عاشقة فلسطین
عدد المساهمات : 734 تاريخ التسجيل : 30/05/2010 العمر : 43 الموقع : کل بلاد الاسلامیه موطنی و فلسطین فی قلبی
| موضوع: الزواج.. هل يقتل الحب؟؟ الأحد 12 سبتمبر 2010, 10:13 pm | |
| إن العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة هي من أهم المشاكل النفسية,التوافقية الاجتماعية التي بحثها علماء النفس,وليس من شك أن الحب هو أساس اتحاد نفسين,وربط بينهما باسم الزواج,ويحتاج فضلاً عن مسائل التوافق الاجتماعي العادي الى تعاطف فوق المعتاد,أي الى مقدرة غير عادية على أن يوجد الإنسان ذاته مع الطرف الثاني.وعندما يبدأ الزوج بعملية الحب مع الزوجة,وخاصة في أثناء شهر العسل وفي أيامه الأولى,يبدو الحب والعملية الجنسية بينهما بأحسن مايكون وعلى أتم وجه,حتى إذا انتهت أيامه انقلب جافاً يتولاه اليأس,وتفاجئه مشاكل الحياة المتنوعة لكل طرف أحب الاتحاد.إلا في حالات نادرة حين يحسن الزوجان الاختيار والعلاج لاستمرارية هذه العلاقة لدوام الحب.ومن مسلمات الأمور أن الحياة الزوجية المستقرة المليئة بالحب والحنان تعطي المرأة دوافع حياتية سعيدة,فتضحي في سبيل دوامها بكل غال ورخيص,كما تحفز الرجل على العمل بمقدرة وإتقان ليضمن لأسرته الحياة والرفاه والسعادة. ولايمكن للزواج السعيد ان يستمر إلا من خلال أربع دعائم:1- حسن الاختيار من الجانبين.2- أن يسلك الزوجان سلوكاً نفسياً حسناً الواحد نحو الآخر,وكذلك بالنسبة لعلاقتهما مع الآخرين.3- تسوية مشاكل الأبوة والأمومة بالاتفاق والتراضي.4- أن ينعما بحياة حسية منسجمة متجانسة.ومن المعروف أن المرأة في الغالب أكثر تأثراً بالكلام العاطفي من الرجل,فهو يدخل الى مسامعها ومشاعرها وعواطفها برفق,يقول الرسول (ص) :"قول الرجل للمرأة :إني أحبك,لايذهب من قلبها أبداً".وفي الحياة المشتركة يجد الحب أشكالاً جديدة يعبر بها عن وجوده,ويؤكد بها أصالته وعمقه,وبالتالي يتوهم البعض أن عبارات الحب تصبح بلا فائدة ولاجدوى,فالأعمال والمواقف فيها الكفاية,بل إنها هي وحدها التي تثبت وجود الحب وتعبر عنه حقاً.وربما يتصور البعض أن الحب تعبر عنه محاولات الزوجة الجادة لتحقيق مزيد من التفاهم والانسجام,وكذا الرغبة المشتركة في إنجاب طفل يجسد تلك الرغبة.ومن المؤكد أن البعض يظن بأن الوفاق الدائم بين الزوجين هي ظاهرة طبيعية,لابد من أن تتولد في كل مجتمع عائلي سوي,ولكن هذه الظاهرة الطبيعية في حاجة الى عوامل ممهدة,وهي قلما تتهيأ في الزواج السريع الذي يتم على عجل دون أن تسبقه فترة اختبار حقيقية,ولعل هذا هو السبب في أن لمرحلة (ماقبل الدخول) أهمية كبرى في حياة الزوجين,نظراً لأنها هي التي تسمح للاختبار الجنسي بأن يقوم على أساس الاختيار مع الحب المتبادل لكلا الطرفين.ولكن عندما يتم الزواج تكون الصدمة كبيرة بالنسبة للمرأة التي تحسب بأن الزواج هو جنة تحلم بها وتحلق في متاهاتها,فتنقشع الغمامة بينهما بحيث نرى الفارق بين أفكارهما واتجاهاتهما وميولهما,وأصبح معها الجنس عادة روتينية ومملة.ولابأس بقراءة ما قالته إحدى السيدات في هذا الصدد: "اعقتدت أنني نظرت الى الجنس على أنه شيء ساحر,يجعل العالم يضيء,وبدأ كل شيء ينهار بعد الزواج,وأصبح الجنس عادة روتينية,وحب زوجي لي أصبح من حواضر البيت.وقبلته الصباحية باتت باردة كالثلج العتيق,ورغم أني كنت أفضل زوجي,إلا أني عدت الى أحد أصدقائي القدامى,لأبدأ مسيرة جديدة في الأحلام بعدما تعثرت مسيرتي الأولى مع الرجل الذي صار شريك حياتي القانوني..