عاشقة فلسطین
عدد المساهمات : 734 تاريخ التسجيل : 30/05/2010 العمر : 43 الموقع : کل بلاد الاسلامیه موطنی و فلسطین فی قلبی
| موضوع: العظمة الحقوقية والاجتماعية للمرأة في القرآن السبت 07 أغسطس 2010, 6:21 am | |
| بسم الله الرحمن الرحیم السلام علیکم و رحمه الله العظمة الحقوقية والاجتماعية للمرأة في القرآن
العظمة الحقوقية والاجتماعية للمرأة في القرآن جاء في القرآن بشأن العظمة الحقوقية والاجتماعية للمرأة : ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لك أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن
لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا ان يأتين بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فان كرهتموهن فعسى ان تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) (1) . إن المسائل المتعلقة بحقوق المرأة بعضها يتعلق بالإرث وبعضها يتعلق بالنكاح وبعضها يتعلق بتعدد الزوجات وبعض آخر يتعلق بالمهر وأمثال ذلك . ولأن هذا النوع من المسائل بينها عدد كثير منهم المرحوم العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان وكتب المتأخرون كتباً أيضاً بتوجيهات ذلك المفسر الكبير في العالم الإسلامي ، لذا سوف لا نبحث في ذلك المجال . أما في هذا القسم فينبهنا القرآن ويقول : يجب أن تعاشر المرأة بالمعروف وهذه العشرة لا تختص العائلية ، أحياناً يصور التعصب الجاهلي أو رواج ثقافة غير صائبة أو تعصب ساذج وأمثال ذلك ، للرجل انك لا تستطيع التعارن مع المرأة مؤسسة من المؤسسات أو ان المرأة لا تستطيع ان تتواجد في المجتمع بشكل فعال : يقول القرآن الكريم في هذا المجال ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن ) إذا لم يشركم ان يكون لهن منصب مثلكم ويكون لهن حضور في المجتمع وميدان السياسة ومجال الطب والثقافة والتدريس ، فتحملوا هذا الأمر لعله يكون هناك خير كثير في هذا الأمر و أنتم لا تعلمون ، لذا لما ان القرآن الكريم يقول بشأن الحرب والدفاع : ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم ) (2) بيّن شبيه هذا التعبير بشأن ____________ (1) سورة النساء ، الآية : 19 . (2) سورة البقرة ، الآية : 216 .
حضور المرأة في الحياة الاجتماعية ومسائل الحياة وقال : ( وعاشروهن بالمعروف ) المعروف ، أي المعترف به رسمياً . الشيء الذي يعترف به العقل رسمياً والمعترف به رسمياً عند صاحب الشريعة هو المعروف ، والشيء الذي لا يعترف به العقل والدين رسمياً ، فهو نكرة ويصبح منكراً ، قال بأن تعامل المرأة بشكل يعترف به العقل والشرع رسمياً ، أي اعترف به رسمياً عند الوحي والعقل ، وأن لا تعزل هذه الشريحة العظيمة ولا تعامل معاملة سيئة . طبعاً سيادة الرجل في داخل المنزل هي مسألة تتعلق بالفصل الثاني من البحث ولكن يجب أن لا تكون سيادة للرجل في المجتمع ، ويجب أن لا يقال : إن هذا الفرع العلمي يتعلق بالرجل ولا تستطيع المرأة أن تتولاه ، أو أن المرأة تستطيع ان تتخصص في العلوم التجريبية والإنسانية وأمثالها . ثم قال : ( فإن كرهتموهن ) . إذا لم يسركم أن تتمتع النساء بحياة اجتماعية صحيحة وسليمة فاعلموا ان كراهتكم هذه غير صحيحة ( فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) . إن ( ويجعل الله فيه خيراً كثيراً ) هي أهم من مسألة الجهاد تلك ، لأن الجهاد والدفاع هو أمر مؤقت ، أما حضور المرأة في الساحة فهو دائمي والحياة الاجتماعية للمرأة تستطيع أداء دور أكثر تأثيراً في مسألة الجهاد والدفاع .
