ریحانة القدس
عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 29/06/2010 الموقع : انا لله وانا الیه راجعون
| |
ریحانة القدس
عدد المساهمات : 69 تاريخ التسجيل : 29/06/2010 الموقع : انا لله وانا الیه راجعون
| موضوع: رد: وحدة الامة الاسلامية في سنة الرسول الاعظم الأربعاء 15 سبتمبر 2010, 10:09 am | |
| وفي مواجهة تلك التحديات لابد من تنفيذ متطلبات الوحدة وهي:أولاً: العقيدة الاسلامية، وهي عقيدة التوحيد التي نؤمن فيها بالله رباً وبالإسلام ديناً وبسيدنا محمد(ص) نبيا ورسولاً، ونؤمن فيها بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.ويتطابق الإيمان مع العمل.والتمسك بالإسلام عقيدة يستوجب التمسك به تشريعاً ومعاملة وسلوكاً وأخلاقاً.والتمسك بالعقيدة، عقيدة التوحيد يجعل من الأمة وحدة واحدة، لا تختلف ولا تتفرق، بل تعتصم بحبل ربها، كما قال جل شأنه: )وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا(([29]). والتمسك بعقيدة التوحيد يجمع الناس ويوحدهم، فلا يخرج أحد عن الطاعة، ولا يفارق الجماعة. قال(ص): «من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة الجاهلية» رواه البخاري.ثانياً: أن نتمسك بالقرآن والسنة، وأن نعمل على تطبيق ما جاء به الإسلام من هداية ومنهج رباني يهدي إلى أقوم السبل.وقد أدرك أعداؤنا أهمية القرآن الكريم في توحيد الأمة وفي إمدادها بالقوة الإيمانية الكبرى وأدركوا ما يمثله القرآن من خطر عليهم فقال «غلادستون» وزير بريطانيا الأول وكبير أعمدة الاستعمار في الشرق الأوسط: مادام هذا القرآن موجوداً فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق بل ولا أن تكون هي نفسها في مأمن.وقال «سيمون»: «إن الوحدة الإسلامية التي تجمع آمال الشعوب السمر، وتعبر عن أمانيهم هي التي تساعدهم على رفض السيطرة الأوربية والتخلص منها».ومن الممكن أن تقوم السوق الإسلامية على التبادل التجاري في الموارد الاقتصادية التي أنعم الله تعالى بها على الدول الإسلامية زراعية ومعدنية وبترولية وحيوانية، وهي موارد لو تم التنسيق بين دولنا الإسلامية لأقامت بها أعظم سوق إسلامية مشتركة.ولا يصح أن يقف التخلف أو الفقر عائقين دون قيام التكامل الاقتصادي، فإن الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به الدول الإسلامية والموارد الاقتصادية – طيعية كانت أو بشرية – من أكبر العوامل للنهوض بقيام هذا التكامل الاقتصادي الذي يعتبر حجر الأساس في بناء التضامن الإسلامي القوي، ولابد من أن تحرص الدول الإسلامية على قيام هذا التكامل متخذة طريقها على هذا الهدف في أمرين:الأول: التغلب على العقبات التي تعترضها والتحديات التي تقف في طريقها.الثاني: العمل الجاد والدؤوب على النهوض بالتعاون الاقتصادي فيما بينها.ثالثاً: لابد من تكوين وحدة إسلامية بين جميع المسلمين.وحين يكون للمسلمين – على الأقل – موقف إسلامي موحد، فإنه لن يكون لتلك التحديات سبيل علينا، بل تصبح الأمة الإسلامية أكبر الدول والأمم وأقواها وأعزها.إن هذه الوحدة المنشودة هي التي دعا إليها الاسلام وأكد الدعوة إليها: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) ([30]). ودعا الرسول صلوات الله وسلامه عليه إلى توحيد المسلمين وتعاون بعضهم مع بعض فقال صلوات الله وسلامه عليه: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ثم شبك أصابعه» رواه البخاري.وإن على المجتمعات والدول الإسلامية أن توحد موقفها وتتعاون في مواجهة التحديات العالمية، وعلى جميع الدول الإسلامية أن تمد يد العون لكل البلاد المحتاجة والفقيرة وتساعد الأقليات وتخلصها مما يدبره لها أعداء الإسلام، حتى لا يكون لتيار الفساد والشر سبيل عليها.رابعاً: أن نعمل على التقريب بين المذاهب، وأن نتعاون فيما اتفقنا عليه في المسائل الفقهية، وأن يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه.خامساً: أن نتعاون في إعداد العدة لتقوية كيان الأمة الإسلامية وهيبتها، قال الله تعلى: )وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ (([31]). بحيث يتم التكامل بين الدول الإسلامية في عناصر القوة بما تمتلكه كل دولة وبما تتميز به.سادساً: أن تنأى الأمة عن إثارة العصبيات القبلية والجنسية والمذهبية التي تقضي على تماسك الأمة ووحدتها، والتي هي من أهم أسباب الفرقة والاختلاف، وعلى الأمة أن تتقارب في فكرها وفي دعوتها، لأن الدين واحد، والرب واحد لا شريك له.سابعاً: تنقية المجتمعات الاسلامية من البدع والخرافات، والاتجاهات التي من شأنها تفريق الأمة والعمل على إتاحة الفرصة لأعداء الإسلام أن يزعموا أن الإسلام أديان متعددة تختلف باختلاف البلاد والمذاهب والآراء والأفكار.ولا شك أن علاج هذه العلل سيثمر نقاء القلوب وصفاء العقول وشفاء لما في الصدور، فقد اصطفى الله لنا الدين، واختار المنهج القويم، كما قال الله تعالى: )ِانَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(([32]). ثامناً: أن يشكل مجلس عالمي إسلامي من علماء المسلمين بحيث تمثل فيه كل الدول الإسلامية، ويجتمعون ولو مرة في كل عام، على أن يكون التواصل بينهم مستمراً لدعوة الشعوب والحكومات وسائر الدول والمنظمات إلى تكريس الجهود لقيام الوحدة الاسلامية وإعلاء بنائها ووضع الضوابط التي تكفل قيامها وقوتها.ويوم أن تتحد بلاد العالم الإسلامي وتتوحد على هدف منشود تحقق به خيريتها، وتنصر دينها، يومذاك ينصرها الله نصراً مؤزراً ويمكن لها في الأرض لتقيم شريعة الله في الأرض، مؤكدة صلتها به، ومقوية روابطها بالمجتمع، ومدافعة عن دين ربها، آمرة بالمعروف وناهية عن المنكر: ) وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ(([33]). وحدة الأمة الاسلامية في السنة النبويةلقد دعا الإسلام إلى وحدة الأمة الإسلامية، واتضح لنا فيما سبق أن دعوة القرآن الكريم لقيام هذه الوحدة كانت قوية واضحة ومؤكدة.وقد فصلت السنة النبوية المطهرة ما دعا إليه القرآن، ووضحت تأكيد الدعوة إليها وأهمية قيامها. وكان بيان السنة في الجانب العملي، وفي الجانب التوجيهي.فأما الجانب العملي فمنذ أول يوم تحمل فيه الرسول (ص) أعباء الدعوة وهو يقوم بجمع الناس حوله، فدعاهم إلى الإسلام، وجمعهم وهم في بداية الأمر قلة إلى أن كثروا، فكان يجتمع بهم في دار الأرقم إلى أن شاء الله تعالى أن يهاجر، وأن تنهض الدولة الإسلامية، فأقامها على الأسس التي توحدها: بدءاً بالمسجد ثم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وهي التي أقامت في المسلمين أعظم اتحاد، وأكبر صورة من صور التعاون واجتماع الكلمة، ثم المعاهدة التي عاهد فيها جميع سكان المدينة، وشرط لهم وشرط عليهم.ومن الجانب العملي للوحدة؛ العبادات من صلاة وزكاة وصيام وحج.وأما الجانب التوجيهي؛ فقد دعا الرسول (ص) إلى لزوم جماعة المسلمين، ففي الحديث: «ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعهتم، فإن دعاءهم يحيط من ورائهم» رواه البزار.وتؤكد توجيهات الرسول(ص) على أن اتحاد المسلمين فيه قوتهم وعزتهم وبعدهم عن أي عدو، وبعدهم عن الشيطان. عن سعيد بن المسيب(رض) قال: قال رسول الله (ص): «الشيطان يهم بالواحد والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة لم يهم بهم» رواه مالك.ويحذر الرسول(ص) من دعاة الفتنة ومن يحاول أعداء الإسلام أن يجندوه لإحداث شروخ في الأمة وتفريقها، فيقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: «ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع، فاضربوه بالسيف كائناً من كان» رواه مسلم.ويؤكد الرسول(ص) على التحذير من الخروج عن الطاعة ومفارقة الجماعة فيقوله: «من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية» رواه البخاري.بل إنه عليه الصلاة والسلام يبرأ ممن يخرج على الأمة يضرب برها وفاجرها «من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى من مؤمنها، ولا يفي بعهد ذي عهدها؛ فليس مني ولست منه». رواه مسلم.ويضرب مثلاً للمؤمنين في توادهم بالجسد الواحد، حتى يدركوا أهمية اتحادهم فيقول(ص): «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى» رواه البخاري.ويؤكد قوة الأمة باتحادها، وأنهم يصبحون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، فقال(ص): «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا» رواه البخاري.لزوم جماعة المسلمينإن الأمان والاستقرار في لزوم جماعة المسلمين، وإن الخوف وعدم الاطمئنان في اتباع الفرق والجماعات، وتك الخلافات تنخر في جسد الأمة، ولقد كان توجيه السنة في هذا واضحاً حتى في أحلك الأوقات وفي زمان الفتن.عن حذيفة بن اليمان(رض) قال: كان الناس يسألون رسول الله(ص) عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: «نعم». قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: «نعم وفيه دَخَن»، قلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر» قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها»، قلت: يا رسول الله صفهم لنا قال: «هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا». قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم».قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك». رواه البخاري.التحذير من اتباع سنن من قبلنانهى الرسول(ص) عن التقليد الأعمى، ودعا إلى استقلال الشخصية الإسلامية، فلا تفتح الأبواب للأهواء المشبوهة، والضلالات السافرة، ووضح خطورة اتباع الغير بما رواه البخاري عن أبي هريرة(رض) عن النبي(ص) قال: «لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع»، فقيل: يا رسول الله كفارس والروم؟ فقال: «ومن الناس إلا اولئك» رواه البخاري.ويوضح صلوات الله وسلامه عليه ما يؤول إليه حال الأمة في اتباع الغير، حتى لو ساروا في المهالك والمخاطر لسارت الأمة كذلك.عن أبي سعيد الخدري (رض) عن النبي(ص) قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم» قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: «فمن؟» رواه البخاري.الاتحاد على أساس دين اللهأكدت السنة المطهرة على أن يكون أساس اتحاد الأمة الإسلامية هو الدين والكتاب والسنة، عن أبي هريرة(رض) قال: قال رسول الله (ص): «إن الله تعالى يرضى لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاّه الله أمركم، ويكره لكم قيل وقال، إضاعة المال، وكثرة السؤال».م الهوامش :
| |
|