باکیه لفلسطین
عدد المساهمات : 11 تاريخ التسجيل : 20/11/2010
| موضوع: حقيقة الدور الأميركي في الانتخابات المصرية الثلاثاء 07 ديسمبر 2010, 11:18 am | |
|
أعلنت لجنة الانتخابات المصرية 1 كانون الأول (ديسمبر) 2010 عن نتائج الجولة الأولى للانتخابات العامة المصرية، بفوز كبير للحزب الوطني الحاكم وهزيمة كبيرة للأحزاب السياسية المصرية المعارضة: فما هي حقيقة نتائج الانتخابات العامة المصرية؟ وما هي تداعياتها الداخلية والخارجية وعلى وجه الخصوص بالنسبة لفصائل المعارضة الداخلية الرئيسية وبالنسبة لحلفاء مصر الرئيسيين وبالذات الولايات المتحدة الأميركية؟
* مسرح الصراع السياسي المصري: توصيف المعلومات الجارية تقول التقارير والمعلومات الجارية بأن الانتخابات العامة البرلمانية المصرية قد تمت ضمن بيئة سياسية تميزت بالمخاطر وذلك لجهة عمليات التعبئة السياسية السلبية الفاعلة بين أحزاب المعارضة والحزب الحاكم. وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط الآتية:
• جولة الانتخابات الأولى: أعلنت لجنة الانتخابات المصرية العليا النتائج النهائية للمرشحين الفائزين بعضوية مجلس الشعب المصري، وذلك بالنسبة لـ 22 مقعداً جاءت نتيجتها على النحو الآتي: الحزب الوطني الحاكم 209 مقعداً، المستقلين 7 مقاعد، المعارضة 5 مقاعد (منها مقعدان لحزب الوفد وكانت المفارقة في عدم حصول جماعة الأخوان المسلمين على أي مقعد علماً بأنها تمثل الفصيل الرئيسي الأكثر شعبية وكانت تسيطر على 20% من مقاعد مجلس الشعب المصري الأخير).
• جولة الانتخابات الثانية: تم الإعلان يوم الأحد القادم 5/12/2010 موعداً لانعقادها، وذلك بالنسبة للمنافسين حول الـ 283 مقعداً المتبقية، وفي هذا الخصوص فقد أعلنت جماعة الأخوان المسلمين وحزب الوفد عن الانسحاب ومقاطعة جولة الانتخابات. هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الاتهامات المتبادلة تمثلت في الاتجاهات التالية:
- تأكيد الحزب الوطني الحاكم بأن الانتخابات قد تمت بشكل شفاف ونزيه، وبأن المعارضة قد قررت الانسحاب بعد أن تأكد لها بأنها قد انهزمت عبر صناديق الاقتراع.
- تأكيد المعارضة المصرية بأن الانتخابات قد شهدت عمليات تزوير كبيرة غير مسبوقة إضافة إلى قيام الحزب الوطني الحاكم باستغلال أجهزة الدولة لجهة الضغط على المعارضة والرأي العام.
إضافة لذلك، فقد انتقدت المنظمات الدولية غير الحكومية التجاوزات التي حدثت في جولة الانتخابات المصرية العامة، إضافة إلى تصريحات الإدارة الأميركية التي عبرت عن أسف واستياء واشنطن لما حدث في الانتخابات العامة المصرية.
* واشنطن ولعبة الطرف الثالث في الصراع السياسي المصري-المصري سعت واشنطن إلى لعب دور الطرف الثالث في الصراع السياسي المصري-المصري، بشكل استخدمت فيه دبلوماسية وقائية شديدة الازدواج، وفي هذا الخصوص نلاحظ أن الدور الأميركي تميز بالآتي:
- الرصد الجاري لتطورات الوقائع والأحداث. - استخدام الأساليب التدخلية لجهة مخاطبة طرفي الصراع. - إطلاق الأنشطة والمبادرات الساعية لمواجهة جذور المشكلة السياسية المصرية. - استخدام آليات الإنذار المبكر لجهة رصد التحولات الجارية واتجاهاتها. - تنسيق الجهود والضغوط لجهة منع حدوث التحولات السياسية الحرجة. - السعي لمحاصرة الأزمة بحيث تبقى ضمن الساحة السياسية المصرية. وتأسيساً على ذلك، نلاحظ أن أبرز خطوط أو ملامح الموقف الأميركي إزاء الأزمة السياسية المصرية قد تمثلت بالآتي:
• ردود أفعال الحكومة الأميركية: تميزت بالتركيز على ضرورة قيام السلطات المصرية بإجراء الإصلاحات، وعدم استخدام وسائل القمع، إضافة إلى إتاحة إجراء الانتخابات في جو من النزاهة والشفافية واحترام النتيجة النهائية أياً كانت.