العاطفة في المجتمعات الغربية والإسلامية : يجب عدم اختصاص الأعمال التنفيذية ، بمجموعة خاصة ، هناك وظائف عينت للرجال مثل مسؤولية المجتمع ، والقضاء ، والمسائل الدفاعية والحربية وأمثالها ، حيث أن العاطفة والعفة الوافرة في هذه المسائل مضرة . ولكن الرجال تولوا هذه المناصب ضررهم ناتج عن أنهم لم
يستطيعوا ان تكون لهم عشرة بالمعروف مع نساء المجتمع ولم يستفيدوا من مشاعرهن ورقة قلوبهن . حيث اطلقوا الحرية للمرأة وأصبحن مسخرات للغرائز بدون ان يصبحن مسخرات العواطف . ولكن الإسلام حرر المراة وسخر المجتمع لعواطفها لذا بني مجتمعاً عاطفاً ، وأقام رأفة رحمة في المجتمع الإسلامي . أما ما يلاحظ من عدم وجود أية عاطفة في بعض المجتمعات وأحياناً يحرق أكثر من ماثتين وتسعين شخصاً في الجو بواسطة القوى الكبرى الغربية في قضية إسقاط الطائرة الإيرانية بواسطة سفينة امريكية ـ أو يلاحظ ان مناطق مثل حلبجة ، تتعرص إلى أسوأ وضع من التسمم بالقنابل الكيمياوية ، ويقتلون الرجال والنساء معاً مع انهم كانوا أنصار حرية المرأة وجاؤوا بالمرأة إلى الساحة وعاشوا مع المرأة ، من أجل أهم أصبحوا مسخرين لغريزة وطبيعة المرأة لا مسخرين لعاطفتها ، أي انهم محرومون من الفن والفضيلة والجمال الذي أعطاه الله إلى المرأة باسم العاطفة والرحمة والرقة . ما اعطاه الله إلى طبيعة المرأة قاموا بتسليطه على انفسهم . إن ما اعطاه الله تعالى إلى فطرة المرأة وروح المرأة اعطاه إلى المرأة بوصفه فضيلة . ولكن الدنيا المادية لم تستفد من ذلك باسم الرحمة والعاطفة والعفو والرقة ، لذا قام العالم المعاصر بعرض المرأة وكثرت وحشية المجتمع . أما العالم الإسلامي فيأتي بالمرأة إلى الساحة حتى يسخر المجتمع لعواطف المرأة ، وليس الغريزة المرأة . الرواية التي تقول : ( المرأة عقرب ) (1) . هذا الرواية تشير إلى ذلك الشيء الذي ابتلي به في العالم الغربي ، أما الرواية التي يقول فيها أمير المؤمنين عليه السلام لابنه : ____________ (1) نهج البلاغة ، فيض الإسلام ، الكلمات القصار ، 58 .
