحدث عن علاقات الشاه بالصهاينة ‮. ‬وكان‮ ‬يطلب منا نحن العرب ان نرحب بالثورة الاسلامية‮. ‬ومن طلباته الغريبة الاستفزازية ان لا‮ ‬يتدخل العراق في‮ ‬شؤون ايران‮.‬
قلت له دعوا ثورتكم لكم،‮ ‬واتركوا شعوب الدول المجاورة تقرر مصيرها بنفسها،‮ ‬وعليكم ان ترحلوا عن الجزر العربية الثلاث‮. ‬وقلت كلاماً‮ ‬كثيراً‮ ‬من هذا القبيل‮. ‬فأجابني‮ ‬بوقاحة‮: ‬ليس لكم حق التدخل بمصير الجزر الثلاث،‮ ‬ولم‮ ‬يكلفكم احد بالمطالبة والتحدث نيابة عن دولة الامارات،‮ ‬ونحن‮ ‬غير مستعدين للتحدث معكم في‮ ‬هذا الشأن‮. ‬فأخبرته ان عليهم ان‮ ‬يقرأوا نهجنا جيداً‮ ‬لكي‮ ‬لا‮ ‬يخطئوا في‮ ‬التصرف،‮ ‬وعليهم ان‮ ‬يعرفوا اننا بعثيون،‮ ‬وكل قضية عربية هي‮ ‬قضيتنا،‮ ‬ولا نحتاج لمن‮ ‬يكلفنا بذلك‮.‬
‮»‬لذا،‮ ‬على اخواننا العرب وخاصة القادة ان‮ ‬يتذكروا كيف كان العراق سداً‮ ‬منيعاً‮ ‬في‮ ‬وجه الفرس ونواياهم الشريرة‮. ‬ان ايران تحلم بل وتخطط لاجتياح الخليج العربي‮ ‬بعد تغييب العراق،‮ ‬ولكن لو بقي‮ ‬العراق على ما كان عليه قبل العدوان الغاشم عليه،‮ ‬لما استطاعت‮ ‬ايران ان تتطاول على اشقائنا العرب‮.‬
‮»‬حين جاء الخميني‮ ‬الى الحكم مدفوعاً‮ ‬من اميركا،‮ ‬قامت جماعته بفوضى كبيرة في‮ ‬ايران‮. ‬قلنا حينها‮: ‬هذه ليست ثورة وإنما فوضى‮«.‬
‮»‬وعلى اخواننا العرب ان‮ ‬يتذكروا دائما وصية الشاه لابنه عندما قال له‮: ‬يا ولدي،‮ ‬لقد أمنت لك الضفة الشرقية لشط العرب والخليج‮ »‬الفارسي‮«‬،‮ ‬فما عليك الا ان تؤمن الضفة الغربية‮. ‬وبالطبع ستكون الكويت اول الخاسرين‮. ‬ورحم الله سيدنا عمر‮ »‬رض‮« ‬حين قال‮: »‬ليت بيننا وبين فارس جبلاً‮ ‬من نار‮«.‬
وهنا‮ ‬يروي‮ ‬الرئيس هذه القصة عن سبب رفض العراق اية تبرعات للأضرحة من ايران،‮ ‬فيقول‮:‬
‮»‬ذات‮ ‬يوم،‮ ‬عندما كنت نائباً‮ ‬للرئيس،‮ ‬كنت أتجول متنكراً‮ ‬في‮ ‬بعض مناطق بغداد،‮ ‬فاذا بتظاهرة حاشدة امامي‮. ‬وكان بعض المتظاهرين‮ ‬يحملون شبّاكاً‮ ‬حديدياً‮. ‬فترجلت من السيارة وسألنا احدهم عن القصة،‮ ‬فقال‮: ‬هؤلاء معنا،‮ ‬وهم ايرانيون جلبوا من ايران تبرعات لجدنا الحسين‮. ‬فقلنا له‮: ‬لم نر سوى شبّاك واحد‮. ‬فأجاب‮: ‬هناك شبّاك اخر في‮ ‬المنطقة الفلانية‮. ‬وفعلاً‮ ‬ذهبنا الى هناك،‮ ‬فوجدنا ايضا تظاهرة حاشدة،‮ ‬ويحمل المتظاهرون شبّاكاً‮ ‬يمكن لأي‮ ‬حداد عراقي‮ ‬وبأقل المهارات ان‮ ‬يصنع افضل منه الف مرة‮. ‬هنا نبهنا الوزارات المعنية بعدم قبول اي‮ ‬تبرع من ايران،‮ ‬فالحسين جدنا،‮ ‬ونحن اولى بإضافة اي‮ ‬شيء للمراقد من خيرات العراق الكثيرة‮. ‬وللأسف،‮ ‬فان الايرانيين هم هكذا،‮ ‬يستغلون سذاجة بعض الناس البسطاء لتمرير مخططاتهم المشبوهة‮. ‬اما الآن،‮ ‬فأتمنى على العراقيين الانتباه لهذه المسألة‮«.‬

ذكريات مع بعض الاشقاء
تطرقت في‮ ‬الحديث مع الرئيس الى بعض ذكرياته مع الأخوة العرب،‮ ‬فقال‮: »‬في‮ ‬عام‮ ‬1980،‮ ‬وقعنا على قرار مع السعودية لتحذير دول العالم من نقل سفاراتها الى القدس،‮ ‬وقبل عودتي‮ ‬الى بغداد،‮ ‬بدأت الدول تعيد سفاراتها الى تل أبيب لمجرد ان قلنا اننا سنستخدم سلاح النفط ضد اي‮ ‬بلد‮ ‬ينقل سفارته الى القدس‮. ‬كان لهذا القرار تأثير كبير رغم انه عقد بين دولتين فقط‮. ‬فقد أدركوا جدية موقفنا‮.‬
وكانت علاقتنا جيدة بالسعودية‮. ‬وقد قال لي‮ ‬الأخ الملك فهد رحمه الله‮: ‬يا فلان،‮ ‬ما رأيك ان نحسم موضوع المنطقة الحدودية بين العراق والسعودية‮. ‬فقمت بتكليف وزير الخارجية آنذاك من دون تدخل القيادتين‮«.‬

زيارة الرئيس الى السعودية عام‮ ‬1990
كان العراق عام‮ ‬1988‮ ‬قد خرج للتوّ‮ ‬من حرب ضروس شنها النظام الايراني‮ ‬عليه،‮ ‬محققاً،‮ ‬أكبر انتصار في‮ ‬تاريخ العرب الحديث‮. ‬وبدلا من ان‮ ‬يخرج ضعيفاً‮ ‬كما أريد له،‮ ‬خرج برابع أقوى جيش في‮ ‬العالم،‮ ‬وترسانة من الأسلحة الحديثة وجيش جرار وقادة‮ ‬يمتلكون خبرة ميدانية في‮ ‬كل انواع القتال‮.‬
عندما علم الملك بهد بن عبد العزيز بقدوم الرئيس صدام حسين الى المملكة،‮ ‬وكانت طائرته ما زالت محلقة في‮ ‬الجو،‮ ‬هب لاستقبال ضيفه الكبير الذي‮ ‬كانت تربطه به علاقة وطيدة منذ عام‮ ‬1980‮ ‬عندما كان وليا للعهد‮. ‬حال وصول الرئيس الى ارض المطار،‮ ‬عانقه الملك بحرارة‮. ‬ومن الصدف ان السماء كانت تمطر،‮ ‬فقال الملك للرئيس‮: ‬والله‮ ‬يا أبا عدي‮ ‬حتى السماء قد استقبلتك بخيرها‮.‬
التقى الزعيمان في‮ ‬المكان المخصص للرئيس،‮ ‬وتحدثا مطولا عن هموم الأمة،‮ ‬والعلاقات الوطيدة بين العراق والمملكة،‮ ‬وعن مستقبل المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية محور الصراع في‮ ‬الشرق الاوسط‮.‬
أبدى الرئيس صدام حسين للملك انزعاجه الشديد من تصرفات الكويت،‮ ‬وان الكويت لا تقوم بهذه الاستفزازات الا مدفوعة من جهات اجنبية‮. ‬وقال ان العراق سيتكفل،‮ ‬عند اي‮ ‬تدخل خارجي،‮ ‬بحماية المملكة ودول الخليج الاخرى‮.‬
طلب الملك من الرئيس ان‮ ‬يعمل على تهدئة الأوضاع،‮ ‬وان المملكة ستبذل قصارى جهدها لحل كل ال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralmahdy.yoo7.com
نور المهدى
Admin
نور المهدى


عدد المساهمات : 211
تاريخ التسجيل : 28/05/2010
العمر : 65
الموقع : مدير منتدى نور المهدى فلسطين

القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين    القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Emptyالأحد 13 مارس 2011, 12:05 pm



القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  49
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  14
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  2oadyflagالقصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  13899420154b94dba800b37

( تكملة - القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين )
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  395787

الرواية الاميركية‮ : ‬صدّام نُقل في‮ ‬سرية تامة الى واشنطن مخدّراً‮ ‬بجرعات من إنتاج الصهاينة ي
بوش أراده مكبّلاً‮ ‬داخل قفص حديدي‮ ‬ليقول للعالم‮ : ‬هذا هو الشخص الذي‮ ‬حاربنى

القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Mwf8zb4p0ob6q4mr4vnh

طلب الملك من الرئيس ان‮ ‬يعمل على تهدئة الأوضاع،‮ ‬وان المملكة ستبذل قصارى جهدها لحل كل الاشكالات في‮ ‬المنطقة وخاصة بين العراق والكويت،‮ ‬وستقوم المملكة بتحسين الاقتصاد العراقي‮ ‬ليستعيد عافيته،‮ ‬وسيطلب من دول الخليج مساعدة العراق،‮ ‬وقال‮: ‬يا ابا عدي،‮ ‬ارجو ان لا نقوم لا نحن ولا انتم بأي‮ ‬تصرف‮ ‬يزيد التوتر في‮ ‬المنطقة،‮ ‬ويكون ذريعة لقدوم الاساطيل والجيوش،‮ ‬ورلا ستحصل كارثة في‮ ‬المنطقة بأسرها تهدد حاضر الأمة ومستقبلها‮. ‬وطلب من الرئيس صدام حسين الا‮ ‬يصغي‮ ‬لاستفزازات الكويت قائلاً‮ ‬إن الكويت ما هي‮ ‬الا دولة صغيرة،‮ ‬وللغرب وأميركا مصالح كبيرة فيها،‮ ‬وإن أي‮ ‬مساس بها سيجلب الويل للمنطقة‮.‬
بعد انتهاء الزيارة،‮ ‬طلب الرئيس من الملك فهد أن‮ ‬يحل ضيفاً‮ ‬على العراق،‮ ‬وقد قبل الملك‮ ‬الدعوة وزار العراق في‮ ‬ذاك العام‮.‬

علاقة العراق بالأردن الشقيق
ويكمل الرئىس‮:‬
‮»‬وكان لدينا مطار داخل الاراضي‮ ‬الأردنية من اجل اسناد ودعم الأردن،‮ ‬وقد سألني‮ ‬الأخ الملك حسين قائلا‮: ‬نناشد حكمتك في‮ ‬هذا الموضوع‮. ‬فقلت له‮: ‬لك المطار وأرض المطار وما بعد المطار وما قبله‮. ‬وهذا كله في‮ ‬جانب السيادة وليس السياسة‮.‬
‮»‬وأذكر ان الأردن الشقيق كان‮ ‬يمر في‮ ‬إحدى السنوات بضائقة مالية‮. ‬وقد علمت ان الملك حسين كان في‮ ‬طريقه الى الكويت‮. ‬وقد أبلغ‮ ‬الكويتيون الملك ان وزير الخارجية الكويتي‮ ‬سيكون في‮ ‬استقباله في‮ ‬المطار،‮ ‬رغم وجود امير الكويت جابر،‮ ‬ولم‮ ‬يكن هناك ما‮ ‬يشغله لنقول ان لديه عذراً‮. ‬وهذا التصرف لا‮ ‬ينسجم مع البروتوكول الرسمي‮ ‬واخلاقنا العربية‮.‬
تضايق الملك،‮ ‬فاتصلت به وطلبت تغيير مسار رحلته والتوجه الى بغداد‮. ‬وعلى الفور،‮ ‬ذهبت الى المطار لاستقباله حتى ان بعض الرفاق فوجئوا لعدم وجود علم مسبق بالزيارة‮. ‬كان العراق آنذاك تحت الحصار الظالم،‮ ‬ولسرعة الاجراءات،‮ ‬طلبت من السكرتير احضار محافظ البنك المركزي‮ ‬ووزير المالية،‮ ‬وطلبت منهما جرداً‮ ‬بالموجود الفعلي‮ ‬من العملة الصعبة للخزينة العراقية‮. ‬ثم طلبت منهما ان تقسم الى نصفين،‮ ‬نصف‮ ‬يبقى في‮ ‬الخزينة والنصف الآخر لأخواننا في‮ ‬الاردن‮. ‬فقد كانت طلبات الملك حسين مستجابة لاننا كنا نعتبر العراق والأردن حالة واحدة‮.‬
‮»‬حصلت حالة مشابهة مع الرئيس حسني‮ ‬مبارك،‮ ‬حيث كانت أوضاع مصر المالية صعبة‮. ‬واتخذنا موقفاً‮ ‬لا نريد الدخول في‮ ‬تفاصيله‮. ‬اما أن‮ ‬يقف موقفاً‮ ‬ضدنا،‮ ‬فهذا أمر‮ ‬غريب،‮ ‬ولا‮ ‬يوجد ما‮ ‬يستوجب ذلك‮.‬
‮»‬عندما نذكر هذه المواقف،‮ ‬لا نذكرها من باب اننا نمنّ‮ ‬على أحد او نتبجح بهذا القول،‮ ‬وإنما لأننا نؤمن بأن المال العربي‮ ‬واحد،‮ ‬وان خيرات الامة‮ ‬يجب ان توظف لخدمة شعوبها،‮ ‬فلم نكن‮ ‬يوماً‮ ‬قطريين،‮ ‬ولم تكن نظرتنا ضيقة،‮ ‬وانما ننظر بعين واحدة الى العراقي‮ ‬والموريتاني‮ ‬مثلما ننظر الى الفلسطيني‮ ‬والمصري‮ ‬والاردني‮ ‬والخليجي‮ ‬وغيرهم‮. ‬هذه النظرة ماكانت تروق لأعدائنا لانها تقضي‮ ‬على حالة التجزئة والقطرية التي‮ ‬رسمها لنا سايكس بيكو وغيرها‮.‬
‮»‬في‮ ‬مؤتمرات القمة العربية،‮ ‬كانت أميركا تتدخل بشكل سافر فيها،‮ ‬اما برسائل خطية أو عن طريق مبعوثيها،‮ ‬وتملي‮ ‬عليهم ما‮ ‬يقولونه او‮ ‬يفعلونه‮. ‬وكنا نقول لأخواننا القادة العرب لا تصغوا لاميركا وكفى مهانة‮.. ‬يبدو أن الأمة عليها ضغط،‮ ‬والكرسي‮ ‬احياناً‮ ‬يستجيب للضغط من اجل الكرسي‮ ‬ذاته‮. ‬لكن صدام حسين لن‮ ‬يستجيب للضغط،‮ ‬انما استجابته تكون للأمة ونضالها‮. ‬وكنا نقول دائماً‮ ‬ان العراق القوي‮ ‬قادر أن‮ ‬يمتص اي‮ ‬ارتطام،‮ ‬ويحمي‮ ‬الأمة،‮ ‬لكن بعض المسؤولين العرب تجاهلوا العراق إما لاهمال او لضعف او لغيره،‮ ‬ونسوا أن العراق سند لهم وتتكسر على صخرته أحلام العدوان‮. ‬وكما هو معروف في‮ ‬الوطن العربي،‮ ‬فإن هناك‮ ‬غيرة بين الزعامات،‮ ‬فعندما‮ ‬يبرز احدهم كقائد،‮ ‬تبدأ سهام الغيرة تنهال عليه‮.‬
لذا،‮ ‬فإننا نطالب اخواننا العرب وخاصة اصحاب الشأن أن‮ ‬يتحملوا مسؤولياتهم تجاه الأمة وأطمئنهم انني‮ ‬متمسك بالعروة الوثقى‮«.‬
قبل أن أسأل الرئيس عن دعوة اطلقها المرحوم الشيخ زايد آل نهيان رئىس دولة الامارات العربية،‮ ‬للرئىس صدام حسين بالتنحي‮ ‬عن الرئاسة،‮ ‬وسميت مبادرة الشيخ زايد،‮ ‬أثرت معه موضوع التخلي‮ ‬عن السلطة،‮ ‬فقال‮:‬
‮»‬نعم‮ ‬يا ولدي‮ ‬خليل،‮ ‬فإن شاء الله،‮ ‬بعد أن تنتهي‮ ‬المدة التي‮ ‬اختارنا الشعب لخدمته‮ (‬الولاية الأخيرة في‮ ‬عام‮ ‬2009‮)‬،‮ ‬فإنني‮ ‬كنت قد قررت سابقاً‮ ‬أن استريح وأترك قيادة العراق لاخواننا ورفاقنا في‮ ‬القيادة‮. ‬لقد تعبت كثيرا،‮ ‬وأريد أن أخلد للراحة واتفرغ‮ ‬لعبادة الله بشكل أكثر‮. ‬اما أن نخرج من موقعنا الذي‮ ‬اختارنا له شعبنا العظيم بالقوة،‮ ‬فهذا من المستحيل،‮ ‬لاننا لا نخضع للضغط والابتزاز‮«.‬

رئيس دولة عربي‮ ‬قال للدليمي‮ : ‬إن الله منح العرب جبلاً‮ ‬من نار هو صدام ولكن العرب أضاعوه
صدام قال لمحاميه‮ : ‬لا ألوم الرؤساء العرب فدعوا رقبتي‮ ‬بعيدة عنهم فقد وضعتها بين‮ ‬يدي‮ ‬الله
عدد من الزعماء قاموا بمحاولات لإقناع أميركا بإطلاق سراح صدام وباءت محاولاتهم بالفشل
كان لدي‮ ‬ثقة بأن النائب عزة الدوري‮ ‬سيقف الموقف المطلوب،‮ ‬لكن سفره السريع،‮ ‬حال دون مناقشة هذا الامر الخطير معه‮.‬
تصور أصحاب هذه الفكرة ان القيادة الوطنية وصدام حسين سيستجيبون لهذا الرأ‮ ‬ي‮ ‬السيىء،‮ ‬بسبب الخوف الذي‮ ‬تصوروه في‮ ‬مخيلتهم المريضة،‮ ‬هذا الخوف الذي‮ ‬باعتقادهم سيهزم أهل الايمان،‮ ‬فتترك القيادة الوطنية شعب العراق ورفاق الدرب والنضال‮ ‬يواجهون بمفردهم عدوان اميركا والصهيونية‮.. ‬ان القدر اختارنا لهذه المسؤولية،‮ ‬ثوارا ومجاهدين،‮ ‬منذ البداية في‮ ‬عام‮ ‬1959،‮ ‬لنكون جزءا من هذا الشعب العظيم الذي‮ ‬قدم اغلى التضحيات،‮ ‬ونحن نتمسك به،‮ ‬ولن نتخلى عنه،‮ ‬كما انه لن‮ ‬يتخلى عنا في‮ ‬اصعب الظروف‮.. ‬لقد قلت في‮ ‬أكثر من مناسبة،‮ ‬ان من‮ ‬يخاف اميركا والصهيونية بسبب ضعفه،‮ ‬فإننا قادرون ومستعدون لتقويته بالايمان والحق،‮ ‬ونحن لم تأت بنا اميركا او الصهاينة للحكم،‮ ‬فكيف نخافها‮.. ‬لذلك فهي‮ ‬تتآمر علينا‮. ‬حتى الدول التي‮ ‬وافقت،‮ ‬او وافقت على مضض على ما سمي‮ ‬بالمبادرة وألصقت بالشيخ زايد،‮ ‬فإن هذه الدول لم تحمل سوءا للعراق،‮ ‬لكنهم لم‮ ‬يقرأوا جيدا خبث ومكائد الصهيونية،‮ ‬باستثناء شيوخ الكويت الذين كانوا‮ ‬يقصدون كل السوء‮.‬
إننا قبل ان نرفض مجرد سماع هذه المسماة المبادرة،‮ ‬كان أغلب اخواننا القادة العرب قد رفضوها بمن فيهم المملكة العربية السعودية‮. ‬فليخسأوا ان كانوا‮ ‬يعتقدون ان صدام ورفاقه سيسلمونهم العراق على طبق من ذهب‮. ‬قاتلناهم وسنقاتلهم حتى تدمى اقدامهم،‮ ‬وسنحرر بلدنا منهم وسنهزمهم هزيمة تريح العالم من شرورهم‮.‬
كان في‮ ‬تصورهم أن موافقتنا على المبادرة،‮ ‬ستجعلهم‮ ‬يتسلمون العراق من دون قتال،‮ ‬وانهم سيحرمون العراق من موقف اخوانه العرب طبقا لمعاهدة الدفاع المشترك،‮ ‬في‮ ‬حال رفضنا مطالبهم‮. ‬هذا الرفض‮ ‬غير القابل للمساومة حتى في‮ ‬اصعب الظروف وذلك بحجة إلقاء المسؤولية على صدام والعراق في‮ ‬رفضهم المبادرات‮. ‬وبذلك،‮ ‬وفي‮ ‬كلتا الحالتين،‮ ‬فإن اميركا والصهيونية ستحققان اغراضهما الدنيئة،‮ ‬فيكونون قد ضربوا عصفورين بحجر‮. ‬لكنهم سيجدوننا دائما في‮ ‬صدورهم،‮ ‬في‮ ‬خنادق القتال‮.. ‬المنية ولا الدنية‮.‬

بوش وثمن التنحي‮!‬
في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬كانت فيه كل الضغوط تنصب على الرئيس كي‮ ‬يتنحى عن الحكم،‮ ‬لتوهم الجميع بأن تنحيه سيكون لمصلحة العراق،‮ ‬بالاضافة الى ما قاله بريماكوف في‮ ‬زيارته الثانية للعراق،‮ ‬وكذلك الجهود التي‮ ‬بذلتها الامارات العربية المتحدة امام قمة للزعماء العرب من اجل تنحي‮ ‬صدام حسين وكبار مساعديه،‮ ‬واعتبرت تلك المبادرة آنذاك بأنها المرة الاولى التي‮ ‬توجه فيها دولة عربية نداء رسميا من هذا النوع‮. ‬كان بوش آنذاك‮ ‬يجتمع مع رئيس الوزراء الاسباني‮ ‬خوسيه ازنار في‮ ‬مزرعته في‮ ‬كروفورد بتكساس في‮ ‬22‮/‬2‮/‬2003‮ ‬حسب صحيفة ال باييس الاسبانية في‮ ‬عددها الصادر في‮ ‬26‮/‬9‮/‬2007‮. ‬وقد قال بوش اثناء ذلك الاجتماع ان صدام حسين مستعد ان‮ ‬يذهب الى المنفى شرط ان‮ ‬يحصل على مليار دولار‮. ‬وقد سأله ازنار ان كان صدام حسين سيرحل حقا،‮ ‬فكان رد بوش نعم مع احتمال آخر بأنه سيغتال‮. ‬وتقول الصحيفة ان بوش كان‮ ‬يضغط على الدول الاعضاء في‮ ‬مجلس الامن التابع للامم المتحدة في‮ ‬ذلك الوقت لتأييد قرار استخدام القوة،‮ ‬وانه قال‮: ‬مهما‮ ‬يحدث‮ »‬سنكون في‮ ‬بغداد بنهاية آذار‮«.‬
وحسب الصحيفة،‮ ‬فإن بوش اشار بنبرة متفائلة الى اعادة اعمار العراق،‮ ‬واعتقاده بأن العراق‮ »‬يمكن ترتيبه في‮ ‬اطار اتحاد‮«. ‬وقال‮: »‬ان صدام لن‮ ‬يتغير وسيواصل ممارسة اللعب‮. ‬وقد حان الوقت للتخلص منه‮«.‬
ان من‮ ‬يعرف صدام حسين،‮ ‬يدرك ان كل اموال العالم لا تغزيه ليترك وطنه وشعبه،‮ ‬يترك العراق لهؤلاء الحثالة‮.. ‬وان كانت الاموال تغريه كما‮ ‬يعتقد اعداؤه واعداء العراق،‮ ‬فلماذا لم‮ ‬يقبل بهذه المبادرة‮. ‬لقد كان الرئيس‮ ‬يدرك وبعمق نفسية اعدائه وخاصة بوش،‮ ‬ويدرك انهم‮ ‬يريدون احتلال العراق بأي‮ ‬ثمن،‮ ‬وان صدام هو‮ ‬غصة في‮ ‬حلوقهم‮.‬

