بعد إغلاق المجال الجوي أمام طائرات الاحتلال
العلاقات التركية-الصهيونية تسجل مزيدا من نقاط التراجعإسطنبول-المركز الفلسطيني للإعلام
لا زالت العلاقات التركية-الصهيونية تسجل نقاط تراجع وتصاعد في التوتر، مع إعلان رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان عن إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات الصهيونية، وذلك في استمرار لسلسلة العقوبات التركية على الاعتداء على أسطول الحرية أ واخر الشهر الماضي.
كما وشدد إردوغان على أن العلاقات مع الكيان الصهيوني لا يمكن أن تعود إلى مجراها الطبيعي قبل تنفيذها الشروط التركية والمتمثلة في الاعتذار،وتشكيل لجنة تحقيق دولية، وتعويض أهالي شهداء الأسطول التسعة، إلى جانب الرفع الكامل للحظر عن قطاع غزة .
وقال أردوغان:"إسرائيل ارتكبت هذه الجريمة في المياه الدولية ولا يمكن لأحد أن يقول العكس أو أنها كانت تدافع عن نفسها، وبالتالي، يجب على المجتمع الدولي التعاون من أجل معاقبتها بالشكل الذي تستحقه ".
ورغم أن تصريحات رئيس الوزراء التركي تأتي من جملة الاحتجاجات والادانات الرسمية التي تتبناها تركيا منذ الاعتداء الصهيوني على قطاع غزة، إلا أنها هذه المرة تكتسب أهمية خاصة كونها جاءت بعد مباحثات أجراها مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة "تورنتو" في كندا، ما يؤكد أن الإدارة الأمريكية نفسها لم تتمكن من تليين الأجواء بين حليفيها التقليديين تركيا والكيان الصهيوني .
وفي هذا الإطار، قال إردوغان أن الولايات المتحدة تدعم تركيا في مطالبها الأربعة من الكيان، وقال:"لقد تحدثت مع الرئيس الأمريكي، وقلت له، إننا كجمهورية ندافع عن حقوق مواطنينا فعلى الولايات المتحدة أيضا أن تدافع عن المواطن الأمريكي من أصل تركي الذي قتلته إسرائيل.. وإذا كنا نكافح دوليا لنيل حقوقنا، نتوقع من الولايات المتحدة أن تساندنا في ذلك"، وأضاف:"لقد لقيت تجاوبا من السيد أوباما في هذا الموضوع ".
ويؤكد المراقبون في تركيا، أنه إذا كان الكيان الصهيوني قد امتنع عن التعليق على هذا القرار التركي خشية تعميق الفجوة بين الطرفين، إلا أن العقوبة بحد ذاتها تكتسب بعدا استراتيجيا بالنسبة له، لما يوفره المجال التركي من إمكانيات مهمة في ظل عدم إمكانية التحليق بأمان فوق الأراضي العربية، ولقربها من الأراضي الإيرانية.
كما أن الكيان، كان يعتبر تركيا بوابته الجوية الإستراتيجية إلى قارة أسيا، وهنا يرى المراقبون أن إغلاق السماء التركية أمام الكيان إنما يشير إلى أن النيران التي أشعلها بهجومه على أسطول الحرية لم تنطفئ بعد، وبأن تركيا لن تسامحه قبل أن تنتقم للدماء التركية التي أريقت للمرة الأولى على أيدي الصهاينة.
لتبقى فلسطين في القلب والآقصى في عيوننا