( فان المرأة ريحانة وليست بقهرمانه ) (1) . فهي الفضيلة التي تكامل بها المجتمع الإسلامي ، لذا ترون أن ذلك العنف الموجود في الحروب غير الإسلامية غير موجود في الحروب الإسلامية ولا تشاهد عند المسلمين تلك الوحشية التي لدى الآخرين . ومع أ، المسلمني يدعون المرأة إلى الحجاب ، ولكنهم يستفيدون من عاطفة المرأة بوصفها محوراً تربوياً . الإسلام يأتي بالمرأة إلى الساحة في ظل الحجاب وسائر الفضائل حتى تصبح معلمة في العاطفة ، والرقة واللطف والصفاء والوفاء وأمثال ذلك ، والعالم المعاصر سلب الحجاب من المرأة حتى تدخل إلى السوق بوصفها لعبة وتؤمن الغريزة ، عندما تأتي المرأة إلى المجتمع برأسمال الغريزة ، عند ذلك ليس هي معلمة في العاطفة ، فتأمر بالشهوة وليس العفو ، لذا ترون في الغرب أن الشفقة والرحمة قليلة الأثر وما هو سائد هي القوة . لا يحق للبلدان الضعيفة ان تحيا ، لا يحق للناس المحرومين الحياة بأي وجه ، الذين يرسلون طاقماً لمساعدة السفن الفضائية . يحترق أقرب محيط بظلمهم ، سر ذلك هو أن المرأة بدون عاطفة . تأمر الغريزة والشهوة ، والشهوة لا تحمل معها إلا العمى والصمم . ان المراة مع الحجاب فتأمر بالعاطفة والعاطفة تحفظ البنيان المرصوص ، هذا البنيان المرصوص صرح ، لا يمكن أبداً بناء صرح كله من الحديد والحجر الصلب ، بل من اللازم وجود مادة لينة ، حتى تحتضن الأحجار الباردة والصعبة والحديد المتصلب ، المرأة هي مظهر العواطف والمشاعر ، وإذا سلب العاطفة من المجتمع فكأنه سلب هذه المادة من طبقات هذه الجدران والأحجار والصخور ، مما يؤدي إلى سقوط ذلك الصرح ، لذا يؤكد الإسلام أن تأتي المرأة إلى المجتمع ولكن بحجاب ، أي تأتي لتعطي ____________ (1) نهج البلاغة ، الرسالة 31 .
درس العفة والعاطفة لا درس الشهوة والغريزة ، وان ما يلاحظ من محاولة العالم الاستكباري الاستعانة بالغريزة والشهوة فهو من أجل أنه يريد ان يقلع هذه الآصرة من مكانها وإضعاف هذا البنيان المرصوص ، ولكن الإسلام يسعى إلى حفظ هذه الآصرة في الحجاب حتى يظل هذا البنيان المرصوص سليماً .
المرأة في ثقافة الغرب : إن سر أن العالم العربي لديه ثقافة منحطة في هذا المجال هو ان معرفتهم للإنسان هي كمعرفتهم للكون ، وبعبارة أخرى إن معرفتهم للإنسان هي فرع من رؤيتهم للكون ، رؤيتهم الكونية هي في مستوى ( ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلاّ الدهر ) (1) ، ولأنهم يرون العالم محدوداً في نشأة الطبيعة ، وليس لديهم معرفة بما وراء الطبيعة ، لذلك يعتبرون الإنسان محدوداً في حدود الطبيعة ، وهم يعرفون الجسم فقط وليس الإنسان . إنهم يرون ان بدن الإنسان يشكل كل حقيقة الإنسان ، ولأنهم يرون ان بدن الإنسان على شكلين ، أما بصورة امرأة أو بصورة رجل ، لذا يظنون ان المرأة والرجل يختلفان ، كما أن أبدانهما مختلفة . الشخص الذي تكون معرفته للإنسان على أساس رؤيته الكونية المادية ، لا يسير سيراً عمودياً في العالم أبداً ولا يعلم ما هو مبدأ ومنتهى سير حياة الإنسان ، بل يسير أفقياً دائماً ، وكما أن معرفته في النجوم والبحر والنبات والحيوان ، والأرض والمعدن وغيرها معرفة مادية ، كذلك معرفته بالإنسان ، فهو لا يعتبر للإنسان مقاماً أفضل مما هو في عالم الطبيعة ، ولا ____________ (1) سورة الجاثية ، الآية : 24 .
يفهم مسائل من قبيل الملائكة والوحي ، ولا يفهم ان المرأة مثلاً تستطيع أن تتكلم مع الملائكة وتسمع كلامهم ، وتتلقى بشارة ، ولايدرك ان الملائكة لا يتكلمون مع إحدى النساء لأنها عضوة في عائلة مكرمة ، بل يقولون لها مباشرة بإنها منشأ كرامة وأنهم أوصلوا إليها كرامة ولا يقولون ، لها : إنها عضوة فرعية في عائلة تتمتع ببركات ورحمة خاصة . قالت الملائكة لأم إسحاق : ( اتعجبين من أمر الله ؟ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ) . بناء على هذا يتضح ان رؤية الماديين للإنسان هي نفس الرؤية التي لديهم فيما يتعلق بعلم النبات ، لذا تكون نتيجة علومهم عبارة عن مجموعة من الشبهات التي يطرحونها ، من قبيل أنه لماذا تختلف دية المرأة والرجل ، أو لماذا إرث المرأة في بعض الحالات أقل من إرث الرجل وأمثال ذلك ؟ ورغم انه لا يبقى محل لمثل هذه الأسئلة بعد اتضاح معيار القيم ، فاننا سوف نجيب بعون الله عن هذه الشبهات في المحل المناسب .
خلاصة ونتيجة : ان الآخرين إذا كان لديهم نقد الإسلام ، فذلك بسبب انهم ليس لديهم معرفة بالقواعد الأولية للإسلام . الإنسان الموحد ينظر إلى العالم برؤية الله ، لذا يعتبر الترجيح والتقدم نسبيين ، كما يعتبر النقص والشر نسبيين ، فإذا رآى الإنسان الموحد شرّاً في العالم ، لا يجعل ذلك أبداً محسوباً على هندسة مهندس العالم ، بل يرجع ذلك إلى الفقدان والعدم ، لأنه يعتقد ان مبداً حدوث النظام ليس إلا خيراً محضاً . ويشاهد النظام بنحو أحسن ، وإذا شاهد فوارق وتفاضل بين الناس ينطر إلى ذلك برؤية هندسية ، أي يقيمها بالأسس
التي طبقها يتبين انه ليس هناك امتياز بين المرأة والرجل . لذا إذا كان في نهج البلاغة ذلك الكلام فان فيه أيضاً أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لابنه : ( فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ) (1) . لا تسمح ليد أجنبي أن تصل إلى هذا الوردة وإلا سوف تذبل . ( فإنما امرأة أحدكم لعبة فمن اتخذها فلا يضيعها ) (2) . لعبة أي ريحانة . لا تضيع ماء الورد من هذه الوردة ، العطر من هذه الوردة ، فالحياة ليست كلها عطراً وليس كل الحياة حديداً الأعمال القوية لازمة وكذلك الأعمال الظريفة . هل الورد أفضل أم الحديد ؟ الورد فيه فضائل ، والحديد فيه فضائل كثيرة أيضاً . الحديد يتولى الأعمال القوية والورد يتولى الأمور الفنية الظريفة ، الرقيقة والعاطفية ، ومن المحال وجود الحديد بدون الورد ، وكذلك لا يمكن وجود الورد بدون الحديد . إذا اتضحت القواعد القيمية في الإسلام ونظر القرآن الكريم وتعين محور البحث أيضاً ـ ان المراة مقصود منها مقابل الرجل أم المرأة مقابل الزوج ـ فقطعاً تنحذف كثير من الأسئلة والشبهات ، أي عند ذلك لا يسأل شخص انه لماذا تستطيع المرأة ان تصبح وزيرة ، لماذا لا تصبح قائدة و ... لأنه اتصح ان معيار الكمال هو شيء آخر . والأمور التنفيذية هي وظيفة الإنسان ، ومن الممكن أن لا يكون لشخص منصب تنفيذي ويقوم بعمل تحقيقي آخر ، ولكنه يصبح من المقربين ، بحيث لا يصل ذوو المناصب التنفيذية المهمة إلى مقامه . ولكن الذين يم يعرفوا قواعد الإسلام تبدو هذه ____________ (1) نهج البلاغة ، الرسالة 31 . (2) بحار الأنوار ، ج 103 ، ص 224 .
المسائل التنفيذية لهم مهمة جداً ويطرحون من باب العقدة أو النقد العلمي أو الاعتراض والمعارضة أنه لماذا تستطيع المرأة ان تتقلد العمل التنفيذي الفلاني .
| |
|