الجهود الديبلوماسية
كان الرئيس صدام حسين قد منحني‮ ‬الثقة الكاملة للتحرك حسب رؤيتي‮ ‬للامور،‮ ‬وحسب الظرف المتاح لزيارة الدول التي‮ ‬ارى انها قد تؤثر في‮ ‬المشهد العراقي‮. ‬فقد كان الرئيس‮ ‬يقدر دوري‮ ‬وخطورة ردود فعل خصومه وخصوم العراق،‮ ‬خاصة بعد ان علم بما تعرضت له من محاولات اغتيال‮ (‬احدى عشرة محاولة‮)‬،‮ ‬وكان‮ ‬يثني‮ ‬على دوري‮ ‬امام زملائي‮ ‬المحامين،‮ ‬ويعتمد علي‮ ‬في‮ ‬امور كثيرة خارج اطار الامور القانونية‮. ‬من هنا،‮ ‬ومع اشتداد حدة الوتيرة التصاعدية لمهزلة المحاكمة بعد الشهر الخامس من عام‮ ‬2006،‮ ‬قام بتكليفي‮ ‬بنقل رسائل شفوية وخطية الى عدد من الزعماء لتوضيح الصورة عن الوضع في‮ ‬العراق،‮ ‬وخولني‮ ‬قول ما اراه مناسبا من دون ان‮ ‬يفرض علي‮ ‬حوارا معينا‮. ‬كان هدفي‮ ‬الاول انقاذ الرئيس وانقاذ العراق من خلاله‮. ‬فقمت بحملة نشطة بزيارة عدد كبير من سفارات دول وممثلي‮ ‬حكومات عربية واجنبية‮. ‬كنت ألتقي‮ ‬السفراء في‮ ‬مكاتبهم،‮ ‬وكانوا‮ ‬يستقبلونني‮ ‬بكل ترحاب وتقديم كافة التسهيلات‮. ‬وبعضهم التقيتهم مساء في‮ ‬امكنة خارج مكاتبهم‮. ‬وكان الرئيس ممتنا لجهودي‮ ‬تلك،‮ ‬فقد قال في‮ ‬لقاء معنا،‮ ‬انا وزملائي‮ ‬بتاريخ‮ ‬30‮ ‬تشرين الاول‮ ‬2006‮: »‬هيئة الدفاع عمل اخلاقي‮ ‬وجهادي‮ ‬ونضالي‮ ‬ثوري،‮ ‬فالجميع هدفهم واحد،‮ ‬فبارك الله فيكم،‮ ‬وعملكم‮ ‬يوازي‮ ‬عمل الاستاذ خليل وباتجاه واحد مع الهيئة‮«‬،‮ ‬من دون ان‮ ‬يعرف زملائي‮ ‬ماهية جهدي‮ ‬الاخر هو الاتصال بالزعماء والسفراء‮. ‬لكن عندما منعني‮ ‬الجانب الاميركي‮ ‬في‮ ‬الايام الاخيرة،‮ ‬بعد اصدار قرار الحكم الجائر،‮ ‬من التوجه الى بغداد لمقابلة الرئيس صدام حسين،‮ ‬اضطررت والرئيس لتبادل الرسائل بواسطة احد الزملاء لاطلعه على سير الامور‮.‬
اثناء قيامي‮ ‬بتلك المهمة التي‮ ‬كلفني‮ ‬بها الرئيس،‮ ‬كان مطلبي‮ ‬محددا وهو انقاذ العراق‮. ‬وقلت للزعماء الذين التقيتهم ان هذا لن‮ ‬يتم الا بإعادة الرئيس صدام حسين لقيادة العراق‮. ‬فقد كانت لدي‮ ‬قناعة بأن العراق لن‮ ‬ينعم بالامن والاستقرار من دون صدام حسين،‮ ‬وستعم الفوضى،‮ ‬وسيضيع العراق،‮ ‬ومن المستحيل ان‮ ‬يحكم العراقيون بغير الطريقة التي‮ ‬نشأوا عليها‮. ‬وقد حصلت على وعد بهذا الخصوص من الزعماء وحتى سفراء وممثلي‮ ‬الحكومات الاخرى الذين كانوا‮ ‬يؤكدون على ضرورة عودة الرئيس الى الحكم كما كان،‮ ‬مع تجنب بعض الاخطاء التي‮ ‬حصلت في‮ ‬الماضي،‮ ‬وكانوا‮ ‬يجمعون على ان المنطقة قد فقدت توازنها بسبب تدمير العراق ووضوح الخطر الفارسي‮ ‬على العرب والمسلمين‮. ‬لكن جهودهم لم تفلح لانها كانت محاولات فردية‮.‬
وهنا لا بد من الرد على بعض المزاعم التي‮ ‬تقول انني‮ ‬وبعض اقرباء الرئيس قمنا بجهود شخصية للاتصال ببعض الزعماء،‮ ‬فهذا كلام‮ ‬غير دقيق،‮ ‬فالرئيس صدام حسين هو الذي‮ ‬طلب مني‮ ‬ذلك باعتباري‮ ‬كنت الاقرب له خلال فترة الاعتقال،‮ ‬ولدي‮ ‬رسائل بخط‮ ‬يده خاطب فيها بعض القادة العرب بخصوص العراق‮. ‬واحتفظ بها للتاريخ‮.‬
وفي‮ ‬احد الايام،‮ ‬كنت على موعد مع احد السفراء البارزين في‮ ‬احدى العواصم العربية،‮ ‬وحين وصلت الى المكان،‮ ‬وجدت عناصر من الميليشيات الطائفية‮ ‬يبدو انهم كانوا‮ ‬يتعقبونني،‮ ‬فاضطررنا الى تغيير المكان،‮ ‬وفي‮ ‬هذا المكان ايضا،‮ ‬كانت العناصر اياها موجودة،‮ ‬لكنني‮ ‬تجاهلت الامر لئلا اسبب حرجا للسفير‮. ‬واثناء جلوسنا،‮ ‬نهض قنصل احدى الدول العربية،‮ ‬وكنت على علاقة وطيدة معه،‮ ‬فتبادلنا السلام،‮ ‬ثم نبهني‮ ‬الى انني‮ ‬مراقب من عناصر عراقية‮. ‬كنت في‮ ‬تلك الفترة اجوب الشوارع العامة واتنقل بسيارات الاجرة لافتقاري‮ ‬لسيارة خاصة‮. ‬وكنت اسابق الزمن،‮ ‬فالوقت‮ ‬يمر سريعا ومسؤوليتي‮ ‬تجاه هذا الرجل تحتم علي‮ ‬الاسراع في‮ ‬انقاذه،‮ ‬وكانت المهمة مضنية،‮ ‬فالعمل هذا‮ ‬يتطلب ان اقوم به بمفردي‮ ‬لاننا متفقان،‮ ‬الرئيس وانا على السرية التامة‮. ‬في‮ ‬تلك اللحظات العصيبة كنت اشعر بأنني‮ ‬اسعى لانقاذ الرئيس،‮ ‬بينما هو‮ ‬يسعى لانقاذ العراق‮.. ‬كانت المهمة ثقيلة جدا‮. ‬وللاسف،‮ ‬كان البعض لا‮ ‬يقدر تلك المعاناة،‮ ‬حيث كنت اهيم في‮ ‬شوارع عاصمة عربية،‮ ‬اخرج من سفارة لادخل الى سفارة اخرى‮. ‬ولن اتطرق الى المعوقات المؤلمة التي‮ ‬واجهتني‮ ‬في‮ ‬هذا الصدد‮.‬
كان هدفي‮ ‬ارضاء الله وارضاء ضميري‮ ‬الانساني‮ ‬والوطني‮ ‬انطلاقا من ايماني‮ ‬بنبل الهدف الذي‮ ‬اسعى إليه‮. ‬وكان الترحيب الذي‮ ‬كنت ألقاه من السادة السفراء،‮ ‬يسهل علي‮ ‬المهمة‮. ‬وهنا لا بد من ان اشير وللتاريخ،‮ ‬بأن كل السفارات العربية والاجنبية التي‮ ‬قصدتها كان سفراؤها‮ ‬يستقبلونني‮ ‬بكل حفاوة واحترام باستثناء سفارة دولة فلسطين التي‮ ‬خرجت منها كما دخلت من دون ان‮ ‬يستقبلني‮ ‬احد‮..‬

اتصالات مع القادة العرب
كان الرئيس‮ ‬يأمل ان‮ ‬يهب القادة العرب للدفاع عن العراق،‮ ‬بوابة الامة الشرقية،‮ ‬اخبرته انني‮ ‬التقيت ببعض الزعماء العرب،‮ ‬ووضعتهم في‮ ‬صورة ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬العراق،‮ ‬والرؤية المستقبلية لما سيجري‮ ‬في‮ ‬المنطقة،‮ ‬وكانوا جميعا متعاطفين مع العراق والرئيس صدام حسين‮. ‬اخبرته انني‮ ‬التقيت برئيس عربي‮ ‬كان‮ ‬يقدره كثيرا‮. ‬وجدته‮ ‬غاضبا جدا ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬العراق ومما‮ ‬يجري‮ ‬للرئيس في‮ ‬سجنه،‮ ‬وقال كنت اتمناه ان‮ ‬يسقط شهيدا في‮ ‬ساحة المعركة او‮ ‬ينتحر ليكون شهيدا ايضا‮! ‬وما‮ ‬يجري‮ ‬للرئيس صدام‮ ‬يعني‮ ‬اهانتنا جميعا‮. ‬واشاد بجهود المحامين،‮ ‬لكنه كان متحفظا على حضور الرئيس جلسات المحاكمة‮. ‬قلت له انهم سيحضرونه بالقوة لو امتنع،‮ ‬فتفهم الامر،‮ ‬ووعد ان‮ ‬يبذل قصارى جهده من اجل العراق والرئيس صدام حسين‮.‬
الزعيم الآخر الذي‮ ‬قابلته قال لي‮: ‬يا أخ خليل،‮ ‬كان الرئيس صدام حسين سياج العرب وسنحاول بكل ما اوتينا من امكانات اعادة الحق الى نصابه‮. ‬وابدى اعجابه الشديد بصلابة الرئيس وشجاعته اثناء المحاكمة‮. ‬لقد بذل هذا الرئيس الذي‮ ‬استقبلني‮ ‬مرتين،‮ ‬اقصى الجهود من اجل العراق‮.‬
الزعيم الاخر استقبلني‮ ‬وقال لي‮: ‬ان الله منح العرب جبلا من نار‮ ‬يقيهم شر الفرس،‮ ‬وهو صدام‮. ‬لكن العرب اضاعوه‮. ‬سنعمل على اعادة الحق الى نصابه‮. ‬اريد فقط من ابي‮ ‬عدي‮ ‬ان‮ ‬يصبر ويصبر‮. ‬ونحن لا مصلحة لنا في‮ ‬العراق،‮ ‬لكن ابا عدي‮ ‬كن صمام الامان لهذه الامة‮. ‬وقد بذل هذا الزعيم كل ما‮ ‬يستطيع،‮ ‬لكن التعنت الاميركي‮ ‬بدد كل المحاولات للاصلاح‮.‬
‮(‬بعد اغتيال الرئيس،‮ ‬التقيت بأحد الرؤساء،‮ ‬وكان متأثرا جدا حتى انه بكى مرات عديدة على ما جرى للرئيس وما‮ ‬يجري‮ ‬للعراق‮).‬
التقيت بعدها عددا من ممثلي‮ ‬بعض الرؤساء العرب نيابة عن رؤسائهم بسبب ظروفهم وانشغالهم‮. ‬كان الجميع متعاطف مع العراق والرئيس صدام حسين وللتاريخ اقول ان دولتين لم‮ ‬يستقبلني‮ ‬رئيساها او ممثلان عنهما‮. ‬وربما اجد العذر للاولى لانها تقع في‮ ‬الضفة الاخرى‮. ‬اما الثانية،‮ ‬فلا عذر لها‮. ‬لكن الضغط عليها‮ ‬غير اعتيادي‮. ‬وكان بإمكان زعيمها ان‮ ‬يلتقي‮ ‬معنا سرا كما حصل مع كل الزعماء وبعيدا عن وسائل الاعلام‮.‬
يقول الرئيس‮: »‬لا ألوم الرؤساء العرب،‮ ‬ولا اريد احراجهم،‮ ‬لكن في‮ ‬الوقت ذاته لا ألتمس لهم عذرا،‮ ‬فدعوا رقبتي‮ ‬بعيدة عنهم‮. ‬فقد وضعتها بين‮ ‬يدي‮ ‬الله،وحياتي‮ ‬لا تهمني‮ ‬بقدر ما‮ ‬يهمني‮ ‬ان‮ ‬ينصفني‮ ‬التاريخ‮«.‬
لكنني‮ ‬اقول ان موقف بعض القادة العرب خذل الرئيس صدام حسين‮. ‬فالموقف القومي‮ ‬الريادي‮ ‬للرئيس صدام،‮ ‬بالاضافة الى فضل العراق على الامة،‮ ‬قد وضعا على ما‮ ‬يبدو بعض هؤلاء القادة في‮ ‬موقف حرج‮. ‬فبعضهم ساهم في‮ ‬تدمير العراق سواء علموا او لم‮ ‬يعلموا،‮ ‬وافقوا أم لم‮ ‬يوافقوا‮. ‬فالقوات الاميركية كانت قد دخلت العراق من اراضي‮ ‬بعض الدول العربية،‮ ‬ودخلت قوات تابعة وعميلة من دولة اسلامية مجاورة‮.‬
اما ما‮ ‬يتعلق بالجامعة العربية،‮ ‬فقد قال الرئيس وفي‮ ‬مرات عديدة ان عتبه كبير على الجامعة العربية وعلى السيد عمرو موسى،‮ ‬اذ‮ »‬لم نر منذ احتلال العراق موقفا واضحا،‮ ‬بل انني‮ ‬لا افهم كيف تتعامل الجامعة مع رموز الاحتلال،‮ ‬رغم انها تدرك ان العراق‮ ‬يمثل خط الدفاع الاول عن الامة‮. ‬فانهيار العراق وانهيار هذا الخط‮ ‬يعني‮ ‬ان الطوفان سيلحق الجميع‮«..‬
وكانت اثناء ذلك قد سرت اشاعة ان عمرو موسى سيقوم بزيارة الى العراق،‮ ‬وكانت بعض المصادر قد صرحت بأنه سيزور الرئيس صدام حسين في‮ ‬معتقله‮. ‬سألني‮ ‬الرئيس ان كان عمرو موسى سيزوره حقا،‮ ‬فأخبرته ان بعض الصحف ذكرت هذا الخبر‮. ‬فقال‮:‬
‮»‬إن زارني‮ ‬فسأستقبله بكل ترحيب،‮ ‬فحسنا‮ ‬يفعل،‮ ‬لان هذه الزيارة قد تكون نقطة تحول حاسمة،‮ ‬وقد تغير الكثير من الامور‮. ‬ويقينا سيكون في‮ ‬جعبته شيء ما،‮ ‬وسأكون منفتحا معه بشكل ايجابي‮ ‬لما‮ ‬يمكن ان‮ ‬يخدم شعبي‮ ‬الصابر المجاهد‮«.‬
لكن عمرو موسى ‮ ‬لم‮ ‬يأت‮..‬

بعض المبادرات لإطلاق سراح الرئيس
بعد ان قمت شخصيا،‮ ‬وبتكليف من الرئيس،‮ ‬بالاتصال بعدد من الزعماء العرب،‮ ‬لتوضيح حقيقة ما‮ ‬يتعرض له العراق من تخريب وتفتيت وتدمير شامل،‮ ‬قام عدد منهم بمحاولات لاقناع الادارة الاميركية بإطلاق سراح الرئيس صدام حسين‮. ‬لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل لسببين‮:‬
الاول ان هذه الجهود كانت فردية،‮ ‬وقد اقترحت على بعض السادة الزعماء ان تعقد قمة عربية مصغرة‮ ‬ينتج عنها مبادرة،‮ ‬اذ من العار ان‮ ‬يبقى الرئيس صدام حسين خلف القضبان‮.‬
والثاني‮: ‬تعنت الادارة الاميركية وغباؤها المفرط،‮ ‬اذ دفعت ايران ومن والاها في‮ ‬داخل العراق،‮ ‬بعض القادة السياسيين والعسكريين الاميركا لتشويه صورة الحقائق عما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬العراق،‮ ‬وذلك من خلال تقارير هؤلاء القادة الى البيت الابيض‮. ‬وكنت على علم تام بأن بعض الحكومات العربية نجحت الى حد ما في‮ ‬اقناع الادارة الاميركية بتغيير بعض هذه القيادات السياسية والعسكرية الميدانية،‮ ‬وبدأت فعلا تصل الحقائق الى الادارة الاميركية‮. ‬وبدأ الموقف‮ ‬يتغير قليلا‮. ‬وعندما استشعرت ايران وتابعوها بهذه التغييرات،‮ ‬استعجلت الامر قبل فوات الاوان،‮ ‬وضغطت باتجاه التخلص من الرئيس صدام حسين‮. ‬واننا ولكي‮ ‬لا نحرج هذه الدول العربية بمواقفها التاريخية تجاه العراق والرئيس صدام حسين،‮ ‬فإننا نتحفظ على ذكر اسمائها حتى زوال هذه الشدة‮.‬
اما في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالمبادراة الشخصية،‮ ‬فقد كنت اطلع على تفاصيل اي‮ ‬لقاء مع ممثلي‮ ‬الولايات المتحدة الاميركية او‮ ‬الحكومة البريطانية،‮ ‬من باب تخويل الرئيس لي‮ ‬ان اجعله في‮ ‬صورة كل ما‮ ‬يحدث،‮ ‬مع رفضه المسبق لاي‮ ‬تفاوض خارج نطاق القيادة الشرعية في‮ ‬المعتقل‮. ‬فقد كانت هناك عدة مبادرات نوجز منها على سبيل المثال ما‮ ‬يلي‮:‬
ذات‮ ‬يوم من عام‮ ‬2005،‮ ‬طلب ممثل الادارة الاميركية وممثل توني‮ ‬بلير الالتقاء مع ممثلين عن حزب البعث في‮ ‬احدى العواصم العربية تحت رعاية عربية‮. ‬وكان اللقاء الاول مع مستشاري‮ ‬توني‮ ‬بلير وبحضور احد سفراء بريطانيا في‮ ‬تلك العاصمة العربية‮. ‬فكانت مبادرة الدولة العربية ما‮ ‬يلي‮:‬
‮- ‬إلغاء قانون اجتثاث البعث‮.‬
‮- ‬تعديل الدستور لالغاء الفدرالية وتوزيع الثروات‮.‬
‮- ‬المحافظة على وحدة العراق‮.‬
‮- ‬حرية العمل السياسي‮ ‬في‮ ‬العراق‮.‬
‮- ‬اعادة الجيش العراقي‮ ‬السابق‮.‬
‮- ‬إطلاق سراح كافة المعتقلين والاسرى‮.‬
اما مطالب الجانب العراقي‮ ‬فكانت‮:‬
‮- ‬إعلان الانسحاب اولا‮.‬
‮- ‬اعادة الجيش العراقي‮ ‬وكل المؤسسات الدستورية‮.‬
‮- ‬اطلاق سراح الاسرى بما فيهم الرئيس صدام حسين‮.‬
‮- ‬الغاء كل ما ترتب على الاحتلال عام‮ ‬2003‮ ‬من اجراءات وما صدر من قوانين‮.‬
‮- ‬العودة في‮ ‬كل نقطة تفاوض الى الرئيس صدام حسين‮.‬
كان رد المستشار البريطاني‮ ‬الذي‮ ‬يجيد العربية بطلاقة‮: ‬لا‮ ‬يمكن الحديث عن صدام لانه موجود عند العلوج‮ (‬مازحا‮)‬،‮ ‬ويمكن الحديث في‮ ‬الامور الاخرى‮. ‬وسأقوم بنقل هذه المقترحات الى حكومتي‮.‬
ولم تثمر كل تلك المفاوضات عن شيء لان المفاوضين الاميركان والبريطانيين ذهبوا الى بلدانهم من دون رد اي‮ ‬جواب‮. ‬وكل تلك المفاوضات كانت استجابة لوساطة عربية من دون علم الرئيس او موافقته‮.‬
اطلعت الرئيس صدام حسين على تلك المبادرات،‮ ‬وكذلك مبادرة الدكتور خير الدين حسيب،‮ ‬الامين العام السابق والمؤسس للمؤتمر القومي‮ ‬العربي‮ ‬في‮ ‬بيروت،‮ ‬فرفض اي‮ ‬اتصال مع الاميركان او البريطانيين‮ ‬يقود الى تحديد مستقبل العراق خاج حدود القيادة الشرعية في‮ ‬المعتقل،‮ ‬وقال‮: »‬اذا كان الاميركا جادين فلا داعي‮ ‬للمناورة هنا وهناك،‮ ‬والالتفاف على هذا الطرف او ذاك‮. ‬نحن موجودون لديهم،‮ ‬والاتصال معنا ليس صعبا،‮ ‬ونرفض تهميش دورنا‮. ‬ان الاميركان‮ ‬يحاولون تشخيص قيادات الحزب والجيش لضرب المقاومة‮«.‬
صدام قال في‮ ‬المحكمة‮ : ‬انا لم ولن استجدي‮ ‬احداً‮ ‬منذ شبابي‮ ‬وقد حكمتُ‮ ‬بالاعدام عدة مرات ولم أطلب الحياة
رفض الرئيس العراقي‮ ‬نقل محاكمته دولياً‮ ‬خوفاً‮ ‬من تغير الموقف السياسي‮ ‬عراقياً
‮ ‬المحكمة مسرحية هزلية وغير دستورية وتمثل اهانة للعدالة والقانون
خلال لقاء الرئيس صدام حسين مع المحامين بتاريخ‮ ‬19‮/‬4‮/‬2006‮ ‬طرح السيد رمزي‮ ‬كلارك فكرة نقل المحاكمة الى خارج العراق،‮ ‬وقال ان المحكمة العليا الاميركية بدأت تقبل الدعاوى المقدمة ضد حكومتها حتى للجرائم التي‮ ‬وقعت خارج الاراضي‮ ‬الاميركية،‮ ‬وقد اقيمت الان عدة دعاوى ضد الحكومة الاميركية،‮ ‬وعليه فانه‮ ‬يمكن للمحامين ان‮ ‬يتقدموا برفع دعوى ضد الحكومة الاميركية لصالح الرئيس،‮ ‬ويمكن للسيد طارق عزيز ان‮ ‬يقوم برفع دعوى كهذه‮.‬
وفي‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بطارق عزيز وعواد البندر او باقي‮ ‬الرفاق،‮ ‬قال الرئيس ان بامكانهم ان‮ ‬يرفعوا مثل هذه الدعاوى،‮ ‬واي‮ ‬واحد منهم‮ ‬يرى ان هذه الدعوى قد تفيده،‮ ‬فلا مانع لدي‮. ‬لكنه شخصيا‮ ‬لا‮ ‬يريد‮. ‬واضاف‮: ‬انا لم استجد احدا منذ شبابي‮ ‬ولن،‮ ‬وقد حكمت بالاعدام عدة مرات،‮ ‬ولم اطلب الحياة لي،‮ ‬فكيف والان عمري‮ ‬ما‮ ‬يقارب السبعين‮. ‬والسؤال الذي‮ ‬يطرح نفسه في‮ ‬ما اذا كان للمحكمة ان تعقد في‮ ‬16‮/‬10‮/‬2006‮ ‬وقد تؤجل لمدة شهر او اكثر وربما اقل‮. ‬ويتساءل الرئيس‮: ‬كم‮ ‬يا ترى‮ ‬يتطلب الامر من وقت لردة فعل المحكمة الاميركية‮. ‬لكن السيد رمزي‮ ‬كلارك اكد انه من الافضل رفع الدعوى بعد ذاك التاريخ‮. ‬وكان هذا رأي‮ ‬بقية المحامين‮. ‬فقال الرئيس‮: ‬اذا ذهبنا الى محمكة دولية،‮ ‬فاننا سنبقى على ذمة التحقيق،‮ ‬والمحاكمة لعدة سنوات مثل الرئيس اليوغوسلافي‮ ‬ميلوسوفيتش‮. ‬ومجرد القبول بالمحكمة خارج العراق،‮ ‬يعني‮ ‬التسليم والاقرار باننا متهمون،‮ ‬وبالتالي‮ ‬الاعتراف باننا مذنبون‮. ‬واعتقد ان الاميركان ومحكمة كهذه،‮ ‬لا امان لهم،‮ ‬وقد‮ ‬يصدرون حكمهم‮ ‬يوم‮ ‬16‮/‬10‮/‬2006‮.‬
ويضيف الرئيس‮:‬
انني‮ ‬اعرف انسانية الاستاذ رمزي‮ ‬كلارك وزملائه المحامين الشرفاء ومساعيهم لانقاذ حياتي،‮ ‬ولكني‮ ‬لا اريد انقاذها بهذه الطرقة،‮ ‬وقد اديت واجبي‮ ‬والحمد الله،‮ ‬وافضل ان‮ ‬يموت صدام بيد العدو من ان‮ ‬يعيش الف سنة،‮ ‬وهذا ما اتمناه‮.. ‬فالحسين عليه السلام،‮ ‬توفاه الله في‮ ‬كربلاء،‮ ‬ولانه مات مظلوما،‮ ‬فانه‮ ‬يعيش حتى الان في‮ ‬قلوب ملايين الناس،‮ ‬والمظلوم‮ ‬يعيش في‮ ‬قلوب الناس وليس الظالم‮. ‬والحسين جدنا،‮ ‬وكما‮ ‬يقول اهل الدليم‮ - ‬اذا صدكت الجدات‮ - ‬حتى المحامي‮ ‬خافيير حين عرض عليّ‮ ‬في‮ ‬احدى الجلسات رفع دعوى ضد ايران لدورها في‮ ‬مأساة بلدة حلبجة،‮ ‬فانني‮ ‬رفضت قائلا لقد علمنا اجدادنا ان لا نشتكي‮ ‬من احد،‮ ‬لان التشكي‮ ‬وفقا لعادات اجدادنا امر معيب،‮ ‬وعلى هذا الاساس توارثنا ذلك‮. ‬وليس من صفات صدام حسين مقاضاة احد،‮ ‬وقد سبق وان رفضت مقاضاة صحيفة الصن لاساءتها لحقوقي‮ ‬كاسير حرب‮. ‬واعتقد ان وثائق حلبجة موجودة لديكم‮. ‬فانا‮ ‬يا اخواني،‮ ‬ولدت في‮ ‬العراق،‮ ‬واعيش فيه،‮ ‬وسأموت فيه‮. ‬فقد تعودت ان اعيش في‮ ‬بلدي،‮ ‬واتنفس هواءه واعيش بين شعبي‮... ‬وقضية المحاكمةمع كل قضايا العراق،‮ ‬لن‮ ‬يحسمها الا رجال المقاومة الشجعان‮. ‬وما تسمى بالمحكمة العراقية خاضعة للتغيرات والظروف السياسية ولظرف الحال بفعل المقاومة،‮ ‬حيث‮ ‬يزداد الضغط الشعبي‮ ‬الاميركي‮ ‬للانسحاب من العراق‮. ‬وانا لن استجدي‮ ‬احدا لذا افضل ان تكون المحاكمة عراقية وفي‮ ‬العراق ليطلع الشعب على الحقائق،‮ ‬اضافة الى ان المحاكمة تتأثر بواقع العراق السياسي‮ ‬على الارض كلما اشتدت المقاومة‮.‬
انني‮ ‬ارفض نقل المحاكمة،‮ ‬هذه الى محكمة دولية،‮ ‬لان المحكمة الدولية لا تستطيع ان تتوقف لو تغير الموقف السياسي‮ ‬وكذلك فان رفضي‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬سياق ان المحكمة الدولية لا تستطيع ان تعفو لو اصدرت حكمها‮. ‬ان الحكم اذا صدر في‮ ‬اميركا،‮ ‬فانه‮ ‬يشكل سابقة،‮ ‬وسيكون لمصلحة الشعب الاميركي‮ ‬والشعوب الاخرى وسيكون تحديا للحاكم الاميركي‮ ‬بما سيكون لها من تأثير على العالم،‮ ‬وسيعرف الحاكم الاميركي‮ ‬بان حكمه وسلوكه،‮ ‬ان كانا‮ ‬غير قانونيين،‮ ‬فسيرفضه شعبه‮. ‬وان ما‮ ‬يقلقني‮ ‬هو ذهابكم وايابكم معرضين انفسكم لاخطار جسيمة‮.‬
اما بخصوص هذه المحكمة،‮ ‬فانا لا اعترف بها ولا بالذي‮ ‬اوعز بتأسيسها،‮ ‬وقد قلت للقاضي‮ ‬الجوحي‮ ‬حين قال لي‮: ‬انت صدام حسين،‮ ‬تولد‮ ‬1937،‮ ‬رئيس جمهورية العراق السابق والقائد العام للقوات المسلحة المنحلة ورئيس مجلس قيادة الثورة المنحل‮... ‬قلت له‮: ‬انا صدام حسين رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس قيادة الثورة وما ازال اسكن في‮ ‬العراق‮. ‬وحين سألني‮ ‬اعتقد انك خريج قانون؟ اجبته‮: ‬وانا اعتقد انك قاض‮.. ‬وقلت له‮: ‬والله‮ ‬يا ابن الجوحي،‮ ‬لو لم تصبح قاضيا زمن صدام حسين،‮ ‬لما كانت الان،‮ ‬لان فرصة الدراسة لم تكن تتوفر لابناء الفلاحين وغيرهم لولا الظروف التي‮ ‬اتاحها لكم صدام حسين؟
اذكر ان الرئيس سألني‮ ‬بعد جلسة الاستماع الاولى في‮ ‬المحكمة مع رائد الجوحي‮ ‬ان كان قد تم نقل هذه الجلسة على التلفاز ووسائل الاعلام،‮ ‬فقلت له ان بعض المقاطع قد تم نقلها،‮ ‬وتركت اثرا كبيرا على معنويات الشارع‮ ‬العربي‮ ‬،وكان رأي‮ ‬الجميع ان الرئيس صدام حسين كان‮ ‬يحاكم من‮ ‬يزعمون محاكمته،‮ ‬وان الشارع العربي‮ ‬معجب جدا بصموده،‮ ‬وكبريائه ورفضه التراجع عن مواقفه رغم الضغوطات التي‮ ‬تمارس عليه‮.. ‬يقول الرئيس‮:‬
هذه محكمة‮ ‬غير شرعية وغير دستورية،‮ ‬وهي‮ ‬صنيعة الاحتلال،‮ ‬ومن مسوغات الغزو الكاذب وواحدة من ثمرات جريمة العدوان الخارج على الشرعية الدولية والقانون والقيم والعدالة‮. ‬واستطرد قائلا‮: ‬انها تمثل اهانة للعدالة والقانون،‮ ‬وهي‮ ‬مسرحية هزلية المقصود منها خداع الرأي‮ ‬العام وتصوير الامور وكأنهم‮ ‬يرضخون للعدالة والقانون وهم ابعد ما‮ ‬يكون عن ذلك‮. ‬لقد قرأت اتفاقية جنيف،‮ ‬خاصة ما‮ ‬يتعلق منها بالاسرى‮. ‬لذلك انصح ان‮ ‬يتم الطعن شكليا بتشكيل المحكمة المخالف للقانون ودستور العراق واتفاقيات جنيف،‮ ‬لان كل ما بني‮ ‬على باطل هو باطل‮... ‬ثم اضاف‮: ‬لقد شكلوا المحكمة بقرارات باطلة وتحت ظل الاحتلال،‮ ‬وبيد الحاكم الاميركي‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬اغتصابا للسلطة الشرعية واعتداء سافرا على القانون العراقي‮ ‬والدولي‮ ‬على السواء لذلك‮. ‬ارجو ان‮ ‬يكون دفاعكم قانونيا وسياسيا واعلاميا‮.‬
حين سأل القاضي‮ ‬الرئيس في‮ ‬احدى جلسات التحقيق قائلا ان جماعة الرئيس‮ (‬رفاقه‮) ‬يقولون ان الاوامر صدرت منه،‮ ‬اجاب الرئيس‮: ‬عام‮ ‬1964،‮ ‬كنت عضو قيادة وخططنا للثورة،‮ ‬ثم بعد ثلاثة اشهر اعتقلت بعد خيانة كخيانة قيس‮. ‬واثناء التحقيق،‮ ‬ضعف احدهم،‮ ‬وكشف الخطة،‮ ‬وعندما سألني‮ ‬القاضي‮ ‬في‮ ‬تلك المحكمة قلت له انني‮ ‬انا من خطط‮. ‬وسأل‮: ‬وابو هيثم‮ (‬احمد حسن البكر)؟ اجبته اشك بوجود علاقة لابي‮ ‬هيثم بعبد السلام عارف فقد رفعت عنه الثقل‮. ‬وهكذا الرجال‮ ‬يقاسون بمثل تلك المواقف‮.‬
ويكمل الرئيس حديثه بقوله‮:‬
نحن خلقنا للتضحية،‮ ‬وعلى القائد ان‮ ‬يتحمل التضحية،واذا حكمني‮ ‬بوش بالاعدام،‮ ‬فهو عندي‮ ‬لا‮ ‬يساوي‮ ‬حذائي‮. ‬واذا كان على القاضي‮ ‬ان‮ ‬يتلو حكم الاعدام،‮ ‬فعليه ان‮ ‬يتذكر بانني‮ ‬رجل عسكري،‮ ‬ولا بد ان‮ ‬يتم تنفيذ الحكم رميا بالرصاص‮.‬
وتساءل الرئيس‮:‬
هل من حق المحامي‮ ‬ان‮ ‬يحمل رسالة من موكله لعائلته؟فاذا كانت عن طريق الصليب الاحمر،‮ ‬فهذا‮ ‬يعني‮ ‬اننا اسرى والاسير لا‮ ‬يقدم للمحاكمة واذا كان الامر خلاف ذلك،‮ ‬فهذه تعتبر ازدواجية واسأل لماذا لا ترتجف شوارب الادعاء العام على عشرات بل مئات من الذين‮ ‬يسقطون‮ ‬يوميا نتيجة الفتنة الطائفية في‮ ‬بغداد ومناطق العراق الاخرى؟
نحن لم نفاجأ باسلوب المحكمة في‮ ‬طرقها واساليبها المستخدمة معنا،‮ ‬كتجزئة المعتقلين او احضارهم جميعا او ادخالهم قبل المحامين،‮ ‬وقلت للقاضي‮ ‬لا‮ ‬يجوز الخلط،‮ ‬كجانب قانوني‮ ‬بين ما هو شرعي‮ ‬وما هو خلاف ذلك‮. ‬وطلبت منه ان‮ ‬يثبت توضيحي‮ ‬بان العراق محكوم من قبل الاميركان،‮ ‬وحين احتد،‮ ‬قلت له لا تحتد علي‮ ‬لاني‮ ‬اصير فوكاك‮ (‬فوقك‮) ‬ان الذي‮ ‬يملك‮ ‬غيرة وشرفا،‮ ‬لا‮ ‬يمكن ان‮ ‬يقبل بهذه المحكمة المهزلة‮.‬
وقد لاحظت في‮ ‬جلسة اليوم تحولا في‮ ‬كلام بعض الاخوة المحامين حين وصفوا المحكمة بالعادلة‮. ‬ولان المحكمة‮ ‬غير شرعية،‮ ‬واي‮ ‬خطاب دبلوماسي‮ ‬من ناحيتنا‮ ‬غير مطلوب،‮ ‬لذلك نراهم استهدفوا الاستاذ خليل لانه لا‮ ‬
يجاملهم‮. ‬واعتبر انه فضل منا عندما نخاطب المحكمة باي‮ ‬كلام،‮ ‬فهم‮ ‬غير شرعيين‮. ‬ان المجاملة التي‮ ‬تكون على حساب المبادئ مؤذية،‮ ‬ونتائجها سلبية‮. ‬لذلك‮ ‬يجب ان ننأى بالمبادئ عن المجاملة‮. ‬وارجو الا تسقطوا من حساباتكم،‮ ‬ودفوعكم اخطاء وهفوات المحكمة وخاصة في‮ ‬المسائل الاجرائية،‮ ‬وما‮ ‬يخص تعيين القضاة والاسس الطائفية والسياسية‮. ‬وتذكروا ان هذه المحكمة تجري‮ ‬على الطريقة الفارسية‮.‬
وهنا طلب الرئيس مني‮ ‬ان ابلغ‮ ‬سلامه وشكره الى القاضي‮ ‬رزكار محمد امين‮. ‬ويقول له عفيتين‮ (‬عافيتين‮) ‬عليه،‮ ‬ويخبره ان الرئيس كتب له شعرا،‮ ‬فزوكار كما‮ ‬يقول الرئيس عندما اصطدم بالحقيقة تراجع‮.‬
ويوجه الرئيس كلامه للمحامين قائلا‮:‬
لقد كبرتم بنا وكبرنا بكم ايها الابطال‮. ‬وقد شاهدنا في‮ ‬الجلسة السابقة شهود الدفاع،‮ ‬وهؤلاء‮ ‬يدافعون عن العراق وعن المسيرة ولا نريد الدفاع عن صدام حسين‮. ‬وهجوم المحكمة على المحامي‮ ‬هو محاولة مرتبة على دفاع الحق،‮ ‬وهجوم الباطل فيه الف ثغرة وثغرة،‮ ‬وكان عرضهم التشكيك في‮ ‬نزاهة المحامين الابطال‮.‬
اذا كان هؤلاء الذين‮ ‬يحكمون العراق لا‮ ‬يحكمون بالاعدام،‮ ‬فذلك من اجل انفسهم،‮ ‬وهؤلاء‮ ‬يريدون ان‮ ‬يثبتوا انهم ضد الاعدام تحسبا لانفسهم‮. ‬والسؤال‮: ‬لماذا هذه المحاكمة؟ من ضمن توقعاتي‮ ‬الشخصية الادنى،‮ ‬فانني‮ ‬ارى انهم سيحكمون احكاما خفيفة لانهم شاهدوا بان هذه القضية لا‮ ‬يوجد فيها اي‮ ‬مجال للغش واللعب،‮ ‬وكل ما فيها كشف بسرعة ويريدون ان‮ ‬يعطوا انطباعا للرأي‮ ‬العام خاطئا بان المحكمة عادلة وهي‮ ‬تفرج عن البعض‮. ‬ومن جانب آخر،‮ ‬فان المسؤولين الاميركان وحتى ربما الموجودين هناك في‮ ‬الحكم صاروا مستعجلين على اصدار الحكم وقد‮ ‬يتصور البعض منهم بان اصداره احكاما عن جرائم ضد الانسانية او مخلة بالانسانية،‮ ‬انما فقط ليقولوا ان هؤلاء لا‮ ‬يمكن اشراكهم في‮ ‬العملية السياسية لان احكاما بجرائم ضد الانسانية قد صدرت ضدهم‮.‬
لقد ارتكبوا سلسلة من المخالفات،‮ ‬وتعرفون بان لا‮ ‬يحكمنا القاضي‮ ‬او المحكمة،‮ ‬وانما هم الاميركان،‮ ‬وانا مقتنع بهذه الحقيقة فاميركا والصهيونية هما من‮ ‬يحكم علينا،‮ ‬وقد صدر الحكم ضدي‮ ‬قبل عشرات السنين‮. ‬ولا‮ ‬يهمني‮ ‬فقط الا الرأي‮ ‬العام،‮ ‬وان‮ ‬يقتنع بان الاحكام صادرة بحقي‮ ‬مسبقا‮.‬
ومن مخالفاتهم التي‮ ‬تظهر عدم احترامهم لهيئة الدفاع هو تعليقهم على ربطة عنق الاستاذ المحامي‮ ‬دوبليز بطريقة مخزية،‮ ‬اذ حاولوا التقليل من شأنه،‮ ‬والاستهزاء به‮. ‬ثم كيف‮ ‬يكون القضاءنزيها اذا كان وزير العدل جزءا من حكومة الاحتلال‮.‬
ويضيف الرئيس‮: ‬قد‮ ‬يسأل سائل،‮ ‬لماذا جعلوا قضية الدجيل اولا،‮ ‬خاصة وحزب الدعوة ليس قويا الى درجة فرض قراره على المحكمة‮. ‬اعتقد ان الاميركان هم الذين قرروا وبرأيي،‮ ‬فان امام المحكمة طريقين‮: ‬اما ان‮ ‬يقرروا انهم لا‮ ‬يحتاجون اي‮ ‬غطاء،‮ ‬وانهم سيطبقون نواياهم الشريرة،‮ ‬او ان‮ ‬يؤجلوا المرافعة‮ ‬يوم‮ ‬24‮/‬7‮/‬2006‮ ‬اذا كانوا محتاجين‮ ‬غطاء اي‮ ‬غطاء‮. ‬علينا ان نفهم ان ذهابنا الى المحكمة من دون ان تبدي‮ ‬المحكمة اية مرونة‮. ‬سيدفعها لمزيد من السوء ضدنا وضد المحامين،‮ ‬وستقوم بطرد المزيد من المحامين،‮ ‬واول المحامين الذين سيتعرضون للتهديد والطرد الاستاذ خليل،‮ ‬لان اي‮ ‬محام‮ ‬يشوّش على الظلام الذي‮ ‬احدثته المحكمة سيعاقب بالطرد‮.‬
توجيهات الرئيس للمحامين في‮ ‬جلسات عديدة
ابدى الرئيس بعض الملاحظات بخصوص المحكمة‮:‬
‮- ‬نحن امام حالتين،‮ ‬اما ان نلقي‮ ‬الدفاع او ان نعترض،‮ ‬وانا افضل الحل الاخير‮.‬
‮- ‬دكتور نجيب،‮ ‬انتم لا تحتاجون للقول والتوضيح،‮ ‬لان الصغير لا‮ ‬يثلم من شأن الكبير،‮ ‬بل على العكس،‮ ‬وارجو ان لا تحسبوا تصرفات هولاء الغرباء على شعب العراق العظيم‮. ‬انهم‮ ‬غرباء‮.‬
‮- ‬انني‮ ‬اقدر ما تعانون منه بدءا من ذهابكم ثم مجيئكم،‮ ‬واقدر ما‮ ‬يعاني‮ ‬منه السيد كلارك والسيد بوبلير فانتم مجاهدون بكل معنى الكلمة‮.‬
‮- ‬لو افترضنا مجازا ان اساس المحكمة قانوني،‮ ‬فان ما‮ ‬يقدمونه في‮ ‬مسرح المحكمة باطل ويفضح امام الشعب اساسهم‮ ‬غير القانوني‮.‬
‮- ‬انا اؤيد رسالة السيد احمد بن بيلا حول عدم قانونية المحكمة لذلك‮ ‬يجب تكرار الطعن باستمرار‮. ‬واستاذ خليل لم‮ ‬يقصر في‮ ‬هذا المجال‮.‬
‮- ‬الدكتور نجيب النعيمي‮ ‬مناضل عربي‮ ‬اصيل والذي‮ ‬حصل له هو شرف وعزّ‮.‬
‮- ‬امنحوا علي‮ ‬حسن المجيد فرصة للادلاء بشهادته لانه بحاجة اليها‮.‬
‮- ‬امر القبض‮ ‬يجب ان‮ ‬يصدر من قاض عراقي‮ ‬وتنفيذ سلطة عراقية‮. ‬وامر القاء القبض صدر بعد ستة اشهر من الاعتقال‮.‬
‮- ‬الجانب الاميركي‮ ‬في‮ ‬المحكمة موجود بقوة ويصارعه تياران الجمهوري‮ ‬والديمقراطي‮.‬
‮- ‬استاذ خليل الحمد الله،‮ ‬فاخواني‮ ‬المعتقلون مرتاحون لادائك ومعبجون بشجاعتك وبموقفك‮.‬
‮- ‬كان تصرف المدعي‮ ‬العام استفزازيا وغير لائق،‮ ‬وهو لم‮ ‬يمارس صفة الادعاء العام وانما مارس المهنة كخصم شخصي‮ ‬وبصفة الادعاء العام الشخصي‮ ‬وبشكل قبيح واذا استمرت المحكمة على هذا النهج فيعني‮ ‬انها مستمرة بالخضوع لضغوط الحكومة‮. ‬ان الظلم اذا زاد عن حده،‮ ‬يتوجب على الانسان ان‮ ‬يثور عليه‮.‬
‮- ‬نحن لا نتوقع ان‮ ‬يجهل القاضي‮ ‬الحقوق الاساسية لحق الدفاع،‮ ‬ربما هو‮ ‬يجهل ذلك او هو مرغم على التجاهل،‮ ‬وهذا سيؤثر على نتائج قراره‮.‬
‮- ‬بخصوص موقف المحكمة من رفض المحامين العرب والاجانب ومن التأجيلات،‮ ‬ارجو ان‮ ‬يكون موقفكم متشددا جدا‮.‬
‮- ‬استاذ رمزي،‮ ‬انت عملت دعاية لاميركا لا تعملها عشرون سفارة وملايين الدولارات،‮ ‬وانصفت وجه الشعب الاميركي‮ ‬بما لا تستطيع ان تفعله كل الفضائيات ووسائل الاعلام‮.‬
‮- ‬الانسان‮ ‬يعمل ولا‮ ‬يعتمد بطريقة اتكالية على ارادة الرحمن،‮ ‬وانا عملت بطريقة نضالية وبهذا العمق‮. ‬وما اريد ان اقوله اذا ما صدرت اي‮ ‬احكام،‮ ‬ان لا‮ ‬يصاب احد بالاحباط،‮ ‬وانتم عملتم للعراق ولصدام حسين كما عملتم لبلدانكم،‮ ‬لان شعب العراق والناس الذين ليسوا بالحضور الذهني‮ ‬والمستوى في‮ ‬اللحظة التي‮ ‬سيصدر فيها الحكم،‮ ‬ستجعلونهم‮ ‬يجمعون وتلفت انظارهم واذهانهم الى ان قرار الحكم صدر من الحكام ولا علاقة للشعوب بهذه الافعال الشريرة‮... ‬فانتم عملتم للحاضر والمستقبل‮.‬
‮- ‬العملاء الموجودون في‮ ‬المحكمة جميعهم‮ ‬يريدون اعدامي‮ ‬بلا استثناء،والذين لا‮ ‬يريدون الاعدام ليس رأفة بي‮ ‬ولكن خشية على انفسهم من العواقب‮.‬
‮- ‬الفت نظركم الى انه توجد كلمات ومصطلحات لاتينية في‮ ‬لائحة مكتب الدفاع المعين من المحكمة‮.‬
‮- ‬انني‮ ‬لم اتفاجأ بشاهد الزور الكردي‮. ‬ومن خلال التدقيق بما‮ ‬يقوله،‮ ‬استنتجت بانه جاسوس لالصهاينة ‮.‬
‮- ‬عندما‮ ‬يدافع احدكم عن اي‮ ‬معتقل اخر،‮ ‬فكأنه‮ ‬يدافع عني‮ ‬مرتين‮.‬
‮- ‬التراجع عن قرارنا‮ ‬يجعل كل هؤلاء‮ ‬يستهينون بما‮ ‬يسمى‮ ‬بالمتهم وبالمحامين‮.‬
‮- ‬العدد الكبير من شهود الدفاع من اهل الدجيل سيرفعون عن مدينة الدجيل هذا الثقل،‮ ‬لان سمعتها قد لطخها البعض،‮ ‬ومن مصلحة مدينة الدجيل ان‮ ‬يشهد اهلها بحق مسيرة العراق وليس دفاعا عن صدام حسين‮.‬
‮- ‬اجلوا طلب الانسحاب لان الضغط كبير على القاضي‮ ‬عبدالله العامري‮ ‬من كل الاطراف‮.‬
‮- ‬القاضي‮ ‬عبدالله العامري‮ ‬قال كلاما عظيما من دون ان تكلفه بهذا،‮ ‬فكان كلامه ضربة قاضية لبوش من قاض هم الذين عيّنوه في‮ ‬محكمة هم من صنعها‮. ‬هذه الكلمة هي‮ ‬اقوى من خسارة بوش في‮ ‬الانتخابات،‮ ‬وكانت اقالته لهذا السبب‮. ‬اما القاضي‮ ‬رزكار،‮ ‬فاستقال لانه علم مسبقا ان القرار سيكون بيد‮ ‬غيره‮.‬
‮- ‬نحن نعرف حجم الضغط على الاستاذ خليل،‮ ‬ولذلك نرى ان‮ ‬يعطي‮ ‬ما‮ ‬يريد قوله للزملاء،‮ ‬ثم‮ ‬يناور‮.‬
‮- ‬بالامس،‮ ‬اردنا تنبيه المحكمة الى ما‮ ‬يحصل من تلقين واضح،‮ ‬والهدف هو تنبيه الرأي‮ ‬العام منذ اللحظة الاولى كي‮ ‬يكون متيقظاً‮ ‬لما‮ ‬يحصل من تشويه للحقائق‮.‬
‮- ‬لقد أبدع المحامون وكانوا‮ ‬يشكلون فريقاً‮ ‬رائعاً‮.‬
‮- ‬بناء على اتفاقي‮ ‬معكم،‮ ‬سأتقدم بطلب الى محكمة الدجيل لإخراج لائحة مكتب الدفاع من ملف القضية لوجود هيئة دفاع موكلة من قبلي‮.‬
‮- ‬عدم حضور هيئة الدفاع أقوى للتساؤلات من حضورها حتى نستغل الزمن،‮ ‬والسؤال هنا‮: ‬ماذا لو اتخذت المحكمة قرارا بعدم حضور محامي‮ ‬هيئة الدفاع؟ أعتقد ان الحل هو ان تتحول هيئة الدفاع الى مركز قانوني‮ ‬وتختار هيئة دفاع جديدة،‮ ‬لكن للقضايا الاخرى وليس لهذه القضية‮.‬
‮- ‬والسؤال الآخر‮: ‬اذا حضرنا الى بناية المحكمة،‮ ‬او اجبرنا ان نؤخذ بالقوة،‮ ‬فهل نلقي‮ ‬دفاعنا أم لا؟ أيهما اقوى ان نقرأ دفاعنا مكتوبا ام كجزء من احتجاجنا نرفض ان نقول شيئا،‮ ‬ونثبت هذا،‮ ‬ونقول نحن لدينا دفاع مكتوب‮. ‬ولكن احتجاجا على عدم تلبية طلبات الدفاع القانونية،‮ ‬فاننا نمتنع عن القائه،‮ ‬وسنلقيه خارج المحكمة‮.‬
‮- ‬لا‮ ‬يشرفني‮ ‬ان احضر جلسة‮ ‬يقودها هذا المسخ‮ (‬العريبي‮). ‬وعندما ذكرت لهذا القاضي‮ ‬بعض ما أعرفه عنه،‮ ‬لم‮ ‬يكن الهدف الاساءة لأحد من العراقيين،‮ ‬وانما لتذكير هذا الشخص بما لا‮ ‬يعرفه هو عن نفسه عندما قال ذات‮ ‬يوم في‮ ‬التحقيق‮: ‬أنا من عائلة من أشهر عشر عوائل في‮ ‬بغداد‮.‬
‮- ‬شهادة الأستاذ طارق عزيز مهمة،‮ ‬لانه كان عضواً‮ ‬في‮ ‬الوفد المفاوض وكذلك لأن لديه معلومات عن الكيماوي‮ ‬ومن الذي‮ ‬استخدمه‮.‬
‮- ‬عندما أتمسك بالشرعية امام هذه المحكمة‮ ‬غير الشرعية،‮ ‬فانني‮ ‬لا أتمسك بالشكل بقدر ما أتمسك باليمين الذي‮ ‬أديته،‮ ‬والعهد الذي‮ ‬قطعته امام الله والشعب‮.‬
‮- ‬ان القاضي‮ ‬الطرطور مثل رؤوف والعريبي،‮ ‬ينفعنا كي‮ ‬يطلع العالم على حجم المهزلة‮.‬
‮- ‬أخرجني‮ ‬القاضي‮ ‬ثلاث مرات من قاعة المحكمة،‮ ‬ولا‮ ‬يهمني‮ ‬ما‮ ‬يؤذيني‮ ‬منذ كنت مناضلاً‮ ‬عام‮ ‬1959‮. ‬لكن ما‮ ‬يهمني‮ ‬ان‮ ‬يرى شعبنا كيف تجري‮ ‬الأمور،‮ ‬وأن تصله الصورة التي‮ ‬نريدها‮.‬
‮- ‬عليكم بالإعلام،‮ ‬افضحوا كذبهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralmahdy.yoo7.com
نور المهدى
Admin
نور المهدى


عدد المساهمات : 211
تاريخ التسجيل : 28/05/2010
العمر : 65
الموقع : مدير منتدى نور المهدى فلسطين

القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين    القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Emptyالأحد 13 مارس 2011, 12:11 pm


القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  49
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  14
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  2oadyflagالقصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  13899420154b94dba800b37

( تكملة - القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين )
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  395787

رسالة الى واشنطن
جرت العادة في‮ ‬اللقاءات التي‮ ‬تعقد بين الرئيس صدام حسين وهيئة الدفاع،‮ ‬بكل جوانبها البروتوكولية،‮ ‬ان‮ ‬يقسم اللقاء الى لقاءين،‮ ‬احدهما لقاء عام مع المحامين،‮ ‬وآخر خاص‮ ‬يكون‮ ‬بناء على طلب من الرئيس من الجانب الأميركي،‮ ‬ويكون حصرياً‮ ‬مع رئيس هيئة الدفاع‮.‬
بتاريخ‮ ‬7‮ ‬تموز من عام‮ ‬2006،‮ ‬توجه فريق الدفاع من مطار الملكة علياء الدولي‮ ‬في‮ ‬عمان الى مطار بغداد الدولي‮. ‬ثم نقل فريق هيئة الدفاع الى المكان المخصص للقاء الرئيس عادة وهو جنوبي‮ ‬المطار،‮ ‬في‮ ‬أحد معسكرات الحرس الجمهوري‮ ‬الخاص‮ (‬منطقة الرضوانية‮)‬،‮ ‬والتي‮ ‬هي‮ ‬الآن مقرّ‮ ‬للفرقة الخاصة لقوات المارينز حيث‮ ‬يعتقل فيها أعضاء القيادة‮. ‬وصل الرئيس صدام حسين بواسطة الآليات المدرّعة الأميركية المموهّة،‮ ‬على احداها اشارة الصليب الأحمر‮ (‬مدرّعة اسعاف‮) ‬ثم طلب القائد الأميركي‮ ‬من الفريق عدم الدخول الى مكان اللقاء،‮ ‬قائلاً‮ ‬ان الرئيس‮ ‬يريد فقط الاجتماع برئيس الهيئة والسيد رمزي‮ ‬كلارك عضو الهيئة‮. ‬بعد دخولنا،‮ ‬رحّب بنا ترحيباً‮ ‬حاراً،‮ ‬فطلبنا منه ان‮ ‬يأذن لأعضاء الفريق بالدخول والسلام عليه‮. ‬ثم خرجوا بعدها وبقيت مع السيد كلارك‮. ‬كان الرئيس‮ ‬يعتقد انني‮ ‬أجيد الانكليزية بشكل متّقن،‮ ‬خاصة وان السيد كلارك‮ ‬يحتاج لمترجم‮ ‬يتّقن اللغة‮.‬
كان الرئيس‮ ‬يريد ان‮ ‬يبقي‮ ‬الموضوع خارج اطار التأويلات الاعلامية وتحليلات المغرضين،‮ ‬وان‮ ‬يوجّه رسالة توضيحية شفوية خاصة للحكومة الأميركية عن طريق السيد كلارك،‮ ‬ولا‮ ‬يريد ان‮ ‬يطلع عليها احد‮ ‬غيري‮ ‬وغير الاستاذ رمزي‮ ‬كلارك،‮ ‬الا انه اصطدم بموضوع الترجمة‮. ‬فاضطررنا الى إدخال أحد الزملاء العرب ليترجم بين الرئيس والسيد كلارك،‮ ‬مما حدا بالرئيس حينها الى الاكتفاء بتوجيه رسالة الى الشعب الأميركي،‮ ‬وترك حرية التصرف للسيد كلارك في‮ ‬طريقة ايصالها للشعب الاميركي،‮ ‬سواء أراد بثها من داخل الولايات المتحدة من خلال قنواتهم الفضائية،‮ ‬او من خلال قناة عربية من خارج أميركا‮. ‬وقال للسيد كلارك‮:‬
‮»‬لديّ‮ ‬رسالة خطية للشعب الاميركي،‮ ‬وهي‮ ‬رسالة طويلة اشرت فيها الى جهودكم،‮ ‬والى انني‮ ‬أحملها للسيد كلارك لأنه‮ ‬يحظى بثقتي‮ ‬وثقة الشعب الأميركي،‮ ‬فاذا شئت احملك اياها،‮ ‬وانت حرّ‮ ‬في‮ ‬التصرف فيها مع الاعلام،‮ ‬ويمكن ان تبث في‮ ‬الوقت نفسه من أميركا،‮ ‬ومن احدى القنوات العربية اذا رأيت ذلك‮«.‬
اما الرسالة‮ (‬الشفوية‮) ‬التي‮ ‬يبدو انها تتعلق بحل شامل لمشكلة العراق والمنطقة برمّتها،‮ ‬والتي‮ ‬كان الرئيس‮ ‬يرغب في‮ ‬ارسالها عن طريق السيد كلارك،‮ ‬فقد شاءت الظروف وشاءت‮ (‬اللغة‮) ‬ان تحول دون ذلك‮. ‬فاضطر الرئيس الى الاكتفاء برسالته الخطية المعروفة الى الشعب الاميركي‮.‬
وكما أكدت سابقاً،‮ ‬فانه لم‮ ‬يتم اي‮ ‬تفاوض مع الرئيس صدام حسين على الاطلاق،‮ ‬وحين قمت بزيارته مع احد الزملاء المحامين في‮ ‬كروبر،‮ ‬طلبت من الرئيس ان‮ ‬يسمح لي‮ ‬بالتحدث معه هذه المرة بكل وضوح،‮ ‬وألاّ‮ ‬يفسّر كلامي‮ ‬في‮ ‬غير موضعه‮. ‬طلبت منه ان‮ ‬يقوم بالانفتاح على الجانب الأميركي‮ ‬والتفاهم معهم لحفظ ما تبقّى من العراق،‮ ‬وللحفاظ على وحدته الوطنية وكيانه المهدد،‮ ‬وكان طلبي‮ ‬هذا بناء على الحاح ورسائل من أناس‮ ‬يهمهم امر الرئيس وحياته‮. ‬وزميلي‮ ‬المحامي‮ ‬يعرف ما كنت اقصده،‮ ‬وما الذي‮ ‬حصل قبل‮ ‬يوم من الزيارة،‮ ‬كي‮ ‬لا‮ ‬يتهمنا أحد بأننا جعلنا الرئيس‮ ‬يعيش على أمل زائف لا‮ ‬يرى الأمر معها كما‮ ‬ينبغي‮. ‬بعد إلحاحي‮ ‬الشديد،‮ ‬قال الرئيس‮:‬
‮»‬ان شاءالله لن أقصّر،‮ ‬لكنهم لن‮ ‬يأتوا لحدّ‮ ‬الآن‮. ‬هم‮ ‬يعرفون مع من‮ ‬يتصلون‮. ‬وكل رفاقي‮ ‬في‮ ‬المعتقل الذين اتصلوا بهم للتعاون معهم،‮ ‬رفضوا التعاون مع الجهات الاميركية،‮ ‬واذا أراد الاميركان التفاوض،‮ ‬فعليهم التفاوض من منطق النديّة،‮ ‬فنحن لا نقبل منطق التعالي‮ ‬من أحد،‮ ‬او التعامل بالفوقية بغض النظر عن قوة الطرف الآخر‮ (‬الأميركان‮). ‬فاذا تعاملوا بالعقلانية،‮ ‬فانهم سيجدون انه من السهل التعامل مع العراقي،‮ ‬اما بالفوقية،‮ ‬فلن‮ ‬يجدوا اكثر صلابة من العراقي،‮ ‬ويعرفون ان المفتاح هو صدام حسين‮«.‬

وضع خطة لتحريره من السجن قبل اعتقاله وكانت كلمة السر قصيدة من نسجه
صدام حدّد التوقيت لاقتحام سجنه واطلاق نار على سياج المعتقل قبل التنفيذ أفشل العملية
طلب اطلاع عزة الدوري‮ ‬على الخطة ولكن الرسول لم‮ ‬يتمكّن من الوصول اليه لأسباب أمنية
اتصل بي‮ ‬المحامي‮ ‬الاستاذ زياد الخصاونة ذات‮ ‬يوم عندما كان رئيسا لهيئة الاسناد وطلب مني‮ ‬الحضور الى المكتب فورا لأن هناك شخصا ما‮ ‬يريد مقابلة اليسدة رغد صدام حسين‮. ‬حين وصلت الى هناك التقيت بهذا الرجل على انفراد وعمره‮ ‬يزيد عن الخامسة والخمسين عاما‮. ‬كان‮ ‬يبدو انه من رجال الصاعقة‮. ‬قال لي‮ ‬انه نائب ضابط قوات خاصة‮. ‬ثم قدم لي‮ ‬نفسه باسم مزعوم‮. ‬وقال انه‮ ‬يريد ان‮ ‬يقابل السيدة رغد وحين استفسرت عن السبب قال انهم‮ ‬يريدون ان‮ ‬يقتحموا مكان الرئيس لنخرجه من هذا الوضع المهين لنا وله‮. ‬كان‮ ‬يتكلم بلكنة جنوبي‮ ‬العراق‮.‬
طلبت رقم هاتفه فاعتذر بأنه لا‮ ‬يجيد استعمال الهاتف‮. ‬كان حديثه‮ ‬يثير الشكوك‮.‬
وقد تبين لنا بعد التحري‮ ‬انه مبعوث من اطراف صفوية تقف خلفها ايران للقيام بعملية اقتحام سجن الرئيس ومن ثم اختطافه الى ايران اذ كان الصفويون وإيران‮ ‬يعتقدون ان اميركا لن تصدر حكما على الرئيس وقد تعيده الى الحكم‮! ‬وسرّبوا اشاعة كبيرة بهذا الخصوص‮.‬
تكررت مثل هذه المحاولات‮. ‬فأخبرت عائلة الرئيس وتحديدا ابنته رغد التي‮ ‬رفضت رفضا قاطعا مقابلة مثل هؤلاء‮.‬
اثناء ذهابي‮ ‬في‮ ‬احد الايام الى بغداد لزيارة الرئيس عرض علي‮ ‬الشخص الذي‮ ‬يؤمن لي‮ ‬مداخل بغداد ومخارجها وكذلك حمايتي‮ ‬الشخصية برجاله وهو قائد لأحد فصائل المقاومة العراقية وكان عزيزا جدا على الرئيس صدام حسين عرض علي‮ ‬اخبار الرئيس بأنه سيقوم بإعداد فرقة من رجال القوات الخاصة والفدائيين لاقتحام مكان الرئيس وإنقاذه‮. ‬حين اخبرت الرئيس كان مسرورا وقال‮: ‬والله‮ ‬يا ولدي‮ ‬لا اريد ان‮ ‬يخسر اي‮ ‬عراقي‮ ‬من اجلي‮ ‬ومع ذلك فليعد قوته ويجعلها على اهبة الاستعداد لكننا سنترك قرار التنفيذ حسب الظروف المحيطة بنا‮. ‬وآمل ان‮ ‬يعود الاميركان الى رشدهم ويفهموا ان صدام حسين ما‮ ‬يزال الرقم الاصعب في‮ ‬المعادلة وان محاولاتهم عزلي‮ ‬لا تجد نفعا فإذا ما وصلت الى حالة من اليأس تجاه اي‮ ‬حل آخر مع الاميركان فإنني‮ ‬سأعطي‮ ‬الجماعة الموافقة على اقتحام السجن‮.‬
وفي‮ ‬يوم ما قابلت في‮ ‬عاصمة عربية شخصا‮ ‬يكنى‮ (‬ابو عمار‮) ‬بناء على اتصاله وإلحاحه الشديد وكان معنا احد ابناء عم الرئيس من المخلصين له‮. ‬قال ابو عمار‮: ‬نحن قوة تقدر الآن بفرقة من مختلف صنوف الجيش ولدينا لواء قوات خاصة وهي‮ ‬القوة التي‮ ‬اسسها الرئىس قبل اعتقاله وحدد لها واجبا وهو اقتحام سجنه اذا ما وقع في‮ ‬الاسر رغم‮ ‬يقين الرئىس ان احتمال وقوعه في‮ ‬الاسر كان ضعيفا جدا‮. ‬وحدد لنا الرئيس كلمة سر بيننا‮. ‬فطلبت منه كلمة السر المتفق عليها بينه وبين الرئىس‮. ‬ثم قال‮:‬
نحن جاهزون لاقتحام مكان الرئىس واخراجه لقيادة المقاومة‮. ‬وقال‮: ‬لقد هيأنا له اكثر من اربعين مكانا والعملية ناجحة بنسبة‮ ‬90٪‮ ‬واشترط ان‮ ‬يكون الرد مكتوبا بخط الرئىس كي‮ ‬يحمي‮ ‬نفسه اذا ما فشلت المحاولة او لامه احد‮...‬
اخبرت الرئىس بكل ما جرى من حديث مع كلمة السر فقال‮: ‬الحمد لله لقد تركتهم لواء اصبحوا الآن فرقة كاملة وربما اكثر وهم من خيرة رجال العراق الشرفاء‮. ‬ثم قال‮: ‬اخبرهم ليستطلعوا الهدف بشكل دقيق وبعدها دعهم‮ ‬يحددون نسبة النجاح او الفشل ومن ثم اعطيهم تفاصيل مواضع العدو والاسلحة التي‮ ‬يجب ان‮ ‬يستعملوها والقوة المهاجمة والمساندة‮. ‬ثم طلب مني‮ ‬زيارات فردية متكررة له في‮ ‬المعتقل‮ (‬فسرها البعض على هواه‮).‬
اخبرت الجماعة فاستطلعوا المكان ونقلوا قواتهم واسلحتهم بالقرب من الهدف وقالوا‮: ‬ابلغ‮ ‬الرئىس اننا جاهزون والوقت من صالحنا‮.‬
طلب مني‮ ‬الرئيس عدم إخبار عائلته وان‮ ‬يبقى الموضوع في‮ ‬غاية الكتمان‮.‬
وطلب ان احضر له ملابس كي‮ ‬يرتديها عند الخروج‮ (‬دشداشة زرقاء وشماغ‮ ‬احمر وغيرها‮). ‬واخبرني‮ ‬ان اعود لزيارته في‮ ‬اليوم‮ (‬الفلاني‮) ‬ليعطيني‮ ‬القرار النهائي‮ ‬والتوقيت‮.‬
يوم السابع عشر من تموز عام‮ ‬2006‮ ‬ذهبت لمقابلته فقال‮ ‬لي‮: ‬قل لأبو عمار ان‮ ‬يتكل على الله وكانت كلمة السر في‮ ‬هذه الأبيات‮:‬
ابا عمار وفعلك فيها عامر
يحكي‮ ‬به اهلونا والسامر
تذكره الطيور حيث ارعبت
وغزال ترانا اذ فزّ‮ ‬نافر
تعرف ان الافعال لحمايتها
يعرفها الكريم الله والناظر
فما اخافه هبوات عدونا
ولا فتّ‮ ‬في‮ ‬عضده متآمر
اقدم تفديك نفوس العدا
فلكل توقيت والربّ‮ ‬قاهر
ثم قال‮: ‬ليأتوا وبصحبة كل واحد منهم رديف
قبل الشروع بالعملية بعدة ايام اتصل بي‮ ‬احد الاشخاص‮ ‬يقيم خارج العراق من هاتف الثريا وقال لي‮: ‬ابا علاء قل للرئيس هل وصلت الرسالة؟ وحين استوضحته تبين بأن لا علاقة له بالموضوع الذي‮ ‬كنا بصدد تنفيذه ولا‮ ‬يعلم شيئا‮...‬
لكن كان من الواضح انه بعمله وغموض محاولته قد عقد الامور وعطل الخطة بل كل المحاولات لتنفيذ العملية سواء كان قاصدا ذلك ام لم‮ ‬يقصد‮.‬
حين ذهبت للرئيس وجدته متعبا جدا من السهر وعلامات التعب تبدو على وجهه وعينيه قال‮:‬
يا وليدي‮ ‬سمعت قبل اربعة ايام صوت اطلاق نار من بندقيتين والاغلب‮ ‬كلاشنكوف اطلقت على السياج الخارجي‮ ‬للمعتقل‮. ‬هرع الامريكان عندها‮ ‬يحملون الات لحام وقطع حديد واقفالا كبيرة جدا لم ارها من قبل‮. ‬ومنذ ثلاثة ايام وهم‮ ‬يعملون في‮ ‬لحم اقفال كثيرة لهذه الابواب الاربعة ليلا ونهارا،‮ ‬ومن شدة ارتفاع وضجيج هذه الاصوات،‮ ‬لم انم ساعة واحدة،‮ ‬ولا ادري‮ ‬من سبب لي‮ ‬هذه المتاعب،‮ ‬لذلك دع‮ (‬ابوعمار‮) ‬ورجاله‮ ‬يتريثون حتى تهدأ الامور‮.‬
بعدئذ،‮ ‬طلب مني‮ ‬ان اخبر الجماعة ان‮ ‬يعدوا انفسهم جيدا،‮ ‬ويستوثقوا من بعضهم البعض،‮ ‬واعطاني‮ ‬خطة الاقتحام كاملة‮. ‬وحين طلبت منه ان اشارك مع قوة الاقتحام،‮ ‬قال‮: »‬يا ابا علاء انت لم تقصر ابدا واحتاجك لمواقف اخرى،‮ ‬واريدك بعيدا عن هذا لاموضوع كي‮ ‬لاتلاحق اوتعتقل‮«.‬
كنا ندرك ان الامريكان قد وضعوا اجزة تسجيل صوتي‮ ‬في‮ ‬مكان ما من الطاولة الكبيرة،‮ ‬لذلك كنا نبتعد عن الطاولة ونقف تحت احد اجهزة التكييف حيث‮ ‬يقوم الرئيس بزيادة درجتها لتعمل بصوت عال‮ ‬يشوش على الامريكان واجهزتهم ولم تكن تلك المرة الاولى التي‮ ‬نستعمل فيها هذه الطريقة للحيلولة دون سماعهم حديثنا‮.‬
كنت مطمئنا للعملية التي‮ ‬ستجري‮ ‬باشراف ومشاركة اوفى رجال الرئيس من الذين كان اغلبهم مهمشا بسبب البطانة التي‮ ‬كانت تحيط بالرئيس في‮ ‬السابق‮. ‬وقد ظهر بعضهم وهم‮ ‬يدافعون عنه في‮ ‬المحكمة،‮ ‬ومنه من لم‮ ‬يعرف الرئيس الا من خلال التلفاز‮. ‬وبعضهم من اقاربه المخلصين الشرفاء،‮ ‬وهم ايضا من المبعدين عنه‮. ‬انهم الرجال الرجال الذين‮ ‬يظهرون في‮ ‬الظروف الصعبة بدافع الرجولة والوطنية المتأصلة فيهم‮.‬
كانت عملية اطلاق النار من الكلاشنكوف على سياج المعتقل،‮ ‬وما تبعها السبب الذي‮ ‬عطل تنفيذ المهمة آنذاك،‮ ‬وتأجيلها لما بعد،‮ ‬واضطر الرئيس الى تحديد وقت اخر‮ ‬يسبق قرار النطق بالحكم،‮ ‬ليمنح الامريكان فرصة اخيرة لاي‮ ‬عمل تفاوضي‮ ‬قد‮ ‬يحدث مع تحرك دبلوماسي‮ ‬كلفني‮ ‬به،‮ ‬واعطى اوامره بذلك الى قائد القوة‮.‬
تم الاستعداد للعملية بشكل فائق وبسرية مطلقة‮. ‬ولم‮ ‬يطلع على عملية تحديد الهدف الا ثلاثة من قادة قوة التنفيذ بالاضافة لي‮. ‬ثم انتقلوا الى منطقة العمليات،‮ ‬وقد اعدت المواقع والمواقع البديلة التي‮ ‬سيؤخذ اليها الرئيس ليبدأ بقيادة المقاومة،‮ ‬وليسقط من‮ ‬يد الامريكان ورقته القوية التي‮ ‬لعبوا بها كثيرا عندما اعتقلوه وحرموا الشعب ومقاومته الباسلة من الميزات النفسية لوجود القائد بين صفوفهم‮.‬
اعطى الرئيس اوامره للقوة بالتهيؤ،‮ ‬ولم‮ ‬يبق الا تحديد الوقت والتوكل على الله للشروع بالعملية‮... ‬كان الآمر المشرف الاعلى على هذه القوة قد طلب الامر مكتوبا ايضا مع كلمة السر من الرئيس‮. ‬فكان رد الرئيس بهذه الابيات‮:‬
اعزنا الرحمن باحسن هدية
عبد ربه صقر في‮ ‬امتنا
في‮ ‬كل ركن تضاء مكارمهم
اقدم فديت وعزت افعالك
هديته صديقنا رحمن
يخزى اذ‮ ‬يقدم الشيطان
اكرم بهم مكارم الوان
العزم عزم والهوان هوان
ثم طلب مني‮ ‬ان‮ ‬يطلع الاستاذ عزة الدوري‮ ‬على العملية ويترك بصماته على الخطة قبل تنفيذها‮. ‬فذهب الشخص المقرّب من الرئيس لمقابلة الدوري‮ ‬لكنه بقي‮ ‬عالقا لعدة اسابيع من دون التمكن من الوصول الى ابو احمد فالوضع الامني‮ ‬كان صعبا جدا‮.‬
يوم26‮/‬آب‮/‬2006‮ ‬اتصل بي‮ ‬الجانب الامريكي‮ (‬مكتب الارتباط‮)‬،‮ ‬وطلبوا مني‮ ‬زيارة الرئيس وحددوا اللقاءيوم‮ ‬28‮ ‬آب،‮ ‬وكنت متفقا مع الرئيس على هذه الزيارة بناء على رغبته لانها ستكون الزيارة الحاسمة لوضع الرئيس كاسير،‮ ‬وكان الرئيس قد خطط لهذه الزيارةونصحني‮ ‬ان اصطحب معي‮ ‬احد الزملاء كي‮ ‬لا اتهم بمسؤوليتي‮ ‬عن اقتحام السجن،‮ ‬وكالعادة تكون هذه الزيارات بموافقة بعض الاطراف المعنية،‮ ‬وتكون هذه الاطراف على علم تام بهذه الزيارة‮. ‬لكن بسبب الانانية المفرطة للبعض،‮ ‬وعدم تقدير الامور كما‮ ‬ينبغي،‮ ‬فقد تم التشويش على هذه الزيارة على انها رغبة شخصية مني،‮ ‬وانها ستؤثر على الزيارة المقررة للهيئة‮ ‬يوم‮ ‬9‮/‬9‮/‬2006‮ ‬رغم تأكيد الجانب الاميركي‮ ‬بان هذه الزيارة لا تؤثر مطلقا على برنامج الزيارة المقرر‮.‬
بعد ذلك تشدد الامريكان في‮ ‬اجراءات الحراسة حول الرئيس،‮ ‬وتم استبدال القوة التي‮ ‬كانت تحرسه كالعادة،‮ ‬ولكن هذه المرة بقوة وصفها الرئيس باسوأ ما‮ ‬يكون‮.. ‬وهنا اقول ضاعت الفرصة التي‮ ‬كان من الممكن فيها انقاذ الرئيس‮.‬
يوم‮ ‬5‮/‬11‮/‬2006‮ ‬صدر قرار الحكم‮ ‬الامريكي‮ ‬الايراني‮ ‬الجائر باعدام الرئيس صدام حسين التقيت وزملائي‮ ‬بالرئيس‮ ‬يوم‮ ‬7‮/‬11‮/‬2006‮ ‬في‮ ‬بناية المحكمة،‮ ‬وغادرنا بغداديوم‮ ‬9‮/‬11‮ ‬وقد اوصاني‮ ‬الرئيس في‮ ‬هذا اللقاء،‮ ‬ما‮ ‬يأتي‮: ‬استاذ خليل،‮ ‬اوصيك بشكل خاص عندما تتحرك فلك حق التصرف المطلق وفق تقديراتك وتصوراتك شرط ان لا تضع رقبة صدام حسين في‮ ‬ميزان كلامك مع‮ ‬الحكام العرب او الاخرين،‮ ‬توضح فقط الموقف توضيحا عاما وموقف الشعب.اما صدام حسين،‮ ‬فله الله والخيرون من ابناء شعبه العراقي‮ ‬والعربي،‮ ‬والخيرون في‮ ‬الانسانية‮. ‬فاذا قرر الله شيئا،‮ ‬فلا راد لامره سبحانه وتعالى‮. ‬وربما اراد سبحانه وتعالى لنا موقفا آخر،‮ ‬فالحمد الله،‮ ‬الحمد الله‮. ‬اما العائلة،‮ ‬فطمئنهم وقل لهم‮ »‬اللي‮ ‬ايريده الله هو اللي‮ ‬ايصير‮« ‬اذن في‮ ‬امان الله،‮ ‬في‮ ‬امان الله‮.‬
بعد عدة ايام،‮ ‬قمت بارسال كتاب الى مكتب الارتباط‮ (‬الجانب الاميركي‮) ‬لمقابلة الرئيس وطلب تأمين حماية لي‮ ‬من مطار بغداد واليه،‮ ‬فجاءني‮ ‬الجواب بان اتريث‮. ‬وبعد اسبوع،‮ ‬ارسلت طلبا اخر،‮ ‬فقيل لي‮ ‬ان هناك مذكرة اعتقال بحقي‮ ‬من الحكومة العراقية فكتبت الى وزارة الداخلية في‮ ‬حكومة الاحتلال،‮ ‬والى رئيس المحكمة مستفسرا،‮ ‬فانكروا وجود اية مذكرة‮. ‬ثم اعلن جعفر الموسوي،‮ ‬رئيس الادعاء لهذه المحكمة،‮ ‬بعدم وجود اية مذكرة بحقي‮.‬
ادركت عندها بوجود شيء ما ضد الرئيس لحرمانه من حلقة مهمة من حلقات اتصاله بالعالم‮. ‬قمت بارسال رسالة خطية للرئيس مع احد المحامين،‮ ‬فطلب مني‮ ‬ان اتصل بطرف عربي‮ ‬له علاقة جيدة مع الامريكان لتسهيل زيارتي‮ ‬له‮. ‬حاولت الاتصال بالسفير الاميركي‮ ‬في‮ ‬عمان بواسطة البريد الالكتروني،‮ ‬لكن تبين لي‮ ‬ان في‮ ‬الامر سرا ودسائس قد تكشفها الايام القادمة‮.‬
وقد جاء حرماني‮ ‬من مقابلته بسبب‮... ‬ولكن قد تضطر لكشف المسبب والاسباب في‮ ‬قادم الايام‮.‬
خطة الاقتحام‮:‬
وضع الرئيس صدام حسين الخطة الكاملة لاقتحام سجنه من قبل رجال المقاومة اذا ما باءت كل الجهود السياسية بالفشل،‮ ‬وبقي‮ ‬معزولا لم‮ ‬يفاوضه احد.وقد املاها علي‮ ‬كالتالي‮:‬
العدو
اولا‮: ‬اخبرهم بان قوة العدو تقدر باقل من سرية‮ ‬يتوزع قسم منها على اربعة ابراج حديدية‮ ‬يمكن مشاغلتها بسهولة وايقاع خسائر فيها،‮ ‬اما القوة الباقية،‮ ‬فتوجد في‮ ‬الدار الصغيرة في‮ ‬الطابق العلوي‮ (‬حيث‮ ‬يعتقل الرئيس في‮ ‬الطابق الارضي‮). ‬وقل لهم ان سلاح القوة التي‮ ‬تحتجز الرئيس خفيف ومتوسط‮ (‬بنادق جي‮ ‬سي‮ ‬وبي‮ ‬كيه سي‮)‬،‮ ‬رمانات‮ ‬يدوية ومسدسات،‮ ‬وقد اخبرني‮ ‬الرئيس بان القوة جبانة وافرادها اطفال ويمكن لاي‮ ‬شخص ان‮ ‬يأخذ سلاحهم بالراشديات اي‮ ‬بضربات الكف‮. ‬

القوة الاقتحامية
ثانيا‮: ‬تقوم بتهيئة ثلاث شفلات ثقيلة مسرفنة‮ ‬يضاف اليه تدريع اكثر وخاصة‮ ‬غرفة السائق مع وجود فتحات عن‮ ‬يمين ويسارالسائق لوضع رشاشين‮ (‬بي‮ ‬كيه سي‮) ‬ثم تدرع كيلة الشفل‮. ‬يقوم احد الشفلات بعمل فتحة في‮ ‬السياج الرئيسي‮. ‬وقبل هذه العملية تقوم قوة من الهاونات والصواريخ،‮ ‬وراجمات الكاتيوشا باغراق المنطقة الخضراء بوابل من القصف لاشغال العدو،‮ ‬ثم تقوم قوة اخرى بالقصف على مقر قوات المارينز في‮ ‬المطار لاشغال العدو،‮ ‬ثم تقوم قوة اخرى بالقصف على مقر قوات المارينز في‮ ‬المطار ايضا للمشاغلة‮. ‬تقوم سرية بغلق مخارج الطرق ومداخلها التي‮ ‬سيسلكها الرئيس بعد تحريره‮. ‬ثم تتحرك سرية اسناد كاملة لمقاومة الطائرات تحمل صواريخ‮ (‬الستريلا وآربي‮ ‬جي‮ ‬7‮) ‬ومقاومة طائرات احادية وبنادق متوسطة‮ (‬بي‮ ‬كيه سي‮). ‬ثم وجود لواء مراباة على الطريق المؤدية من بغداد الى صلاح الدين،‮ ‬ولواء مراباة على الطريق المؤدية من بغداد الى الانبار‮. ‬بعدها تقوم سرية باقتحام المقر بعد خرق سياج الموقع‮. ‬وتنقضّ‮ ‬على الهدف بقاذفات‮ (‬آر بي‮ ‬جي7‮) ‬مع تغطية نارية باسلحة‮ (‬بي‮ ‬كيه سي‮) ‬من الاجنحة وبحزمة نارية كثيفة‮. ‬ويكون لكل شخص في‮ ‬هذه السرية بديل جاهز،‮ ‬يدخل شفل اخر لسحب الابواب لان اقفالها‮ ‬غير قابلة للكسر او التفجير‮. ‬يكون الرئيس في‮ ‬ذلك اليوم مهيئا،‮ ‬وبكامل ملابسه التي‮ ‬تم تزويده بها‮.‬
واضاف الرئيس‮: ‬لا بد من تهيئة عجلات خاصة وعامة،‮ ‬يتم تبديلها كل حين‮. ‬بعد اخراح الهدف تقوم قوة بامطار مكان الاعتقال بقصف مكثف من الهاون والكاتيوشا،‮ ‬كما تتوجه قوة اخرى كبيرة بالهجوم على معسكر كروبر لتحرير رفاقنا من اعضاء القيادة والوزراء وكافة الاسرى المعتقلين‮. ‬ثم‮ ‬يتوجه الرئيس الى الانبار،‮ ‬وبعدها‮ ‬يقوم باعداد خطة سريعة لتوحيد المقاومة والهجوم على بغداد ومن ثم تقوم فصائل المقاومة في‮ ‬كل محافظة بمهاجمة العدو‮.‬
طلب بول بريمر،‮ ‬الحاكم الاميركي‮ ‬للعراق،‮ ‬من اعضاء مجلس الحكم التابع له،‮ ‬التوقيع على شروطه ومطالبه‮. ‬فتردد من تردد،‮ ‬فهددهم قائلا لهم‮: ‬اذا لم توقعوا،‮ ‬فإن صدام هنا،‮ ‬وقريب،‮ ‬وسنعيده‮. ‬فقام الاعضاء جميعهم بالتوقيع‮. ‬وبعدذلك كثرت الاخبار والمقالات والتصريحات والتقارير،‮ ‬تتحدث عن خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل،‮ ‬وعدم وجود علاقة بين العراق والقاعدة،‮ ‬وان العراق،‮ ‬بوجود صدام حسين،‮ ‬افضل من الذي‮ ‬يحصل للعراق الان،‮ ‬وان‮ ‬اميركا قد تلجأ مرة أخرى اليه بناء على نصيحة ساستها والمعتدلين في‮ ‬العالم،‮ ‬وبناء على مطالبات من داخل العراق‮. ‬عندئذ بدأت الاحتجاجات على هذه التصريحات‮. ‬وكانت إيران من اول المحتجين،‮ ‬ثم تبعها مقتدى الصدر،‮ ‬ثم قادة الأحزاب الكردية وغيرهم‮. ‬وبدأت الشكوك حول جدية المحاكمة والمحكمة،‮ ‬وما قد تؤول اليه وفقا للارادة الاميركية بعدم اعدام الرئيس صدام حسين،‮ ‬وثم احتمال عودته الى الحكم وفق شروط واتفاقيات،‮ ‬او ما قد‮ ‬ينجم عن ذلك من تداعيات خطرة في‮ ‬حالة إعدامه،‮ ‬داخل العراق وخارجه،‮ ‬اذ كان الجميع متخوفين من ردود الافعال في‮ ‬حال اعدامه،‮ ‬بمن فيهم الاميركان‮.‬
ازاء ذلك،‮ ‬قامت الدوائر والاحزاب التي‮ ‬أتت على ظهر الدبابات الاميركية،‮ ‬بالتشاور مع اربابها في‮ ‬الدوائر المعادية،‮ ‬وخاصة في‮ ‬ايران والصهاينة ،‮ ‬ووضعت عدة تصورات وخطط للتخلص من الرئيس صدام حسين او إسكاته،‮ ‬وعدم الاعتماد على نتيجة ما ستؤول اليه المحكمة والمحاكمة،‮ ‬او فرض شروطها عليه عندما‮ ‬يكون في‮ ‬وضع،‮ ‬حسب تصورها،‮ ‬يسهل عليه فيه ان‮ ‬يقبل ويمتثل لتلك الشروط،‮ ‬من دون ان‮ ‬يعرفوا جيدا شخصية الرئيس وصلابته وعدم قبوله أي‮ ‬مساومة‮.‬

محاولة لتخليص الرئيس او التخلّص منه
في‮ ‬بداية عام‮ ‬2006،‮ ‬قامت جهة معينة،‮ ‬نعرف حضورها جيداً‮ ‬في‮ ‬المشهد السياسي‮ ‬للعراق المحتل،‮ ‬ومدى تحالفاتها مع ايران والصهاينة ،‮ ‬ممثلة بشخصية رفيعة المستوى لرئيس أحد الاحزاب الحاكمة في‮ ‬العراق،‮ ‬قامت بدفع شخص ليقوم بالاتصال بالمحامي‮ ‬الاستاذ زياد الخصاونة،‮ ‬عارضاً‮ ‬عليه ما‮ ‬يأتي‮:‬
تتعهد هذه الجهة بإخراج الرئيس صدام حسين من معتقله بطريقة ما،‮ ‬وتسليمه الينا او الى الشخص الذي‮ ‬يختاره ويسميه هو‮ (‬اي‮ ‬الرئيس‮)‬،‮ ‬او عائلته،‮ ‬وفي‮ ‬اي‮ ‬مكان من دون اي‮ ‬مقابل‮. ‬وتحبذ هذه الجهة الاتصال بالمحامي‮ ‬خليل الدليمي‮.‬
اتصل بي‮ ‬الاستاذ زياد الخصاونة،‮ ‬طالبا مني‮ ‬الحضور الى مكتبه الذي‮ ‬كان مكتبا لكل من‮ ‬يتطوع للدفاع عن الرئيس صدام حسين،‮ ‬وما‮ ‬يزال المكتب على عهده حتى الآن‮. ‬ذهبت اليه،‮ ‬وأبلغني‮ ‬بالأمر‮. ‬فطلبت منه ان‮ ‬يبقي‮ ‬الأمر سراً‮ ‬لحين دراسة الموضوع،‮ ‬ثم عرضه على الرئيس وعلى من‮ ‬يعنيهم الأمر،‮ ‬ثم طلبت منه ان‮ ‬يعطي‮ ‬الجهة التي‮ ‬اتصلت به رقم هاتفي‮ ‬للاتصال المباشر معي‮.‬
بعد‮ ‬يومين،‮ ‬اتصل هذا الشخص،‮ ‬وسرد لي‮ ‬ما كان قد قاله للاستاذ الخصاونة،‮ ‬وقال‮: ‬ما عليك‮ ‬يا استاذ خليل الا ان توافق،‮ ‬وسنقوم حينها بتسليم الرئيس اليك في‮ ‬اي‮ ‬مكان ترتئيه داخل العراق او خارجه،‮ ‬وتستطيع انت اوغيرك ممن تخوله وتثق به،‮ ‬ان‮ ‬يأتي‮ ‬ليستلم الأمانة‮ (‬الرئيس‮)‬،‮ ‬وهو‮ ‬يتمتع بصحة ممتازة،‮ ‬وسنقوم بتأمينه لك أينما شئت‮. ‬واذا لم تكن تملك مصاريف التنقل والإقامة،‮ ‬سنؤمن لك كل التسهيلات أنت او من تخوّله‮. ‬وزيادة في‮ ‬الثقة،‮ ‬فاننا سنقوم بوضع شخص مهم رهينة عندكم حتى‮ ‬يصلكم الرئيس،‮ ‬وبعد عدة ايام،‮ ‬تقومون بإطلاق سراح الرهينة‮.‬
سألته أسئلة كثيرة،‮ ‬واعتقدت لأول وهلة انه مجنون،‮ ‬او‮ ‬يحلم‮. ‬وسألته‮: ‬كيف ستقومون بهذه العملية الخطرة،‮ ‬وهل الاميركان معكم،‮ ‬هل ايران وراءكم،‮ ‬هل الصهاينة والموساد معكم،‮ ‬هل‮.. ‬هل‮..‬
قال‮: ‬ما عليك الا ان تقبل ولا تسأل عن اي‮ ‬تفاصيل‮. ‬خطط فقط لاستلام الرئيس شرط ألا‮ ‬يصرح بعد إطلاق سراحه بأي‮ ‬تصريح،‮ ‬والا‮ ‬يدخل العراق بعدها،‮ ‬ويعيش في‮ ‬اي‮ ‬دولة‮ ‬يريد‮. ‬ونحن سنضمن له عدم الملاحقة من اي‮ ‬جهة بما فيها الولايات المتحدة الاميركية،‮ ‬أو اية جهة عراقية او‮ ‬غيرها،‮ ‬كما سنضمن وصوله الى عائلته سالماً،‮ ‬وما عليكم الا ان تستلموه‮. ‬واذا أردتم مالاً،‮ ‬فسنعطيكم،‮ ‬وسيتم تأمين وضعه المالي‮ ‬ووضع عائلته،‮ ‬وأنت معهم‮.‬
بعد شدّ‮ ‬وجذب ومداخلات،‮ ‬قلت له‮: ‬دعني‮ ‬اعرض الموضوع على من‮ ‬يعنيهم الأمر،‮ ‬وعليه اولا‮.‬
انني‮ ‬من حيث المبدأ،‮ ‬أتحفظ حيال طلب كهذا،‮ ‬ولا أدري‮ ‬ما وراءه من دسائس وتآمر‮. ‬فعرضت الموضوع على من‮ ‬يعنيه بعض من الأمر،‮ ‬فكان جوابهم أين نذهب بصدام حسين،‮ ‬هل هو رجل عادي‮ ‬حتى نخفيه،‮ ‬ثم اذا كان هؤلاء‮ ‬يتعاملون بجدية،‮ ‬فانهم‮ ‬يريدون إبعاد صدام حسين عن الواجهة السياسية،‮ ‬لأنه أقوى منافس لهم،‮ ‬أو قد‮ ‬يريدون التخلص منه بهذه الطريقة‮. ‬ثم قالوا‮: ‬نحن لا نوافق،‮ ‬ولا نتحمل مسؤولية كهذه‮.‬
اتصلت بمكتب الارتباط الاميركي‮ (‬الجانب المسؤول عن حمايتنا وإيصالنا الى المحكمة‮) ‬لتحديد موعد لزيارة الرئيس في‮ ‬أقرب فرصة‮. ‬وحين اللقاء بالرئيس،‮ ‬طرحت عليه الموضوع بطريقة التحايل على التسجيل الالكتروني‮ ‬الموجود في‮ ‬غرفة اللقاء،‮ ‬وبالطريقة التي‮ ‬ذكرتها سابقاً‮. ‬وهي‮ ‬الطريقة التي‮ ‬يستخدمها الرئيس عندما‮ ‬يريد الحديث معي‮ ‬في‮ ‬المقابلات الخاصة‮.‬
أوضحت للرئيس الصورة كاملة،‮ ‬والاحتمالات،‮ ‬ثم سوء النية‮. ‬فالموضوع‮ ‬غامض‮. ‬قال‮: ‬وما هو رأيك‮. ‬شرحت له موقفي‮ ‬المتحفظ حول هذا الموضوع،‮ ‬وأنني‮ ‬اخبره فقط من باب الأمانة،‮ ‬وقد عاهدته ألا أخفي‮ ‬عليه أمراً‮ ‬يخص حياته‮.‬
قال انه‮ ‬يوافقني‮ ‬الرأي،‮ ‬وان رؤيتي‮ ‬ورؤية من استشرته هي‮ ‬الصواب‮. ‬واستطرد قائلا‮: »‬اذا كان الأمر‮ ‬يتعلق بحياة صدام حسين ورقبته،‮ ‬فانني‮ ‬قد طلقت الحياة منذ سنوات،‮ ‬ولن أساوم على العراق وتحريره في‮ ‬سبيل حياتي‮. ‬وعليه،‮ ‬فإنني‮ ‬أرفض رفضاً‮ ‬قاطعاً‮ ‬هذا العرض،‮ ‬قل لهم‮: ‬أمام صدام حسين خياران،‮ ‬اما تحرير العراق والعودة الى حيث اختارني‮ ‬الشعب،‮ ‬وإما شهادة أعز بها بلدي‮ ‬وكل الخيرين من الأمة العربية وشعب العراق والخيرين في‮ ‬الانسانية‮«.‬