وبعد ليلة رهيبة قضيتها مع الصديق القديم اكتشفت بأنه لايوجد تقنيات سحرية في مزاولة الجنس.لقد أدركت أني في طريقي باتجاه صدمة جديدة,لأن الرجل الذي اخترته واعتقدت أنه ساحر تحول الى رجل عادي كزوجي تماماً,ولهذا فضلت صدمة واحدة,الصدمة الأولى,وعدت الى زوجي".كل هذا صحيح في حد ذاته,لكنه لايحول دون إحساس المرأة بالألم مادام الزوج لايعبر لها عن حبه ولايبدي نحوها مزيداً من الرقة واللطافة,وكثيراً مانلحظ المرأة أن إقبالها على الزوج وزيادة رقتها تجاهه,كثيراً ماتزيده توتراً ,فبعض النساء تشعرن بأنهن كلما أبدين مزيداً من الرقة واللطف شعرن بابتعاد أزواجهن عنهن.ولايستطيع الزوجان في الحقيقة أن يتجنبا لحظات الفتور التي تنتاب حياتهما من آن لآخر,وخير لهما أن يعترفا بالواقع وأن يواجهاه في هدوء وشجاعة,وهما واثقان بأن هذه السحب لاتلبث أن تزول,فتوتر أحدهما وغضبه ليس حتماً أن يكون تابعاً لهدوء الآخر وابتسامته,بل قد يزداد التوتر كلما بالغ الآخر في اصطناع الهدوء والمرح الزائف عادة المحبين أنهم يتباهون بأنهم وحدة متكاملة لافرق بينهم ولا تكليف,وهذا خطأ,فمهما كانت الروابط بينهما قوية وثيقة,ومهما كان الانسجام بينهما كاملاً فسوف تظل لكل منهما ذاته ومزاجه وميوله وقدراته وطباعه وأفكاره,ومن هنا لابد من وجود الكلفة بينهما حتى يتجنبا الصدمة حين يكتشفا أنهما غير متفقين في كل شيء بعكس ماكانا يتوهمان.ثم إن كلاً منهما قد يخشى على حريته من طغيان الحب بحيث ينأى عن المحبوب كلما اقترب هذا منه.. إن طغيان الحب يخيف أحياناً. إن عبارة "قل لي أنك تحبني",قد تعني :"قل لي أنك تحبني ما دمت بالفعل تحبني.. قل لي إنك فعلاً تحبني بصرف النظر عن حقيقة عواطفك نحوي".إن رد الفعل التلقائي قد يكون هو الصمت أو إجابة قصيرة مثل "طبعاً أحبك كما تعلمين"..وليست المرأة وحدها هي التي تود أن يعبر لها زوجها عن حبه,فالرجل أيضاً يستبد به أيضاً نفس الإحساس..والحقيقة أن الحب لايقتله الزواج إنما يتم التعبير عنه بأشياء أخرى تلحظها وتشعر بها المرأة الذكية,ويدركه ويلمس حرارته الزوج النبيه,وكل يعبر عن حبه بأسلوب أو بآخر.فمثلاً: نلاحظ أن الرابطة بين الزوجين تقوى وتتوثق حين تجد المرأة نفسها قادرة على مساعدة زوجها في عمله.. وحين تكون هذه المساعدة بناءة,ولو أتت بطريق غير مباشر,فمثل هذه الحالات تخلق الزواج السعيد."ومع صبر المرأة على الرجل وطبيعته المحبة للتنويع والتبديل يمكنها الاستعانة بالكلمات الحلوة الطيبة,وبعبارات من المثل العليا لردع زوجها بلطف وتدريجياً عما يعتلج في أعماقه من حب التغيير والتبديل.والزوج الذي يعتقد أن التنويع شيء ضروري ولايشعر بالاكتفاء أبداً,فمن لاترضيه امرأة واحدة يمنحها حبه وعطفه,أو أم أولاده وركيزة بيته وشريكته,لايمكن أن ترضيه عشرات النساء.وعلاقة الزوجة أخطر بكثير من علاقات الزوج,لأن الأخير يترك كل ذكرى بعلاقاته على عتبة بيته,بينما المرأة تحمل ذكرى علاقاتها الى فراش الزوجية.الأمر الذي يخلق عندها نفوراً من زوجها,وأحياناً كرهاً شديداً له.والمرأة عادة لاتقيم علاقة مع رجل ما لم تكن تحبه,وذلك بعكس الرجل تماماً..وعندما تحب المرأة رجلاً غير زوجها تصبح حياتها مع زوجها في المنزل جحيماً لايطاق,بينما باستطاعة الرجل أن يقيم مائة علاقة ويعود الى بيته وكأن شيئاً لم يحدث.وهذا يشير بوضوح الى ضرورة الاهتمام بعلاقات المرأة وإعارتها الاهتمام الكامل,وبذل كل مايمكن,حتى لاتدخل حياة الزوجة مثل هذه الانفعالات السلوكية,لأن طريق العودة الى جادة الصواب بالنسبة اليها صعبة بعكس الرجل | |
|