عاشقة فلسطین
عدد المساهمات : 734 تاريخ التسجيل : 30/05/2010 العمر : 43 الموقع : کل بلاد الاسلامیه موطنی و فلسطین فی قلبی
| موضوع: اليوم العالمي للقدس فرصة للاتحاد بين المسلمين الخميس 02 سبتمبر 2010, 3:57 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحیم السلام علیکم و رحمه الله من اجل الحديث عن اهمية القضية الفلسطينية ينبغي أن تكون لنا نظرة عابرة علي الصهيونية. لان الصهيونية تعد ظاهرة غريبة، يعني أنها حصيلة للإحتكاك و الحياة المشتركة
الطويلة للقضايا و المشاكل التي عانا منها المجتمع اليهودي و اوروبا مع العناصر الثقافية و الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية الغربية و لذلك إن هذه الظاهرة و العارضة تكون غربية مئة بالمئة. الصهيونية تعتبر نفسها مدرسة سياسية حيث تأسّست منذ عام 1896 من جانب تيودور هرتصل المؤسس لاول مؤتمر للصهيونية و عندما نتحدث عنها ينبغي اعتبار الارهاب و العنصرية و النزعة التوسّعية و التوجه السلطوي و التوجه العسكري و التجسس و اثارة الفتن وجهاً للصهيونية. الهدف السياسي للحركة الصهيونية الهيمنة علي منطقة تبلغ مساحتها من النيل إلي الفرات و تشكيل دولة علي اساس الوطنية القومية. الصهيونية هي في الواقع حركة سياسية تحمل افكاراً عنصرية متطرفة قائمة علي بعض التكهّنات المسبقة. و قد تبلورت في اواخر القرن التاسع عشر و بدأت نشاطها من بريطانها و واصلت ذلك في امريكا. و قد بذلت هذه الحركة في بداية القرن العشرين محاولاتها لدفع اليهود علي شكل جماعات الي فلسطين بذريعة العودة و حولتها علي شكل حركة هجومية لتوطين اليهود و بناء المستوطنات اليهودية في فلسطين. و كان الهدف الرئيسي لهؤلاء المستوطنين قيامهم بالعمليات العسكرية و الارهابية و توطين اليهود في المرحلة التالية. و في رؤية كلية إن العوامل التي افادت منها الصهيونية لايجاد دولة اسرائيل كانت عبارة عن: أ ) الافادة من قوتها العنصرية بين المصادر السياسية و الاقتصادية الاوروبية و الامريكية. ب ) الافادة من الاشتراك في الهدف في محاربة النازيين الذين اوجدوا الصهيونية و الدول الاوروبية و الولايات المتحدة الامريكية. ج) الافادة من الضعف و الفقر التشتت السائد بين الشعب الفلسطيني و الدول العربية. د) الافادة من النفوذ و الهيمنة البريطانية و الدول الاوروبية و الامريكية في منطقة الشرق الاوسط. هـ) الافادة من الوحدة و التوحيد الكامل للعناصر الثقافية و السياسية و الاقتصادية مع اوروبا و امريكا. و) الافادة من اختلاف المصالح بين الدول العربية مع الجماهير العربية و اقتراب هذه الانظمة الكامل مع الدول الاوروبية و بريطانيا خاصة. فعلية اننا نجد بأن علاقة الصهيونية مع السياسات البريطانية و الامريكية لم تكن ناشئة عن موافقة و تطابق ضمني بل انها ناشئة عن الطبيعة الصهيونية باعتبارها ظاهرة تابعة لهذه السياسة العالمية للدول الكبري. كان هرتصل (مؤسسة الصهيونية) يري بأن قضية اليهود لاتكون قضية دينية او اجتماعية بل انها قضية قومية بحته. و لايمكن حل مشكلة قوم اليهود الا عبرتحويلها إلي قضية سياسية و ان تشير إلي التوجه المعادي لليهود بغية التظاهر بالمظلومية و تعبئة الرأي العام العالمي نحو هذه القضية و يأتي تحليله في هذا المنحي. طموحات الصهيونية كثيرة منها: المسك بقيادة العالم و ازالة الديانات الثلاثة الكبري و هي المسيحية و اليهودية و الاسلام او السيطرة عليها من اجل تحقيق التفوق الايدولوجي و التي يمكن اعتبارها من جملة الاهداف الهامّة للصهيونية السياسية. و في تقسيم كلي تعتمد الصهيونية من الناحية الفكرية و العقائدية علي المبادئ التالية: 1- الايمان المطلق بالتوجه العسكري و تربية جيل صهيوني علي اساس هذا النهج. 2- النفي المطلق للحقوق الطبيعية للفلسطينين. 3- تبرير استخدام كل اسلوب و وسيلة لتحقيق الاهداف الصهيونية. 4- الاعتماد علي قانون حق التفوق المطلق للصهاينة حيث يبقي ابناء البشرية الأخري في المرحلة الادني منهم. 5- انقاذ الوطن اليهودي و تطهيره من المسلمين. لكن المسألة التي ينبغي الاهتمام بها في تبيين الصهيونية هي التلاحم المتاحة بين امريكا و اسرائيل لأن الدعم الاستراتيجي الامريكي للكيان الاسرائيلي الغاصب يمكن ملاحظته في اربع مراحل بوضوح و هي: المرحلة الاولي/ دعم تشكيل اسرائيل و استمرار كيانها و الاعتراف الفوري بها في عام 1922 و دعم نهجها التوسّعي في عام 1957. المرحلة الثانية/ صياغة استراتيجية السياسة الامريكية علي اساس المحور الاسرائيلي في الشرق الاوسط و مواجهة العوامل المزاحمة لاسرائيل. المرحلة الثالثة/ بذل الجهود لفرض السلام بغية انشاء دولة فلسطينية الي جانب اسرائيل. المرحلة الرابعة/ استخدام حق النقض الفيتو ضد كافة القرارات التي تصدرفي الامم المتحدة ضد اسرائيل. مع كل ذلك ان اسرائيل تكون وليدة للفكر الصهيوني لها من النقاط الهشة و تكون اهمها. 1- انعدام عمقها الاستراتيجي (يعني ذلك ان العرض الجغرافي للكيان الصهيوني لايتجاوز 100 كيلومتر). 2- المشكلة السكانية و الاختلافات الدينية حيث تتعارض التيارات الرئيسية الثلاثة مع بعضها المتمثلة في العلمانيين و المتعصبين الدينيين و المتطرفين. 3- عدم وجود التجانس بين القوميات (حيث يقطن خمسة ملايين يهودي من 102 بلد من بلدان العالم بقوميات مختلفة في اسرائيل) . 4- تصعيد الانتفاضة الفلسطينية التي اوجدت التداعيات المختلفة علي الكيان الصهيوني و منها المشاكل الاقتصادية و انخفاض السياحة التي تشكل احد مصادر الموارد لهذا الكيان. 5- الهجرة العكسية (لا يهاجر الناس حاليا من اسرائيل الي الخارج فقط بل تهاجر رؤوس الاموال منها للخارج لأن البيئة الاسرائيلية باتت لاتشكل مكاناً آمناً لا للحياة فيها و لا للاستثمارات). 6- تنمية التوجه الاسلامي في الحقول المحيطة باسرائيل و العالم الاسلامي. 7- توسيع الكراهية للصهيونية و التي وصفت في مؤتمر دوربان في جنوب افريقيا في عام 2002 بانها تعادل العنصرية. فلسطين و الانتفاضة في رؤية الايرانيين: منذ اكثر من قرن و الرأي العالم في العام و منه في ايران يواجه ظاهرة الصهيونية. و قد حذرت ايران و منذ القدم من الخطر الاسرائيلي و ضرورة دعم الفلسطينيين و قال السيد ابو القاسم كاشاني في الاسابيع الاولي من اعلان تأسيس دولة اليهود في فلسطين في شهر خرداد سنة 1327 هـ ش/ 1948 م في احد الاجتماعات الكبيرة في طهران للشعب. ينبغي علي كل شعب من شعوب الدول الاسلامية أن يقوم بدوره في تقديم الدعم المالي و الهامشي للشعب الفلسطيني المشرد و عدم ادّخار اي جهد لابداء تعاطفه و فدائه مع هذا الشعب. و إن جميع الدول الاسلامي تعتبر وطننا فينبغي علينا تقديم الدعم لهم بكل ما لدينا من قوة بالارواح و بالاموال و نعمل بدورنا في حمايتهم. مع دخول سماحة الامام الخميني (ره) معترك الكفاح في الستينات الي جانب دعم الشعب الفلسطيني المظلوم و يتم بذلك طرح الخطر الاسرائيلي و الصهيونية علي العالم الاسلامي و قال سماحته: انني وفقاً للواجب الشرعي اعلن وجود الخطر للشعب الايراني و المسلمين في العالم: فالقرآن الكريم و الاسلام يكونا في خطر و استقلال البلاد و اقتصادها تتهددهما قبضة الصهاينة. الاستاذ الشهيد مرتضي مطهري يقول في كلمته التي القاها في عام 1970 فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية: لو كان رسول الاسلام حياً، ما كان يعمل و كان يفكر في اي موضوع؟ فوالله و بالله اقسم بأن الرسول الكريم (ص) كان يفكر بهذه القضية (القضية الفلسطينية) .... لو كان الحسين بن علي موجوداً لكان يقول: لو اردت ان تلطم علي صدرك في عزائي و تضرب السلسلة علي ظهرك في هذا العزاء يجب أن يكون شعارك اليوم فلسطين. مع انتصار الثورة الاسلامية في ايران، لقد أدّت هذه الثورة إلي تصعيد المسلمين كفاحهم ضد الصهيونية. و قد اوجدت تحولاً في وتيرة كفاح الشعب الفلسطيني و كان نظام الشاه يعتبر حليفاً قوياً للغرب و لاسرائيل في المنطقة الحساسة للشرق الاوسط. و كانت ايران في زمن الشاه سوقاً واسعة لاستيراد و تصريف البضائع الاسرائيلية و كان ذلك يمنح رونقاً للاقتصاد الاسرائيلي المحتل. و من جانب آخر كان الشاه بتصديره النفط لاسرائيل و تقديم ما تحتاجه اسرائيل من النفط كان يسارع لمساعدة هذا الكيان. و كان النفط الايراني يتحول في مجموعة الاقتصاد و الصناعات الاسرائيلية الي رصاص و سلاح يوجه إلي صدور الفلسطينيين و كانت ايران تشكل القاعدة للعمليات التجسّسية لإسرائيل و للسيطرة علي الدول العربية في هذه المنطقة. و كان فضح العلاقات الخفية و الظاهرة الموجودة بين الشاه و اسرائيل و معارضة مساعدات الشاه المفتوحة الي العدو المشترك للمسلمين يشكل احد دوافع نهوض الامام الخميني (ره) حيث يقول سماحته في هذا الجانب: احدي القضايا التي جعلتنا أن نقف بوجه الشاه تمثلت في مساعداته لاسرائيل. و كانت الاطاحة بالشاه و سيادة النظام الاسلامي في ايران تشكل الضربة المهلكة الاولي بالأهداف التوسيعية للصهاينة و عرضتها إلي الخطر و كان فرض الحرب ضد ايران لمدة ثمانية اعوام من اجل منع تحقيق شعار «اليوم ايران و غداً فلسطين» و الامام الخميني يقول حول هذا الموضوع: إن ما يدعو للأسف الشديد هو ان القوي الكبري و امريكا خاصة قد خدعت صدام لشنه هجوماً علي بلدنا و جعلت ايران المقتدرة ملتهية بالدفاع عن اراضيها لفسح المجال لاسرائيل الغاصبة و المجرمة لتنفيذ مخططاتها المشؤومة لتشكل اسرائيل الكبري الممتدة ما بين النيل و الفرات. لقد كانت رؤية الامام خميني للقضية الفلسطينية رؤية استراتيجية حيث قدّم سماحته بعض الآليات لمواجهة اسرائيل: إن ضرورة الافادة من سلاح النفط ضد امريكا و اسرائيل و تحرير فلسطين تعتمد علي استعادة الهوية الاسلامية و الفضح المتكرر للمخطط الاسرائيلي و فصل اليهود عن الصهيونية و اتحاد الامة الاسلامية يشكل سبيلاً لانقاذ فلسطين و الافادة من الفرص و الامكانات الموجودة في العالم الاسلامي من خلال الاعلان عن آخر جمعة من شهر رمضان المبارك في كل عام يوماً عالمياً للقدس. و وصف معمار الجمهورية الاسلامية الايرانية و مؤسسها الامام الخميني اليوم العالمي للقدس بانه يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين. و «مقدمة لحرب المستضعفين» و «يوم الرسول الكريم (ص)» و اعتبر ذلك بانه كان قد حقق مكاسباً كبيرة و كان من اهم بركات ذلك مايلي: اولاً/ الرؤية الخاصة للثورة الاسلامية للعالم الاسلامي: الثورة الاسلامية بالرغم من المحاولات الكثيرة لاصحاب الفتن و الخنـّاسين لجعل الثورة ثورة ايرانية للوقوف بوجه القضية الاسلامية، فهم لم يفلحوا في محاولاتهم بل كان الاعلان لليوم العالمي للقدس من جانب سماحة الامام الخميني (ره) (لقد ادرك لعالم الاسلامي بأن الجمهورية الاسلامية الايرانية جادة جداً في دعمها للفلسطينيين و قد شهد بلورة ذلك اضافة الي التسمية في شعار الشعب الايراني القائل: اليوم ايران و غداً فلسطين. ثانياً/ وحدة العالم الاسلامي: دون شك اي اليوم العالمي للقدس كان يؤدي إلي تحقيق وحدة العالم الاسلامي في الدعم الواسع لفلسطين. و القضية الفلسطينية التي كانت قضية عربية قد تحولت بعد الثورة الاسلامية الي محور لوحدة العالم الاسلامي. و ان مقارنة القرارات و البيانات الصادرة و المؤتمرات التي عقدت في هذا الجانب تعكس الفرق البارز في هذا الموضوع. ثالثاً/ فلسطين تحتل الصدارة في القضايا العالمية: باعلان اليوم العالمي للقدس قد خرجت القضية الفلسطينية من داخل العالم الاسلامي و تحولت إلي محور للتحولات في العالم. حيث اعتبرت الصهيونية في مؤتمر دوربان في جنوب افريقيا مرادفة للعنصرية و كان تسيير تظاهرة بهذه المناسبة شارك فيها 500 الف فرد في لندن قلب اوروبا اعترفت بها اذاعة بريطانيا الحكومية. رابعاً/ بلورة الانتفاضة: ما من شك إن انتفاضة الشعب الفلسطيني كانت حصيلة لليوم العالمي للقدس و كانت لهذه الانتفاضة ميزتان: 1- زيادة التضامن و الوحدة بين اقطار العالم الاسلامي. 2- تحويل التعاطف مع الشعب الفلسطيني و اعلان الكراهية لاسرائيل الي طابع عالمي (و كان تقديم مشروع محاكمة رئيس وزراء الكيان الصهيوني اريل شارون كمجرم حرب انموذج من هذا الشيئ) 3- اتساع انعدام الأمن في داخل اسرائيل و انتقال رؤوس الاموال الي خارج اسرائيل. 4- زيادة الهجرة من اسرائيل و هجرة الادمغة منها الي مناطق العالم الاخري. 5- توسيع المعارضة العامة بين الشعب الاسرائيلي. 6- بعث الأمل في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني حيال مستقبل افضل. 7- التأثير في التقليل من النزاعات و اختلاف وجهات النظر بين المجموعات الجهادية. و بلورة نوع من الاجماع في الكفاح ضد اسرائيل في رحاب الانتفاضة حيث كان لاول مرة و بعد مضي ما يزيد عن اربعين عاماً من احتلال فلسطين و تشكيل الكيان الصهيوني بات الفلسطينيون في موقف هجومي و الاسرائيليون في موقف دفاعي. و ينبغي القول بأن فلسطين و الانتفاضة تواجهان اليوم بعض التحديات و منها: بذل محاولات القوي العالمية لتنفيذ خارطة الطريق من اجل فرض ما يسمي بالسلام و ايجاد الخلاف في وجهات النظر بين الدول الاسلامية حول كيفية تقديم الدعم لفلسطين. و محاولات امريكا لايجاد الخلاف بين الدول الاسلامية حول مفاهيم و الفاظ كالارهاب و السلام بذريعة انها تدعو إلي التقليل من الدعم لفلسطين،والاستراتيجية الامريكية تكون قائمة علي الحماية و تقديم الدعم الواسع للإرهاب الحكومي الاسرائيلي و لكن توجد في المقابل حالات الأمل و تناميها امام فلسطين: و توسيع الكراهية العامة لاسرائيل و التعاطف العالمي مع الشعب الفلسطيني يشكـّل بلورة للإنتفاضات و الحركات التحررية. التوقیع/ عاشقة فلسطین بالروح بالدم نفدی لک یا قدس | |
|