الأميركيون أملوا أن‮ ‬يوقف صدام المقاومة عارضين إطلاق سراحه ونفيه‮ ... ‬فرفض
امتنع عن قبول عروض التنحّي‮ ‬بعد قمة شرم الشيخ قائلاً‮: ‬عشت في‮ ‬العراق وفيه أموت
تنشر الديار مقتطفات من كتاب‮: ‬صدام حسين من الزنزانة الاميركية‮: ‬هذا ما حدث‮ ! ‬من تأليف المحامي‮ ‬خليل الدليمي‮ ‬الذي‮ ‬رافقه طيلة فترة الاسر التي‮ ‬سبقت اعدامه،‮ ‬فكان الدليمي‮ ‬المحامي‮ ‬وامين السرّ‮ ‬والابن لصدام الذي‮ ‬خصّه برسائل المحبة والتقدير وتضمنت وبعضها قصائد اعجاب بالمحامي‮ ‬الذي‮ ‬ناضل وقاوم كل المحاولات لمنعه من اتمام مرافعاته‮.‬
ففي‮ ‬حلقة اليوم نستعرض الروايتين الاميركية ولصدام حسين حول اعتقاله،‮ ‬ففي‮ ‬الاولى حاول الاميركيون اظهار اعتقاله بطريقة الهارب المختبئ،‮ ‬فيما الثانية‮ ‬يستعرض فيها الرئيس العراقي‮ ‬الاسباب الحقيقية التي‮ ‬اوصلت القوات الاميركية الى اعتقاله،‮ ‬كما انه‮ ‬يكشف الخيانة التي‮ ‬تعرّض لها والشكوك التي‮ ‬رافقته خلال الايام القليلة التي‮ ‬سبقت اعتقاله‮.‬
هذاما كان‮ ‬يخطط له أعداء العراق‮. ‬وكون الرئيس رقماً‮ ‬صعباً‮ ‬في‮ ‬المعادلة،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن تجاوزه أو إهماله،‮ ‬فقد كانوا‮ ‬يخشون من بقائه،‮ ‬ويخشون في‮ ‬الوقت ذاته من النتائج التي‮ ‬تترتب على إعدامه‮. ‬وهذا‮ ‬يدل على عمق التغلغل المخابراتي‮ ‬الايراني‮ ‬والالصهاينة ي‮ ‬في‮ ‬العراق‮. ‬فمن‮ ‬يجرؤ على اخراج الرئىس صدام حسين من الاسر الى خارج العراق،‮ ‬غير الموساد وتحالفاته المعروفة في‮ ‬العراق،‮ ‬والمخابرات الايرانية وجماعاتها المهيمنة في‮ ‬حكومة الاحتلال‮. ‬لقد أرادوا ان‮ ‬يكمموا فم الرئىس بهذه الطريقة،‮ ‬ويخرجونه ضعيفاً،‮ ‬ثم‮ ‬يقومون بتصفيته لاحقاً‮ ‬وبالتالي‮ ‬تشويه صورته وتاريخه‮.‬
وأذكر القصة التالية التي‮ ‬رواها الرئيس لي‮. ‬ففي‮ ‬اليوم الذي‮ ‬ذهبت لمقابلته قبل موعد الجلسة الأولى للمحاكمة في‮ ‬19‮/‬10‮/‬2005،‮ ‬وبالذات في‮ ‬اليوم السابق،‮ ‬وصل الرئيس الى بناية المحكمة‮ (‬مبنى القيادة القومية‮) ‬ليلاً،‮ ‬وهو المكان المخصص لمسرحية المحاكمة‮. ‬كانت الأوامر قد صدرت الى السجانين الاميركان انه في‮ ‬حال سألهم الرئىس صدام عن الموقع واسم البناية،‮ ‬فعليهم ان‮ ‬يجيبوه بأنها بناية التصنيع العسكري‮. ‬وفعلا سألهم الرئيس عن المكان فأجابوه بما أمروا به‮. ‬حين وقف الرئيس صدام حسين في‮ ‬قاعة المحكمة في‮ ‬الجلسة الأولى،‮ ‬قال للقاضي‮: ‬هذه بناية التصنيع العسكري‮. ‬كان‮ ‬يريد إرسال رسالة الى قادة المقاومة بقصف وتدمير الموقع بمن فيه‮. ‬ثم تأجلت المحاكمة والتقيت به في‮ ‬كروبر،‮ ‬وسرد لي‮ ‬ذلك،‮ ‬فأخبرته بأنها ليست بناية التصنيع العسكري‮ ‬وانما هي‮ ‬بناية القيادة القومية لاننا كنا كمحامين نجهل مكان المحكمة قبل انعقادها،‮ ‬فقد اخفوه عنا للسبب ذاته واسباب اخرى قد تدفع بالمقاومة والفدائيين لاقتحام المكان‮. ‬واذاحصل اي‮ ‬اقتحام لمكان المحكمة،‮ ‬لقامت مجزرة لن‮ ‬ينجومنها احد بسبب تحسبات واحتياطات الجانب الأميركي‮ ‬المبالغ‮ ‬فيها‮. ‬وقد نسي‮ ‬الجانب الأميركي‮ ‬انه لولا خشية قادة المقاومة على حياة الرئىس وسلامته،‮ ‬لاقتحموا معتقله في‮ ‬اليوم التالي‮ ‬لمقابلتي‮ ‬الاولى معه عام‮ ‬2004،‮ ‬لكن الاستعداد وروح الإقدام والتضحية لدى رجال المقاومة كان جارياً‮ ‬على قدم وساق،‮ ‬لأن المقاومة والعراقيين كانوا على‮ ‬يقين بأن اميركا بأسرها الرئيس واستمرار احتجازه هو تحد سافر للعراقيين والعرب والمسلمين‮. ‬ولكن مأزق سلامة الرئيس كان هو المانع‮. ‬وعندما أعلن الرئيس موضحاً‮ ‬عن مكان المحكمة لاحقاً‮ ‬في‮ ‬جلسة المحاكمة،‮ ‬تم قطع البث في‮ ‬المحكمة من قبل الجانب الاميركي‮. ‬ولهذا السبب،‮ ‬قام الأميركان بنقل وقائع المسرحية بعد عشرين دقيقة وبعد فلترة التسجيل‮.‬
كان الأميركان‮ ‬يبدون اهتماماً‮ ‬بسلامة الرئيس واخفاء مكانه،‮ ‬وكان‮ ‬يتم نقله بسرية تامة حين كنا نذهب للقائه،‮ ‬او حين‮ ‬ينقل الى المحكمة‮. ‬وقد تنوعت وسائط النقل بين مدرعة تحمل اشارة الصليب الأحمر‮ (‬اسعاف‮)‬،‮ ‬وبين حوامات بلاك هوك‮. ‬وكانت ايران جادة بالوصول الى الرئىس خاصة الميليشيات التابعة لها‮ (‬بدر والصدر‮). ‬واستطاعت مخابراتها ان تدس عدداً‮ ‬مدرباً‮ ‬من المترجمين مع الجيش الاميركي،‮ ‬مستغلة نفوذها في‮ ‬العراق تارة،‮ ‬والغباء الأميركي‮ ‬تارة أخرى،‮ ‬حتى انها استطاعت بهؤلاء المترجمين ان تقترب من الرئىس نوعاً‮ ‬ما‮. ‬واعلنت ذات‮ ‬يوم انها قريبة من صدام،‮ ‬وما عليها في‮ ‬أية لحظة الا أن تأمر بإطلاق النار على رأسه‮. ‬وكنت احذر دائماً‮ ‬الجانب الأميركي‮ ‬من ذلك‮. ‬ثم تلاشت الخطورة عندما بدأت الاحظ ان اغلب المترجمين القريبين من الرئىس هم مسيحيون او عرب جاءوا مع الجيش الأميركي‮.‬
كانت خطة ايران وميليشياتها،‮ ‬تقضي‮ ‬بأنه اذا ما تم تحديد مكان اعتقال الرئىس،‮ ‬ستقوم اطلاعات‮ (‬المخابرات الايرانية‮) ‬ونخبة مختارة من الميليشيات بامطار المعتقل بقذائف وصواريخ ميدان خاصة ومتطورة ايرانية الصنع،‮ ‬وتدميره بمن فيه‮. ‬وخطة اخرى محكمة نجحت الى حد ما،‮ ‬وهي‮ »‬اذا تم اختراق الطوق الاميركي‮ ‬بالحيلة والوصول الى الرئيس،‮ ‬يقوم الشخص المكلف بهذه المهمة باستغفال الجندي‮ ‬الاميركي‮ ‬ونهب سلاحه واطلاق‮ ‬النار على رأس الرئىس ثم الانتحار‮. ‬اما في‮ ‬المحكمة،‮ ‬فقد كان مخططاً‮ ‬بالطريقة نفسها‮. ‬وبعد قتل الرئىس،‮ ‬يقول زملاء الجندي‮ ‬باطلاق النار وقتل زميلهم لطمس معالم الجريمة‮. ‬لكن حذر الأميركان حال دون ذلك،‮ ‬بعد أن نبهناهم عدة مرات سواء في‮ ‬وسائل الاعلام،‮ ‬اومن خلال لقاءاتنا معهم اثناء زياراتنا للرئيس او فترة المحاكمة المسرحية‮.‬

عرض نفي‮ ‬الرئيس
بعد مؤتمر القمة العربي‮ ‬المذكور في‮ ‬شرم الشيخ في‮ ‬اواخر شباط‮ ‬2003،‮ ‬والمبادرات التي‮ ‬عرضت على الرئىس للتنحي‮ ‬وقبول النفي،‮ ‬كان الرئيس‮ ‬يرفض باستمرار ويقول‮: ‬عشت في‮ ‬العراق،‮ ‬وأموت فيه‮.‬
عام‮ ‬2005،‮ ‬تكررت المحاولات بعرض النفي‮ ‬عليه‮. ‬فكانت هناك دولتان عربيتان مرشحتان لاستقباله،‮ ‬احداهما دولة‮ (...)‬،‮ ‬وقد رأيت القصر بأم عيني‮. ‬وكان معداً‮ ‬خصيصاً‮ ‬لاستقبال الرئيس صدام حسين‮. ‬لكنهم أبلغوني‮ ‬ان هذا القصر هو ليس قصر النهاية بالنسبة للرئيس،‮ ‬على أن‮ ‬يعيش مع عائلته،‮ ‬بالاضافة الى أموال طائلة‮ ‬يحدد مقدارها هو بنفسه‮. ‬وفهمت الغرض من خلال بعض التفاصيل الأخرى التي‮ ‬لا أريد الخوض فيها لئلا أحرج أحداً‮. ‬لكن الرئىس،‮ ‬رفض ذلك رفضاً‮ ‬باتاً،‮ ‬وقال مكرراً‮ ‬العبارة أكثر من مرة‮: »‬والله لن أخرج من هذا المكان الا رئىساً‮ ‬كما اختارني‮ ‬الشعب او شهيداً‮ ‬الى قبري‮«.‬
في‮ ‬أحد لقاءاتي‮ ‬الخاصة مع الرئيس،‮ ‬سألته مجدداً‮ ‬ان كان قد تم التفاوض معه من قبل الاميركان او اي‮ ‬طرف آخر‮. ‬فنفى ذلك بالمطلق باستثناء طلب لأحد الجنرالات الأميركان بعد عشرة ايام من اعتقاله‮. ‬وكان هذا الطلب محدداً‮ ‬وليس تفاوضاً‮. ‬وقد جاء سؤالي‮ ‬هذا للرئيس بعد سلسلة أقاويل صحفية واعلامية هدفها واضح ومعروف الا وهو الإثارة والربح،‮ ‬او تشويه سيرة هذا الرجل العظيم ومسيرة‮ ‬35‮ ‬عاماً‮ ‬من النضال والبناء‮. ‬كما جاء السؤال هذا إثر كلام لأحد الضباط في‮ ‬الجيش الأميركي،‮ ‬وهو من الحرس الخاص الذي‮ ‬يشرف على اعتقال الرئيس،‮ ‬وكان هذا الضابط‮ ‬غير راض عما‮ ‬يجري‮ ‬من مسلسل التحقيق،‮ ‬وقبل أن تبدأ المحاكمة سألني‮: ‬هل اطلعت على أوراق الدعوى،‮ ‬هل تناقشت مع موكلك‮.. ‬الخ من الأسئلة القانونية،و قد بدا عليها نه ممتعض مما‮ ‬يجري،‮ ‬وكان‮ ‬يزرع الغرفة ذهاباً‮ ‬وإياباً،‮ ‬وهي‮ ‬الغرفة التي‮ ‬أتواجد فيها لمقابلة الرئيس صدام حسين‮. ‬ثم ما لبث أن قال‮: ‬لا اعتقد أن هذا الطريق سيوصلك وموكلك الى مبتغاكم،‮ ‬وانما الطريق الديبلوماسي‮ ‬هو الصائب‮. ‬فقلت له إنني‮ ‬محام‮..‬
هذا الكلام نقلته للرئىس،‮ ‬فقال‮: »‬لم‮ ‬يطرقوا بابي‮ ‬للتفاوض ولا‮ ‬يمكن لي‮ ‬أن أطرق بابهم،‮ ‬فذلك سيحسب عليناً‮ ‬ضعفاً‮«.‬
وقد أبلغت أنا شخصيا كل الأطراف المعنية بذلك،‮ ‬حيث كنت أدرك،‮ ‬ومنذ اليوم الأول لمهمتي‮ ‬الخطيرة،‮ ‬انها ليست هي‮ ‬طريق النجاة،‮ ‬لأن الأميركان لا‮ ‬يفهمون‮ ‬لغة القانون‮. ‬وكنت مقتنعا بأن الطريق السياسي‮ ‬هو الاسلم لخلاص الرئيس وبالتالي‮ ‬خلاص العراق من هذه المحنة‮.‬

لعبة التصيد
كان الاميركيون‮ ‬يأملون ان‮ ‬يوقف الرئىس صدام حسين المقاومة العراقية مقابل اطلاق سراحه وبالطبع نفيه الى خارج العراق‮. ‬واذكر في‮ ‬احد الايام كان ذلك في‮ ‬الربع الاخير من عام‮ ‬2005‮ ‬من دون تحديد التاريخ‮! ‬كنت عائدا من زيارة لبلد عربي‮ ‬في‮ ‬إطار المشاورات‮. ‬عند وصولي‮ ‬الى احد الفنادق في‮ ‬عاصمة عربية اتصل بي‮ ‬شخص اميركي‮ ‬وطلب مني‮ ‬ان نلتقي‮ ‬فاعتذرت لأنني‮ ‬مرهق من السفر واود ان اعود الى العراق لرؤية اهلي‮ ‬وانني‮ ‬سألتقيه بعد عودتي‮ ‬من العراق‮. ‬لكن الرجل اصرّ‮ ‬وقال ان الامر مهم جدا‮. ‬وفعلا التقيت به في‮ ‬الساعة الثانية عشرة ليلا‮.‬
كنت اعتقد ومعي‮ ‬من‮ ‬يشاطرني‮ ‬الرأي‮ ‬ان هذ االشخص هو احد رجال المخابرات الاميركية لأنه من‮ ‬غير المعقول ان تترك اميركا ومخابراتها هيئة الدفاع تعمل كما تشاء من دون ادوات او رقيب‮.‬
قال لي‮: ‬يا سيد خليل انني‮ ‬اعرف كم انت مهتم بموضوع صدام واعرف بأنك لم تلتق به في‮ ‬حياتك الا داخل السجن ولم تكن‮ ‬يوما مقربا من السلطة و‮... ‬و‮... ‬إلخ لكنني‮ ‬اريد ان اطرح عليك سؤالين ويمكن بعد الاجابة عليهما ان احقق لك ما تريد وتسعى من اجله‮ (‬إنقاذ الرئيس‮) ‬لكن اود ان اسألك اولا لماذا تجازف بحياتك وحياة عائلتك؟
قلت له‮: ‬ان عدوان اميركا على العراق امر لا‮ ‬يمكن ان نغفره لأميركا،‮ ‬وانني‮ ‬كعراقي‮ ‬شاهدت الطريقة التي‮ ‬حاولت اميركا استفزازنا بها باعتقال رئىسنا وعرض صورته على شاشات التلفزة بطريقة حاولتم فيها ان تقتلوا روح العراقيين والعرب،‮ ‬بالإضافة الى انكم انتم من دمر بلدي‮ ‬واودعتم القيادة العراقية الشرعية داخل السجون‮. ‬ثم ان الرئيس صدام حسين رجل قارب السبعين من عمره فليس من الاخلاق او العدل ان‮ ‬يحصل له ما حصل منكم‮.‬
قال‮: ‬ماذا لو كان حصل انقلاب من الشعب والقوات المسلحة،‮ ‬ماذا سيكون موقفك؟ قلت‮: ‬سيكون موقفي‮ ‬مع ما‮ ‬يريده الشعب وبالطبع فأنت تعرف ان الرئيس صدام حسين قد اعيد انتخابه مرتين وقد شهد العالم اجمع نتائج هذين الاستفتاءين ولم‮ ‬يتم الطعن فيهما من اية جهة وبذلك اكتسبا الشرعية الدستورية والقانونية‮. ‬وهذه هي‮ ‬ارادة الشعب‮. ‬تفضل واطرح اسئلتك‮.‬
فقال‮: ‬ان صدام حسين‮ ‬يثق بك ويحترمك وندرك بأنك تستطيع التأثير عليه فهل تستطيع اقناعه بأن‮ ‬يوجه نداء الى المقاومة في‮ ‬احدى جلسات المحكمة للتوقف عن عملياتها ضد الاميركان؟
بالطبع رفضت وقلت‮: ‬لست انا من‮ ‬يطلب منه ذلك‮.‬
ثم عاد ليسألني‮: ‬هل صدام هو من‮ ‬يقود المقاومة وما النسبة التي‮ ‬يقودها من الرجال؟
قلت‮: ‬الرئيس صدام حسين هو من خطط للمقاومة ويحظى بقيادة ما نسبته اكثر من‮ ‬85٪‮ ‬لعمليات المقاومة ان لم نقل اكثر‮. ‬ثم ارجو ان تعلم بأن خليل الدليمي‮ ‬هو محام وليس سياسيا‮. ‬وقررت ان اغير اتجاهي‮ ‬واذهب الى سوريا بدلا من العراق من باب الاحتياطات الامنية‮.‬
هكذا كانت المخابرات الاميركية تحاول الدخول الينا من شتى الابواب ولم‮ ‬يدركوا بأن ارادة العراقي‮ ‬الشريف لا تقبل المساومة‮.‬
حين نقلت للرئيس ما قاله هذا الرجل قال‮: ‬احسنت‮ ‬يا ولدي‮ ‬وكأنني‮ ‬اوصيتك مسبقا ما تقوله‮. ‬لقد كانوا‮ ‬يسعون ان‮ ‬يحققوا مبتغاهم بوقف المقاومة ومثلي‮ ‬لا‮ ‬يفعلها ولو وضعوا رقبتي‮ ‬في‮ ‬الميزان‮. ‬ثم ان هذا الرجل كان‮ ‬يريد ان‮ ‬يعرف مدى تأثير صدام حسين ونفوذه على المقاومة لكن المقاومة لا تدافع فقط عن صدام حسين وإنما عن جميع الاسرى والمعتقلين وبالأساس عن العراق‮.‬
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Mwf8zb4p0ob6q4mr4vnh
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralmahdy.yoo7.com
نور المهدى
Admin
نور المهدى


عدد المساهمات : 211
تاريخ التسجيل : 28/05/2010
العمر : 65
الموقع : مدير منتدى نور المهدى فلسطين

القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين    القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  Emptyالأحد 13 مارس 2011, 12:12 pm


القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  49
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  14
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  2oadyflagالقصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  13899420154b94dba800b37

( تكملة - القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين )
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  395787

لا مساومات
واكرر وانا مسؤول امام الله والتاريخ انه لم تحدث اية مساومة مع الرئيس صدام حسين منذ اعتقاله‮. ‬ولو اراد الاميركيان ان‮ ‬يفاوضوه لحدث ذلك ان لم‮ ‬يكن بعد الاعتقال فالاولى ان‮ ‬يكون بعد صدور قرار حكم الإعدام‮. ‬وعندها ستكون الخيارات امام الرئىس صعبة لأنها ستكون وفق الخيار الاميركي‮. ‬لكن كل ذلك لم‮ ‬يحدث‮. ‬اما الذين عاونوا الاميركان وحالفوهم واعطوهم المشورة من المتخاذلين والخونة والذين خانوا الامانة والعهد والوعد مع الرئىس وقالوا للأميركان ان الرئىس هو عقبة كأداء امامنا لأي‮ ‬تفاوض معكم هؤلاء جعلوا من ورقة الرئيس ورقة محروقة‮. ‬اما ما تناولته الصحف عن المساومة فإنما للإثارة الاعلامية وللسبق الصحفي‮ ‬ولأغراض اخرى معروفة لنا‮.‬

البيان المجهول؟
بتاريخ‮ ‬24‮/‬12‮/‬2006‮ ‬اتصل بنا في‮ ‬مكتب‮ »‬اسناد‮« (‬هيئة الإسناد للدفاع عن الرئيس ورفاقه‮) ‬في‮ ‬عمان شخص ادعى انه الدكتور فلان من مصر‮. ‬لم تكن لدي‮ ‬اية فكرة عن هذا الشخص ولم اسمع به من قبل‮. ‬قال ان لديه بيانا من القيادة العراقية توضع فيه ما‮ ‬يجري‮ ‬من احداث في‮ ‬العراق والمنطقة وخلو العراق من اسلحة الدمار الشامل وعدم ممانعة العراق من تسوية قضية الشرق الاوسط بشكل عام بما فيها القضية الفلسطينية وإخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل بتعاون كافة الدول‮.‬
وحسب زعم الدكتور فإن عديّ‮ ‬صدام حسين قام بتسليمه هذا البيان قبل العدوان اي‮ ‬قبل الغزو الاميركي‮ ‬للعراق بثمان واربعين ساعة‮. ‬لم‮ ‬يتمكن هذا الشخص من مغادرة العراق لتسليم البيان لوكالات الانباء ووسائل الاعلام المختلفة اذ تمت عرقلة سفره بشكل متعمد من قبل الولايات المتحدة الاميركية‮. ‬هذا ما زعمه الدكتور‮.‬
سألته عما‮ ‬يريده بالضبط فأجاب‮: ‬اريد ارسال البيان لكم لكي‮ ‬تسلمه الى الرئىس وله ان‮ ‬يغير او‮ ‬يحذف او‮ ‬يضيف ما‮ ‬يشاء او كتابة بيان لتوضيح الحقائق بدلا من هذا البيان كي‮ ‬يطلع العالم على حقائق الامور بعد العدوان والتدمير لأن الحقائق‮ ‬شوّهت بالكامل وخاصة ما تعلق منها بالرئىس نفسه‮.‬
بعدها قام الدكتور بإرسال البيان المزعوم‮.‬
اثناء اجتماعنا في‮ ‬مكتب‮ »‬إسناد‮« ‬قبل تفويض ثلاثة من الزملاء المحامين بزيارة الرئيس في‮ ‬26‮/‬12‮/‬2006‮ ‬ناقشنا هذا الموضوع مع الزملاء الموجودين،‮ ‬واتفقنا على ان‮ ‬يأخذ الزملاء المفوضون البيان ليطلع عليه الرئىس ويتأكد من صحته والخيارات امامه مفتوحة‮. ‬واعتبرنا هذا الاتفاق فرصة قد‮ ‬يكون للرئيس القول الفصل فيها وقد تساعد في‮ ‬الخروج من المأزق الذي‮ ‬يمر به العراق وقيادته‮. ‬لكن الرئىس صدام حسين لم‮ ‬يعلق على الموضوع‮. ‬فاتصلت بالزميل المعني‮ ‬فأجابني‮: »‬عرضت الموضوع ولم‮ ‬يجب‮«.‬
عقدت هيئات التحقيق التي‮ ‬شكلتها سلطات حكومة الاحتلال عدة جلسات للتحقيق مع الرئيس الأسير صدام حسين ورفاقه الأسرى‮. ‬وقد سبقت جلسات المحاكمة التي‮ ‬بدأت في‮ ‬19‮/‬10‮/‬2005‮.‬
وفي‮ ‬ما‮ ‬يلي‮ ‬مقتطفات من محاضر هذه الجلسات التي‮ ‬تحمل دلالات‮ ‬غنية عن الجوانب الانسانية والجهادية والبطولة والقيادية في‮ ‬شخصية صدام حسين‮:‬

