العبادة کما يقول أهل اللغة هي الخشوع و الخشية . لکنه تعريف بالأعم لأن العبادة مختصة بالله تعالى و ان کان کذلک لحرم الخضوع لغير الله و کل من کان کذلک خرج من حلقة الموحدين في حين ان الله تعالي اخبرنا بخشوع الملائکة لآدم و يعقوب و أبناءه ليوسف بل انه تعالي مجّد الملائکة لسجدتهم لآدم : ﴿ فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾، [1] و ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا ... ﴾، [2] . و عاتب ابليس لعصيانه عن السجود لآدم ﴿ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴾، [3] . و عندما أجاب انه لا يسجد لمن خلقه الله من طين خاطبه الله تعالي بـ﴿ ... فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴾، [4] . فحصل من کل ذلک ان الخشوع باللسان کان ام بالعمل و اللسان لا يعتبر عبادة . فيجب ان نحصل علي قاعدة کلية للتمييز بين العبادة و الخشوع .
فنقول ان العبادة تتحقق بشيئين :
1 . الخضوع باللسان و العمل .
2 . الاعتقاد بالله يخضع و يخشع له و بأن التقدير العابد بيده کله سواء کان المعتقَد به حقا ، کما هو في الله تعالي ، ام لا . فأن لم يکن کذلک فلا يعتبر عبادة . فالموحدون و المشرکون جميعهم يعتقدون بالمعبود اعتقادا خاصا يختلف مع الخضوع العادي
--------------------------------------------------------------------------------
الهوامش
[1] القران الكريم : سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 30 ،
[2] القران الكريم : سورة يوسف ( 12 ) ، الآية : 100 ،
[3] القران الكريم : سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 32 ، [4] القران الكريم : سورة الحجر ( 15 ) ، الآية : 34