• ردود أفعال اللوبي الإسرائيلي: تميز بتوجيه المزيد من الانتقادات للحكومة المصرية الحالية، وعلى وجه الخصوص الرئيس محمد حسني مبارك.
اللافت للنظر، أن موقف الحكومة الأميركية لم يتجاوز حدود التصريحات وتوجيه الانتقادات الرمزية، ولا توجد أي بوادر لاحتمالات قيام الإدارة الأميركية باتخاذ أي إجراءات تمارس من خلالها ضغوطاً متزايدة على النظام المصري، علماً بأن أي ضغوط أميركية مهما كانت مخففة يمكن أن تدفع الحكومة المصرية إلى التراجع وإجراء التعديلات المطلوبة طالما أن القاهرة لن تستطيع تحمل انقطاع المساعدات الغذائية الأميركية لأكثر من أسبوع أو أسبوعين.
أما اللافت للنظر فهو موقف اللوبي الإسرائيلي، فقد تمثلت في وجهات النظر والتحليلات التي ظهرت مؤخراً، ويمكن الإشارة إلى أبرزها على النحو الآتي:
- مصر في الاقتراع: التداعيات بالنسبة للقاهرة وواشنطن: وهو عنوان الندوة التي نظمها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وتحدث فيها الخبراء: دينا غيرغويس، ديفيد شينكر، ليزلي كامبيل. - على مصر الاستفادة من تجربة الأردن في الاقتراع: تحليل تم إعداده بواسطة الخبير ديفيد شينكر ونشرته مجلة ويكلي ستاندرد التابعة لجماعة المحافظين الجدد، وأعيد نشره في الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. - سلسلة أوراق الرصد السياسي مؤخراً معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. تشير المعطيات الواردة في المواد التي ظهرت في مراكز جماعات اللوبي الإسرائيلي، من خلال الخطوط العامة لعملية تحليل المضمون التي انطوت عليه هذه الدراسات والتحليلات إلى الاستنتاجات الآتية:
• رغبة الإدارة الأميركية في الظهور أمام الرأي العام المصري بمظهر الحريص على ضرورة إجراء الإصلاحات السياسية والالتزام بعملية نشر الديمقراطية، ولكن في نفس الوقت، ينطوي هذا الموقف الأميركي على ازدواجية تفيد من جهة إلى عدم ممانعة الإدارة الأميركية في استمرار نظام الرئيس الحالي حسني مبارك، وفي نفس الوقت على حرص الإدارة الأميركية على ضرورة عدم اتساع نطاق المواجهة الداخلية بما يمكن أن يتجاوز الخطوط الحمراء لأمن إسرائيل.
• رغبة خبراء اللوبي الإسرائيلي في الظهور بمظهر الناقد العنيف للنظام المصري ورئيسه وحزبه الحاكم تفيد لجهة تعزيز شعور النظام المصري بالخطر إزاء احتمالات أن تتخلى أميركا عنه بما يدفع القاهرة بالضرورة إلى تقديم المزيد من التنازلات والمزايا الإضافية لتل أبيب.
تشير التسريبات إلى أن النتيجة النهائية للانتخابات العامة المصرية سوف تتضمن حصول الحزب الوطني الحاكم على نسبة 90% من المقاعد تبقى 10% موزعة بين المستقلين وبعض الأحزاب الأخرى، وعلى هذه الخلفية فإن التداعيات خلال فترة ما بعد إعلان نتيجة الانتخابات سوف يتمثل أبرزها في الآتي:
- تزايد التصعيد السياسي في الشارع السياسي المصري بما يؤدي بالمقابل إلى تزايد لجوء السلطات المصرية لاستخدام القوة من أجل احتواء المعارضة. - تزايد وتائر التصعيد السياسي لجهة عرقلة مشروع الحزب الوطني الحاكم المتعلق بانتخاب الرئاسة المصرية والتي قرر الرئيس المصري الحالي محمد حسني مبارك ترشيح نفسه لها، برغم بلوغ عمره 82 عاماً.
ويبقى ما هو مهم متمثلاً في موقف السياسة الخارجية الأميركية المزدوج والذي سوف يسعى للموازنة بين استمرارية السيناريو المعلق، ضمن علاقات توازن قوى تقوم على أساس اعتبارات مطالبة النظام المصري بالإصلاحات، وفي نفس الوقت الدعم اللازم له طوال ما استمر النظام في الالتزام بتقديم الدعم والمساندة ودعم حركة فتح في صراعها مع حركة حماس الفلسطينية، ومساندة مشروع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إضافة إلى التزام الصمت إزاء التحركات الأميركية-الإسرائيلية في اليمن والصومال والسودان | |
|