الرئيس صدام حسين وعزل المحامين
في‮ ‬إحدى جلسات التحقيق عام‮ ‬2005،‮ ‬تلا القاضي‮ ‬رائد الجوحي‮ ‬على الرئيس الطلب الذي‮ ‬أرسلته عائلته الى المحكمة عن طريق البريد الالكتروني‮ ‬لعزل جميع المحامين باستثناء المحامي‮ ‬خليل الدليمي،‮ ‬وذلك لتنظيم الوكالات الجزائية‮. ‬فسألني‮ ‬الرئيس بما عهدناه فيه من حكمة وأخلاق عالية عن السبب،‮ ‬فأوضحت له بأنها رغبة عائلته بناء على مشورة مستشارها القانوني‮ ‬لاعادة تنظيم العمل بدقة ومسؤولية‮. ‬فأبدى استياءه وقال‮: ‬والله انا خجل من هذا،‮ ‬ولا اريد ان اخدش كرامة اي‮ ‬عراقي،‮ ‬فكيف لي‮ ‬ان اجرح من‮ ‬يتطوع للدفاع عني‮ ‬في‮ ‬اصعب الظروف‮. ‬وقال للجوحي‮: ‬بعد ان استوضحت ذلك،‮ ‬فانني‮ ‬أوافق على طلب عائلتي‮ ‬لأغراض التنظيم الاكثر دقة فقط،‮ ‬وليس لأي‮ ‬سبب آخر‮.‬
لقاء الرئيس مع القاضي‮ ‬في‮ ‬23‮/‬8‮/‬2005
رائد الجوحي‮: ‬صدام،‮ ‬هل توافق على عزل الوكلاء وتكتفي‮ ‬بالمحامي‮ ‬الاستاذ خليل الدليمي‮ ‬أم تبقي‮ ‬على وكالاتهم،‮ ‬وهذا بناء على طلب ابنتك رغد،‮ ‬والطلب هذا بيدي؟
الرئيس‮: »‬ربنا لا تزغ‮ ‬قلوبنابعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك لا تخلف الميعاد‮«. ‬بدءاً،‮ ‬فانني‮ ‬اشكر جميع المحامين على جهودهم،‮ ‬لكن من اجل اعادة التنظيم ولضرورات المرحلة وما‮ ‬يحدث،‮ ‬فانني‮ ‬اوافق على الغاء جميع الوكالات والاحتفاظ فقط بوكالة الاستاذ خليل الدليمي‮.‬
رائد الجوحي‮: ‬مستقبلا،‮ ‬اذا قدم المحامي‮ ‬وكالة جديدة لتوكيل اخرين،‮ ‬هل توافق عليه؟
الرئيس‮: ‬انني‮ ‬اوافق على من‮ ‬يوافق عليه الاستاذ خليل،‮ ‬وأمنح تفويضا للاستاذ خليل باختيار من‮ ‬يريده كشرط من شروط موافقتي‮ ‬على توقيع أية وكالة‮.‬
رائد الجوحي‮: ‬في‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بالمحامين العرب والاجانب،‮ ‬هل تطلب محامين عربا واجانب؟
الرئيس‮: ‬إن كانوا محامين عراقيين او عرباً‮ ‬او اجانب،‮ ‬فانني‮ ‬احتاج للتوكيل والاستشارة‮. ‬وأفوّض الأمر كله للأستاذ خليل‮.‬

جلسة‮ ‬15‮/‬9‮/‬2005‮: ‬صلابة‮ ‬وتحدّ‮ ‬ورجولة
القاضي‮: ‬صدام،‮ ‬اليوم باعتبارك القائد العام للقوات المسلحة سابقاً،‮ ‬نريد ان نعرف منك ما جرى في‮ ‬عمليات الأنفال؟
الرئيس‮: ‬بسم الله الرحمن الرحيم‮: »‬ربّنا أفرغ‮ ‬علينا صبراً‮ ‬وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين‮« ‬صدق الله العظيم‮.‬
في‮ ‬البداية أريد ان اقول ان صدام حسين ما زال رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة،‮ ‬الا اذا اراد الشعب خلاف ذلك‮. ‬وعليه فانني‮ ‬أمتنع عن الاجابة لأن العدوان الذي‮ ‬قامت به اميركا وما نتج عن ذلك باطل جملة وتفصيلا‮.‬
القاضي‮: ‬نحن قضاة،‮ ‬وكنا قضاة في‮ ‬ظل النظام الذي‮ ‬كنت انت رئيسه،‮ ‬وما زلنا قضاة‮.‬
الرئيس‮: ‬لا‮ ‬يمكن وجود نظام قضائي‮ ‬بدون سلطتين تشريعية وتنفيذية‮. ‬واضيف،‮ ‬لو كانت لدي‮ ‬فرصة لاكون خارج المعتقل،‮ ‬لواصلت قيادة المقاومة ضد الاحتلال‮.‬
القاضي‮: ‬هذه الجلسة تتعلق بما جرى عام‮ ‬1988‮ ‬في‮ ‬عملية الانفال‮. ‬وباعتبارك كنت القائد العام للقوات المسلحة وتمتلك اوامر حركة القطعات العسكرية،‮ ‬اجبنا بشكل مفصل عن صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة؟
الرئيس‮: ‬اكرر بانني‮ ‬امتنع عن الاجابة،‮ ‬ليس على هذا السؤال فقط،‮ ‬وانما على جميع الاسئلة وسبب امتناعي‮ ‬كوني‮ ‬ما زلت رئيسا للجمهورية،‮ ‬والقائد العام للقوات المسلحة العراقية،‮ ‬ورئيسا لمجلس قيادة الثورة،‮ ‬وامتلك حصانة قضائية كاملة وفق الدستور،‮ ‬وثانيا،‮ ‬وربما اولا،‮ ‬لان الاحتلال الاميركي‮ ‬والتحالف الذي‮ ‬معه هو‮ ‬غزو وباطل،‮ ‬وما‮ ‬يترتب على الغزو والعدوان باطل،‮ ‬والتحقيق الجاري‮ ‬والهيئات التحقيقية في‮ ‬ظل الاحتلال باطلة لان كل ذلك مخالف للدستور‮.‬
القاضي‮: ‬اعتقد بانك خريج قانون‮.‬
الرئيس‮: ‬اتعتقد؟ وانا ايضا اعتقد انك خريج قانون،‮ ‬واقول ان هيئة التحقيق فيها اناس هم اخواني‮ ‬واعتز بهم،‮ ‬وعندما اتحدث لا اقصد احدا او الاساءة لاحد‮.‬
القاضي‮: ‬هل تمتنع عن الاجابة بشكل كامل؟
الرئيس‮: ‬الا اذا اراد الشعب‮.‬
القاضي‮: ‬من المعيب ان لا تتكلم عن صلاحياتك‮.‬
الرئيس‮: ‬توجد هيئات تحقيقية اخرى امتنع فيها القضاة عن اعطاء اسمائهم ثم انني‮ ‬مسؤول عن صلاحياتي‮ ‬الدستورية كاملة،‮ ‬وافخر بها وعليها ان شاء الله،‮ ‬واعتز بها امام الله‮.‬
القاضي‮: ‬استجوبنا سلطان،‮ ‬وعلي‮ ‬حسن،‮ ‬وفرحان الجبوري،‮ ‬وحسين رشيد‮. ‬وثبتوا حالة بان الانفال عمليات عسكرية ولنترك الامور العسكرية ولنذهب الى الجرائد‮ (‬فلان‮ ‬يزف برقية تهنئة حول عملية الانفال‮) ‬وهذه العمليات استمرت ستة اشهر وشاهدناها وشاهدها العالم‮. ‬وعندما تأتي‮ ‬على سلطان‮ ‬يقول ان الاوامر تأتيني‮ ‬من نزار الخزرجي‮ ‬او من صدام حسين‮.‬
الرئيس‮: ‬علي‮ ‬حسين المجيد او‮ ‬غيره،‮ ‬له صلاحيات وفق الدستور،‮ ‬وان امتناعي‮ ‬عن الاجابة ليس انتقاصا منك او من شخصيتك‮.‬
القاضي‮: ‬ليس لدي‮ ‬مشكلة في‮ ‬الاجابة او الامتناع،‮ ‬انا قاض منذ مدة،‮ ‬ويمكنني‮ ‬الوصول الى جميع الادلة بطرق اخرى‮. ‬اذا اغلقت الباب ليس لدي‮ ‬مشكلة،‮ ‬انا اضع التكييف القانوني،‮ ‬وان اغلاق الابواب تحسبا من الاجابة او التبرير هذا ليس له مبرر‮. ‬هناك عدة اشخاص في‮ ‬العملية التحقيقية قد‮ ‬يتغير وضعهم وفقا للتحقيق معك‮.‬
الرئيس‮: ‬هل اكملت؟‮... ‬عندما تجتزأ النظرة القانونية فنيا،‮ ‬تصل الى خطوات خاطئة‮. ‬انني‮ ‬داخل احتلال ودولتي‮ ‬محتلة،‮ ‬واذا بقي‮ ‬لدي‮ ‬عمر فسأصرفه في‮ ‬طرد المحتل‮.‬
القاضي‮: ‬تكلم في‮ ‬الجانب القانوني‮ ‬فقط‮.‬
الرئيس‮: ‬اعتز بنفسي‮ ‬كمواطن اكثر من اعتزازي‮ ‬بالعناوين‮.‬
القاضي‮: ‬اذا قلت كمواطن فالمواطن محترم امام القانون عليه واجبات،‮ ‬فلا اريد ان ادخل في‮ ‬مساجلات اخرى،‮ ‬ولدي‮ ‬واجب محدد في‮ ‬ضوء ذلك،‮ ‬احقق واصدر قراراتي‮ ‬انا اعتز بقضائي‮ ‬الذي‮ ‬تعبت عليه،‮ ‬فحتى نكون محترفين،‮ ‬انا اوجه الاسئلةوالامر متروك لك في‮ ‬الاجابة من عدمها‮.‬
الرئيس‮: ‬قبولك ان تحقق خلافا للدستور وتخرق القوانين وانت خرقت الدستوربقبولك تشكيل الهيئات التحقيقية في‮ ‬ظل‮ ‬غياب السلطتين التشريعية والتنفيذية وتحت الاحتلال‮.‬
القاضي‮: ‬عمليات الدفوع في‮ ‬الشرعية وغير الشرعية لا تتم في‮ ‬طور‮ ‬التحقيق‮. ‬
الرئيس‮: ‬عندما لا‮ ‬يضبط الاساس‮ ‬ينهدم البناء‮.‬

صدام قال في‮ ‬المحكمة‮: ‬انا لم استجد احداً‮ ‬منذ شبابي‮ ‬ولن وقد حكمت بالاعدام عدة مرات ولم اطلب الحياة‮
رفض صدام نقل محاكمته الى محكمة دولية لانها لاتستطيع ان تتوقف لو تغير الموقف السياسي‮ ‬عراقياً
ووصفها بانها‮ ‬غير شرعية وغير دستورية وتمثل اهانة للعدالة والقانون ومسرحية هزلية

تنشر الديار مقتطفات من كتاب‮: ‬صدام حسين من الزنزانة الاميركية‮: ‬هذا ما حدث‮ ! ‬من تأليف المحامي‮ ‬خليل الدليمي‮ ‬الذي‮ ‬رافقه طيلة فترة الاسر التي‮ ‬سبقت اعدامه،‮ ‬فكان الدليمي‮ ‬المحامي‮ ‬وامين السرّ‮ ‬والابن لصدام الذي‮ ‬خصّه برسائل المحبة والتقدير وتضمنت وبعضها قصائد اعجاب بالمحامي‮ ‬الذي‮ ‬ناضل وقاوم كل المحاولات لمنعه من اتمام مرافعاته‮.‬
ففي‮ ‬حلقة اليوم نستعرض الروايتين الاميركية ولصدام حسين حول اعتقاله،‮ ‬ففي‮ ‬الاولى حاول الاميركيون اظهار اعتقاله بطريقة الهارب المختبئ،‮ ‬فيما الثانية‮ ‬يستعرض فيها الرئيس العراقي‮ ‬الاسباب الحقيقية التي‮ ‬اوصلت القوات الاميركية الى اعتقاله،‮ ‬كما انه‮ ‬يكشف الخيانة التي‮ ‬تعرّض لها والشكوك التي‮ ‬رافقته خلال الايام القليلة التي‮ ‬سبقت اعتقاله‮.‬
خلال لقاء الرئيس صدام حسين مع المحامين بتاريخ‮ ‬19‮/‬4‮/‬2006‮ ‬طرح السيد رمزي‮ ‬كلارك فكرة نقل المحاكمة الى خارج العراق،‮ ‬وقال ان المحكمة العليا الاميركية بدأت تقبل الدعاوى المقدمة ضد حكومتها حتى للجرائم التي‮ ‬وقعت خارج الاراضي‮ ‬الاميركية،‮ ‬وقد اقيمت الان عدة دعاوى ضد الحكومة الاميركية،‮ ‬وعليه فانه‮ ‬يمكن للمحامين ان‮ ‬يتقدموا برفع دعوى ضد الحكومة الاميركية لصالح الرئيس،‮ ‬ويمكن للسيد طارق عزيز ان‮ ‬يقوم برفع دعوى كهذه‮.‬
وفي‮ ‬ما‮ ‬يتعلق بطارق عزيز وعواد البندر او باقي‮ ‬الرفاق،‮ ‬قال الرئيس ان بامكانهم ان‮ ‬يرفعوا مثل هذه الدعاوى،‮ ‬واي‮ ‬واحد منهم‮ ‬يرى ان هذه الدعوى قد تفيده،‮ ‬فلا مانع لدي‮. ‬لكنه شخصيا‮ ‬لا‮ ‬يريد‮. ‬واضاف‮: ‬انا لم استجد احدا منذ شبابي‮ ‬ولن،‮ ‬وقد حكمت بالاعدام عدة مرات،‮ ‬ولم اطلب الحياة لي،‮ ‬فكيف والان عمري‮ ‬ما‮ ‬يقارب السبعين‮. ‬والسؤال الذي‮ ‬يطرح نفسه في‮ ‬ما اذا كان للمحكمة ان تعقد في‮ ‬16‮/‬10‮/‬2006‮ ‬وقد تؤجل لمدة شهر او اكثر وربما اقل‮. ‬ويتساءل الرئيس‮: ‬كم‮ ‬يا ترى‮ ‬يتطلب الامر من وقت لردة فعل المحكمة الاميركية‮. ‬لكن السيد رمزي‮ ‬كلارك اكد انه من الافضل رفع الدعوى بعد ذاك التاريخ‮. ‬وكان هذا رأي‮ ‬بقية المحامين‮. ‬فقال الرئيس‮: ‬اذا ذهبنا الى محمكة دولية،‮ ‬فاننا سنبقى على ذمة التحقيق،‮ ‬والمحاكمة لعدة سنوات مثل الرئيس اليوغوسلافي‮ ‬ميلوسوفيتش‮. ‬ومجرد القبول بالمحكمة خارج العراق،‮ ‬يعني‮ ‬التسليم والاقرار باننا متهمون،‮ ‬وبالتالي‮ ‬الاعتراف باننا مذنبون‮. ‬واعتقد ان الاميركان ومحكمة كهذه،‮ ‬لا امان لهم،‮ ‬وقد‮ ‬يصدرون حكمهم‮ ‬يوم‮ ‬16‮/‬10‮/‬2006‮.‬
ويضيف الرئيس‮:‬
انني‮ ‬اعرف انسانية الاستاذ رمزي‮ ‬كلارك وزملائه المحامين الشرفاء ومساعيهم لانقاذ حياتي،‮ ‬ولكني‮ ‬لا اريد انقاذها بهذه الطرقة،‮ ‬وقد اديت واجبي‮ ‬والحمد الله،‮ ‬وافضل ان‮ ‬يموت صدام بيد العدو من ان‮ ‬يعيش الف سنة،‮ ‬وهذا ما اتمناه‮.. ‬فالحسين عليه السلام،‮ ‬توفاه الله في‮ ‬كربلاء،‮ ‬ولانه مات مظلوما،‮ ‬فانه‮ ‬يعيش حتى الان في‮ ‬قلوب ملايين الناس،‮ ‬والمظلوم‮ ‬يعيش في‮ ‬قلوب الناس وليس الظالم‮. ‬والحسين جدنا،‮ ‬وكما‮ ‬يقول اهل الدليم‮ - ‬اذا صدكت الجدات‮ - ‬حتى المحامي‮ ‬خافيير حين عرض عليّ‮ ‬في‮ ‬احدى الجلسات رفع دعوى ضد ايران لدورها في‮ ‬مأساة بلدة حلبجة،‮ ‬فانني‮ ‬رفضت قائلا لقد علمنا اجدادنا ان لا نشتكي‮ ‬من احد،‮ ‬لان التشكي‮ ‬وفقا لعادات اجدادنا امر معيب،‮ ‬وعلى هذا الاساس توارثنا ذلك‮. ‬وليس من صفات صدام حسين مقاضاة احد،‮ ‬وقد سبق وان رفضت مقاضاة صحيفة الصن لاساءتها لحقوقي‮ ‬كاسير حرب‮. ‬واعتقد ان وثائق حلبجة موجودة لديكم‮. ‬فانا‮ ‬يا اخواني،‮ ‬ولدت في‮ ‬العراق،‮ ‬واعيش فيه،‮ ‬وسأموت فيه‮. ‬فقد تعودت ان اعيش في‮ ‬بلدي،‮ ‬واتنفس هواءه واعيش بين شعبي‮... ‬وقضية المحاكمةمع كل قضايا العراق،‮ ‬لن‮ ‬يحسمها الا رجال المقاومة الشجعان‮. ‬وما تسمى بالمحكمة العراقية خاضعة للتغيرات والظروف السياسية ولظرف الحال بفعل المقاومة،‮ ‬حيث‮ ‬يزداد الضغط الشعبي‮ ‬الاميركي‮ ‬للانسحاب من العراق‮. ‬وانا لن استجدي‮ ‬احدا لذا افضل ان تكون المحاكمة عراقية وفي‮ ‬العراق ليطلع الشعب على الحقائق،‮ ‬اضافة الى ان المحاكمة تتأثر بواقع العراق السياسي‮ ‬على الارض كلما اشتدت المقاومة‮.‬
انني‮ ‬ارفض نقل المحاكمة،‮ ‬هذه الى محكمة دولية،‮ ‬لان المحكمة الدولية لا تستطيع ان تتوقف لو تغير الموقف السياسي‮ ‬وكذلك فان رفضي‮ ‬يأتي‮ ‬في‮ ‬سياق ان المحكمة الدولية لا تستطيع ان تعفو لو اصدرت حكمها‮. ‬ان الحكم اذا صدر في‮ ‬اميركا،‮ ‬فانه‮ ‬يشكل سابقة،‮ ‬وسيكون لمصلحة الشعب الاميركي‮ ‬والشعوب الاخرى وسيكون تحديا للحاكم الاميركي‮ ‬بما سيكون لها من تأثير على العالم،‮ ‬وسيعرف الحاكم الاميركي‮ ‬بان حكمه وسلوكه،‮ ‬ان كانا‮ ‬غير قانونيين،‮ ‬فسيرفضه شعبه‮. ‬وان ما‮ ‬يقلقني‮ ‬هو ذهابكم وايابكم معرضين انفسكم لاخطار جسيمة‮.‬
اما بخصوص هذه المحكمة،‮ ‬فانا لا اعترف بها ولا بالذي‮ ‬اوعز بتأسيسها،‮ ‬وقد قلت للقاضي‮ ‬الجوحي‮ ‬حين قال لي‮: ‬انت صدام حسين،‮ ‬تولد‮ ‬1937،‮ ‬رئيس جمهورية العراق السابق والقائد العام للقوات المسلحة المنحلة ورئيس مجلس قيادة الثورة المنحل‮... ‬قلت له‮: ‬انا صدام حسين رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس قيادة الثورة وما ازال اسكن في‮ ‬العراق‮. ‬وحين سألني‮ ‬اعتقد انك خريج قانون؟ اجبته‮: ‬وانا اعتقد انك قاض‮.. ‬وقلت له‮: ‬والله‮ ‬يا ابن الجوحي،‮ ‬لو لم تصبح قاضيا زمن صدام حسين،‮ ‬لما كانت الان،‮ ‬لان فرصة الدراسة لم تكن تتوفر لابناء الفلاحين وغيرهم لولا الظروف التي‮ ‬اتاحها لكم صدام حسين؟
اذكر ان الرئيس سألني‮ ‬بعد جلسة الاستماع الاولى في‮ ‬المحكمة مع رائد الجوحي‮ ‬ان كان قد تم نقل هذه الجلسة على التلفاز ووسائل الاعلام،‮ ‬فقلت له ان بعض المقاطع قد تم نقلها،‮ ‬وتركت اثرا كبيرا على معنويات الشارع‮ ‬العربي‮ ‬،وكان رأي‮ ‬الجميع ان الرئيس صدام حسين كان‮ ‬يحاكم من‮ ‬يزعمون محاكمته،‮ ‬وان الشارع العربي‮ ‬معجب جدا بصموده،‮ ‬وكبريائه ورفضه التراجع عن مواقفه رغم الضغوطات التي‮ ‬تمارس عليه‮.. ‬يقول الرئيس‮:‬
هذه محكمة‮ ‬غير شرعية وغير دستورية،‮ ‬وهي‮ ‬صنيعة الاحتلال،‮ ‬ومن مسوغات الغزو الكاذب وواحدة من ثمرات جريمة العدوان الخارج على الشرعية الدولية والقانون والقيم والعدالة‮. ‬واستطرد قائلا‮: ‬انها تمثل اهانة للعدالة والقانون،‮ ‬وهي‮ ‬مسرحية هزلية المقصود منها خداع الرأي‮ ‬العام وتصوير الامور وكأنهم‮ ‬يرضخون للعدالة والقانون وهم ابعد ما‮ ‬يكون عن ذلك‮. ‬لقد قرأت اتفاقية جنيف،‮ ‬خاصة ما‮ ‬يتعلق منها بالاسرى‮. ‬لذلك انصح ان‮ ‬يتم الطعن شكليا بتشكيل المحكمة المخالف للقانون ودستور العراق واتفاقيات جنيف،‮ ‬لان كل ما بني‮ ‬على باطل هو باطل‮... ‬ثم اضاف‮: ‬لقد شكلوا المحكمة بقرارات باطلة وتحت ظل الاحتلال،‮ ‬وبيد الحاكم الاميركي‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬اغتصابا للسلطة الشرعية واعتداء سافرا على القانون العراقي‮ ‬والدولي‮ ‬على السواء لذلك‮. ‬ارجو ان‮ ‬يكون دفاعكم قانونيا وسياسيا واعلاميا‮.‬
القاضي‮: ‬كل المتهمين اجابوا بأن الضربات الخاصة هي‮ ‬استخدام الكيماوي‮.‬
الرئىس‮: ‬تعليقاً‮ ‬على كلامك،‮ ‬حتى ضربات المدفعية استفهمت عليها‮.‬
القاضي‮: ‬هل أثبت ذلك أم على المبدأ؟
الرئىس‮: ‬لا‮.. ‬على المبدأ‮.‬
القاضي‮: ‬كم عدد المكرمين بعد الأنفال؟
الرئىس‮: ‬كل الأبطال الذين أبلوا بلاء حسناً‮ ‬في‮ ‬الحرب تم تكريمهم‮.‬
القاضي‮: ‬كم عدد الضباط والمراتب الذين تم تكريمهم؟
الرئىس‮: ‬لو كنت أنت رئيساً‮ ‬للجمهورية،‮ ‬هل تتذكر عدد الذين كرمتهم؟
القاضي‮: ‬هل أثبت هذا الجواب؟
الرئيس‮: ‬على المبدأ‮.‬
القاضي‮: ‬أنت اصدرت الأوامر بعمليات الأنفال وكنت مباركاً‮ ‬لذلك؟
الرئيس‮: ‬خطي‮ ‬معروف وتوقيعي‮ ‬مثبت‮.‬
القاضي‮: ‬لم اقتنع بالإجابة‮.‬
الرئىس‮: ‬تراني‮ ‬أعلى منك فإذا اقتنعت بشيء تصرف‮.‬
القاضي‮: ‬من هو؟
الرئىس‮: ‬المتكلم‮.‬
القاضي‮: ‬لماذا أصدرت الأوامر بتدمير المناطق المدنية على الرغم أن هذا الأمر مخالف للقانون في‮ ‬المناطق الشمالية؟
الرئيس صدام‮: ‬تدمير الرمادي‮ ‬وفق القانون؟ تدمير تكريت بطائرات إف‮ ‬16‮ ‬هذا قانون؟
القاضي‮: (‬جاوبني‮) ‬على سؤالي‮.‬
القاضي‮: ‬أنت سكت عن الحق‮.‬
الرئىس‮: ‬لن أسكت عن الحق لا والله‮.‬
القاضي‮: ‬لم‮ (‬تجاوب‮).‬
الرئىس‮: ‬لا جواب‮.. ‬على المبدأ‮.‬
القاضي‮: ‬وفقاً‮ ‬للمسؤولية وكونك كنت قائداً‮ ‬عاماً‮ ‬للقوات المسلحة وأمين سر التنظيم للقيادة القطرية،‮ ‬فأنت المسؤول الأول عن قتل جميع السكان المدنيين في‮ ‬عمليات الأنفال‮.‬
الرئيس‮: ‬من أين أتيت بهذه الفذلكة؟
القاضي‮: ‬لا تقل لي‮ ‬هذا،‮ ‬من حقي‮ ‬أن أوجه كل الاسئلة‮.‬
الرئيس‮: ‬أنت تسألني‮ ‬للاستفزاز‮.‬
الرئيس‮: ‬والله‮ ‬يا رائد‮ ‬يا ابن الجوحي‮ ‬لو لم تصبح قاضياً‮ ‬بزمن صدام حسين،‮ ‬لما كنت الآن،‮ ‬لأن فرصة الدراسة لم تكن تتوفر لابناء الفلاحين وغيرهم لولا الفرصة التي‮ ‬منحها صدام حسين‮.‬
القاضي‮: ‬لا‮ (‬تجاوب‮) ‬على أمور خارجية‮.‬
القاضي‮: ‬أنت اليوم حتى اللي‮ ‬عينته تقول ما عينته‮.‬
الرئىس‮: ‬انت شتقول‮ (‬ماذا تقول)؟
القاضي‮: ‬انا ما عندي‮ ‬جواب‮.‬
القاضي: ان المتهم علي‮ ‬حسن المجيد ذكر أن الترحيل صدر بناء على أوامر بالنسبة للقرى الكردية؟
الرئيس‮: ‬جنابك تعرف من رحّل اهل الموصل تحت تدمير الجيش الأميركي‮.‬
القاضي‮: ‬أريد جواباً‮ ‬أضعه على الورق‮.‬
القاضي‮: ‬قدمت اليك مديرية الاستخبارات العسكرية عام‮ ‬1987‮ ‬دراسة حول استخدام الاسلحة الكيماوية،‮ ‬وحصلت موافقتك بعد نهاية هذه الدراسة لمادتي‮ (‬الزارين والخردل‮) ‬والمخاطبات التي‮ ‬جرت فيها‮. ‬وقد أكد المتهم صابر الدوري‮ ‬وجود هذه الدراسة كما أكد هذه الواقعة حامد‮ ‬يوسف حمادي‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يعمل سكرتيراً‮ ‬لديك،‮ ‬فما هو تعليقك؟
الرئيس‮: ‬استخدامها ضد الشعب لو ما تريد ذكر الدولة؟
الرئيس‮: ‬ليس لدي‮ ‬إجابة‮.‬
القاضي‮: ‬ماذا تقرأ الآن؟
الرئىس‮: ‬ما تيسره الحكومة الأميركية،‮ ‬الأشياء التي‮ ‬ليس فيها سياسة كالشعر والقرآن الكريم‮.‬
القاضي‮: ‬هذه ليس فيها سياسة‮.‬
الرئيس‮: ‬الديموقراطية الأميركية لا تحب السياسة‮. ‬لا صحف ولا مجلات ولا راديو ولا تلفزيون،‮ ‬باعتبارها من مستلزمات الديموقراطية‮.‬
القاضي‮: ‬أرى صحتك الآن أفضل من السابق؟
الرئىس‮: ‬ان شاء الله‮.‬
القاضي‮: ‬متى‮ ‬يراك الطبيب؟
الرئيس‮: ‬موجود‮.‬
القاضي‮: ‬كيف وضع عملية الفتق التي‮ ‬أجريت لك؟
الرئيس‮: ‬الحمدلله‮.‬
القاضي‮: ‬لكن خارج نطاق الخدمة‮.‬
الرئيس‮: ‬سالم مسلح لا‮ ‬يكبر‮ ‬الا في‮ ‬عقله‮.‬
القاضي‮: ‬لم‮ (‬تجاوبني‮) ‬على اسئلتي‮. ‬هم‮ ‬يقولون اوامر وأنت لم تجبني‮.‬
الرئىس‮: ‬في‮ ‬عام‮ ‬1964‮ ‬كنت عضو قيادة وخططنا للثورة،‮ ‬ثم بعد ثلاثة اشهر اعتقلت بعد خيانة كخيانة قيس النامق،‮ ‬وأثناء التحقيق ضعف احدهم فكشف في‮ ‬التحقيق الخطة ضد البكر،‮ ‬وعندما سألني‮ ‬القاضي،‮ ‬قلت له انا خططت‮. ‬فقال وأبو هيثم‮ (‬البكر)؟ قلت‮ ‬له‮: ‬نشك بعلاقة‮ (‬أبو هيثم‮) ‬بعبد السلام عارف‮.. ‬وهكذا رفعت عنه الثقل،‮ ‬فالرجال مواقف‮. ‬وكان عدد الذين اعتقلوا آنذاك من‮ ‬12000‮ ‬ـ‮ ‬13000‮ ‬بينما كان عدد المنفذين‮ ‬7‮ ‬اشخاص‮.‬
القاضي‮: ‬لكنك لم ترفع التهمة عن أحد‮.‬
الرئيس‮: ‬في‮ ‬مذكراتي‮ ‬التي‮ ‬قدمتها لك فيها وضوح كاف‮.‬
القاضي‮: ‬لم ترفع عن ربعك اي‮ ‬شيء‮.‬
الرئىس‮: ‬كل شيء بوقته‮.‬
القاضي‮: ‬هناك قصة عن هديب وشقيقه‮.‬
الرئيس‮: ‬لا تحاول أن تدس‮.‬
القاضي‮: ‬هل أنت محكوم سابقاً؟
الرئىس‮: ‬أعود إلى إجابتي‮ ‬عند خط البداية‮.. ‬وحتى لا‮ ‬يحصل التباس‮. ‬لم أحكم إلا على ما‮ ‬يخص خدمة الشعب‮.‬
القاضي‮: ‬أختم‮.. ‬هل توقع ام تحتفظ بحقك بعدم التوقيع؟
الرئيس‮: ‬احتفظ بحقي‮ ‬بعدم التوقيع‮.‬
جلسة التحقيق في‮ ‬أحداث عام‮ ‬1991
رئيس الجلسة التحقيقية‮: ‬القاضي‮ ‬علي‮ ‬الربيعي
الأعضاء‮: ‬عدنان البدري‮ ‬وعبد الحسين حطاب
مكان التحقيق‮: ‬مبنى القيادة القومية‮.‬
القاضي‮: ‬استاذ خليل هل عملت الوكالات؟
خليل الدليمي‮: ‬نعم وهذه ثلاث نسخ‮.‬
الرئىس‮: ‬اليس من المفروض ان التقي‮ ‬بالمحامين قبل المجيء الى هنا؟
القاضي‮: ‬هل توقع وكالات السادة المحامين؟
الرئىس‮: ‬أية قضية التي‮ ‬أوقع وكالاتها؟
القاضي‮: ‬قضية عام‮ ‬1991‮.‬
الرئيس‮: ‬اوقع لهم على كل شيء‮.‬
القاضي‮: ‬أعطني‮ ‬اسمك وعنوانك‮.‬
الرئىس‮: ‬هل أنت قاض؟
القاضي‮: ‬نعم أنا قاض‮.‬
الرئيس‮: ‬أنت تعرف وشعب العراق‮ ‬يعرف ما هو اسمي‮ ‬وعنواني‮.‬
القاضي‮: ‬بموجب المحضر‮ ‬28‮/‬7‮/‬2005‮.‬
الرئىس‮: ‬انا لن أتنازل عن صفتي‮ ‬الرسمية‮. ‬شعب العراق اختارني‮ ‬رئيساً‮ ‬وقائداً‮ ‬له‮.‬
الدليمي‮: ‬استناداً‮ ‬الى الفقرة ب من المادة‮ ‬126‮ ‬من قانون اصول المحاكمات الجزائىة،‮ ‬والفقرة‮ ‬من المادة‮ ‬19‮ ‬من قانون المحكمة والفقرة ج من القاعدة‮ ‬27‮ ‬
من قواعد الاجراءات وجمع الادلة فان لموكلي‮ ‬السيد الرئيس صدام حسين الحق في‮ ‬التزام الصمت،‮ ‬ولا‮ ‬يجبر على الاجابة على الاسئلة التي‮ ‬توجه اليه او الادلاء باية افادة او بيان باستثناء التعريف بالاسم واللقب والمنصب والمواليد،‮ ‬من دون ان‮ ‬يفسر هذا الصمت كدليل ضده،‮ ‬والسبب لان الغزو باطل،‮ ‬وكل ما بني‮ ‬على باطل فهو باطل جملة وتفصيلا بما في‮ ‬ذلك محكمتكم،‮ ‬وكل هيئات التحقيق المشكلة من خلالها‮. ‬وكان المفروض ان نلتقي‮ ‬مع موكلنا السيد الرئيس قبل حضور الجلسة،‮ ‬ولكنك رفضت‮.‬
القاضي‮: ‬انا لم ارفض‮.‬
الدليمي‮: ‬انت رفضت،‮ ‬هكذا ابلغنا الامريكان‮.‬
القاضي‮: ‬كان من المفروض ان تقدم طلبا‮.‬
الدليمي‮: ‬هذه سابقة‮ ‬غير معمول بها الا من قبلك انت‮. ‬فعادة تتم اللقاءات بدون طلبات،‮ ‬وهذا حق مشروع‮. ‬ولا تنسى ان هذه جلسة تحقيق وليست محاكمة‮.‬
‮ ‬القاضي‮: ‬نحن لدينا اسمك وعنوانك،فهل تعطينا اسمك وعنوانك؟
الرئيس‮: ‬اسمي‮ ‬صدام حسين عبد الغفورالمجيد‮. ‬مهنتي‮/ ‬رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة العراقية المجاهدة‮. ‬مواليد‮/ ‬1937‮ ‬اسكن في‮ ‬بغداد عاصمة العراق،‮ ‬القصر الجمهوري‮.‬
القاضي‮: ‬ما هو منصبك الحزبي؟
الرئيس‮: ‬لا اقوله،‮ ‬لان الحزب الان سري،‮ ‬ولا تسمح لي‮ ‬اخلاقي‮ ‬ان اقول ذلك لانه‮ ‬يؤثر على عملنا النضالي‮ ‬وهو سرّ‮ ‬من اسرار العمل‮.‬
القاضي‮: ‬بتاريخ‮ ‬2‮/‬3‮/‬1991‮ ‬حصل اجتماع للقيادة حيث استدعيت عددا من اعضاء القيادة القطرية المنحلة واعضاء مجلس قيادة الثورة المنحل،‮ ‬فما الذي‮ ‬حصل في‮ ‬هذا الاجتماع؟
الرئيس‮: ‬لم اطلع على اية ورقة،‮ ‬ولم التق بالمحامين،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فلااجابة‮.‬
القاضي‮: ‬تفضل السؤال من الهيئة التحقيقية‮.‬
الرئيس‮: ‬لو افترضنا مجازا ان المتهم هو‮ ‬غير صدام حسين،‮ ‬اليس من المفروض ان‮ ‬يطلع المتهم على الاوراق وخاصة نحن في‮ ‬العراق ويوجد قضاة؟
القاضي‮: ‬المحكمة ترجع للمتهم،‮ ‬يوكل محاميا اولا حسب رغبته‮.‬
الرئيس‮: ‬المحامي‮ ‬وكيل وليس بديلا،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن ان‮ ‬يلغي‮ ‬دوري‮ ‬حتى ولو وجد الف محام‮. ‬كان من الواجب ان اطلع على الاوراق لامارس دوري‮.‬
القاضي‮: ‬كان من المفروض ان‮ ‬يبلغك المحامي‮ ‬بالتفاصيل‮.‬
الرئيس‮: ‬ليس المحامي،‮ ‬وانما انتم،‮ ‬كان من المفروض ان تتركوا لي‮ ‬فرصة الاطلاع على الاوراق‮.‬
القاضي‮: ‬بتاريخ‮ ‬2‮/‬3‮/‬1991‮ ‬حصل اجتماع لعدد من اعضاء القيادة حيث تم استدعاء عدد من اعضاء القيادة القطرية واعضاء مجلس قيادة الثورة،‮ ‬وكان من بين الحاضرين طه‮ ‬ياسين رمضان ومحمد حمزة الزبيدي‮ ‬وحسين كامل وعبد حميد محمود واخرون‮. ‬وكان هذا الاجتماع‮ ‬يتعلق باحداث‮ ‬1991‮ ‬فما الغاية من هذا الاجتماع،‮ ‬وهل تم تكليف الحاضرين بقيادة القطعات العسكرية في‮ ‬تلك الفترة،‮ ‬وهل تم وضع الخطط والاسلوب والمنهج الذي‮ ‬يتم الاعتماد عليه من قبل المذكورين؟
الرئيس‮: ‬اقول رغم ان قولي‮ ‬هذا لا‮ ‬يعني‮ ‬اعترافا بالحكومة او بالذي‮ ‬شكل هذه الهيئات فلهذا التزم الصمت‮.‬
القاضي‮: ‬لا‮ ‬يوجد لديك اي‮ ‬جواب عليه؟
الرئيس‮: ‬اجبت‮.‬
القاضي‮: ‬ما عندك جواب‮ ‬غير الصمت؟
الرئيس‮: ‬اليس الصمت حقا؟
القاضي‮: ‬اجاب‮: ‬التزم الصمت والسكوت‮.‬
الرئيس‮: ‬لم اقل السكوت‮.‬
القاضي‮: ‬كان هناك في‮ ‬المنطقة الجنوبية المقر المتقدم للقوات المسلحة وهم اعضاء هذا المقر‮. ‬لماذا تم تشكيل هذا المقر،‮ ‬وما هي‮ ‬صلاحيات هذا المقر المتقدم في‮ ‬البصرة؟
الرئيس‮: ‬لو كنت انت احد اعضاء القيادة افتراضا،‮ ‬وصدام رئيسك هل تتأمل ان‮ ‬يقول ان اعضاء القيادة فلان وفلان؟ لو كان بالتكريم لقلنا وانصفنا الرجال ولقلنا اسماء الرجال اذن التزم الصمت‮.‬
القاضي‮: ‬هل اثبت ذلك؟
الرئيس‮: ‬هذا سؤال للتوضيح ولانك لم تثبت ما اردت سابقا،‮ ‬فانني‮ ‬التزم الصمت‮.‬
الرئيس‮: ‬ثبت توضيحي‮ ‬ان العراق محكوم من قبل اميركا ولا تحتد علي‮ ‬لاني‮ ‬اصير فوكاك‮ (‬فوقك‮).‬
القاضي‮: ‬هل تريد ان اثبت التوضيح ام لا؟
الرئيس‮: ‬التزم الصمت‮.‬
الرئيس‮: ‬استجابة مني‮ ‬لهيئة الدفاع،‮ ‬فانني‮ ‬التزم الصمت‮.‬
القاضي‮: ‬لقد تم تكليف حسين كامل بقيادة القطعات العسكرية بالقرب من محافظة كربلاء وعند تواجده قرب محافظة كربلاء قام بضرب وقصف المدينة وضرب مرقدي‮ ‬الامامين الحسين والعباس عليهما السلام،‮ ‬فهل امرته بذلك وهل علمت بما قام به حسين كامل في‮ ‬كربلاء،‮ ‬وما هي‮ ‬الاجراءات التي‮ ‬اتخذتها انذاك ولا سيما كانت له مقولة شهيرة في‮ ‬كربلاء مخاطبا الامام الحسين عليه السلام‮: ‬انت حسين واني‮ ‬حسين وانشوف من‮ ‬ينتصر
الرئيس‮: ‬التزم الصمت‮.‬
القاضي‮: ‬هل اطلعت على تقرير طارق عزيزبخصوص الممثل الخاص للامم المتحدة بشأن حقوق الانسان والمعلومات الواردة فيه،‮ ‬وما هي‮ ‬اجراءتك بخصوص ذلك التقرير،‮ ‬وما القرار الذي‮ ‬اتخذته في‮ ‬حينه؟
الرئيس‮: ‬التزم الصمت‮.‬
القاضي‮: ‬بعد الانتهاء من احداث‮ ‬1991،‮ ‬حصل تكريم لاعضاء القيادة والقادة العسكريين والاجهزة الحزبية وخاصة بموجب المرسوم الجمهوري‮ ‬ورقم‮ ‬239‮ ‬في‮ ‬24‮/‬5‮/‬1992‮ ‬فعن وعلى اي‮ ‬شيء تم هذا التكريم؟
الرئيس‮: ‬كثير من الناس تم تكريمهم وان كل وثيقة تحمل توقيعي‮ ‬وثبت صحتها،‮ ‬فانا اتحمل مسؤوليتها‮.‬
المدعي‮ ‬العام‮: ‬شاهد عيان وهو من مئات الشهود من ذوي‮ ‬الفطنة واصحاب الكفاءة،‮ ‬تم اعتقاله وارساله الى الرضوانية‮. ‬وهناك تم وضعه في‮ ‬احد الجملونات التي‮ ‬
يقدر عددها بـ‮ ‬12‮ ‬جملونا‮. ‬وكان في‮ ‬كل جملون اكثر من‮ ‬2000‮ ‬معتقل تم إعدام الموجودين في‮ ‬القاعة جميعهم‮. ‬والسؤال هنا‮ ‬يدور حول المتهم طارق عزيز الذي‮ ‬كان‮ ‬يقوم بالتنسيق مع مدير الامن العام على اختزال عدد المعتقلين حول احداث‮ ‬1991‮ ‬وجعلها من‮ ‬105000‮ ‬الى‮ ‬15000‮ ‬ثم اختزلتم العدد وجعلتموه‮ ‬11000‮.‬
وهؤلاء تم إصدار الامر بتنفيذ حكم الإعدام بهم من قبل المحاكم الخاصة التي‮ ‬امر بتشكيلها‮... ‬فما هي‮ ‬اجابتك؟
الرئىس‮: ‬ما ذكره المدعي‮ ‬العام كان‮ ‬يفترض التحقق منه من خلال الساكنين في‮ ‬الرضوانية من عدد الجملونات حيث ان الرضوانية منطقة كبيرة مأهولة بالسكان‮.‬
اما الجوانب الاخرى من السؤال فليس لدي‮ ‬اجابة عليها‮.‬
المدعي‮ ‬العام‮: ‬شاهد من كردستان من ذوي‮ ‬الفطنة والاخلاق والمصداقية ذكر انه في‮ ‬4‮/‬4‮/‬1991‮ ‬احاطت قوات الجيش بالمدينة إحاطة المحبس بالمعصم ثم قامت بصب حممها عليها‮.‬
الرئىس‮: ‬ايها الذوات لقد استمعتم الى الخطبة وليس الإفادة التي‮ ‬ألقاها المدعي‮ ‬العام لتبين هيئة التحقيق الحقيقة من الهوى‮. ‬ان المنطقة الشمالية معروفة من الناحية المناخية ومن المعروف ان الاسبوع الاخير ما بين‮ ‬26‮-‬27‮/‬4‮/‬1991‮ ‬يكون الطقس في‮ ‬ذلك الوقت ليس كالطقس الذي‮ ‬ذكره المدعي‮ ‬العام‮. ‬اما هروب المواطنين فيفترض التحقق منه هل حصل قبل مجيء القوات المسلحة ام بعد مجيئها‮. ‬وعند ذلك بإمكان الهيئة التحقيقية ان تتحقق حيث‮ ‬يوجد قبر واحد مدفون فيه‮ ‬400‮ ‬شخص الذين وقفوا مع الاستاذ عزة ابراهيم وبإمكانهم التحقق من ذلك من خلال قادة الفرق والاستاذ جلال طالباني‮ ‬والسيد طه محي‮ ‬الدين معروف‮. ‬اما الجوانب الاخرى فألتزم الصمت‮.‬
المدعي‮ ‬العام‮: ‬شاهد عيان اخر برتبة عسكرية كبيرة من الفرات الاوسط‮ ‬يفيد بأن طالع الدوري‮ ‬وفرحان الدليمي‮ ‬ومحمد جواد عنيفص كانوا‮ ‬ينفذون القتل امامه‮. ‬وقد اعتقل هذا الشاهد اثناء الاحداث،‮ ‬وابناء عمومته‮. ‬وقد شاهد هذا الشاهد الصواريخ والمدفعية تطلق نيرانها على كربلاء وشاهد قبورا جماعية تم استخراج‮ ‬400‮ ‬قتيل منها فماذا‮ ‬يعلق المتهم على ذلك؟
الرئىس‮: ‬لماذا لا ترتجف شوارب الادعاء العام على عشرات ومئات الذين‮ ‬يسقطون الآن‮ ‬يوميا نتيجة الفتنة الطائفية في‮ ‬بغداد وبعض مناطق العراق؟ اذن تعليق صدام حسين على كل إيذاء‮ ‬يحصل لعراقي‮ ‬الآن او قبل الآن بدون وجه حق ومن‮ ‬غير حق،‮ ‬فإن هذا عمل جبان وجريمة‮.‬
المدعي‮ ‬العام‮: ‬هل كان المتهم داخل العراق ويمارس صلاحياته كرئيس جمهورية؟
الرئيس‮ : ‬لا اجيب عن هذا السؤال لأنه لا‮ ‬يستحق الإجابة‮.‬

القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين  14

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://nooralmahdy.yoo7.com
 
القصة الكاملة لإعتقال صدام حسين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القصة الكاملة...مجاهد وقع في الأسر بسبب جاسوس رافقه في السفر& الهاتف النقال &
» يقولون لي ... حسين المحضار
» احس طيفك في خيالي ... عبدربه حسين ال
» حبيبي اشوفه زين ... حسين المحضار
» الشيخ محمد بن حسين الحارثي المعروف بالشيخ البهائي(قدس سره)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور المهدى فلسطين :: استراحة فلسطين :: منتدى الأسرة العربية-
انتقل الى: