منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
السلام عليكم
أهلا بك معنا زائرنا الكريم
فلسطين فى القلب
والأقصى فى عيوننا
منتدى نور المهدى فلسطين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى نور المهدى فلسطين

منتدى فلسطينى عربى إسلامى يهتم بالقضية الفلسطينية والشؤون العربية والاسلامية
 
الرئيسيةالتسجيلدخولأحدث الصور

 

 المراة الاولي في حياة النبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشقة فلسطین

عاشقة فلسطین


عدد المساهمات : 734
تاريخ التسجيل : 30/05/2010
العمر : 43
الموقع : کل بلاد الاسلامیه موطنی و فلسطین فی قلبی

المراة الاولي في حياة النبي    Empty
مُساهمةموضوع: المراة الاولي في حياة النبي    المراة الاولي في حياة النبي    Emptyالجمعة 02 يوليو 2010, 6:14 am



نِساءٌ في حياةِ النبي
كان عصرَ الظلام ، و إن كان لها عصرَ النور ، و كان عصرَ الجهل ، و إن كانت فيه أعرفَ ما تكون . كان عصر الوحشية البغيضة ولكنها كانت مثالاً للإنسانية الكاملة. فهي عقيلة خيرة شباب عصره عبد الله بن عبد المطلب ، و من الذي ينكر عبد الله أو ينكر من فضله شيئاً ، و هو حلم عذارى قريش و مرمى آمال الفتيات ، و قد تخيرها هي دون سواها لتكون له زوجاً و لنسله أماً ، فمن أجدر من آمنة بنت وهب و هي المنحدرة من أعرق الأسر ، و المتقلبة في أعز أحضان ، أن تحتل هذه المكانة الفذة.

نعم كانت صاحبتنا هذه هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب ، و قد جلست إلى ظل شجرة و ارفة الظلال ، لتستعيد ذكرى أيام عذاب و سويعات هناء و صفاء ، و تنصت إلى صدى الزمن الفائت ، و هو يتردد في أعماقها كأروع ما يكون الصدى ، و تستمد من ذكرى حبيبها الغائب رصيداً من الشجاعة يساعدها على مُرِّ الفراق ، فأنى لها الآن بذلك الزوج البار الذي فارقته مرغمة و فارقها مرغماً أيضاً ، و ما أحوجها إليه في أيامها هذه التي توشك أن تستقبل فيها قادماً جديداً و وليداً عزيزاً .. ما أحوجها إلى ذلك الحبيب الغائب ليهدهدها بحنانه ، و يشاركها آمالها و أمانيها ، و ينتظر معها إبنهما البكر ، فها هي تكاد تستمع إلى دقات قلب جنينها الغالي ، و هي سعيدة لذلك لولا سحابة من ألم ظللت سعادتها لبعد الأب الحبيب ، ولكنها تعود لتقول عسى أن يكون اللقاء قريباً ، و هي تأمل أن يصلها خبر قدوم الغائب المنتظر في غضون هذه الأيام.

فعبد الله كما لا تشك آمنة لحظة سوف لا يألو جهداً في الإسراع بالرجوع ، و سوف يبذل كل محاولة ممكنة لإنجاز مهمته في أسرع وقت ، وقد خلف وراءه في مكة زوجة عروساً ، تحمل له في أحشائها جنيناً ، و تضم له في قلبها حباً و حنيناً ، و لهذا فلا تشك آمنة في رغبة زوجها بالأوبة السريعة ، و في أنه لن يماطل في سفره ، و لن يتقاعد عن اللحوق بأهله سريعاً مهما طاب له المقام في الخارج ، فهي لا تنسى أبداً ساعة إذ أقبل إليها مودعاً ، وقد أوشكت القافلة على المسير.

و هي لا تنسى أبداً أيضاً تلك الخطوط العريضة الواضحة من الحب و العطف ، و هي مرسومة على وجهه المشرق المضيء ، و لا تنسى أبداً كيف أنه مكث معها ، وك أنه لا يريد أن ينصرف ، أو كأنه لا يتمكن من الإنصراف حتى أنتزعه إخوته من أمامها أنتزاعاً ، و هم يهونون عليه مدة البعد ، و يمزحون معه و يتضاحكون ، و هي لا تنسى أيضاً كيف أنه كان يلتفت نحوها ، و هو سائر إلى حيث تنتظره العير.

و في كل لفتة من لفتاته كانت تقرأ معنى من معاني الحب حين يلتهب ، و يشد إنساناً إلى إنسان . كان زوجها المسافر يحس بأنه مخلّف وراءه شيئاً ، لم يسبق لغيره من المسافرين أن خلّف مثله ...

و كان يشعر أن آمنة ، و هي تحمل له جنينه الغالي ، قد بدت لعينيه في تلك اللمحات داخل إطار من نور مقدس ، و وسط هالة من الإشعاع السماوي ، ولكنه كان مضطراً إلى السفر فسافر و هو على أمل لقاء قريب.

و هكذا تستمر آمنة بنت وهب سارحة مع أفكارها و أحلامها ، و تستمر أفكارها وأحلامها معها أيضاً ، عنيفة بها مرة ، و رفيقة بها أخرى حتى تنتزعها من انطلاقتها الحلمية.

تلك أصوات غريبة وصلت إلى سمعها من صحن الدار ، و حركة غير طبيعية أخذت تدب في أرجاء البيت فتهتز لهذه الظاهرة الجديدة لحظة ، و يخامرها قليل من أمل و تساورها لمحة من رجاء. ماذا لو كان الحبيب الغائب قد عاد هو و من صحبه من الإخوان ، و ماذا لو كان ما تسمع رجع صدى قدومهم على غير ميعاد.

ماذا لو كان عبد الله قد اختصر المدة و رجع إلى أهله و إليها ، و إلى جنينها الحبيب ، ثمّ تنهض متعجلة و هي بين اليأس و الرجاء و تذهب متلهفة الخطى و قلبها يكاد يسبقها في المسير ، و تذهب لتسأل عن الخبر اليقين ، و تلقى سؤالها بصوت كأنه حشرجة روح ..
ماذا هل قدم عبد الله! ؟ ..



فهي تشعر أن هناك واردين جُدُداً ، و هي تحس أن الدار ليست على هدوئها الاعتيادي ، ولكنها لا ترى عبد الله. و كانت تتوقع أن تبصر به قبل السؤال ، ولكنها حينما لم تر عبد الله ، و حينما وثقت من قدوم المسافرين الذين صحبوا زوجها في السفر ، انبعثت آهاتها كلمات سألت فيها عن عبد الله ، و تسمع الجواب و هي لا تكاد تفهم منه إلاّ القليل فقد أذهلتها الصدمة ، و شلت حواسها المحنة التي شعرت بها قبل أن تسمعها ، و عرفتها بدون أن تخبر بواقعها و كان الجواب .. لا لم يجئ عبد الله ولكنهم الآخرون ، فتعود تسأل ، و هي لا تعلم أنها تسأل ، و تستفهم ، و هي في غنىً عن الاستفهام . إذن فأين عبد الله ، و ما الذي قعد به عن متابعتهم في السير .. فيقال لها : ( أنه مريض وقد أفاء إلى قوم في منتصف الطريق يستضيفونه ، حتى يقوى على السفر و هي تسمع الجواب ، و تفهم منه غير الذي قيل فتنطلق روحها من فمها إلى كلمات مرة ) و تقول : ( آه من لي بعبد الله و من لوليدي بأبيه ) . و هكذا . تتلاشى أحلام آمنة و ينهار صرح امانيها فنراها وقد تسربلت بأبراد العزاء بعد أن انطفأت شعلة السعاة المتوهجة في صباها الريان فهي رابضة بعيداً عن اللدات و الرفيقات ..

منصرفة عن الدنيا و ما فيها من مباهج .. عاكفة على آلامها الممضة ، منطوية تحت سماء الحزن القاتم و في إطار من الألم المرير .. فهي لا تحيى إلاّ للذكرى ، و لا تعيش إلاّ على حطام السعادة المفقودة بعد أن افترقت عن رفيق دربها السعيد ، و أصبحت و هي الزهرة الناظرة رهينة الثكل الممض و الحزن القاتل . فآمنة كادت بعد فجيعتها بعبد الله أن تزهد في الحياة فما عادت تشعر للحياة معنى ، و هي خلو من عبد الله ، وعبد الله كان لها الحياة الروحية بكل معاني الحياة ، ولكن بارقة من أمل و شعور لا إرادي أخذ يشدها للحياة التي أنكرتها ، و أخذ يشعرها بوجودها حية مع الأحياء ، و يذكرها أنها لم تمت يوم مات عبد الله ، فقد أخذت تشعر أن عليها تجاه عبد الله واجباً يجب عليها أن تؤديه ، و أن في أحشائها وديعة لفقيدها الغالي ، لا يمكن لها بأي حال من الأحوال أن تنساها ، أو تتناساها. و أحست أن رسالتها بالنسبة لعبد الله لم تنته بعد ، فما دام طفله معها فهي مسؤولة أن تعيش ، ولهذا فقد أقامت على لوعة مريعة وألم ليس فوقه ألم ، و ما أكثر ما كانت تسترجع ذكرى أيامها مع الزوج الغالي و أيامها قبل أن يدخل حياتها و تدخل حياته ، و كيف أنه أختارها هي دون سواها مع كثرة الإغراء الذي أحيط به من فتيات قريش ، و لهذا فما أكثر ما حُسدت عليه و ما أكثر ما اعتزت به ، و فرحت فلم يكن عبد الله بن عبد المطلب بالعريس الهين ، فهو غصن بني هاشم ، و منار فتيان قريش فماذا لو لم يفرق الموت بينهما ، و ماذا لو تركهما يتذوقان الهناء ، ولو إلى مدة قصيرة ، و ماذا لو أمهله الموت حتى يرى وليده العزيز ، و ماذا لو رحم الموت هذا الجنين الذي سوف يستقبل الدنيا أو تستقبله الدنيا ، و هو يتيم وحيد ، و هي لا تزال تذكر ساعة الوداع ولا تنسى وصايا عبد الله لها أن تحافظ على جنينها ما وسعها الحفاظ ، ولكن أين هو الآن وقد آن للعزيز المنتظر أن تبصر عينه نور الحياة ، و فعلاً فقد استقبلت الدنيا محمد بن عبد الله ، و هو يتيم يكفله جده وتحضنه أمه الثاكلة آمنة بنت وهب ، و هي المرأة الأولى في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

منبع : المرأة مع النبي « صلى الله عليه وآله » في حياته و شريعته



تالیف شهیده بنت الهدی

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.alqodsolana.blogfa.com
 
المراة الاولي في حياة النبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تأملات وعبر من حياة النبي موسى (عليه السلام
» المراة فی نظر بعض الفلاسفه
» حدد لنفسك هدفا.. تعش حياة أطول
» حياة الروح ... نائل قدوري
» نبذة عن حياة الشاعرة فدوى طوقان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى نور المهدى فلسطين :: الملتقى الاسلامى :: العبادات و الدعوة وأصول الدين-
انتقل الى: